المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



رسالة الامومة  
  
2852   11:38 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص113-114
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2017 1996
التاريخ: 11-8-2018 1639
التاريخ: 23-9-2018 1800
التاريخ: 11-1-2016 2568

نعت دور الام بالرسالة يخلع عن هذا الدور بعده الغريزي المحض , وان تضمنه , ويسبغ عليه ابعادا اخرى اكثر حساسية واهمية في الحياة الانسانية , الامر الذي يوقع الكثير من الامهات في التقصير او القصور عن اداء هذا الدور المعقد ... فهل يقودنا ذلك الى الاعتقاد بوجوب فتح نوع خاص من المدارس والجامعات للتخصص في الامومة ؟ ... الحقيقة ان الامومة ليس علما خاصا بذاته , لأنها دافع غريزي للعطاء بلا حدود , وفيض محبة وعاطفة ... ولكنها ليست ذلك فقط , بل هي اكثر من ذلك , انها وظيفة اعداد الانسان , الامر الذي يفتر قبل كل شيء الاعتراف بإنسانية المرأة , ويستلزم فتح افاق الحياة الواسعة امامها كي تحقق تكاملها الشخصي الذي تستطيع به بناء الانسان , والا فان اي انتقاص من انسانية المرأة بعزلها عن الحياة ويعيقها عن اداء دورها كام حقيقية , بل يساعدها في اقصى الاحتمالات على حفظ حياة مخلوق بشري لا يمكن الجزم بانتسابه الى الانسانية .. اعداد الام ... يعني اذا اعداد الانسان الكائن الحي , واي درس في اسس اعداد ذاك الانسان الرسالي هو تبسيط واختزال , وبالتالي فان المرأة لا تحتاج الى اكثر من النجاح في مدرسة الحياة بكل جوانبها , كي تصبح اما صالحة لإعداد انسان صالح في ما بعد .. فالأمومة ليست وظيفة تؤدى , بل هي دور ورسالة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.