Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الطفل في رحاب القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام 3

منذ 3 سنوات
في 2023/02/23م
عدد المشاهدات :1548
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد؛
الطفولة هي الحجر الأساس في بناء كل المجتمعات، والطفل هو الثروة الحقيقية لأية أمة، كما أن مرحلة الطفولة من أهم وأخطر مراحل التكوين ونمو الشخصية، وبخاصة في السنوات الخمس الأولى، وقد عني القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام بالطفل والطفولة أيما عناية، وقد تقدم الكلام في المبحث الأول -الطفل منة من الله عزوجل- ويقع الكلام في:
المبحث الثاني: مراعاة إنسانية الطفل وفاعليته في الوجود.
المطلب الأول: تحقيق إنسانية الطفل ومشهده في الوجود.
الطفل هو إنسان وله حقوق خاصة به، وله كامل الحق بأن يعترف به في الوجود الإنساني، الطفل ليس ملكية خاصة للوالدين وليس موضوعاً لا حيلة له، وقد أخذ من الاهتمام والعناية البالغة شيئاً كثيراً في القرآن الكريم ومدرسة اهل البيت عليهم السلام.
والقرآن الكريم قد حذر من ظاهرتين: الأولى، الوأد التي كانت سائدة في الجزيرة العربية آنذاك في موضعين جاءا بصيغة مُنفرة مهُولة، تجرّد صاحبها من الرأفة الإنسانية، وتبين أنه يئد إنسانيته كذلك، قال تعالى:{وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ}45، وقال تعالى: {وإذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}46، والآية الكريمة تصور أحوال الناس في الجاهلية تجاه الطفلة الأنثى، فهم مترددون بين أمرين: إما إبقاء الطفلة حيةً على مضض، أو دفنها حيةً، والتعبير (يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) يوحي بالمبالغة في القتل والوأد.
والثانية، قتل الابناء مخافة الفقر، فالطفل ليس عبئاً ثقيلاً على الأسرة والمجتمع حتى يتم التخلص منه، قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}48.
وهي الوصية الثالثة التي يبيّنها سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة، حيث بيّن المولى عزوجل في هذه الآيات من سورة الانعام أصول الفضائل وقواعد الأخلاق، وهي الوصايا العشر فيها، وهي:
1 - ألا تشركوا به شيئا.
2 - وبالوالدين إحسانا.
3 - ولا تقتلوا أولادكم من إملاق-أي بسبب الفقر والحرمان- لأننا نحن نرزقكم وإياهم.
4 - ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن- أي لا تقربوها فضلا عن أن لا ترتكبوها-.
5 - ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق فلا تسفكوا الدماء البريئة، ولا تقتلوا النفوس التي حرم الله قتلها إلا ضمن قوانين العقوبات الإلهية.
6 - ولا تقربوا ما اليتيم إلا التي هي أحسن حتى يبلغ أشده -فلا تقربوا مال اليتيم إلا بقصد الإصلاح حتى يبلغ أشده ويستوي-.
7 - وأوفوا الكيل والميزان بالقسط فلا تطففوا ولا تبخسوا.
8 - وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى فلا تنحرفوا عن جادة الحق- عند الشهادة أو القضاء أو أمر آخر حتى ولو كان على القريب، فاشهدوا بالحق، واقضوا بالعدل.
9 - وبعهد الله أوفوا ولا تنقضوه.
10 - وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.
والكلام في الوصية الثالثة من المحرمات المتقدمة، فإنه عزوجل حرّم قتل الأولاد من قبل ذويهم بسبب فقرهم، لأنه هو سبحانه الذي يرزقكم وإيّاهم تبعاً.
والإملاق الإفلاس والافتقار، يقال أملق الرجل اذا أفتقر49.
وقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيرا}50.
قال صاحب المواهب رضوان الله تعالى عليه:
"في الآية الكريمة اختلف في تقديم رزق الأولاد على رزق الوالدين عكس الآية السابقة، ولعله يرجع الى الفقر الواقع والمتوقّع، ولكن لا فرق بينهما في تعليل النهي، فإنه عزوجل قد ضمن رزق العباد في كلتا الحالتين مع توفر الشروط والأسباب من العبد"51.
ويستفاد من هذه الآيات أن العرب في العهد الجاهلي لم يقتصروا على قتل البنات ووأدهن بسبب بعض العصبيات الخاطئة فحسب، بل كانوا يقتلون أولادهم الذين كانوا يعدون ثروة كبرى في المجتمع يومذاك، وذلك بسبب الفقر وخشيتهم من الفاقة، والله سبحانه وتعالى يلفت نظرهم إلى إن مائدة النعم الإلهية واسعة، يستفيد منها حتى أضعف الموجودات، ولكن هذا العمل الجاهلي - وللأسف البالغ - يتكرر الآن في عصرنا في صورة أخرى، إذ نلاحظ كيف يعمد الناس إلى قتل الأطفال الأبرياء وهم أجنة عن طريق الإجهاض، إنَّ قتل الجنين في رحم أمِّه يساوي في الحكم قتل الآخرين، ودية قتله كدية قتل الكبار، أيَّا كان القاتل، أبوه أو أمه - مثال ذلك أن تشرب الأم دواءاً أو تعمل عملاً يسبب اسقاط الجنين-.
وقد ورد النهي في روايات أهل البيت عليهم السلام عن ذلك بالإضافة لما ورد في الآيات الكريمة المتقدمة، فعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: المرأة تخاف الحَبَلَ فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها، قال: لا، فقلت: إنّما هو نطفة، فقال: إنّ أوّل ما يخلق نطفة52.
هذا، وقد رغَّب القرآن بالمولود الأنثى، وبين أنه ربما كان أفضل من المولود الذكر بكثير، وربما فاقه ومازه، وهذا يتضح لنا في قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ}53 .
وبتأمل الجملة المعترضة (والله أعلم بما وضعت) يتبين تعظيم شأن هذا المولود الأنثى الذي جهلت السرَّ الإلهي فيه، فالذي خلقها وصوّرها، وهو الله سبحانه وتعالى أعلم بها بما تحمل من الأسرار وعظائم الأمور، التي ربما لا تكون ممكنة في المولود الذكر التي كانت ترجوه، وأن الطفل لا ينبغي أن يحكم عليه لمجرد جنسه، فليس الجنس عائقاً للرقي في الرتبة الإيمانية، وليس مانعاً من الكمالات العقلية والنفسية، وعلى هذا الأساس لم يفرق القرآن بين المولود الأنثى والمولود الذكر في الإنسانية.
قال صاحب المواهب رضوان الله تعالى عليه:"(وَلَيْسَ الذَّكَرُ)، الذي كانت امرأة عمران ترجوه وتتمنّاه، لأن يكون خادم البيت الشريف ورسولاً، (كالأنثى) التي وضعتها التي لا تقدر أن تقوم بما وقع النذر المحرّر لأجله، ولكن يبقى هنا شيء، وهو أن مقتضى القواعد الأدبية المتعارفة أنّ في مقام نفي التشبيه تدخل كلمة التشبيه على الأفضل لا المفضول، بخلاف المقام حيث دخلت على الأنثى، وهي مفضولة بالنسبة الى الذكر.
ولعل السرّ في ذلك كمال هذه المرأة وعلوّ شأنها ومنزلتها عند الله تعالى، بحيث إنّها تكون أفضل من كثير من الرجال"54.
ويروي لنا أصحاب الحديث أنه قد ولد لرجل من أصحاب أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) مولود أنثى، (فدخل على أبي عبد الله عليه السلام فرآه متسخطا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أرأيت لو أن الله تبارك وتعالى أوحى إليك أن أختار لك، أو تختار لنفسك ما كنت تقول قال كنت أقول يا رب تختار لي. قال [عليه السلام] فإن الله قد اختار لك. ثم قال عليه السلام: إن الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى عليه السلام وهو قول الله عز وجل " فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " أبدلهما الله به جارية أي بنت- ولدت سبعين نبيا)55.

حرره الأحقر السيد عبدالله مرتضى محمد تقي الحسيني آخر شهر رجب الاصب 1444هـــــ.
المصادر:
45- سورة التكوير، الآيتين 8-9.
46- سورة النحل، الآيتين 58-59.
48- سورة الأنعام، الآية 151.
49- مختار الصحاح، ص633.
50- سورة الاسراء، الآية 31.
51- مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، سماحة السيد عبد الأعلى السبزواري(رض): ج14ص452.
52- الوسائل، الحر العاملي (رض): ج۲۹، ص۲۶، ب ۷ من قصاص النفس، ح ۱.
53- سورة آل عمران، الآية 36.
54- مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، سماحة السيد عبد الأعلى السبزواري(رض): ج5ص290، 329.
55- جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي : ج ٢١ ص ٣٠٦، والآية 81 من سورة الكهف.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ يومين
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ يومين
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ يومين
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )