
للصوم ثلاث درجات:
الأولى: صوم العموم: وهو كفّ البطن والفرج عن قضاء الشهوة، وهذا لا يفيد أزيد من سقوط القضاء والاستخلاص من العذاب.
الثانية: صوم الخصوص: وهو الكفّ المذكور، مع كفّ البصر والسمع واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن المعاصي، وعلى هذا الصوم تترتّب المثوبات الموعودة من صاحب الشرع.
الثالثة: صوم خصوص الخصوص: وهو الكفّان المذكوران، مع صوم القلب عن الهمم الدنيّة، والأخلاق الرديّة، والأفكار الدنيويّة، وكفّه عمّا سواه بالكليّة، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر في ما سوى الله واليوم الآخر، وحاصل هذا الصوم اقبال بكنه الهمّة على الله، وانصراف عن غير الله، وتلبّس بمعنى قوله تعالى: ﴿...قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ...﴾، وهذا درجة الأنبياء والصدّيقين والمقرّبين، ويترتّب عليه الوصول إلى المشاهد واللقاء، والفوز بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جامع السعادات، العلامة محمد مهدي النراقي، المصحّح محمد رضا المظفر، الجزء الثالث، المقصد الخامس.