المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاتّجاه الاجتماعيّ في تفسير القرآن
2024-10-07
نماذج تطبيقيّة للاتّجاه الاجتماعيّ
2024-10-07
أبرز التفاسير الاجتماعيّة
2024-10-07
أبرز التوجّهات الاجتماعيّة
2024-10-07
اهتمامات الاتّجاه الاجتماعيّ
2024-10-07
مرض تبرقش الخيار الأخضر Cucumber green mottle
2024-10-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تربية الاولاد على الإسلام والأخلاق  
  
2676   01:32 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص101-102
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

يجب أن يكون هدفنا الأساسي من تربيتنا لأولادنا أن نعلمهم الإسلام بكل أحكامه ومفاهيمه وعقائده كي ننجي أهلنا من النار لأن هذا هو تكليفنا الذي كلفنا به الله سبحانه وتعالى, وإذا لم نقم به نكون مأثومين وسيحاسبنا الله سبحانه وتعالى على ذلك, ودليلنا على ذلك ما قاله الله عز وجل في كتابه الكريم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:6]. ويتضح من الآية الكريمة... إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نمارس عملية تربية لأولادنا يكون هدفها أن نمنع أولادنا من السير في طريق جهنم التي أعدها الله سبحانه وتعالى للكافرين والمنافقين والعصاة الفاسدين, وندفعهم نحو الجنة التي أعدها الله للمؤمنين المتقين.

وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه لما نزلت هذه الآية قال الناس : كيف نقي أنفسنا وأهلينا ؟ قال الإمام الصادق (عليه السلام):(اعملوا الخير وذَكِروا به أهليكم وأدبوهم على طاعة الله)(1) .

فالمطلوب أولا أن نعمل نحن بالخير ثم نأمر أهلنا به فنرشدهم الى طاعة الله مما يؤدي الى حمايتهم من النار التي وقودها الناس والحجارة. ونكون سببا لدخولهم الجنة كما ورد في الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال:(لا يزال المؤمن يرث أهل بيته العلم والادب الصالح, حتى يدخلهم الجنة (جميعا) حتى لا يُفقد فيها منهم صغيرا, ولا كبيرا, ولا خادما, ولا جارا, ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السيء حتى يدخلهم النار جميعا, حتى لا يفقد فيها منهم صغيرا ولا كبيرا, ولا خادما ولا جارا)(2) .

وهذا الحديث يدل على عمق اثر التربية على كامل أفراد الأسرة, فقد تكون سببا لدخولهم جميعا الجنة, كما قد تكون سببا لدخولهم جميعا النار, لذا لا بد من أن يضع الإنسان المؤمن نصب عينيه أن يؤدب أولاده بأدب الإسلام وأخلاقه, ويعلمهم مفاهيمه وأحكامه, ويرشدهم الى عقيدته الصائبة الحقة, ويحضنهم من الانحراف والتأثر بما قد يواجهونه في مجتمعهم .

_____________

1ـ مستدرك الوسائل ج12 ، ص201.

2ـ نفس المصدر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.