Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
القوامة

منذ 5 سنوات
في 2020/08/28م
عدد المشاهدات :2460
بسم الله الرحمن الرحيم
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }ً (النساء/34).
مسالة القوامة وسلطة الزوج من أهم المواضيع التي ينادي بها دعاة حقوق المرأة فما هي وما أبعادها في الاسلامة وما أثارها الاجتماعية
القوامة في مفهومها الحقيقي هي عملية تنظيميّة للشراكة الزّوجيّة، وهي مسؤولية يتحمل كل من الزوجين تكاليفها كلّ يقوم بوظائفه المنوطة بهم وللقوامة مقاصد شرعية تتمثّل في حفظ مقصد حدود الله عز وجل من الانتهاك، وبالتالي حفظ عرض المرأة وكرامتها وتنظيم الجانب المؤسسي والمالي للأسرة، وكذا تحقيق مقصد التكافل الأسري في الإسلام. لكن للأسف في واقعنا اليوم تظافرت أسباب عدّة أدّت إلى ضعف القوامة في العالم الإسلامي عموما، وفي المجتمع ، أبرزها: اتّكالية الرّجل بسبب عمل زوجته واستغلالها، وكذا علمنة أفكار المرأة بشتّى الوسائل واتّخاذه وسيلة لتحطيم كيان الأسرة المسلمة. ولأجل القضاء على هذه الظاهرة، لابّد من تكاتف جهود كلّ المؤسّسات من الأسرة إلى المسجد إلى المدرسة، إلى الجامعة ...، حتّى تعود الأسرة المسلمة إلى نبعها النّقي الصافي، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقضي على كثير من الآفات الاجتماعيّة الّتي كاد المجتمع الإسلامي
يعترض المخالفون للشريعة الإسلامية على مبدأ القوامة الذي يطلق البعض عليه لفظ "قيمومية " قاصدين بذلك تعريف القوامة بأنها " تقييم دور الرجل " ، فيتساءلون: " إن هذه الحقوق الممنوحة للزوج والتي تدعم هذه السلطة أعطته إياها النصوص القرآنية أو أنها تشكل تحديداً " لحالات واقعية " تترجم فكرة " الدور " الخاص بالرجل والذي لا بد من حمايته " .
إن التخليط في فهم مفهوم القوامة إنما يعود لاعتبارهم رئاسة الرجل على المرأة رئاسة تقوم على الاستبداد والظلم ، بينما هي في الحقيقة رئاسة رحمة ومودة وحماية من الخوف والجوع ، إنه لو كان في الأمر استبداد وتسلط من الرجل على المرأة لكان يحق للرجل أن يمد يده إلى مال زوجته أو يمنعها من أن تتاجر بمالها والإسلام يمنعه من ذلك ويجعل للمرأة ذمة مالية خاصة.
إن هذه القوامة مبنية على كون الرجل " هو المكلف بالإنفاق على الأسرة ، ولا يستقيم مع العدالة في شيء أن يكلَّف فرد الإنفاق على هيئة ما دون أن يكون له القيام عليها والإشراف على شئونها .
الزوج ملزم بالعمل والمرأة ليست كذلك ، إذا أحبت عملت وإذا كرهت جلست يُنظر في بعض أوساط النسويات العربيات إلى قوامة الرجال على النساء، بوصفها لونا من ألوان تكريس الذكورية في المجتمعات الإسلامية، التي تخول الرجال حق ممارسة دور المتسلط في البيت انطلاقا واستنادا إلى ذلك الحق الذي منحه لهم الشرع الإسلامي.وهذا عكس المعنى الكلاسيكي الذي تبينه المشروحات الدينية
وبإزاء مسالك القراءات التقليدية المعروفة للنصوص الدينية المتعلقة بالنساء من جهة، والقراءات الحداثية التي تدير ظهرها للتراث وتقطع معه بصورة جذرية، فإن ثمة من يدعو إلى طريق ثالث يتمثل بالدعوة إلى إعادة قراءة تلك النصوص الدينية لاعادة الفهم الصحيح للنص
فالرجال يمكن أن يكونوا مفضلين على النساء بمعيار آخر، والنساء يكن مفضلات على الرجال بمعيار آخر، وحسب القرآن فإن أهم المعايير لتقييم الإنسان ذكرا كان أم أنثى: التقوى والعمل الصالح، والآية القرآنية واضحة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}، هذه هي الأفضلية وليس بالسلطة أو بأفضلية مطلقة".
إذن القوامة كاستبداد وتسلّط طغت على التفسيرات الفقهية لبعض المتشددين دينيا ومتحجرين فكريا، وترسّخت في الذهنيات والأعراف حتى الآن، فهذا هو الذي جعل آيات المساواة وآيات العدل، وآيات المساواة والمعايير الأخرى كلها تُلغى بمنظومة القوامة" على حد قولها.
مفهوم القوامة بأنه يعني "مسؤولية الرجل عن تدبير شؤون زوجته، والقيام بما يصلحها، وتشمل قيادة الأسرة والواجبات التي كُلف بها الرجل من إنفاق ورعاية، وحماية وصيانة لها، فالرجل قائم على الأسرة، مسؤول عن الزوجة، يجب عليه القيام بما أمره الله به من واجبات شرعية تجاه زوجته وأسرته من مصالح وتدبير ورعاية وتوفير احتياجاتها وغيرها من الأمور".
القوامة حينما أعطيت للرجل كان المقصود منها تكليفه بمسؤولية الأسرة، وليس الهدف منها تفضيله، فهي قوامة تكليف وتشريف، لكن الممارسات الخاطئة لبعض الرجال، والضغط الاجتماعي إضافة إلى جهل الكثيرين لمفهوم القوامة ومقصد الشارع منها، كل ذلك أدّى إلى تسلط بعض الرجال على النساء، وامتهانهن والتحكم بهن بطريقة سلبية".

في حال تعسف الزوج في استعمال حق القوامة، فللزوجة أن تحاوره وتناقشه، فإن أصر الزوج على تصرفاته وأفعاله فلها أن تلجأ إلى أهل الخير والإصلاح من أقارب الزوج وأصدقائه لإفهامه ونصحه، وفي حالة أدّى تعسف الزوج إلى حرمان المرأة من حقوقها كالنفقة والمسكن الشرعي، فلها الحق بالمطالبة بذلك عبر اللجوء للمحاكم الشرعية".
القوامة تعني القيام بأمر المرأة والسهر على راحتها، والعناية بها، فهي إذن ـ أي القوامة ـ تكليف لا تشريف، فالرجل مكلف وملزم بالعمل والإنفاق على المرأة (أختا، بنتا، أما، زوجة) وإن كان فقيرا، لكنها ليست ملزمة بشيء من ذلك وإن كانت غنية، فإن فعلت ذلك فيكون تصدقا منها عليه وعلى أبنائهما".
فمن جعل القوامة سبيلا للتملك، وسببا للتسيد والرياسة والقهر والتسلط فقد أبعد النجعة كما تقول العرب، وقد حدث هذا حين اختلطت مفاهيم الإسلام العظيم بقيم البداوة ورواسب الجاهلية، وحين امتزجت بالعادات والتقاليد والأعراف، حتى استقرت تلك الأخيرة في أذهان الكثيرين على أنها هي الإسلام وليست كذلك".
لقد أوضحت السيرة النبوية وأكدت على عدم تمييز الناس على أساس الجنس أو اللون أو النوع في كثير من الأحاديث والمواقف.
مما لا شك فيه أن القوامة التي شرعها الله في كتابه العزيز تكليف ومسؤولية، وكان الرجال يقومون بها على أكمل وجه حتى خرجت المرأة للعمل، في بداية الأمر لم نواجه تعقيدا في مفهوم القوامة، لأن المرأة تعمل وتعين زوجها، وكلاهما سعيد بأن الخير لهما ولأولادهما".
لكن المشكلة تفاقمت عندما صار المجتمع من حولنا يحاكي المجتمعات الغربية في سلوكه دون بنيته، في سلوكه أي بجعل الوظائف الرائجة للنساء، وسوق العمل يختلق فرصا للنساء أكثر منها للرجال، ولم يتغير في بنيته إذ إننا مسلمون ننظر للحياة بمنظور الدين، أي أن المتوقع من الرجل هو القوامة الكاملة، فوقع الرجل بين فكي الرحى، قلة فرص العمل، وواجب القوامة" وفق تعبيرها.
وهو ما حمل المرأة على تغيير نظرتها للرجل، بإقناع نفسها أنها هي المنفقة كذلك، وهي المربية للأولاد، وهي التي تدير شؤون المنزل، وهو جالس على هاتفه، كل دوره أنه ذهب للعمل الذي تقوم هي بمثله أو ربما بما هو أصعب منه".
وهو نتيجة لكل هذا "فقد استلب قدرا من قوامة الرجل، والتي انحسرت في حجم إنفاقه الذي يقل عن حجم إنفاقها أحيانا، وصارت لها هي كذلك درجة إذ إنها إلى جانب الإنفاق قلّ أو كثر تربي وتدبر وتتابع الدراسة، فباتت تطرح وبكل أسف ومع طغيان المعايير المادية السؤال التالي: ماذا يقدم لي الرجل لأخضع له".
من الخير للمرأة أن تقبل بقوامة الرجل عليها، ولا تعاند ذلك وترفضه، "فهذه فطرتك، فلا تعانديها فتشقي، وهذه سعادته فلا تحرميه منها فيشقيك" مضيفة أنه "وبنظرة للمجتمع الغربي الذي تفتنكم النظرة إليه، فإن المرأة هناك تتمنى لو نالت ما نلناه نحن المسلمات، هي هناك مسكينة، تتحمل نفسها حتى آخر نفس، وكم رأيت منهن من يغبطن المسلمات، بل كم رأيت منهن من دخلت الإسلام من باب الانبهار بمبدأ قوامة الرجل الذي يجعلها قريرة العين، مجبورة الخاطر، إن كسبت مالا أو لم تكسب فهي مكفولة محمولة مدى عمرها من أب وأخ وزوج وابن".
يُشار إلى أن مفهوم القوامة بمعناه القرآني الأصيل إنما يعني "تكليف الرجل بتدبير شؤون البيت، وتحميله مسؤولية إدارته، باعتبار البيت مؤسسة قائمة بذاتها كغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى التي يلزمها لكي تكون ناجحة في إدارة شؤونها أن يتولى ذلك القوي الأمين القادر على رعاية مصالحها، وتحقيق غاياتها، من غير أن تُتخذ القوامة ذريعة لتسلط الرجال على النساء، أو فرض إرادتهم عليهن بالقوة".
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 3 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 3 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 3 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )