الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الحاجب المصحفي عن المطمح
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج1، ص:402
4/10/2022
2238
الحاجب المصحفي عن المطمح
وقال الفتح في " المطمح " في حق المصحفي الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي، ما صورته (1) : تجرد للعليا، وتمرد في طلب الدنيا، حتى بلغ المنى، وتسوغ ذلك الجنى، ووصل إلى المنتهى، وحصل على ما اشتهى، دون مجد تفرع من دوحته، ولا فخر نشأ بين مغداه وروحته، فسما دون سابقة، ورمى إلى رتبة لم تكن لنفسه (2) مطابقة، فبلغ بنفسه، ونزع عن جنسه، ولم يزل يستقل ويضطلع (3) ، وينتقل من مطلع إلى مطلع، حتى التاح في أفق الخلافة، وارتاح إليها بعطفه (4) كنشوان السلافة، واستوزره المستنصر، وعنه كان يسمع وبه يبصر، وحجب الإمام، وأسكب برأيه ذلك الغمام، فأدرك لذلك
(402)
ما أدرك، ونصب لأمانيه الحبائل والشرك، فاقتنى اقتناء ؟؟؟؟مدخر، وأزرى بمن سواه وسخر، واستعطفه ابن أبي عامر ونجمه غائر لم يلح، وسره مكتوم لم يبح، فما عطف، ولا جنى من روضة دنياه ولا قطف، وأقام في تدبير الأندلس ما أقام وبرهانه مستقيم، ومن الفتن عقيم، وهو يجري من السعد في ميدان رحب، ويكرع من العز في مشرب عذب، ويفض ختام السرور، وينهض بملك على لبته مزرور، وكان له أدب بارع، وخاطر إلى نظم القريض (5) مسارع، فمن محاسنه التي بعثها إيناس دهره وإسعاده، وقاله حين ألهته سلماه وسعاده، قوله:
لعينيك في قلبي علي عيون (6) ... وبين ضلوعي للشجون فنون
نصيبي من الدنيا هواك، وإنه ... غذائي، ولكني عليه ضنين وستأتي هذه الترجمة من المطمح الصغير إن شاء الله تعالى بما فيه بعض زيادة ونقصان في الباب الرابع.
__________
(1) المطمح: 4 - ونقل ابن عذاري بعض هذه الترجمة 2: 379 وصدرها بقوله: قال ابن بسام.
(2) المطمح: لبنيته.
(3) ك: يستفل ويطلع.
(4) في الأصول: إليه معظمها.
(5) هذه رواية المطمح، وفي المقري: البديع.
(6) في الأصول: شجون.