المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الرجال و الحديث والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 5930 موضوعاً
علم الحديث
علم الرجال

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
هل النبي صلى الله عليه واله مبعوث على الملائكة ؟
2024-04-20
هل الملائكة معرضة للموت ؟ وما آخر من يبقى من الخلق ؟
2024-04-20
الدفن وما يتعلق به من أحكام القبور
2024-04-20
المفروض من الأكفان
2024-04-20
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قيس بن سعد بن عبادة.  
  
4466   11:21 مساءاً   التاريخ: 24-12-2015
المؤلف : السيد على خان المدنى.
الكتاب أو المصدر : الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة
الجزء والصفحة : 334.
القسم : الرجال و الحديث والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015 2838
التاريخ: 7-9-2017 2409
التاريخ: 22-7-2017 1170
التاريخ: 2023-10-21 454

(قيس بن سعد بن عبادة) يكنى أبا عبد الملك وقيل أبا الفضل وقيل أبا عبد الله وأبا القاسم وهو من كبار الصحابة أيضا كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير شهد مع النبي صلى الله عليه وآله المشاهد كلها وكان حامل راية الأنصار مع رسول الله أخذ النبي الراية من أبيه ودفعها إليه فكان حامل رايته صلى الله عليه وآله وكان شيخا كريما شجاعا أصلع طويلا جدا أمد الناس قامة يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان الأرض وما في وجهه طاقة شعر وكان يسمى خصى الأنصار وكانت الأنصار تقول وددنا لو إنا نشتري لقيس بأموالنا لحية وكان مع ذلك جميلا. وذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه انه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد وكلهم قد نصر رسول الله وفيهم قيس بن سعد بن عبادة وكان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي صلى الله عليه وآله من العصر الأول ممن كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم وكان شبر الرجل منهم يقال انه مثل ذراع أحدنا وكان قيس وسعد أبوه طولهما عشرة أشبار بأشبار أنفسهم ويقال ان من العشرة خمسة من الأنصار وأربعة من الخزرج ورجلا من الأوس وكان من دهات العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والشجاعة والسخاء وكان شريف قومه غير مدافع وكان أبوه وجده كذلك وكان يقول لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب. وعنه انه قال لولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول المكر والخديعة في النار لكنت من أمكر هذه الأمة قال إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات حدثني أبو غسان قال أخبرني علي بن أبي سيف قال كان قيس بن سعد مع أبي بكر وعمر في حياة رسول الله فكان ينفق عليهما وعلى غيرهما ويفضل فقال له أبو بكر ان هذا لا يقوم به مال أبيك فامسك يدك فلما قدموا من سفرهم قال سعد بن عبادة لأبي بكر أردت ان تبخل ابني انا لقوم لا نستطيع البخل.

قال وكان قيس بن سعد يقول في دعائه اللهم أرزقني حمدا وجحدا فإنه لا حمدا بفعال ولا جحد إلا بمال اللهم وسع على فان القليل لا يسعني ولا أسعه.

وعن جابر في قصة جيش العسرة ان قيسا كان في ذلك الجيش وأنه كان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك فنهاه أمير الجيش وهو أبو عبيدة فبلغ النبي صلى الله عليه وآله فقال الجود من شيمة أهل هذا البيت.

واستقرض رجل منه ثلاثين ألفا فلما ردها أبى ان يقبلها.

وجاءته عجوز كانت تألفه فقال لها كيف حالك قالت ما في بيتي جرذ قال ما أحسن ما سألت لأكثرن جرذان بيتك، وملأوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا وهو ممن لم يبايع أبا بكر.

قال الفضل بن شاذان أنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين "  عليه السلام".

وقال ابن أبي الحديد كان قيس بن سعد من كبار شيع وقائل بمحبته وولائه وشهد معه حروبه كلها وكان مع الحسن " عليه السلام " ونقم عليه صلحه لمعاوية وكان طالبي الرأي مخلصا في اعتقاده ووده.

وقال إبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات كان قيس بن سعد من شيعة على " عليه السلام " مناصحا له ولولده ولم يزل على ذلك إلى أن مات وقد ذكرنا في ترجمة أبيه أنه بلغ من إخلاصه أنه حلف ان لا يكلم أباه ابدا لدعوته الخلافة.

وقال إبراهيم لما ولى أمير المؤمنين " عليه السلام " الخلافة قال لقيس سر إلى مصر فقد وليتكها واخرج إلى ظاهر المدينة واجمع أثقالك ومن أحببت ان يصحبك حتى تأتى مصر ومعك جند فان ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن شاء الله تعالى فاحسن إلى المحسن واشتد على المريب وارفق على العامة والخاصة فالرفق يمن فقال قيس رحمك الله يا أمير المؤمنين قد فهمت ما ذكرت فأما الجند فإني أدعه لك فإذا احتجت إليهم كانوا قريبا منك وان أردت بعثتهم إلى وجه من وجوهك كانوا لك عدة ولكي أسير إلى مصر بنفسي وأهل بيتي واما ما أوصيتني به من الرفق والاحسان فالله تعالى هو المستعان على ذلك، فخرج قيس في سبعة نفر من أهل بيته حتى دخل مصر فصعد المنبر وأمر بكتاب معه فقرأ على الناس فيه من عبد الله أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو اما بعد فان الله بحسن صنعه وقدره وتدبيره أختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله وبعث به أنبيائه إلى عباده فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم به من الفضل ان بعث محمدا إليهم فعلمهم الكتاب والحكم والسنة والفرائض وأدبهم لكيما يهتدوا وجمعهم لكيما لا يتفرقوا وزكاهم لكيما يتطهروا فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله إليه فعليه صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا أميرين منهم أحسنا السيرة ثم توفيا فولى من بعدهما وال أحدث احداثا فوجدت الأمة عليه مقالا فقالوا ثم نقموا فتغيروا ثم جاؤني فبايعوني وانا استهدى الله ة أمير المؤمنين " عليه السلام ".

الهدى وأستعينه على التقوى الا وان لكم علينا العمل بكتاب الله وسنة رسوله والقيام بحقه والنصح لكم بالغيب والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقد بعثت إليكم قيس بن سعد الأنصاري أميرا فوازروه وأعينوه على الحق وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم والشدة على مريبكم والرفق بعوامكم وخواصكم وهو ممن أرضى هديه وأرجو صلاحه ونصحه اسأل الله لنا ولكم عملا زاكيا وثوابا جميلا ورحمة واسعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكتب عبد الله ابن أبي رافع في صفر سنة ست وثلاثين.

قال إبراهيم فلما فرغ من قراءة الكتاب قام قيس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل وكبت الظالمين أيها الناس إنا بايعنا خير من نعلم من بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله فقوموا فبايعوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله فان نحن لم نعمل بكتاب الله وسنة رسوله فلا بيعة لنا عليكم فقام الناس فبايعوا واستقامت مصر وأعمالها لقيس وبعث عليها عماله إلا ان قرية منها قد أعظم أهلها قتل عثمان وبها رجل من بنى كنانة يقال له يزيد بن الحارث فبعث إلى قيس انا لا نأتيك فابعث عمالك فالأرض أرضك ولكن اقرنا على حالنا حتى ننظر إلى ما يصير أمر الناس. ووثب مسلمة بن مخلد بن صامت الأنصاري فنعى عثمان ودعا إلى الطلب بدمه فأرسل إليه قيس ويحك أعلي تثب والله ما أحب ان لي ملك الشام ومصر وإني قتلتك فاحقن دمك فأرسل إليه مسلمة إني كاف عنك ما دمت أنت والى مصر وكان قيس بن سعد (ره) ذا رأى وحزم فبعث إلى الذين اعتزلوا انى لا أكرهكم على البيعة ولكني أدعكم واكف عنكم فهادنهم وهادن مسلمة بن مخلد وجبى الخراج فليس أحد ينازعه.

قال إبراهيم وخرج على " عليه السلام " إلى الجمل وقيس على مصر ورجع إلى الكوفة من البصرة وهو بمكانه فكان أثقل خلق الله على معاوية لقرب مصر وأعمالها إلى الشام ومخافة ان يقبل على " عليه السلام " بأهل العراق ويقبل إليه قيس بأهل مصر فيقع  بينهما فكتب معاوية إلى قيس وعلى " عليه السلام " بالكوفة قبل ان يسير إلى صفين من معاوية بن أبي سفيان إلى قيس بن سعد سلام عليك فإني احمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد، ان كنتم نقمتم على عثمان في إثرة رأيتموها أو ضربة سوط ضربها أو في شتمة رجل أو بسيرة أحد أو في استعماله الفتيان من أهله فإنكم قد علمتم ان كنتم تعلمون ان دمه لم يكن ليحل لكم بذلك فقد ركبتم عظيما من الأمر وجئتم شيئا إدا فتب يا قيس إلى ربك من المجلبين على عثمان ان كانت التوبة قبل الموت تغنى شيئا واما صاحبك فقد استيقنا أنه أغرى الناس تقبله وحملهم على قتله حتى قتلوه وإنه لم يسلم من دمه عظيم قومك فان استطعت يا قيس ان لا يكون ممن لا يطلب بدم عثمان فافعل وبايعنا على في أمرنا هذا ولك سلطان العراقين ان انا ظفرت ما بقيت ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان واسألني من غير هذا ما نحب فإنك لا تسألني شيئا الا أتيته واكتب إلى رأيك فيما كتبت إليك، فلما جاء إليه كتاب معاوية أحب ان يدافعه ولا يبدي له أمره ولا يعجل له حربه فكتب إليه، اما بعد فقد وصل إلى كتابك وفهمت الذي ذكر من أمر عثمان وذلك أمر لم أقاربه وذكرت ان صاحبي هو الذي أغرى الناس بعثمان ودسهم إليه حتى قتلوه وهذا أمر لم اطلع عليه وذكرت لي ان عظيم عشيرتي لم يسلم من دم عثمان فليسرني أن أول الناس كان في أمره عشيرتي واما ما سألتني من مبايعتك على الطلب بدمه وما عرضته على فقد فهمته وهذا أمر لي فيه نظر وفكر وليس هذا مما يعجل إلى مثله وانا كاف عنك وليس يأتيك من قبلي شيء تكرهه حتى نرى وترى إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

قال إبراهيم فلما قرأ معاوية كتابه لم يره الا مقاربا مباعدا ولم يأمن ان يكون له في ذلك مخادعا مكايدا فكتب إليه، اما بعد فقد قرأت كتابك فلم ارك تدنو فأعدك سلما ولم ارك تباعد فأعدك حربا أراك كحبل الجرود وليس مثلي.

يصانع بالخدايع ولا يخدع بالمكايد ومعه عدد الرجال وأعنة الخيل فان قبلت الذي عرضت عليك فلك ما أعطيتك وان أنت لم تفعل ملأت مصر عليك خيلا ورجالا والسلام. فلما قرأ قيس كتابه وعلم أنه لا يقبل منه المدافعة والمطاولة أظهر له ما في نفسه فكتب إليه من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان. اما بعد فالعجب من استسقاطك رأى والطمع في أتسومني لا أبا لغيرك الخروج من طاعة أولى الناس بالأمر وأقولهم بالحق وأهداهم وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسيلة وتأمرني بالدخول في طاعتك طاعة أبعد الناس من هذا الأمر وأقولهم بالزور وأضلهم سبيلا وأنآهم  من رسول الله وسيلة ولديك قوم ضالون مضلون من طواغيت إبليس واما قولك انك تملأ على مصر خيلا ورجلا فلئن لم أشغلك عن ذلك حتى يكون منك انك لذو جد والسلام. فلما أتى معاوية كتاب قيس أيس منه وثقل مكانه عليه وكاد ان يكون مكانه غيره أحب إليه لما يعلم من قوته وتأبيه ونجدته واشتد أمره على معاوية فأظهر للناس ان قيسا قد بايعكم فادعوا الله له وقرأ عليهم كتابه الذي لأن فيه وقاربه واختلق كتابا نسبه إلى قيس فقرأه على أهل الشام: للأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد. أما بعد: فان قتل عثمان كان حدثا في الإسلام عظيما وقد نظرت لنفسي وديني فلم يسعني مظاهرة قوم قتلوا امامهم مسلما محرما برا تقيا فنستغفر الله سبحانه لذنوبنا ونسأله العصمة لديننا الا وإني قد القيت إليكم بالسلام وأجبتك إلى قتال قتلة الإمام الهادي المظلوم فاطلب منى ما أحببت من الأموال والرجال أعجله إليك إن شاء الله والسلام على الأمير ورحمة الله وبركاته. قال فشاع بالشام كلها ان قيسا صالح معاوية وأتت عيون علي بن أبي طالب " عليه السلام " إليه بذلك فأعظمه وأكبره وتعجب له ودعا ابنيه حسنا وحسينا " عليه السلام " وابنه محمد وعبد الله بن جعفر فأعلمهم بذلك وقال ما رأيكم فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين دع ما يريبك إلى ما لا يريبك اعزل  قيسا من مصر قال على " عليه السلام " والله انى غير مصدق بهذا على قيس فقال عبد الله اعزله يا أمير المؤمنين فان كان ما قد قيل حقا فلا يعتزل لك ان عزلته قال وانهم لكذلك إذ جاءهم كتاب من قيس بن سعد فيه: اما بعد فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أكرمك الله وأعزك ان قبلي رجالا معتزلين سألوني ان اكف عنهم وادعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس فترى ويرون وقد رأيت أن اكف عنهم ولا أعجل بحربهم وان أتألفهم فيما بين ذلك لعل الله ان يقبل بقلوبهم ويفرقهم عن ضلالتهم إن شاء الله والسلام. فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين إنك ان أطمعته في تركهم واعتزالهم استشرى الامر وتفاقمت وقعد عن بيعتك كثير ممن تريده على الدخول فيها ولكن مره بقتالهم فكتب إليه: اما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فان دخلوا فيما دخل فيه المسلمون وإلا فناجزهم والسلام قال فلما أتى هذا الكتاب قيسا فقرأه لم يتمالك ان كتب إلى على " عليه السلام " اما بعد يا أمير المؤمنين فالعجب لك تأمرني بقتال قوم كافين عنك لم يهدوا يدا للفتنة ولا أرصدوا لها فأطعني يا أمير المؤمنين وكف عنهم فان الرأي تركهم والسلام فلما اتاه هذا الكتاب قال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين أبعث محمدا بن أبي بكر يكفيك أمرها وأعزل قيسا فوالله لبلغني ان قيسا يقول إن سلطانا لا يتم الا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء والله ما أحب ان لي سلطان الشام مع سلطان مصر وإني قتلت بن مخلد وكان عبد الله بن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لأمه وكان يحب ان يكون له إمرة وسلطان فاستعمل على " عليه السلام " محمد بن أبي بكر على مصر لمحبته له ولهوى عبد الله بن جعفر أخيه فيه وكتب معه كتابا إلى أهل مصر فسار حتى قدمها فقال له قيس ما بال أمير المؤمنين ما غيره أدخل أحد بيني وبينه قال لا وهذا السلطان سلطانك وكان بينهما نسب كان تحت قيس فرسة بنت أبي قحافة أخت أبى بكر الصديق فكان قيس زوج عمة محمد فقال قيس لا والله لا أقيم معك ساعة واحدة وغضب حين عزله على عنها وخرج منها مقبلا إلى المدينة ولم يمض إلى على " عليه السلام " بالكوفة قال إبراهيم وكان مع شجاعته ونجدته جوادا مفضلا.

فحدثني علي بن محمد بن أبي السيف عن هشام بن عروة عن أبيه قال خرج قيس ابن سعد من مصر فمر بأهل بيت من القين فنزل بمائهم فنحر له صاحب المنزل جزورا واتاه بها فلما كان الغد نحر له أخرى ثم حبستهم السماء إلى اليوم الثالث فنحر لهم ثالثة ثم إن السماء اقلعت فلما أراد قيس ان يرتحل وضع عشرين ثوبا من ثياب مصر وأربعة آلاف درهم عند امرأة الرجل وقال لها إذا جاء صاحبك فادفعي هذه إليه ثم رحل فما أتت عليه ساعة حتى لحقه الرجل صاحب المنزل على فرس ومعه رمح والثياب والدراهم بين يديه فقال يا هؤلاء خذوا ثيابكم ودراهمكم فقال قيس انصرف أيها الرجل فإنها لم تكن لنا خذها قال والله لتأخذنها فقال قيس لله أبوك ألم تكرمنا وتحسن ضيافتنا فكافيناك فليس هذا بأس فقال الرجل إنا لم نأخذ لقرى الأضياف ثمنا والله لا اخذها ابدا فقال قيس أما إذا أبى ان لا يأخذ فوالله ما فضلني رجل من العرب غيره.

قال إبراهيم وقال أبو المنذر مر قيس في طريقه برجل من بلى يقال له الأسود ابن فلان فأكرمه فلما أراد قيس ان يرتحل وضع عند امرأته ثيابا ودراهم فلما جاء الرجل دفعته إليه فلحقه فقال ما انا بايع ضيافتي والله لتأخذن هذا أو لأنفذن الرمح بين جنبيك فقال قيس ويحكم خذوه.

وقال إبراهيم ثم أقبل قيس حتى قدم المدينة فجاءه حسان بن ثابت شامتا به وكان عثمانيا فقال له نزعك علي بن أبي طالب وقد قتلت عثمان فبقى عليك الإثم ولم يحسن لك الشكر فزجره قيس وقال له يا أعمى القلب يا أعمى البصر والله لولا أن ألقى بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك ثم أخرجه من عنده.

قال إبراهيم ثم إن قيسا وسهل بن حنيف خرجا حتى قدما على علي " عليه السلام " الكوفة فخبره قيس الخبر وما كان بمصر فصدقه وشهد مع علي بصفين هو وسهل ابن حنيف (ره).

وقال بعض المؤرخين لما أمر على " عليه السلام " قيسا على مصر أحتال معاوية بكل حيلة فلم ينخدع له فاحتال على أصحاب على حتى حسنوا له عزله وتولية محمد ابن أبي بكر مكانه وشنعوا عليه بأنه قد كاتب معاوية فلما عزل بمحمد عرف على " عليه السلام " ان قد خدع فكان على " عليه السلام " بعد ذلك يطيع قيسا في الامر كله وحضر معه صفين وكان في مقدمته ومعه خمسة آلاف.

وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين قال حدثني عمر بن سعد عن إسماعيل بن خالد عن عبد الرحمن بن عبيد قال لما أراد على " عليه السلام " المسير إلى الشام دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فجمعهم فحمد الله وأثنى عليه وقال اما بعد فإنكم ميامين الرأي ومراجيح العلم مباركوا الامر مقاويل بالحق ولقد عزمنا على المسير إلى عدونا وعدوكم فأشيروا علينا برأيكم فقام جماعة فتكلموا ثم قام قيس بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين إنكلمش بنا على عدونا فوالله ان جهادهم أحب إلى من جهاد الترك والروم لادهانهم في دين الله واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان إذا غضبوا على رجل حبسوه وضربوه وحرموه وسيروه وفينا لهم في أنفسهم حال ونحن لهم فيما يزعمون قطين - قال يعنى رقيق -.

فقال أشياخ الأنصار منهم خزيمة بن ثابت وأبو أيوب وغير هما لم تقدمت أشياخ قومك وبدأتهم بالكلام يا قيس فقال اما انى عارف بفضلكم معظم لشأنكم ولكني وجدت في نفسي الضغن الذي في صدوركم جاش حين ذكرت الأحزاب.

وروى نصر في الكتاب المذكور أيضا بإسناده ان معاوية دعا النعمان بن بشير بن سعد الأنصار ومسلمة بن مخلد الأنصاري ولم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال يا هذان لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال حتى جبنوا أصحابي الشجاع منهم والجبان وحتى والله ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلا قيل قتله الأنصاري اما والله لألقينهم بحدي وحديدي ولأعبين لكل فارس منهم فارس ينشب في حلقه ولأرمينهم بأعدادهم من قريش رجال لم يغذهم التمر والطفيشل يقولون نحن الأنصار قد والله آووا ونصروا ولكن أفسدوا حقهم بباطلهم فغضب النعمان وقال يا معاوية لا تلومن الأنصار في حب الحرب والسرعة نحوها فإنهم كانوا كذلك في الجاهلية، واما دعاؤهم إلى النزال فقد رأيتهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرا واما لقاؤك إياهم بأعدادهم من قريش فقد علمت ما لقيت قريش منهم قديما فان أحببت ان ترى فيهم مثل ذلك آنفافا فعل وأما التمر والطفيشل، فأما التمر فكان لنا فلما ذقتموه شاركتمونا فيه، واما الطفيشل فكان لليهود فلما أكلناه غلبناهم عليه كما غلبت قريش على السخينة ثم تكلم مسلمة بن مخلد فقال يا معاوية ان الأنصار لا تعاب أحسابها ولا نجداتها واما غمهم إياك فقد والله غمونا ولو رضينا ما فارقونا ولا فارقنا جماعتهم وان ذلك ما فيه من مباينة العشيرة ولكن حملنا ذلك لك ورجونا منك عوضه واما التمر والطفيشل فإنهما يجران عليك السخينة والخرنوب، قال وانتهى هذا الكلام إلى الأنصار فجمع قيس بن سعد الأنصار ثم قام فيهم خطيبا فقال إن معاوية قال ما بلغكم، وأجابه عنكم صاحبكم ولعمري ان غضتم معاوية اليوم لقد غضتموه أمس وان وترتموه في الاسلام لقد وترتموه في الشرك وما لكم إليه من ذنب أعظم من نصر هذا الدين فجدوا اليوم جدا تنسونه به ما كان أمس وجدوا غدا جدا تنسونه ما كان اليوم فأنتم مع هذا اللواء الذي كان يقاتل عن يمينه جبرئيل وعن يساره ميكائيل والقوم مع لواء أبى جهل والأحزاب فأما التمر فانا لم نغرسه ولكن غلبنا عليه من غرسه واما الطفيشل فلو كان لطعامنا لسمينا به كما سميت قريش سخينة ثم قال قيس في ذلك شعرا.

يا بن هند دع التوثب في الحرب * إذا نحن بالجياد سرينا

 نحن من قد علمت فادن إذا * شئت بمن شئت في العجاج إلينا

 ان تشأ فارسا له فارس منا * وان شئت باللفيف التقينا

أي هذين ما أردت فخذه * ليس منا وليس منك الهوينا

 ثم لا نسلخ العجاجة حتى * تنجلي حربنا لنا أو علينا

 ليت ما تطلب الغداة أتانا * أنعم الله بالشهادة عينا

 فلما أتى شعره وكلامه معاوية دعا عمرو بن العاص فقال ما ترى في شئتم الأنصار قال أرى ان توعدهم ولا تشتمهم ما عسى ان تقول لهم إذا أردت ذمهم فذم أبدانهم ولا تذم أحسابهم، فقال إن قيس بن سعد يقوم على كل يوم خطيبا وأظنه والله يفنينا غدا ان يحبسه عنا حابس الفيل فما الرأي، قال الصبر والتوكل وأرسل إلى رؤوس الأنصار مع علي " عليه السلام " فعاتبهم وأمرهم ان يعاتبوه فأرسل معاوية إلى ابن مسعود والبراء بن عازب وخزيمة بن ثابت والحجاج بن عرية وأبى أيوب فعاتبهم فمشوا إلى قيس بن سعد فقال له ان معاوية لا يحب الشتم فكف عن شتمه فقال إن مثلي لا يشتم ولكن لا اكف عن حربه حتى ألقى الله قال وتحركت الخيل غدوة فظن قيس ان فيها معاوية فحمل على رجل يشبهه فضربه بالسيف فإذا ليس به ثم حمل على آخر يشبهه أيضا فقنعه بالسيف فلما تحاجز الفريقان شتمه معاوية شتما قبيحا وشتم الأنصار فغضب النعمان بن بشير مع مسلمة فأرضاهما بعد أن هما ان ينصرفا إلى قومهما ثم إن معاوية سأل النعمان ان يخرج إلى قيس يعاتبه ويسأله السلم فخرج النعمان فوقف بين الصفين ونادى يا قيس بن سعد انا النعمان بن بشير فخرج إليه وقال هيه يا نعمان ما حاجتك قال يا قيس انه قد أنصفكم من دعاكم إلى ما رضى لنفسه يا معشر الأنصار انكم أخطأتم في خذل عثمان يوم الدار وقتلتم أنصاره يوم الجمل وأقحمتم بصولكم على أهل الشام بصفين فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا لكانت واحدة بواحدة ولكنكم لم ترضوا ان تكونوا كالناس حتى أعلمتم في الحرب ودعوتم إلى البراز ثم لم ينزل بعلي خطب قط إلا هونتم عليه المصيبة ووعدتموه الظفر وقد اخذت الحرب منا ومنكم ما قد رأيتم فاتقوا الله في البقية فضحك قيس وقال ما كنت أظنك يا نعمان محتويا على هذه  المقالة انه لا ينصح أخاه من غش نفسه وأنت الغاش الضال المضل أما ذكرك عثمان فان كانت الأخبار تكفيك فخذ مني واحدة قتل عثمان من لست خيرا منه وخذله من هو خير منك واما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث واما معاوية فوالله لو اجتمعت عليه العرب قاطبة لقاتله الأنصار واما قولك إنا لسنا كالناس فنحن في هذه الحرب كما كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نتقي السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ولكن أنظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلا طليقا أو أعرابيا أو يمانيا مستدرجا بغرور أنظر أين المهاجرين والأنصار والتابعون لهم بإحسان الذين رضى عنهم ورضوا عنه ثم أنظر هل ترى مع معاوية أنصاريا غيرك وغير صويحبك ولستم والله بدريين ولا عقبين ولا لكما سابقة في الإسلام ولا آية في القرآن ولعمري لان شغبت علينا لقد شغب علينا أبوك.

وروى نصر قال كان معاوية في صفين جعل بسر بن أرطاة يوما بإزاء قيس بن سعد فعدا بسر في حماة الخيل فلقى قيسا كأنه فنيق وهو يقول:

انا ابن سعد زانه عبادة * والخزرجيون رجال سادة

 ليس فراري في الوغا بعادة * ان الفرار للفتى قلادة

 يا رب أنت لقني الشهادة * والقتل خير من عناق غادة

فطعن في خيل بسر وطعن بسر قيسا فضربه قيس بالسيف فرده على عقبيه ورجع القوم جميعا ولقيس الفضل، ومن شعره في أيام صفين قوله:

قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل

 حسبنا ربنا الذي فتح البصر * ة بالأمس والحديث طويل

وعلى إمامنا وامام * لسوانا أتى به التنزيل

 يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل

 ولما بويع الحسن " عليه السلام " بالخلافة بعد أبيه كان قيس من المبادرين إلى بيعته والناهضين بها، ووجه الحسن " عليه السلام " عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد مقدمة له في اثنى عشر ألفا إلى الشام وقال لعبيد الله أمض حتى تستقبل معاوية فإذا لقيته فلا تقاتله حتى يقاتلك فان فعل فقاتله وان أصبت فقيس بن سعد على الناس فسار عبيد الله حتى نزل بإزاء معاوية فلما كان من الغد وجه معاوية بخيله إليه فخرج إليهم عبيد الله فيمن معه فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله بن العباس إن الحسن قد أرسل لي في الصلح وهو مسلم الأمر إلى فان دخلت في طاعتي الان كنت متبوعا والا دخلت وأنت تابع ولك ان جئتني الآن أعطيك الف ألف درهم أعجل لك في هذا الوقت نصفها وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر فاقبل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده وأصبح الناس ينتظرون عبيد الله ان يخرج فيصلى بهم فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم فثبتهم وذكر عبيد الله فنال منه ثم أمرهم بالصبر والنهوض إلى العدو فأجابوه بالطاعة وقالوا له انهض بنا إلى عدونا على اسم الله فنزل فنهض بهم وخرج إليه بسر بن أرطاة فصاحوا إلى أهل العراق ويحكم هذا أميركم عندنا قد بايع وإمامكم الحسن قد صالح فعلى م تقتلون أنفسكم فقال لهم قيس بن سعد اختاروا إحدى اثنتين اما القتال مع غير امام واما ان تبايعوا بيعة ضلال فقالوا بل نقاتل بغير امام فخرجوا فضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم وكتب معاوية إلى قيس بن سعد يدعوه ويمنيه فكتب إليه قيس لا والله لا تلقاني ابدا الا وبيني وبينك الرمح فكتب معاوية حينئذ لما يئس منه، أما بعد فإنك يهودي ابن يهودي لا تشقى نفسك وتقتلها فيما ليس لك فان ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وغولك وان ظهرا بغضهما إليك نكل بك وقتلك وقد كان أبوك أوتر غير قوسه ورمى غير غرضه فأكثر الحز وأخطأ المفصل فخذله قومه وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا والسلام فكتب إليه قيس ابن سعد، أما بعد: فإنما أنت وثن ابن وثن دخلت في الإسلام كرها وأقمت فيه فرقا وخرجت منه طوعا ولم يجعل الله لك فيه نصيبا لم يقدم إسلامك ولم يحدث نفاقك ولم تزل حربا لله ولرسوله وحزبا من أحزاب المشركين وعدو الله ونبيه والمؤمنين من عباده وذكرت أبى فلعمري ما أوتر الا قوسه ولا رمى إلى غرضه فشغب عليه من لا يشق غباره ولا يبلغ كعبه وزعمت انى يهودي وقد علمت وعلم الناس انى وأبى أنصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه وصرت إليه والسلام فلما قرأ كتابه غاظه وأراد جوابه قال له عمرو مهلا فإنك ان كاتبته أجابك باشد من هذا وان تركته دخل فيما دخل فيه الناس فامسك عنه قال وبعث معاوية عبد الله بن عامر وعبد الله بن سمرة إلى الحسن " عليه السلام " إلى الصلح فدعواه إليه وزهداه في الامر وأعطياه ما شرط له معاوية وان لا يتبع أحدا بما مضى ولا ينال أحدا من شيعة على " عليه السلام " بمكروه ولا يذكر عليا " عليه السلام " إلا بخير وأشياء أخر اشترطها الحسن فأجاب إلى ذلك وانصرف قيس بن سعد فيمن معه إلى الكوفة وانصرف الحسن أيضا إليها واقبل معاوية قاصدا نحو الكوفة واجتمع إلى الحسن وجوه الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين " عليه السلام " يلومونه ويبكون إليه جزعا مما فعل.

وروى أن معاوية استثنى قيس بن سعد من الشيعة في الأمان فقال الحسن لا أصالح حيت لا تستثنى أحدا.

وروى أن الحسن لما اشترط على معاوية في الصلح ان لا يطلب أحدا من أهل الحجاز والمدينة والعراق بشيء مما كافي أيام أبيه أجاب معاوية إلى ذلك وقال لا اطلب أحدا الا عشرة أنفس لا أؤمنهم فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه معاوية انى قد آليت انى متى ظفرت بقيس بن سعد بن عبادة ان اقطع لسانه ويده فراجعه الحسن وقال لا أرى ان يطلب قيس وغيره بتبعة قلت أو كثرت فبعث إليه معاوية حينئذ برق أبيض وقال اكتب ما شئت فيه فإني ملتزمه فاصطلحا.

قال أبو الفرج الأصبهاني لما تم الصلح بين الحسن ومعاوية أرسل إلى قيس ابن سعد يدعوه إلى البيعة وكان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان في الأرض وما في وجهه طاقة شعر وكان يسمى خصى الأنصار فلما أرادوا ادخاله إليه قال انى حلفت ان لا القاء إلا وبيني وبينه الرمح والسيف فامر معاوية برمح وسيف بينه وبينه ليبر بيمينه.

قال أبو الفرج وقد روى أن الحسن " عليه السلام " لما صالح معاوية اعتزل قيس ابن سعد في أربعة آلاف وأبى ان يبايع فلما بايع الحسن ادخل قيس ليبايع فاقبل على الحسن فقال في حل انا من بيعتك فقال نعم فألقى له كرسي وجلس معاوية على سرير والحسن معه فقال له معاوية أتبايع يا قيس قال نعم ووضع يده على فخذه ولم يمدها إلى معاوية فجاءا معاوية على سريره وأكب على قيس حتى مسح يده على يده وما دفع قيس إليه يده.

وروى أن قيسا نقم على الحسن " عليه السلام " خلعه لنفسه من الخلافة وواجهه بكلام شديد تأسفا لذلك ثم خرج من معسكر الحسن ولما دعاه معاوية إلى البيعة امتنع وقال ما زلت انا وأبى نفتخر بانا لم نبايع ظالما قط فنصحه الحسن وأمره بمبايعته فاعتذر بأعذار كثيرة فألح عليه الحسن فذهب إلى معاوية مكرها فقال له معاوية يا قيس ما كنت أود ان تصل إلى هذا الامر وأنت حي فقال له قيس وما كنت أحب ان تحكم أنت وانا حي فقام الحاضرون بينهما حتى سكن النزاع.

وروى الكشي بإسناده عن فضيل غلام محمد بن راشد قال سمعت أبا عبد الله " عليه السلام " يقول إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي ان أقدم أنت والحسين وأصحاب على فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة فقدموا الشام فأذن لهم معاوية واعد لهم الخطباء فقال للحسن " عليه السلام " قم فبايع فقام ثم قال للحسين " عليه السلام " قم فقام فبايع ثم قال قم يا قيس فبايع فالتفت إلى الحسين " عليه السلام " ينتظر ما يأمره فقال يا قيس انه إمامي يعنى الحسن عليه السلام.

وروى بإسناده أيضا عن جعفر بن بشير عن ذريح قال سمعت أبا عبد الله يقول دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية  فقال له معاوية يا قيس بايع فنظر إلى الحسن فقال يا أبا محمد بايعت فقال معاوية اما تنتهى أما والله انى شئت فقال له قيس اما والله لئن قلت انى شئت لتناقض فقال وكان مثل البعير جسيما وكان خفيف اللحية قال فقام إليه الحسن فقال بايع يا قيس فبايع.

وسار قيس إلى المدينة ولم يزل بها مشتغلا بالعبادة حتى توفى إلى رحمة الله تعالى في آخر خلافة معاوية.

وعن سليم بن قيس قال قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في أيام خلافته فاستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذين استقبلوه ما منهم إلا قرشي فلما نزل قال ما فعلت الأنصار وما بالها لم تستقبلني فقيل له انهم محتاجون ليس لهم دواب فقال معاوية فأين نواضحهم فقال قيس بن سعد بن عبادة - وكان سيد الأنصار وابن سيدها - أفنوها يوم بدر وأحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ضربوك وأباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون فسكت معاوية فقال قيس اما ان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أنا سنلقي بعده إثرة فقال معاوية فما امركم قال أمرنا ان نصبر حتى نلقاه قال فاصبروا حتى تلقوه.

قال المؤلف: وهذا الخبر مما كفر به المعتزلة معاوية وروى من طريق آخر ان النعمان بن بشير الأنصاري جاء في جماعة من الأنصار فشكوا إليه فقرهم وقالوا لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله ستلقون بعدي إثرة فقد لقيناها قال معاوية فماذا قال لكم قالوا قال لنا فاصبروا حتى تردوا على الحوض قال فافعلوا ما امركم به عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما أخبركم بقوله مستهزئا بهم وحرمهم ولم يعطهم شيئا.

وروى أن عظيم الروم بعث إلى معاوية بن أبي سفيان بهدية مع رسولين أحدهما جسيم والآخر أيد ففطن لهما معاوية فقال لعمرو بن العاص، اما الطويل فإني أجد مثله فمن الأيد فقال أجد القوة والأيد في شخصين أحدهما محمد ابن الحنفية والآخر قيس بن سعد فقال بردت قلبي فأرسل إلى قيس بن سعد وعرفه الحال فحضر فلما مثل بين يدي معاوية وعرف ما يراد منه نزع سراويله ورمى بها إلى العلج فلبسها فنالت ثندوته فأطرق مغلوبا وليم قيس على ذلك وقيل له هلا بعثت بها فقال:

أردت لكيما يعلم الناس انها * سراويل قيس والوفود شهود

 وان لا يقولوا غاب قيس وهذه * سراويل عادى نمته ثمود

 وإني من القوم اليمانين سيد * وما الناس الا سيد ومسود

 وبده جميع الخلق أصلي ومنصبي * وجسم به أعلى الرجال مديد

 وحضر محمد بن الحنفية فعرف ما يراد منه فخير العلج بين ان يقعد ويقوم العلج فيعطيه يده فيقيمه أو يقعد العلج ويقوم محمد. ويعطيه يده ويقعد فاختار العلج. الحالتين فغلبه فيهما محمد فأقام العلج وأقعده أخرجه ابن عساكر في تاريخه بطرق مختلفة وفى رواية ان ملك الروم يزعم أن أحدهما أقوى والآخر أطولهم وقال لمعاوية إن كان في جيشك من يغلبهما أرسلت لك كذا وكذا فلما جاء محمد بن الحنفية فوضع يده في الأرض بين يدي القوى وجهد كل الجهد فلم يقدر ان يحركها ووضع الرومي يده فأخذها ابن الحنفية ورفعها بأدنى شيء وجاؤا للطويل بلباس قيس بن سعد فبلغ ثدييه.

وفى تاريخ الإسلام للذهبي عن أبي عثمان قال بعث قيصر إلى معاوية ابعث إلى سراويل أطول رجل من العرب فقال لقيس بن سعد ما أظننا الا قد احتجنا إلى سراويلك فقام فتنحى وجاء بها فألقاها فقال ألا ذهبت إلى منزلك ثم بعثت بها فقال الأبيات السابقة والبيت الآخر منها يروى هكذا:

فكدهم بمثلي ان مثلي عليهم * شديد وخلقي في الرجال مديد ولقيس عدة أحاديث روى عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أبيه وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وعروة بن الزبير والشعبي وميمون بن أبي شبيب وغريب ابن حميد الهمداني وجماعة ومات (ره) سنة ستين وهي السنة التي مات فيها معاوية وقيل مات بعد ذلك.

قال ابن حيان كان قد هرب من معاوية فمات سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان، قال ابن حجر، والأول هو الصواب .




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)




موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء