1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

الآثار الأولية بالأندلس

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص: 202-204

7/11/2022

1780

الآثار الأولية بالأندلس

وقد أفرد ابن غالب في " فرحة الأنفس " للآثار الأولية التي بالأندلس من كتابه مكانا، فقال: منها ما كان من جلبهم الماء من البحر الملح إلى الأرحي التي بطركونة على وزن لطيف وتدبير محكم حتى طحنت به، وذلك من أعجب ما صنع. ومن ذلك ما صنعه الأول أيضا من جلب الماء في البحر المحيط

 (202)

إلى جزيرة قادس من العين التي في إقليم الأصنام، جلبوه في جوف البحر في الصخر المجوف ذعرا في أنثى وشقوا به الجبال، فإذا وصلوا به إلى المواضع المنخفضة بنوا له قناطر على حنايا، فإذا جاوزها واتصل بالأرض المعتدلة رجعوا إلى البنيان المذكور، فإذا صادف سبخة بني له رصيف وأجري عليه، وهكذا إلى أن انتهي به إلى البحر، ثم دخل به في البحر، وأخرج في جزيرة قادس، والبنيان الذي عليه الماء في البحر ظاهر بين، قال ابن سعيد: إلى وقتنا هذا.

ومنها الرصيف المشهور بالأندلس (1) ، قال في بعض أخبار رومية: إنه لما ولي يوليش المعروف بجاشر، وابتدأ بتذريع الأرض وتكسيرها، كان ابتداؤه بذلك من مدينة رومية إلى المشرق منها وإلى المغرب وإلى الشمال وإلى الجنوب، ثم بدأ بفرش المبلطة (2) ، وأقبل بها على وسط دائرة الأرض إلى أن بلغ بها أرض الأندلس وركزها شرقي قرطبة ببابها المتطامن المعروف بباب عبد الجبار، ثم ابتدأها من باب القنطرة قبلي قرطبة إلى شقندة إلى إستجة إلى قرمونة إلى البحر، وأقام على كل ميل سارية قد نقش عليها اسمه من مدينة رومية، وذكر أنه أراد تسقيفها في بعض الأماكن راحة للخاطرين من وهج الصيف وهول الشتاء، ثم توقع أن يكون ذلك فسادا في الأرض وتغييرا للطرق (3) عند انتشار اللصوص وأهل الشر فيها في المواضع المنقطعة النائية عن العمران، فتركها على ما هي عليه. وذكر في هذه الآثار صنم قادس الذي ليس له نظير إلا الصنم الذي بطرف جليقية، وذكر قنطرة طليطلة وقنطرة السيف وقنطرة ماردة، وملعب مربيطر.

قال ابن سعيد: وفي الأندلس عجائب، منها الشجرة التي لولا كثرة ذكر العامة لها بالأندلس ما ذكرتها، فإن خبرها شائع متواتر، وقد رأيت من

(203)

يشهد بخبرها ورؤيتها، وهم جم غفير، وهي شجرة زيتون تصنع الورق والنور والثمر في يوم واحد معلوم عندهم من أيام السنة الشمسية.

ومن العجائب السارية التي بغرب الأندلس، ما يزعم (4) الجمهور أن أهل ذلك المكان إذا أحبوا المطر أقاموها فيمطر الله جهتهم.

ومنها صنم قادس، طول ما كان قائما كان يمنع الريح أن تهب في البحر المحيط فلا تستطيع المراكب الكبار على الجري فيه، فلما هدم في أول دولة بني عبد المؤمن صارت السفن تجري فيه.

وبكورة قبرة مغارة ذكرها الرازي وحكى أنه يقال: إنها باب من أبواب الريح لا يدرك لها قعر.

وذكر الرازي أن في جهة قلعة ورد جبلا فيه شق في صخرة داخل كهف فيه فأس حديد متعلق من الشق الذي في الصخرة، تراه العيون وتلمسه اليد، ومن رام إخراجه لم يطق ذلك، وإذا رفعته اليد ارتفع وغاب في شق الصخرة ثم يعود إلى حالته.

وأما ما أورده ابن بشكوال (5) من الأحاديث والآثار في شأن فضل الأندلس والمغرب فقد ذكرها ابن سعيد في كتابه المغرب،ولم أذكرها أنا، والله أعلم بحقيقة أمرها، وكذلك ما ذكره ابن بشكوال من أن فتح القسطنطينية إنما يكون من قبل الأندلس، قال: وذكره (6) سيف عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه - والله أعم بصحة ذلك - ولعل المراد بالقسطنطينية رومية، والله أعلم.

قال سيف: وذلك أن عثمان ندب جيشا من القيروان إلى الأندلس، وكتب لهم: أما بعد، فإن فتح القسطنطينية إنما يكون من قبل الأندلس، فإنكم إن

 (204)

فتحتموها كنتم الشركاء في الأجر، والسلام، انتهى.

قلت: عهدة هذه الأمور على ناقلها، وأنا بريء من عهدتها، وإن ذكرها ابن بشكوال وصاحب المغرب وغير واحد فإنها عندي لا أصل لها، وأي وقت بعث عثمان إلى الأندلس؟ مع أن فتحها بالاتفاق إنما كان زمان الوليد، وإنما ذكرت هذا للتنبيه عليه، لا غير، والله أعلم.

 

 

__________

(1) ومنها... بالأندلس: سقطت من ق.

(2) ك: المبطلة.

(3) ق: للطريق.

(4) سقطت " ما " من ك.

(5) ما ينقله المقري عن ابن بشكوال إنما هو من كتاب له في تاريخ الأندلس لم يصلنا، وقد وردت هذه الأحاديث في مخطوطة الرباط: 10.

(6) يعني الأخباري " سيف بن عمر " أحد الرواة الذين اعتمدهم الطبري.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي