إن الإنسان مهما بذل من جهود في سبيل الحصول على ذريّة صالحة : من عملٍ بكل آداب ليلة الزفاف ، ومستحبات الإرضاع ، وآداب التربية ؛ ولكن يبقى احتمال انحراف مسيرة الولد وارداً ؛ نتيجة تأثرة بالمجتمع الخارج عن الأسرة : كالمدرسة ، ووسائل الإعلام ، والفضائيات ؛ لذا فإنه من الخطأ تعويل الأبوين على جهودهما في تربية الولد.. نحن لا نعلم بالضبط ما الذي جرى لابن نبي الله نوح (عليه السلام)، فنوح (عليه السلام) هو من أنبياء أولي العزم ، ومن الأنبياء العظام ، ومن المؤكد أنه لم يقصّر في تربية ولده ، ولقد كان حريصاً على نجاته حتى وهو يغرق ، كما ورد في القرآن الكريم: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} [هود: 42]..   ومن الممكن القول بأن أصدقاء السوء ؛ هم الذين جعلوه ينحرف عن شريعة أبيه !..