قال تعالى :

{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات : 20 ، 21]

يقوم الجريب الدرقي بإفراز الهرمون الدرقي ، ذلك الهرمون الذي تختلف الحاجة اليه باختلاف الاشخاص ، كما تختلف عند الشخص  الواحد باختلاف ظروفه . ونتيجة لسيطرة الغدة الدرقية على مستوى النشاط الاستقلابي فان هذا يجعلها عرضة لتأثير عوامل مختلفة / مثل : الطعام – الحالة العاطفية والنفسية – الفعالية الجسدية والفعالية العقلية – الحرارة المحيطة – الفصل السنوي – الضغط الجوي – الطفولة والصبا والشيخوخة . وحينما يطرأ على أحد هذه العوامل ما يستدعي تغيراً في الافراز الدرقي ، تتداخل آنئذ في احداث هذا التغيير ثلاثة عوامل ، هي :

1- العامل العصبي .

2- العامل الغدّي .

3- العامل الكيميائي .

وحين تنشأ المنبهات العصبية تنتقل الى العصبية تنتقل الى مفر الغدة النخامية (Pituitary glan) الامامي ، فيرد على ذلك بإفراز الهرمون الحاث لإفراز الدرق ، وهذا يؤثر على الدرق محدثاً ثلاثة افعال :

1- زيادة عدد الخلايا الدرقية العاملة وحجومها.

2- زيادة الخواص الافرازية.

3- زيادة سرعة انطلاق الهرمونات الدرقية من الغراء الدرقي.

هذا وان هذه الافعال التي تنظمها النخامي ، لا تتبع المنبهات العصبية فحسب ، بل يمكن لها ايضا ان تتأثر بعوامل اخرى  ، اهمها كمية الهرمون الدرقي المتشكل ، وكمية اليود المتوفرة .. يتضح مما سبق العلاقة الوثيقة بين المفرزات النخامية والمفرزات الدرقية ، التي ينتهي تأثيرها المتبادل الى التوازن الذي ينظم افراز الهرمون الدرقي بالكمية اللازمة دون أية زيادة او نقصان . وفي ذلك مظاهر من الاعجاز الالهي الذي يترفع عن الصدفة والحادثة ، ليكتمل نظاماً معجزاً فوق تصور البشر ، وفوق مقدرة عقولهم المحدودة.