الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
شعراء العصر الأموي بالنظر الى أغراضهم
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص241-242
22-03-2015
2351
اذا اعتبرنا شعراء هذا العصر بالنظر الى أغراضهم، رأيناها تختلف عن أغراض الشعراء الجاهليين اختلافا كثيرا.. فقد كانت الأكثرية في ذلك العصر للأمراء والفرسان المحاربين، واكن عددهم بضعة وأربعين شاعراً، فصاروا في العصر الأموي قليلين لاشتغال الفرسان والكبراء بأعمال الدولة ولذهاب بعض الاريحية البدوية من نفوسهم بالحضارة. وقد ظهرت آثار الحضارة في الشعر الاموي بكثرة العشاق واهل الغزل، وكانوا في الجاهلية 6 فصاروا 21 ونشأت طائفة من الشعراء السكيرين واهل الخلاعة عددهم 6، ولم يكن منهم في الجاهلية الا القليل.
على ان الاكثرية في العصر الاموي لطبقة من الشعراء سميناهم (شعراء السياسة) لاشتغالهم بالدفاع عن الاحزاب التي قام النزاع بينها على السيادة في ذلك العصر، واكثرهم طبعا بجانب الامويين لأنهم اقوى الاحزاب. ويليهم الخوارج، والعلويون، وغيرهم.
ويقسم العصر الاموي بالنظر الى اغراض شعرائه الى ثلاثة أدوار:
الدور الاول : منذ بدء الدولة الأموية (سنة 41 هـ) الى ذهاب آل معاوية بخلافة مروان بن الحكم سنة 64هـ، ومعظمه في زمن معاوية. ويجوز ان نسميه (دور معاوية). وشعراء هذا الدور لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليدين، وكانت الدولة
الاموية في ايامهم لم ترسخ قدمها بعد .. فكان نحو نصفهم يخالفون سياسة معاوية وخلفائه ويطعنون فيه، وبعضهم يجاهرون بعدوانه انتصارا للأنصار او العلويين.
الدور الثاني: من خلافة مروان بن الحكم (سنة 64هـ) الى خلافة يزيد بن عبد الملك (سنة 101هـ) وخلفاء هذا الدور: مروان وابنه عبد الملك، فالوليد، فسليمان، فعمر بن عبد العزيز. ولكن معظمه في زمن عبد الملك بن مروان، بحيث يصح ان ينسب اليه .. فيقال (دور عبد الملك). وفي ايامه اختلفت الاحزاب، وتعدد طلاب الخلافة، ونشبت الحروب، وراجت سوق الشعر لجمع الاحزاب او تفريقها. وأكثر شعراء العصر الاموي نبغوا في هذا الدور وبلغ عددهم فيه نحو المائة، وفيهم شعراء السياسة وشعراء الغزل والادب وغيرهم.
الدور الثالث: من ولاية يزيد بن عبد الملك (سنة 101هـ) الى انقضاء الدولة الاموية (سنة 132هـ). وفيه تضخمت الدولة وركن اهلها الى الترف والقصف. ومن خلفائها يزيد بن عبد الملك العاشق المتيم صاحب حبابة وابنه الوليد بن يزيد الخليع المفتون، والناس على دين ملوكهم. وعدد الشعراء الذين نبغوا في هذا العصر نحو عدد شعراء الدور الاول، واكثرهم من عشراء السوء وأهل الرخاء والترف.