استذكاراً للرزية الكبرى التي حلّت بالأمة الإسلامية بفقد وديعة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء "عليها السلام"، التي أفجعت قلوب المؤمنين جميعاً، شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف ولمدة ثلاثة أيام مجالس العزاء والتأبين بهذه المناسبة الأليمة، بمشاركة خطيب المنبر الحسيني سماحة السيد عبد النافع الموسوي، واستعرض خلال محاضراته القيّمة المكانة الدنيوية والأخروية للسيدة الزهراء "عليها السلام"، والبعد الرسالي الذي رسمته بجهادها المرير وصبرها الناجم عن قوة الإيمان وشدة الإخلاص المستمد من أبيها سيد الأنبياء والمرسلين النبي محمد "صلّى الله عليه وآله وسلم" وزوجها يعسوب الدين وقائد الغرّ المحجلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام".
كما أشار سماحته في جانب آخر من محاضراته إلى الدروس الأخلاقية والتربوية المستخلصة من عفاف الصديقة الطاهرة "عليها السلام" وأبعادها الإنسانية الإيمانية والرسالية والاجتماعية، وأثرها الفاعل في مواجهة التيارات والأفكار والثقافات المنحرفة، مؤكداً على ضرورة اقتداء المرأة المسلمة بالهيبة الفاطمية والتأسي بها.
وأعقب ذلك إلقاء القصائد الرثائية باستضافة نخبة من رواديد مدينة الكاظمية المقدسة الذين عبروا عن عِظم هذه المصيبة التي تجدّدت فيها أحزان أهل البيت "عليهم السلام" ومواليهم وأتباعهم.
من الجدير بالذكر تواصل فرق السلامة العامة في العتبة الكاظمية المقدسة وبتوجيه من الأمين العام الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري بحملات تعفير موقع إقامة المجالس العزائية وجميع أرجاء الصحن الكاظمي الشريف، وذلك لخلق بيئة مناسبة وتأمين الحماية الصحية اللازمة للمشاركين في العزاء ولزائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".