x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

طبيعة الأندلس

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:198-202

15-7-2022

1772

سائر حيوانات الأندلس وطيورها

ويكون بالأندلس من الغزال والأيل وحمار الوحش وبقره وغير ذلك مما يوجد في غيرها كثير (1) ، وأما الأسد فلا يوجد فيها البتة، ولا الفيل والزرافة

(198)

وغير ذلك مما يكون في أقاليم الحرارة، ولها سبع يعرف باللب (2) أكبر بقليل من الذئب في نهاية من القحة، وقد يفترس الرجل إذا كان جائعا.

وبغل الأندلس فارهة، وخيلها ضخمة الأجسام، حصون للقتال لحمها الدروع وثقال السلاح والعدو في خيل البر الجنوبي.

ولها من الطيور الجوارح وغيرها ما يكثر ذكره ويطول، وكذلك حيوان البحر، ودواب بحرها المحيط في نهاية من الطول والعرض.

قال ابن سعيد: عاينت من ذلك العجب، والمسافرون في البحر يخافون منها لئلا تقلب المراكب، فيقطعون الكلام، ولها نفخ بالماء من فيها يقوم في الجو ذا ارتفاع مفرط.

[أنواع الأفاويه فيها]

وقال ابن سعيد: قال المسعودي في مروج الذهب: في الأندلس من أنواع الأفاويه خمسة وعشرون صنفا: منها السنبل، والقرنفل، والصندل، والقرفة، وقصب الذريرة، وغير ذلك.

وذكر ابن غالب أن المسعودي قال: أصول الطيب خمسة أصناف: المسك، والكافور، والعود، والعنبر، والزعفران، وكلها من أرض الهند، إلا الزعفران والعنبر، فإنهما موجودان في أرض الأندلس، ويوجد العنبر في أرض الشحر.

قال ابن سعيد: وقد تكلموا في أصل العنبر (3) ، فذكر بعضهم أنه عيون تنبع في قعر البحر يصير منها ما تبلعه الدواب وتقذفه. قال الحجاري: ومنهم من قال: إنه نبات في قعر البحر.

وقد تقدم قول الرازي إن المحلب - وهو المقدم في الأفاويه، والمفضل في

 (199)

أنواع الأشنان - لا يوجد في شيء من الأرض إلا بالهند والأندلس.

قال ابن سعيد: وفي الأندلس مواضع ذكروا أن النار إذا أطلقت فيها فاحت بروائح العود وما أشبهه، وفي جبل شلير أفاويه هندية.

[ثمارها وفواكهها]

قال: وأما الثمار وأصناف الفواكه فالأندلس أسعد بلاد الله بكثرتها، ويوجد في سواحلها قصب السكر والموز، المعدومان (4) في الأقاليم الباردة، ولا يعدم منها إلا التمر، ولها من أنواع الفواكه ما يعدم في غيرها أو يقل، كالتين القوطي والتين الشعري (5) بإشبيلية.

قال ابن سعيد: وهذان صنفان لم تر عيني ولم أذق لهما منذ خرجت من الأندلس ما يفضلهما، وكذلك التين المالقي والزبيب المنكبي والزبيب العسلي والرمان السفري (6) والخوخ والجوز واللوز، وغير ذلك مما يطول ذكره.

[معادنها وأحجارها وقرمزها]

وقد ذكر ابن سعيد أيضا أن الأرض الشمالية المغربية فيها المعادن السبعة، وأنها في الأندلس التي هي بعض تلك الأرض، وأعظم معدن للذهب بالأندلس في جهة شنت ياقوه قاعدة الجلالقة على البحر المحيط، وفي جهة قرطبة الفضة والزئبق، والنحاس في شمال الأندلس كثير، والصفر الذي يكاد يشبه الذهب، وغير ذلك من المعادن المتفرقة في أماكنها.

 (200)

والعين التي يخرج منها الزاج في لبلة مشهورة، وهو كثير مفضل في البلاد منسوب، وبجبل طليطلة جبل الطفل الذي يجهز إلى البلاد، ويفضل على كل طفل بالمشرق والمغرب.

وبالأندلس عدة مقاطع للرخام، وذكر الرازي أن بجبل قرطبة مقاطع الرخام الأبيض الناصع (7) والخمري، وفي ناشرة مقطع عجيب للعمد، وبباغه من مملكة غرناطة مقاطع للرخام كثيرة غريبة موشاة في حمرة وصفرة، و غير ذلك من المقاطع التي بالأندلس من الرخام الحالك والمجزع.

وحصى المرية يحمل إلى البلاد فإنه كالدر في رونقه، وله ألوان عجيبة، ومن عادتهم أن يضعوه في كيزان الماء.

وفي الأندلس من الأمنان التي تنزل من السماء القرمز الذي ينزل على شجر البلوط فيجمعه الناس من الشعرا ويصبغون به، فيخرج منه اللون الأحمر الذي لا تفوقه حمرة.

[مصنوعاتها]

قال ابن سعيد: وإلى مصنوعات الأندلس ينتهي التفضيل، وللمتعصبين لها في ذلك كلام كثير، فقد اختصت المرية ومالقة ومرسية بالوشي (8) المذهب الذي يتعجب من حسن صنعته أهل المشرق إذا رأوا منه شيئا، وفي تنتالة من عمل مرسية تعمل البسط التي يغالى في ثمنها بالمشرق، ويصنع في غرناطة وبسطة من ثياب اللباس المحررة الصنف الذي يعرف بالملبد المختم ذو الألوان العجيبة، ويصنع في مرسية من الأسرة المرصعة والحصر الفتانة الصنعة وآلات الصفر والحديد من السكاكين والأمقاص المذهبة وغير ذلك من آلات العروس

 (201)

والجندي ما يبهر العقل، ومنها تجهز هذه الأصناف إلى بلاد إفريقية وغيرها. ويصنع بها وبالمرية ومالقة الزجاج الغريب العجيب وفخار مزجج مذهب، ويصنع بالأندلس نوع من المفصص (9) المعروف في المشرق بالفسيفساء ونوع يبسط به قاعات ديارهم يعرف بالزليجي (10) يشبه المفصص، وهو ذو ألوان عجيبة يقيمونه مقام الرخام الملون الذي يصرفه أهل المشرق في زخرفة بيوتهم كالشاذروان، وما يجري مجراه.

[الأسلحة]

وأما آلات الحرب من التراس والرماح والسروج والألجم (11) والدروع والمغافر فأكثر همم أهل الأندلس - فيما حكى ابن سعيد - كانت مصروفة إلى هذا الشأن، ويصنع منها في بلاد الكفر ما يبهر العقول، قال: والسيوف البرذليات مشهورة بالجودة، وبرذيل: آخر بلاد الأندلس (12) من جهة الشمال والمشرق، والفولاذ الذي بإشبيلية إليه النهاية، وفي إشبيلية من دقائق الصنائع ما يطول ذكره.

 

__________

 (1) ك: مما لا يوجد... كثيرا.

(2) هو ما يسمى بالإسبانية (Lobo) وباللاتينية (Lupus)، وقد أطلق الاسم علما على كثير من الرجال المترجم بهم في كتب التراجم الأندلسية.

(3) انظر مختلف الأقاويل في أصل العنبر في ابن البيطار 3: 134.

(4) ك: ويوجدان.

(5) ك: السفري.

(6) الرمان السفري: حدث الخشني (قضاة قرطبة): 32 كيف دخل الأندلس، وقال إن الذي زرعه رجل امه " سفر " ، وهذا الرمان عرف بالإسبانية باسم (Zafari).

(7) ك: الناصع اللون.

(8) ك: بالموشى.

(9) ك: المفضض.

(10) هو ما يسمى بالإسبانية: (Azulejo)؛ وفي ق: بالزلنجي، وهو خطأ.

(11) ج: واللجم.

(12) ق ط ج: آخر الأندلس.