يا حسين...
حول جدثِكَ الطاهرِ.. الزائرونَ كأنّهمْ كواكبٌ من نورٍ ..
حيدر عاشور
أظلُ في محيطٍ ما رأيتُ، وذاكرتي تُسقط ما فيها من ذكريات.
الزمان: كان الخوف يملأ النفوس.
المكان: تحت قبة سيد الشهداء.
المنظر: الضريحُ شبهُ فارغٍ من الزائرين فالفجرُ بعيد، ومنتصفُ الليل اذن بصلاتِهِ في فضاءاتِ الضريح السماوية.. والزائرون كأنهم كواكبٌ سيارةٌ من نور تدور حول الجدث المقدس، نورهم يتلألأ بلونِ السماء.. دقّقت النظر هل أنا في حِلم او حقيقة.. هل هم ملائكة أم بشر.. المشهدُ يتكرر، وطوافهم يزداد في كل دورة خلال الليل، وأنا انزوي في ركن الضريح، أُداري وجعي وخوفي، وأخفي وجهي كي يبقى رأسي على كتفي بتهمة العشق الموروث عن أجدادي، وما يسري في دمي من الحب الهي...
تبت يدا الباغي وتب هذا الخوف في داخلي، قلبي بدأ يضخ من اعماقهِ سيلاً من الغضب.. ما ان وقفت شعرتُ ان شخصا يقف خلفي يمس بيده على كتفي، وحَطتْ حدقاتي على جمال وجهه الصبوح، وهو يقول: طال انتظارك.. كأنني أعرفه، رأيته ولكن لا اتذكر ما اسمه ..
- سأعطيك عيني لكي ترى، ولكنك لن ترَ ما أرى، وكن مواظبا على صلاة الفجر في ركن الامام وأنت القادم من تخوم الحياة نحو مصب الآخرة...ابتسمَ ورحلَ بعد ان وضعَ بيدي كيساً اخضر فيه (مسبحة وتربة).
فتحت عيني على عجالة ونهضت مسرعاً ابحثُ عما حولي، فمن الصعوبة ان لا افهم ما يجول في روحي، فغالبا ما انساها وهي نائمة وجثتي تقرأ وترى وتتحدث وتكتب، ومن الصعوبة ان افهم ماذا كنت ان أفعل، كل الذي ادركته مباشرة صوت السماء من منائر كربلاء يقول: (ان الله وملائكته يصلون على النبي).. تمسحّت بماء الفرات بعض أوجاعي، وذكريات وآهات سنين، التي تركت في النفس والروح والجسد علامات بارزة، وكانت مكافئتي ان أكون دائماً في فضاءات الضريح المقدس اصلِ من اجل شفاء الروح.







وائل الوائلي
منذ 23 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN