كان نقش خاتـم السيّـدة فاطمة الزهـراء عَليها السّلام :
"أمِــنَ المُتوَكِّـلون"
التوكّل هو إظهار العجز في الأمر والاعتماد على غيرك.[١] ذكر الشيخ محمد مهدي النراقي (ره) في جامع السعادات أن التوكل هو التبری من کل حول و قوة، والاعتماد على حول الله وقوّته، وأن لا مؤثر في عالم الوجود إلا الله .وأنه لیس وراء منتهی قدرته قدرة، ولا وراء منتهی علمه علم، ولا وراء منتهی عنایته عنایة. فمن اعتقد ذلک اتکل قلبه لا محالة علی اللّه وحده، ولم یلتفت إلی غیره، و لا إلی نفسه أصلا.[٢] وكذلك ذكر العلامة الطباطبائي (ره) أنَّ التوكل هو إرجاع أمر التأثير إلى الله تعالى وحده.[٣] وقد أورد الشيخ الصدوق(رض) في كتابه معاني الأخبار حديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) جاء فيه أنَّ التوكل أن يعلم الإنسان أن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، وأن لا يخاف غير الله ولم يطمع في أحد سوى الله.[٤]

وقد ذُكرت في بعض الآيات والروايات الآثار المترتبة للتوكل على الله، فعلى سبيل المثال ورد في الآية الثالثة من سورة الطلاق أن من يتوكل على الله فهو حَسبُه[٥]، وكذلك أکّدت بعض الأحاديث أيضاً على أهمية التوكل وأمرت به مستندة في ذلك على هذه الآية.
وجاء في حديث عن الإمام علي (عليه السلام ) : من توكّل على اللّه هانت له الصّعاب وتسهّلت عليه الأسباب[٦].

و يعتقد علماء الأخلاق واستنادا الى قوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ[٧]،أنَّ الشخص الذي يتوكل على الله تعالى يبقى دائماً عزيز لا يُذل[٨]. ولذا ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: من أراد أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله.[٩]
المصادر:
١- ابن فارس، معجم مقايس اللغة، ج 6، ص 136.
٢- النراقي، جامع السعادات، ج 3، ص 219 ــ 220.
٣- الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 78.
٤- الصدوق معاني الأخبار، ص 261.
الكافي، الكليني، ج 2، ص 63 ــ 65.
٥-الطلاق : ٣
٦- تميمي آمدي، غرر الحكم ودرر الكلم، ص 197.
٧-الأنفال: 49.
٨- الغزالي، إحياء علوم الدين، ج 4، ص 260.
٩- فقه الرضا، ص 358.