علي بن جعفر وابو الحسن
المؤلف:
الشيخ عباس القمي
المصدر:
منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة:
ج2,ص214-216.
17-04-2015
4377
انّ عليّ بن جعفر سيد جليل القدر عظيم الشأن شديد الورع عالم كبير راو للحديث كثير الفضل، و قد ادرك الامام الجواد (عليه السلام) بل أدرك الامام الهادي (عليه السلام) على قول صاحب عمدة الطالب و توفي في زمانه، و كان دائما مع أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) و يأخذ معالم الدين منه، و من بركاته مسائل عليّ بن جعفر المتداولة في الأيدي التي ذكرها العلّامة المجلسي في المجلد الرابع من البحار، و وصف جلالته لا يتحملها هذا المختصر، و قد مدحه جميع علماء الرجال مدحا كثيرا.
روى الشيخ الكشي انّه : دنا الطبيب ليقطع له للإمام محمد الجواد (عليه السلام) العرق، فقام عليّ بن جعفر فقال : يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك، قال : قلت : يهنئك هذا عمّ أبيه، قال : فقطع له العرق ثم أراد أبو جعفر (عليه السلام) النهوض فقام عليّ بن جعفر فسوّى له نعليه حتى لبسهما مع انّ عليّ بن جعفر كان في ذلك الوقت شيخا محترما بينما الامام الجواد (عليه السلام) شاب حديث العهد .
و روى الشيخ الكليني عن محمد بن الحسن بن عماد انّه قال : كنت عند عليّ بن جعفر بن محمد (عليه السلام) جالسا و كنت أقمت عنده سنتين اكتب ما سمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه السلام) المسجد مسجد رسول اللّه فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبّل يده و عظّمه.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : يا عمّ اجلس رحمك اللّه، فقال : يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم؟ فلمّا رجع عليّ بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبّخونه و يقولون : أنت عمّ أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل؟
فقال : اسكتوا إذا كان اللّه عز و جل و قبض على لحيته لم يؤهّل هذه الشيبة و أهّل هذا الفتى
و وضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟ نعوذ باللّه مما تقولون بل أنا له عبد .
يقول المؤلف : يظهر من هذين الحديثين مدى معرفة هذا الرجل العظيم بامام زمانه و كفى ذلك فضلا و شرفا، و اشتبه موضع قبره هل هو في قم أو في العريض التي تبعد عن المدينة بفرسخ و الذي كان فيه مسكنه و مسكن ذريّته، و قد ذكرنا في هديّة الزائرين ما يخصّ هذا المقام فليراجع.
قال صاحب روضة الشهداء : اما عليّ العريضي فكنيته أبو الحسن و كان عالما كبيرا، فقد أباه في صغره و أخذ العلم من أخيه موسى الكاظم (عليه السلام) ، و ينسب إلى عريض و هي قرية تبعد عن المدينة بأربعة أميال، و له أولاد كثيرون و هم العريضيون، عقبه من أربعة أولاد : 1- محمد 2- أحمد الشعراني 3- الحسن 4- جعفر، أما جعفر الأصغر فعقبه من عليّ ابنه و قد خفي أمره.
و يحتمل انّ القبر الذي بقم لعليّ المذكور، امّا قوله بانّ عقب عليّ من أربعة أولاد فهو خلاف ما نقل، لانّ العالم الفاضل الجليل السيد مجد الدين العريضي استاذ الشيخ أبي القاسم المحقق الحلّي ينتهي نسبه إلى عيسى بن عليّ بن جعفر الصادق (عليه السلام) فهو مجد الدين عليّ بن الحسن بن ابراهيم بن عليّ بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عيسى بن عليّ العريضي صاحب المسائل عن أخيه الكاظم (عليه السلام) ابن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) .
و الحسن بن عليّ بن جعفر والد عبد اللّه بن الحسن العلوي الذي هو من مشايخ الشيخ الجليل عبد اللّه بن جعفر الحميري في طريقه إلى مسائل عليّ بن جعفر يروي عن جدّه عليّ بن جعفر، و اعلم انّ في بعض كتب الانساب انّ فاطمة الكبرى بنت محمد بن عبد اللّه الباهر بن الامام زين العابدين (عليه السلام) كانت زوجة عليّ العريضي.
و اعلم انّ بقم قبر أحد أحفاد عليّ بن جعفر (رحمه اللّه) المعروف بالشرف و الجلالة و هو أحمد بن القاسم بن أحمد بن عليّ بن جعفر الصادق (عليه السلام) و قبره مزار كافة الناس في المقبرة القريبة من القلعة في بقعة قديمة مضى على بنائها اكثر من سبعمائة سنة، و الظاهر انّ أخته فاطمة مدفونة عنده .
و في تاريخ قم : كان أحمد بن القاسم مفلوجا و عنينا، و قد عمي بسبب الجدري فلمّا مات دفن بمقبرة مالون و قبره يزار و كان عليه سقيفة فلمّا جاء أصحاب خاقان المفلحي في سنة 295هـ إلى قم رفعوا السقيفة فتركت زيارته مدّة إلى أن رأى بعض صلحاء قم في المنام في سنة 371هـ انّ ساكن هذه البقعة رجل فاضل و في زيارته ثواب عظيم فبنى قبره بالخشب، و جدّد و اصبح يزار و قال بعض الثقات : كان يأتي إليه أصحاب الأمراض المزمنة و المعلولون فيحصلون على الشفاء ببركته .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة