1

بمختلف الألوان
حاول بنو أُميَّة (لعنهم الله) بكلِّ ما يملكون من تجبّر وطغيان إركاع الثورة الحسينية بإركاع رموزها، وما انفكوا يقرعون طبول الغدر والخيانة ليجتمع الناس حولهم بغية ردع الثورة وقهر الثوار، ولكنَّ مشيئة الله كانت هي الأقوى لإعلاء كلمة الحقِّ ونصرة الدين وفضح الباطل، ومن الرموز التي حاول الأُمويون قهرها... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
الإمام الحسين (عليه السلام) و"الليل الجمل": بين المحنة والتمحيص
عدد المقالات : 28
قراءة روحية في أعظم لحظة فداء ووفاء . حينما قال الإمام الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء :
هذا الليلُ قد غشيكم فاتخذوه جملًا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرّقوا في سواد هذا الليل،
لم يكن يخاف الموت، ولا يشكّ في ثبات أصحابه، بل كان يخاطب التاريخ، ويكتب وصية الوعي للأحرار في كل العصور .
أولًا: هل كان الإمام يختبر أصحابه
نعم، ولكن ليس اختبار الخائف من خيانة، بل اختبار التمييز بين الذهب والنحاس، بين الصحبة واليقين، بين الرفقة والمبدأ. الإمام الحسين أراد أن يترك الباب مفتوحًا للانسحاب، لا لأنهم لا يستحقون، بل لأن كربلاء لا تحتمل إلا أهل اليقين التام، الذين لا يذهبون إلى الموت إلا وهم يرونه حياة.
وقد أجاب أصحاب الإمام الحسين بأجمل ردّ في تاريخ البطولة: يا أبا عبد الله، لو قُطّعنا وأُحرِقنا ثم نُشرنا، لما تركناك.
كانوا يعرفون إلى أين يذهبون، ولم يكونوا بحاجة إلى ضوء القمر، فقد أضاءت قلوبهم بنور الولاء .
ثانيًا: هل كان الإمام يخاف عليهم
بل كان يحبهم حتى أكثر مما يحب نفسه. كان يرى وجوهًا تشتاق إلى الشهادة، لكنه أراد أن يمنحهم الخيار الحر الكامل. فـكربلاء ليست فرضًا، بل دعوة للعروج. الإمام يعلم أن شهادته قدر، ولكن شهادتهم أمانة، فلا يريد أن يحملهم شيئًا فوق طاقتهم. وقد كان بإمكانه أن يُبقيهم معه بسلطان الإمام، لكنه آثر أن يحررهم، ليرتقي الموقف من التضحية إلى العشق .
ثالثًا: الغاية العظمى من هذا الموقف
الحسين عليه السلام أراد أن يصنع الأمة من جديد، لا أن يصنع معركة فقط.
أراد أن يربّي رجالًا لا يُشترون، ونساءً لا يخشين الأسر. أراد أن يعلن أمام العالم أن الحق لا ينتصر بالكثرة، بل بالثبات.
أراد أن يترك مدرسةً لا تقف عند كربلاء، بل تُعيد تشكيل الأحرار في كل زمان.
وها نحن نراه قد نجح: لم يبقَ من يزيد إلا اللعنة، وبقي الإمام الحسين صوتًا لا يُطفأ، وقبلةً لا تبرد، ورايةً لا تسقط.
رابعًا: العراقيون... أحفاد من لم يأخذ الليل جملاً حين قال الإمام الحسين هذا الليل فاتخذوه جملاً، اختار أصحابه البقاء واليوم، اختار العراقيون الطريق نفسه : في مواجهة الاحتلال والغزو الفكري ، لم يأخذوا الليل جملاً، بل قاتلوا في الظلام كأصحاب بدر .
في مواجهة الإرهاب، لم يهربوا، بل قدّموا أبناءهم شهداء كما قدم أصحابه أولادهم .
في خدمة زوّار الحسين عليه السلام، لم يتراجعوا، بل فتحوا القلوب قبل البيوت، وصرخوا: "لبّيك يا حسين"، كما صرخ أنصار الطف .
في كل فتنة وظلام، أثبت العراقيون أنهم أبناء من أبوا أن يخذلوا الإمام الحسين .
العراق، الذي ظنّ الطغاة أن يركعوه، ابقى كربلاء حيّة .
كل مدينة فيه تحمل روح العباس عليه السلام ، وكل أمّ فيه زينب عليها السلام ، وكل شاب فيه علي الأكبر عليه السلام ، وكل قلب فيه عاشوراء.
لا يزال الإمام الحسين يردّد في قلوب الأحرار: هذا الليل فاتخذوه جملاً،
فما أكثر الليالي التي تخيّرنا بين الفرار والصمود . لكننا تعلمنا من الإمام الحسين أن لا نأخذ الليل جملاً، بل نركبه إلى الفجر . وهكذا، يبقى الحسين عليه السلام إمام وقبلة العاشقين، والإكسير الأعظم للنفوس، ويبقى العراق، الوطن الذي لم يتعب من اختيار الشهادة، لأنه الوطن الذي ولد من ضلع الإمام الحسين .
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 7 ايام
2025/07/27م
بقلم زيد علي كريم الكفلي حين يضحي الحسين عليه السلام بأغلى ما يملك هنا تدرك إنه هو النفس المطمئنة، نفس تجلت بصبره ورضاه لقضاء الله وقدره، فلا يزعزها خوف ولا يطغى عليها طمع... نفس هادئة في كل أحوالها، وحتى قبيل استشهاده عليه السلام أستقبلها بابتسامة مميزة لتلاقي ربها راضية مرضية. مضت أعواما وما زالت... المزيد
عدد المقالات : 88
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/23م
اهتم البابليون بالنجوم ودرسوها، وأطلقوا عليها أسماء مختلفة، بعضها مرتبط بالآلهة والبعض الآخر بوصف الظواهر الطبيعية. كان علم الفلك البابلي متقدما جدا، وترك بصمة كبيرة على العلوم الفلكية اللاحقة. أمثلة على أسماء النجوم عند البابليين: النجوم المرتبطة بالآلهة: *-نجم المشتري: مرتبط بالإله مردوخ. *-نجم... المزيد
عدد المقالات : 48
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/22م
السرّ الذي تُخفيه الخرائط وتفضحه السماء . العراق ليس مجرّد قطعة أرضٍ على الخارطة، بل هو جسرٌ بين السماء والأرض، ومرآةُ التاريخ حين يشعّ، وموضعُ أقدام الأنبياء ، وهو ذاكرةُ الدم المقدّس والكتاب والقيامة . ليس غريبًا أن يُستهدف، بل العجب أن يتركه الطامعون وشأنه؛ فالعراقُ ليس بلداً عادياً، بل هو الجرح... المزيد
عدد المقالات : 28
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/20م
الاجازة الدراسية تعني تفرغ الموظف للدراسة تفرغا تاما بغية الحصول على الشهادة المتعاقد عليها ، وهي تمنح براتب تام ، والراتب التام يشمل الراتب الاساسي للموظف اي راتب الدرجة والمرحلة التي هو فيها تضاف اليه المخصصات الثابتة التي تمنح بقوة القانون وتلتصق بالراتب الاساسي وتدور معه بقاء وزوالا . هذا ومن... المزيد
عدد المقالات : 142
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/08/01م
في زمانٍ غلب عليه الانحراف عن آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتسلط فيه الطغاة الأمويون على مقاليد الدين والسياسة، انبرى الشاعر الكميت بن زيد الأسدي ليكون لسان الحق في وجه الباطل، ولسان الولاية في وجه النفاق، فكانت قصائده وثائق أدبية ومواقف عقائدية تسكن في ضمير الأمة وتنبض بحب محمد وآل محمد. ومن... المزيد
عدد المقالات : 28
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/20م
أيّها المغترّ بهم رويداً لا عجبَ أن يتبدّلَ رأي الإنسان ويتغيّرَ نظرُه، فإنّ من طبع العقل النقيّ أن يُراجع، ومن دأب النفس الباحثة أن تُنقّب، ومن شأن الموضوعيّ أن لا يستحيي من التحوّل إذا لاح له الحقّ وتجلّى له الصواب. ولا ريب أنّ هذا التبدّل يُعدّ من الحُسن إذا كان انتقالاً من ظلمات الضلال إلى... المزيد
عدد المقالات : 137
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
عندما نفكر في الكون، أول سؤال قد يخطر على بالنا هو: كم عمره وكيف يمكن أن نقيس حجمه في الواقع هذان السؤالان هما من أعقد الأسئلة التي تحاول علم الكونيات الإجابة عليها، والسبب يعود إلى أن الكون ليس مجرد مكان ساكن، بل هو كيان يتغير باستمرار، يتوسع... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثلاثون: الفيزياء تتأمل في وعيها الضائع الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 28/7/2025 المشاكل التي نناقشها هنا تتجاوز مجرد مسألة "لغة" نستخدمها لوصف الأشياء. صحيح أن هناك قضايا لغوية فمثلًا، يمكننا أن نصف آلة... المزيد
هي تلك الطاقة المتولدة اما طبيعياً من سقوط المياه من المنحدرات والمرتفعات العالية كالشلالات والمساقط المائية ، أو صناعياً من المياه المتدفقة من الخزانات والسدود ، وللمناخ دور مهم في وفرة هذا النوع من مصادر الطاقة ، إذ ليس كل دول العالم تتوافر... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/07/29
أصدر قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة دليلًا قصصياً بعنوان "المهمة وقصص أخرى". ويضمّ الكتاب الذي أشرف على...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
2025/07/29
( خيرٌ من الخيرِ فاعله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com