اخبار الصادق (عليه السلام) واخباره بما هو كائن
المؤلف:
محمد بن محمد بن النعمان المفيد
المصدر:
الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة:
ص402-405.
17-04-2015
4547
وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الاصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين : اخبرني عمر بن عبدالله العتكى قال : حدثنا عمربن شيبة، قال : حدثني فضل بن عبدالرحمن الهاشمي، وابن داحة قال أبوزيد : وحدثني عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة، قال : حدثنى الحسن ابن ايوب مولى بني نمير عن عبد الأعلى بن أعين قال : وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبى الكرام الجعفري عن أبيه قال : وحدثني محمد بن يحيى عن عبدالله بن يحيى، قال : وحدثني عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي (عليه السلام) عن أبيه وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين ان جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالا بواء وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، وأبو جعفر المنصور وصالح بن علي، وعبدالله بن الحسن، وابناه محمد وإبراهيم، ومحمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان، فقال صالح بن علي : قد علمتم انكم الذين يمد الناس إليهم أعينهم وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه اياها من أنفسكم، وتواثقوا على ذلك حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين :
فحمدالله عبدالله بن الحسن وأثنى عليه، ثم قال : قد علمتم ان ابني هذا هو المهدى فهلم فلنبايعه، قال ابوجعفر : لأي شيء تخدعون أنفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أصور اعناقا ولا أسرع اجابة منهم إلى هذا الفتى يريد به محمد بن عبدالله، قالو : قد والله صدقت، ان هذا الذي نعلم، فبايعوا محمدا جميعا ومسحوا على يده، قال عيسى : وجاء رسول عبدالله بن الحسن إلى أبى ان اثتنا فانا مجتمعون لأمر، وارسل بذلك إلى جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، وقال غير عيسى : إن عبدالله بن الحسن قال لمن حضر : لا تريدوا جعفرا فانا نخاف أن يفسد عليكم أمركم، قال غير عيسى بن عبدالله بن محمد : فأرسلني أبى أنظر ما اجتمعوا له، فجئتهم ومحمد بن عبدالله يصلى على طنفسة رحل مثنية، فقلت لهم ارسلني أبى إليكم أسئلكم لأي شيء اجتمعتم، فقال عبدالله : اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبدالله، قال : وجاء جعفر بن محمد (عليهما السلام) فأوسع له عبدالله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه، فقال جعفر (عليه السلام) : لا تفعلوا فإن هذا الامر لم يأت بعد، إن كنت ترى يعنى عبدالله ان ابنك هذا هو المهدى فليس به، ولا هذا أوانه، وان كنت إنما تريدان تخرجه غضب الله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فانا والله لا ندعك، فأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الامر؟ فغضب عبدالله وقال : لقد علمت خلاف ما تقول، ووالله ما اطلعك الله على غيبه، ولكنه يحملك على هذا الحسد لأبنى، فقال : والله ما ذاك يحملني، ولكن هذا واخوته وأبنائهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العباس، ثم ضرب بيده على كتف عبدالله بن الحسن، وقال : أيها والله ماهي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم، وإن ابنيك لمقتولان، ثم نهض وتوكأ على يد عبدالعزيز بن عمر ان الزهري فقال : أرأيت صاحب الرداء الاصفر يعنى أبا جعفر؟ فقال له : نعم، فقال : انا والله نجده يقتله، قال له عبدالعزيز : أيقتل محمدا؟ قال : نعم فقلت في نفسي : حسده ورب الكعبة قال : ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما، قال : فلما قال جعفر ذلك نهض القوم وافترقوا وتبعه
عبدالصمد وأبو جعفر فقالا : يا أبا عبدالله أتقول هذا؟ قال : نعم أقوله والله وأعلمه.
قال أبو الفرج : وحدثني علي بن العباس المقانعي قال : أخبرنا بكار بن أحمد قال : حدثنا حسن بن حسين، عن عنبسة بن نجاد العابد، قال : كان جعفر بن محمد (عليهما السلام) اذا راى محمد بن عبدالله بن الحسن تغر غرت عيناه بالدموع، ثم يقول : بنفسي هو، ان الناس ليقولون فيه وانه لمقتول؟ ! ليس هو في كتاب علي (عليه السلام) من خلفاء هذه الامة.
وهذا حديث مشهور كالذي قبله، لا تختلف العلماء بالآثار في صحتهما، وهما مما يدلان على امامة أبى عبدالله الصادق (عليه السلام)، وان المعجزات كانت تظهر على يده لأخباره بالغائبات و الكائنات قبل كونها، كما كان يخبر الانبياء (عليهم السلام)، فيكون ذلك من آياتهم وعلامات نبوتهم و صدقهم على ربهم عزوجل.
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة