1

مراتب اليقين والإيمان لأهل الآخرة

بقلم: الشيخ عبد الله الجوادي الأملي.

 

ينقسم الناس بالنسبة للآخرة إلى ثلاثة أصناف: فصنف منهم يؤثرون الحياة الدنيا على الاخرة ويشترونها بثمن باهض الا وهو تضييع السعادة الأبدية: { فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 37 - 39]. { أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ } [البقرة: 86]. هؤلاء هم ضيقوا الأفق ممن لم يشاهدوا ولم يختاوا غير الدنيا، والذين يأمر اله سبحانه رسوله الكريم (عليه السلام) بالإعراض عنهم: { فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ } [النجم: 29، 30] وصنف آخر من الناس يكونون تارة من أهل الدنيا، وتارة من أهل الآخرة: { خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا } [التوبة: 102]. كما أن صنفاً منهم بعزوفهم عن مظاهر الدنيا الخداعة فقد رجحوا الآخرة على الدنيا وانتخبوها: { الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ } [النساء: 74].

ولما كانت الآخرة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: جهنم، والجنة، والرضوان: { وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ } [الحديد: 20] فإن لإيمان أهل الآخرة مراتب أيضأ: فيقين فريق منهم منحصر في نطاق الخوف من جهنم، ومبلغ سعيهم هو في كيفية الخلاص من لهيب نيرانها، وفريق آخر فاق هؤلاء، حيث إنهم يعتقدون بنعيم الجنة أيضاً، ولهذا فهم يسعون لنيله. اما الفريق الثالث، الذي هو ارفع من سابقيه، فإن يقينهم بالآخرة هو في إطار المقام المنيع للقاء الحق تعالى، ولا يتحدد في الخوف من جهنم، ولا في الشوق إلى الجنة.

إن انتفاع الفريق الثالث من القرآن هو أقصى ما يكون الانتفاع. وهؤلاء راضون عن الله، والله سبحانه وتعالى راض عنهم أيضا: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22] . فالشخص الذي لا يرى في مر الشدائد حلاوة، وهو يحس بقسوتها وإيلامها، إلاً أنه يعض على الجراح ويصبر عليها، أو يرى في عدم نيل الرفاهية والحيوية مشقة وعذاباً، ولكنه يصبر على هذا العذاب، فمثل هذا الشخص لم يبلغ مقام الرضوان الرفيع، وإن جوهر ذاته ليس مرضياً عند الله قهراً. لذا فمقام الرضا الشامخ مخصص للفريق الثالث.

معنى (العِلم المصبوب)

تنزيه الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) عن الوزر

تنزيه نبي الله يونس (عليه السلام) عن الظلم

رأي شيخ المحدّثين الصدوق (رضوان الله عليه) حول سهو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)

لماذا وقع التشابه في القرآن الكريم؟

لماذا تخصيص العشيرة بالدعوة؟!

الصلاة البتراء

حكم آل داود منسوخ فكيف يحكم المهدي به؟!

تنزيه نبي الله يعقوب (عليه السلام) عن الحزن المكروه

معنى: (إنّ الله خلق آدم على صورته)

ما المقصود من خزائن الله تعالى؟

المقصودُ من وداعِ شهرِ رمضانَ

الفهم الخاطئ للقضاء والقدر

ما المانع من وجود آلهة یتعاونون على تسییر شؤون الکون؟

ما الفرق بين كتاب علي ومصحف علي؟ وما الفرق بين مصحف علي ومصحف فاطمة؟

ليلة الجهني

1

المزيد
EN