المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الرجال و الحديث والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 5930 موضوعاً
علم الحديث
علم الرجال

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحمه الله.  
  
4687   10:59 مساءاً   التاريخ: 24-12-2015
المؤلف : السيد على خان المدنى.
الكتاب أو المصدر : الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة
الجزء والصفحة : 168.
القسم : الرجال و الحديث والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

 (عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحمه الله) يكنى أبا جعفر أمه أسماء بنت عميس الخثعمية وهو أول مولود ولد للمسلمين المهاجرين بالحبشة وقدم مع أبيه على النبي بخيبر سنة سبع .

 (وروى) عن الأمام أبى عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال بايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وهم صغار ولم يبايع صغيرا قط إلا هم.

(وروى) عن عبد الله بن جعفر أنه قال انا أذكر حين وافى الخبر رسول الله بموت أبى فدخل علينا البيت ونعاه إلينا ومسح يده على رأسي ورأس أخي وقبل ما بين عيني وقد فاضت عيناه بالدمع حتى قطرت لحيته وهو يقول اللهم إن جعفرا قدم إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته ثم عاد إلينا بعد ثلاثة أيام فأحسن عزاءنا جميعا وغير ثيابنا ودعا لنا وقال لأمي أسماء لا تحزني فإني وليهم في الدنيا والآخرة وقد تقدم نحو ذلك في ترجمة جعفر (رض) بأبسط من هذا.

(وروى) أبو الفرج الأصبهاني: بإسناده عن عثمان بن أبي سليمان وابن قمارين قالا مر النبي (صلى الله عليه وآله) بعبد الله بن جعفر وهو يصنع شيئا من طين من لعب الصبيان فقال ما تصنع بهذا فقال أبيعه قال ما تصنع بثمنه قال اشترى به رطبا فأكله فقال النبي (صلى الله عليه وآله) اللهم بارك له في صفقة يمينه فكان يقال ما اشترى شيئا قط إلا رمح به.

وكان عبد الله أحد أجواد الإسلام المشهورين وكان يلقب بالجواد وبحر الجود وكان يقال له ابن ذي الجناحين وصاح به اعرابي يا أبا الفضل فقيل له كنيته قال إن تكن كنيته فإنها صفته وكان حليما ظريفا عفيفا وقيل لم يكن في الإسلام أسخى منه واستسرفه بعضهم في الجود فقال إن الله عودني عادة وعودت خلقه عادة عودني ان يمدني بالرزق وعودت خلقه ان أمدهم بالبر فأكره أن أقطع العادة فيقطع عنى المادة.

وروى أنه أعطى امرأة سألته مالا عظيما فقيل له انها لا تعرفك وكان يرضيها اليسير فقال إن كان يرضيها اليسير فإني لا أرضى إلا بالكثير وإن كانت لا تعرفني فانا أعرف نفسي.

(وروى) الرياشي عن الأصمعي: قال مدح نصيب بن رياح عبد الله بن جعفر فامر له بمال كثير وكسوة شريفة ورواحل موقرة برا وتمرا فقيل أتفعل هذا بمثل هذا العبد الأسود قال اما لأن كان عبدا انني لحر وإن كان أسود إن ثناءه لأبيض وإنما اخذ مالا يفنى وثيابا تبلى ورواحل تنضى وأعطى مديحا يروى وثناء يبقى.

ومن غريب ما يحكى من جوده ان عبد الرحمن بن أبي عمارة وهو من نساك الحجاز دخل على نحاس يعرض قيانا له تعلق بواحدة منهن فشهر يذكرها حتى مشى إليه عطاء وطاووس ومجاهد يعذلونه فكان جوابه أن قال.

يلومني فيك أقوام أجالسهم * فما أبالي أطار اللوم أم وقعا

 فانتهى خبره إلى عبد الله بن جعفر فلم يكن له هم غيره فحج فبعث إلى مولى الجارية فاشتراها منه بأربعين ألف درهم وأمر قيمة جواريه ان تزينها وتطيبها ففعلت وبلغ الناس قدومه فدخلوا عليه فقال مالي لا أرى ابن أبي عمارة فأخبر الشيخ فاتاه مسلما فلما أراد ان ينهض استجلسه ثم قال ما فعل حب فلانة قال في اللحم والدم والمخ والعصب قال أتعرفها لو رأيتها قال لو أدخلت الجنة ما أنكرها فامر بها عبد الله ان تخرج إليه وقال إنما اشتريتها لك والله ما دنوت منها فشأنك بها مباركا لك فيها فلما ولى قال يا غلام احمل معه مائة ألف درهم ينعم معها بها فبكى عبد الرحمن فرحا وقال يا أهل البيت لقد خصكم الله بشرف ما خص به أحدا قبلكم من صلب آدم " عليه السلام " فلتهنكم هذه النعمة وبورك لكم فيها.

وخرج عبد الله إلى ضيعة له فنزل على نخيل وقوم فيه غلام اسود يقوم عليها فأتى الغلام بقوته ثلاثة أقراص فدخل كلب فدنا من الغلام فرمى إليه بقرص فأكله ثم رمى إليه بالثاني والثالث فأكلهما وعبد الله ينظر إليه فقال يا غلام كم قوتك كل يوم قال ما رأيت قال فلم آثرت هذا الكلب قال ما هي بأرض كلاب وانه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت ان أرده قال فما أنت اليوم صانع قال اطوى يومى هذا فقال عبد الله بن جعفر ألام على السخاء ان هذا لأسخى منى فاشترى الغلام والنخيل فأعتق الغلام ووهب له النخيل ثم ارتحل.

وأنشد عبد الله بن جعفر قول الشاعر:

ان الصنيعة لا تكون صنيعة * حتى تصيب بها طريق المصنع

 فقال هذا رجل يريد ان يبخل الناس بل أمطر المعروف مطرا فان صادف موضعا كان الذي قصدت وإلا كنت أحق به.

قدم رجل من المدينة بسكر فكسد عليه فقصد به عبد الله بن جعفر فاشتراه منه وأنهبه الناس فلما رأى الرجل ذلك قال لعبد الله أتأذن لي ان أنهب معهم جعلت فداك قال بلى فانهب فجعل ينهب مع الناس وعبد الله يضحك.

خرج الحسنان " عليهما السلام " وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه وأبو حبة الأنصاري من مكة إلى المدينة فأصابهم مطر فلجأوا إلى خباء اعرابي فأقاموا عنده ثلاثا حتى سكنت السماء وذبح لهم فلما ارتحلوا قال له عبد الله ان قدمت المدينة فاسأل عنا فاحتاج الأعرابي بعد سنين فقالت امرأته لو اتيت المدينة فلقيت أولئك الفتيان فقال قد نسيت أسماءهم فقالت سل عن ابن الطيار فاتاه فقال الق سيدنا الحسن " عليه السلام " فلقيه فامر له بمائة ناقة بفحولها ورعاتها ثم أتى الحسين " عليه السلام " فقال كفانا أبو محمد مؤنة الإبل فامر له بألف شاة ثم انى عبد الله (رض) فقال كفاني أخواي الإبل والشاة فامر له بمائة ألف درهم ثم أتى أبا حبة فقال والله ما عندي مثل ما أعطوك ولكن جئني بإبلك فأوقرها لك تمرا فلم يزل اليسار في أعقاب الاعرابي (وروى) عنه (رض) كان يقول لا خير في المعروف إلا أن يكون ابتداء فأما أن يأتيك الرجل بعد تململ على فراشه لا يدرى أيرجع ينجح الطلب أو كآبة المنقلب فان أنت رددته عن حاجته تصاغرت إليه نفسه فتراجع الدم في وجهه وتمنى ان يجد نفقا في الأرض فيدخل فيه فلا.

قال المسعودي في مروج الذهب : وفد عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما على معاوية فسمع به عمرو بن العاص فسبق إلى دمشق ودخل على معاوية وعنده جمع من بنى هاشم وغيرهم فقال عمرو قد أتاكم رجل خذول للسلف متعارف بالسرف وذكر مساوي أعرضنا عن ذكرها فغضب عبد الله بن الحرث بن عبد المطلب وقال كذبت يا عمرو ليس عبد الله كما ذكرت ولكنه لله ذكور ولبلائه شكور وعن الخناء نفور مهذب ماجد كريم حليم إن ابتدأ أصاب وإن سئل أجاب غير حصر ولا هياب كالهزبر الضرغام والسيف الصمصام ليس كمن اختصمت فيه من قريش مشركوها فغلب عليه جزا ها فأصبح أو ضعها نسبا وألأمها حسبا لأشرف له في الجاهلية مذكور ولا قدم له في الاسلام مشهور غير انك تنطق بلسان غيرك ولقد كان أمر في الحكم وأبين في الفصل ان يعمك عن ولوغك في اعراض  قريش كعام الضبع في وجارها فلست لأعراضها بوفي ولا لأحسابها بكفي، فهم عمرو بان يتكلم فمنعه معاوية وتفرق القوم.

(وروى) المدائني: قال بينا معاوية يوما جالسا وعنده عمرو بن العاص إذ قال الآذن قد جاء عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقال عمرو والله لأسوأنه اليوم فقال معاوية لا تفعل يا أبا عبد الله فإنك لا تنتصف منه ولعلك ان تظهر لنا من معيبه ما هو خفى عنا وما لا تحب ان نعلمه منه وغشيهم عبد الله بن جعفر فأدناه معاوية وقربه فمال عمرو إلى بعض جلساء معاوية فنال من علي " عليه السلام " جهارا غير سائر له وثلبه ثلبا قبيحا فالتمع لون عبد الله بن جعفر واعتراه إفكل حتى أرعدت فرائصه ثم نزل من السرير كالفنيق فقال عمرو مه يا أبا جعفر فقال له عبد الله صه لا أم .

ثم حسر عن ذراعيه وقال يا معاوية حتى م تتجرع غيضك والى كم الصبر على مكروه قولك وسيئ أدبك وذميم أخلاقك هبلتك الهبول اما يزجرك ذمام المجالسة عن القدح لجليسك ان لم تكن لك حرمة من دينك تنهاك عما لا يجوز لك اما والله لو عطفتك أواصر الأرحام وحاميت على سهمك من الاسلام ما أوعيت بنى الأماء لمتك والعبيد الشك اعراض قومك وما يجهل موضع الصفوة إلا أهل الجزة وإنك لتعرف وشائط قريش وصفوة عرائرها فلا يدعونك تصويب ما فرط من خطتك في سفك دماء المسلمين ومحاربة أمير المؤمنين " عليه السلام " إلى التمادي في ما قد وضح لك الصواب في خلافه فاقصد لمنهج الحق فقد طال عماؤك عن سبيل الرشد وخبطك في ديجور ظلمة الغي فان أبيت إلا تتابعا في قبح اختيارك لنفسك فاعفنا عن سوء المقالة فينا إذا ضمنا وإياك الندى وشأنك وما تريد إذا خلوت والله حسيبك فو الله لولا ما جعل لنا الله في يديك لما أتيناك .

  فقال معاوية أبا جعفر أقسمت عليك لتجلسن لعن الله من أخرج ضب صدرك من وجاره محمول لك ما قلت ولك عندنا ما أملت فلو لم يكن محتدك ومنصبك لكان خلقك وخلقك شافعين لك إلينا كيف وأنت ابن ذي الجناحين وسيد بنى هاشم فقال عبد الله كلا بل سيدا بنى هاشم حسن وحسين " عليه السلام " لا ينازعهما في ذلك أحد فقال معاوية يا أبا جعفر أقسمت عليك لما ذكرت لك حاجة أقضيها كائنة ما كانت ولو ذهبت بجميع ما أملك فقال اما في هذا المجلس فلا ثم انصرف فاتبعه معاوية بصرة وقال والله لكأنه رسول الله مشيه وخلقه وانه لمن مشكاته ولوددت انه آخى بنفيس ما أملك ثم التفت إلى عمرو وقال يا أبا عبد الله ما تراه منعه من الكلام معك قال ما لا خفاء به عنك قال أظنك تقول هاب جوابك لا والله ولكنه ازدراك واستحقرك ولم يرك للكلام أهلا ما رأيت اقباله على دونك ذاهبا بنفسه عنك فقال عمرو فهل لك ان تسمع ما أعددته لجوابه فقال معاوية أذهب إليك أبا عبد الله فلات حين جواب سائر اليوم ونهض معاوية وتفرق الناس.

(وروى) ان عبد الله بن جعفر بن أبي طالب دخل على معاوية بن أبي سفيان وعنده ابنه يزيد فجعل يزيد يعرض بعبد الله وينسبه إلى الأشراف فقال عبد الله انى لأرفع نفسي عن جوابك ولو صاحب السرير يكلمني لأجبته فقال له معاوية كأنك تظن انك أشرف منه قال أي والله ومنك ومن أبيك ومن جدك فقال معاوية ما كنت أظن أن أحدا في عصر حرب بن أمية أشرف منه فقال عبد الله بلى ان أشرف من حرب من أكفا عليه إناءه وأجاره بردائه فقال معاوية صدقت يا أبا جعفر ومعنى هذا ان حرب بن أمية كان إذا عرضت له في أسفاره ثنية تنحنح فلم يجترأ أحد ان يرقاها قبله فعرضت له يوما في بعض أسفاره ثنية فتنحنح فوقف الناس فقال غلام من تميم، ومن حرب ثم تقدمه فقال حرب سيمكنني الله تعالى منك بمكة ثم ضرب الدهر من ضربه وعرضت للتميمي حاجة إلى مكة فدخلها وسأل عن أعز أهل مكة فقيل له عبد المطلب بن هاشم فقال أردت دونه فقالوا ابنه الزبير فقرع على الزبير بن عبد المطلب بابه فخرج إليه فقال إن كنت مستجيرا أجرناك وإن كنت طالب قرى قريناك فأنشأ التميمي يقول:

لاقيت حربا بالثنية مقبلا * والصبح أبلج ضوءه للساري

 قف لا تصاعدوا كتني ليروعني * ودعا بدعوة معلن وشعار

 فتركته خلفي وسرت امامه * وكذاك كنت أكون في الاسفار

 فمضى يهددني الوعيد ببلدة * فيها الزبير كمثل الليث ضاري

 فتركته كالكلب ينبح وحده * وأتيت قوم مكارم وفخار

 وحلقت بالبيت العتيق وركنه * وبزمزم والحجر والأستار

 إن الزبير لما نعى بمهند * عضب المهزة صارم

 بتار ليث هزبر يستجار ببابه * رحب المباءة مكرم للجار

 فقال له الزبير أمامي فإنا بنى عبد المطلب إذا أجرنا رجلا لم نتقدمه فمضى قدامه فلقيه حرب فقال التميمي ورب الكعبة ثم شد عليه فاخترط الزبير سيفه ونادى في إخوته فمضى حرب يشتد والزبير في اثره حتى أتى دار عبد المطلب فلقيه خارجا فقال مم يا حرب فقال ابنك قال ادخل الدار فدخل فأكفأ عليه جفنة هاشم التي كان يهشم فيها الثريد وتلاحق بنو عبد المطلب فلم يجترئوا ان يدخلوا دار أبيهم فجلسوا على الباب واحتبوا بحمائل سيوفهم فخرج عبد المطلب فرآهم فسره ما رأى منهم وقال يا بنى أصبحتم اسود العرب ثم دخل على حرب فقال له قم فاخرج فقال يا أبا الحرث هربت من واحد واخرج إلى عشرة فقال هاك ردائي فالبسه فإنهم إذا رأوه عليك لم يهيجوك وكان رداؤه أعطاه إياه ابن ذي يزن فلبسه وخرج فرفعوا رؤسهم فلما رأوا رداء أبيهم نكسوا رؤوسهم ومر حرب.

(وروى) المدائني قال: قدم عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية وذلك  بعد أن مات معاوية واستخلف يزيد فأعطاه أربعة آلاف الف فقيل له أتعطي هذا المال كله رجلا واحد فقال ويحكم انما أعطيها أهل المدينة أجمعين فما هي في يده إلا عارية ثم وكل به يزيد من صحبه وهو لا يعلم لينظر ما يفعل فلما وصل إلى المدينة فرق جميع المال حتى احتاج بعد شهر إلى الدين.

ولما وافى الخبر أهل المدينة بقتل الحسين " عليه السلام " دخل بعض موالى عبد الله ابن جعفر عليه فنعى إليه ابنيه عونا ومحمدا وكانا قتلا مع الحسين " عليه السلام " فاسترجع عبد الله فقال أبو السلاسل مولى عبد الله هذا ما لقينا من الحسين فحذفه عبد الله بنعله ثم قال يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا والله لو شهدته لأحببت ان لا أفارقه حتى اقتل معه والله انه لما يسخى بنفسي عنهما ويعزى على المصاب بهما انهما أصيبا مع أخي وابن عمى مواسيين له صابرين معه ثم اقبل على جلسائه فقال الحمد لله عز على مصرع الحسين " عليه السلام " ان لا أكن واسيت حسينا بيدي فقد واساه ولداي قال المسعودي في مروج الذهب كان الحجاج تزوج إلى عبد الله بن جعفر حين أملق عبد الله وافتقر من الجود والبذل.

قال المؤلف نزوج ابنته أم كلثوم واختلف أهل السير هل زفت إليه أم لا.

فروى بذيح قال زوج عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم من الحجاج على ألفي الف في السر وخمسمائة الف في العلانية وحملها إليه إلى العراق فمكثت عنده ثمانية أشهر.

ونقل الزمخشري في ربيع الأبرار: قال لما زفت بنت عبد الله بن جعفر إلى الحجاج نظر إليها وعبرتها تجرى على خدها فقال مم بابي أنت وأمي قالت شرف اتضع وضعه شرفت.

قال بذيح مولى عبد الله بن جعفر لما خرج عبد الله بن جعفر إلى عبد الملك ابن مروان خرجنا معه حتى دخلنا دمشق فانا لنحط رحالنا إذ جاءنا الوليد بن عبد الملك على بغلة ومعه الناس فقلنا جاء إلى ابن جعفر ليحييه ويدعوه إلى منزله فاستقبله ابن جعفر بالترحيب فقال له لكن أنت لا مرحبا بك ولا أهلا فقال يا بن أخي لست أهلا لهذه المقالة منك قال بلى ولشر منها قال وفيم ذلك قال إنك عمدت إلى عقيلة نساء العرب وسيدة بنى عبد مناف ففرشتها عبد ثقيف يتفخذها قال وفى هذا عتب على يا بن أخي قال وما أكثر من هذا قال والله ان أحق الناس أن لا يلومني في هذا أنت وأبوك أن من كان قبلكم من الولاة ليصلون رحمي ويعرفون حقي وإنك وأباك منعتماني ما عندكما حتى ركبني من الدين ما والله لو أن عبدا مجدعا حبشيا أعطاني ما أعطاني عبد ثقيف لزوجته فإنما فديت بها رقبتي من النار قال فما راجعه بكلمة حتى عطف عنانه ومضى حتى دخل على عبد الملك وكان الوليد إذا غضب عرف ذلك في وجهه فلما رآه عبد الملك قال مالك أبا العباس قال مالي إنك سلطت عبد ثقيف وملكته ورفعته حتى تفخذ نساء بنى عبد مناف فأدركته الغيرة فكتب عبد الملك إلى الحجاج يعزم عليه أن لا يضع كتابه من يده حتى يطلقها فطلقها فما قطع الحجاج عنها رزقا ولا كرامة يجريها عليها حتى خرجت من الدنيا قال وما زال واصلا لعبد الله بن جعفر حتى هلك.

وروى الثقاة من الرواة قالوا لما أكره الحجاج عبد الله بن جعفر على أن يزوجه ابنته وبذل لها من الأموال ما يجل قدره أستأجله في نقلها إليه سنة ففكر عبد الله في الانفكاك عنه فألقى في روعه خالد بن يزيد بن معاوية فكتب إليه يعلمه ذلك وكان الحجاج تزوجها بإذن عبد الملك فورد على خالد كتابه ليلا فاستأذن من ساعته على عبد الملك فقيل أفي هذا الوقت قال هو أمر لا يؤخر فاعلم عبد الملك فأذن له فلما دخل قال فيم المسرى يا أبا هاشم قال أمر جليل لم أمن أن أؤخره فتحدث حادثه على فلا أكون قضيت حق بيعتك قال ما هو قال تعلم أنه ما كان بين حيين من العدواة والبغضاء ما كان بين آل الزبير وبيننا قال لا قال إن تزوجي إلى آل الزبير حلل ما كان لهم بقلبي فما أهل بيت أحب إلى منهم قال إن ذلك ليكون قال فكيف أذنت للحجاج ان يتزوج في بنى هاشم والحجاج من  سلطانك بحيث علمت فجزاه خيرا وكتب إلى الحجاج يعزم عليه ان يطلقها فطلقها فغدا الناس يعزونه عنها.

وعن عروة ابن هشام بن عروة عن أبيه قال لما تزوج الحجاج وهو أمير المدينة بنت عبد الله بن جعفر أتى رجل سعيد بن المسيب فذكر له ذلك فقال انى لأرجو ان لا يجمع الله بينه وبينها ولقد دعا بذلك داع فابتهل وعسى الله فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان أبرد البريد إلى الحجاج وكتب إليه يغلظ له ويقصر به ويذكر تجاوزه قدره ويقسم بالله لأن هو قرب منها ليقطعن أحب أعضائه ويأمره بتسويغ أبيها المهر وبتعجيل فراقها ففعل ذلك فما بقى أحد فيه خير إلا سره ذلك فقال جعفر بن الزبير يخاطب الحجاج:

ولولا انتكاس الدهر ما نال مثلها * رجائك إذ لم يرج ذلك يوسف

 أبنت الصفي ذي الجناحين تبتغى * لقد رمت خطبا قدره ليس يوصف

 قال بذيح وفد عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه استقبله عبد الملك بالترحيب ثم أخذ بيده فأجلسه معه على سريره ثم سأله فالطف المسألة حتى سأله عن مطعمه ومشربه فلما أنقضت مسائلته قال يحيى بن الحكم أمن خبيثة كان وجهك أبا جعفر قال وما خبيثة قال أرضك التي جئت منها قال سبحان الله يسميها رسول الله صلى الله عليه وآله طيبة وتسميها خبيثة قد اختلفتما في الدنيا وأظنكما في الآخرة مختلفين فلما خرج من عنده هيأ ابن جعفر لعبد الملك هدايا وألطافا. قال الراوي قيل لبذيح ما قيمة ذلك قال قيمته مائة الف من وصائف وكسوة وحرير ولطف من لطف الحجاز قال فبعثني بها فدخلت عليه وليس عنده أحد فجعلت أعرض عليه شيئا شيئا قال فما رأيت مثل إعظامه لكل ما عرضت عليه من ذلك وجعل يقول - كلما أريته شيئا - عافى الله أبا جعفر ما رأيت كاليوم وما كنا نريد ان يتكلف لنا شيئا من ذلك قال فخرجت من عنده وأذن لأصحابه فو الله لبينا انا أحدثه عن تعجب عبد الملك واعظامه لما أهدى إليه إذا بفارس قد  أقبل علينا فقال أبا جعفر ان أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك جمعت لنا وخش رقيق الحجاز واباقهم وحبست عنا فلانة فابعث بها إلينا وذلك أنه حين دخل عليه أصحابه جعل يحدثهم عن هدايا أبى جعفر ويعظمها عندهم فقال له يحيى بن الحكم وما أهدى إليك ابن جعفر جمع لك وخش رقيق الحجاز واباقهم وحبس عنك فلانة قال ويلك وما فلانة هذه قال ما لم يسمع أحد بمثلها قط جمالا وكمالا وأدبا وخلقا لو أراد كرامتك بعث بها إليك قال وأين تراها وأين تكون قال هي والله معه وهي نفسه التي بين جنبيه فلما قال الرسول ما قال وكان أبو جعفر في أذنه بعض الوقر إذا سمع ما يكره تصام فاقبل عليه فقال يا بذيح قال قلت بقول أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول أنه جائني بريد من ثغر كذا يقول بان الله نصر المسلمين وأعزهم قال أقرأ أمير المؤمنين السلام وقل له أعز الله نصرك وكبت عدوك فقال يا أبا جعفر إني لست أقول هذا وأعاد مقالته الأولى فسألني فصرفته إلى وجه آخر فاقبل على الرسول وقال ماص هن أمه أيرسل أمير المؤمنين تتهكم وعن أمير المؤمنين تجيب هذا الجواب اما والله لأطلن دمك فانصرف فاقبل على أبو جعفر فقال من ترى صاحبنا قلت صاحبك بالأمس قال أظنه فما الرأي عندك قلت يا أبا جعفر قد تكلفت له ما تكلفت فان منعتها إياه جعلها سببا لمنعك ولو طلب إحدى بناتك ما كنت أرى أن تمنعها إياه قال ادعها لي فلما أقبلت رحب بها فأجلسها إلى جنبه ثم قال اما والله ما كنت أظن أن يفرق بيني وبينك إلا الموت قالت وما ذاك قال أنه حدث أمر وليس والله كائنا فيه إلا ما أحببت جاء الدهر فيه بما جاء قالت وما هو قال عبد الملك بعث يطلبك فان تهوين فذاك وإلا لم يكن ابدا قال ما شئ لك فيه هوى ولا أظن فيه فرجا عنك إلا فديته بنفسي وأرسلت عينيها بالبكاء قال اما إذ فعلت فلا تريني مكروها فمسحت عينيها وأشار إليها فقامت فقال ويحك يا بذيح استحثها قبل أن يبدر إلى من القوم بادرة قال ودعا بأربع وصائف ودعا صاحب نفقته بخمسمائة دينار ودعا مولاة له كانت تلى طيبه قد حست لها ربعة عظيمة ممارة طيبا ثم قال عجل بها ويلك فخرجت أسوق بها حتى انتهيت إلى الباب فإذا الفارس قد بلغ عنى فما تركني الحجاب ان تمس رجلاي الأرض حتى أدخلت على عبد الملك وهو يتلظى فقال لي يا ماص كذا وكذا أنت المجيب عن أمير المؤمنين والمتهكم برسله قلت يا أمير المؤمنين ائذن لي أتكلم قال وما تقول يا كذا وكذا قلت ائذن لي جعلني الله فداك أتكلم قال تكلم قلت يا أمير المؤمنين انا أصغر شانا وأقل خطرا ان يبلغ أمير المؤمنين من كلامي ما أرى وهل انا إلا عبد من عبيده نعم قد قلت ما بلغك وأنت تعلم انا انما نعيش في كنف هذا الشيخ وإن الله لم يزل إليه محسنا فجائه من قبلك شئ ما أتاه مثله قط انما طلبت نفسه التي بين جنبيه فأجبت بما بلغك لأسهل الأمر عليه ثم سألني فأخبرته واستشارني فأشرت عليه وها هي هذه قد جئتك بها قال ادخلها ويلك قال فأدخلتها عليه وعنده مسلمة ابنه وهو غلام ما رأيت مثله ولا أجمل منه حين أخضر شاربه فلما جلست وكلمها أعجب بكلامها فقال لله أبوك أمسكك لنفسي أحب إليك أم أهبك لهذا الغلام فإنه ابن أمير المؤمنين قالت يا أمير المؤمنين لست لك بحقيقة وعسى ان يكون هذا لي وجها قال فقام من مكانه ما راجعها فدخل واقبل عليها مسلمة فقال يا لكاع أعلى أمير المؤمنين تختارين قالت يا عدو نفسه أتلومني ان اخترتك لعمر الله لقد قل رأي من اختارك قال ضيعت والله مجلسه وطلع علينا عبد الملك قد ادهن بدهن وارى الشيب وعليه حلة كأنها الذهب وبيده مخصرة يخصر بها فجلس مجلسه على سريره ثم قال أيها لله أبوك أمسكك لنفسي أحب إليك أم أهبك لهذا الغلام قالت ومن أنت أصلحك الله قال لها الخصي هذا أمير المؤمنين قالت لست مختاره على أمير المؤمنين أحدا قال فأين قولك آنفا قالت رأيت شيخا كبيرا وأرى أمير المؤمنين أشيب الناس وأجملهم ولست مختارة عليه ابدا قال دونكها يا مسلمة قال بذيح فنشرت عليها الكسوة والدنانير التي كانت معي وأريته الجواري والطيب قال عافى الله ابن جعفر أخشى ان لا يكون لها عندنا نفقة وطيب وكسوة قلت بلى ولكنه أحب ان يكون معها ما تكتفي به إلى حين تستأنس قال فقبضها مسلمة فلم تلبث عنده يسيرا حتى هلكت قال بذيح فوالذي ذهب بنفس مسلمة ما جلست معه مجلسا ولا وقفت معه موقفا أنازعه فيه الحديث إلا قال ويحك أبغي مثل فلانة فأقول أبغني مثل ابن جعفر فيقول إذا والله لا أقدر فأقول والله لا أقدر على مثلها حتى تقدر على مثل ابن جعفر قال قلت لبذيح ويلك فما أجازه أبى قال حين رفع إليه حاجته ودينه لأجزينك حائزة لو نشر لي مروان من قبره ما زدته عليها فأمر له بمائة الف وأيم الله أنى لأحسبه أنفق في هديته ومسيره ذلك سوى جاريته التي كانت عدل نفسه مأتي الف.

فقال عبد الله بن جعفر انا أشتري منك عرض ابن عمى فقال أشتر ولا تؤخر فوصله حتى كف.

وروى عبد الله بن مصعب ان الحزين مر بالعقيق في غداة باردة فمر عبد الله بن جعفر وعليه مطرف وقد استعار الحزين من رجل ثوبا فقال:

أقول له حين واجهته * عليك السلام أبا جعفر  قال وعليك السلام فقال:

فأنت المهذب من غالب * وفى البيت منها الذي يذكر

 فقال كذبت يا عدو الله ذلك رسول الله( صلى الله عليه وآله) فقال:

وهذى ثيابي قد أخلقت * وقد عضني زمن منكر قال هاك ثيابي فأعطاه ثيابه.

وعن يحيى بن الحسن قال بلغني ان أعرابيا وقف على مروان بن الحكم أيام الموسم بالمدينة فسأله فقال له يا اعرابي ما عندنا ما نصلك به عليك بابن جعفر فأتى الأعرابي باب عبد الله بن جعفر فإذا ثقله قد سار نحو مكة وراحلته بالباب عليها متاعه وسيف معلق فخرج عبد الله وأنشأ الأعرابي يقول:

أبو جعفر من أهل بيت نبوة * صلاتهم للمسلمين ظهور

 أبا جعفر ان الحجيج ترحلوا * وليس لرحلي فاعلمن بعير

 أبا جعفر ضن الأمير بماله * وأنت على ما في يديك أمير

 وأنت امرؤ من هاشم في صميمها * إليك يصبر المجد حيث تصير

فقال يا اعرابي سار الثقل فدونك الراحلة بما عليها وإياك ان تخدع عن السيف فإني اخذته بألف دينار فأنشأ الاعرابي يقول:

حباني عبد الله نفسي فدائه * باعيس مهري سباط مشافره

وأبيض من ماء الحديد كأنه * شهاب بدى والليل داج عساكره

وكل أمري يرجو نوال بن جعفر * سيجري له باليمن والسعد طائره

فيا خير خلق الله نفسا ووالدا * وأكرمه للجارحين يجاوره

سأثني بما أوليتني يا بن جعفر * وما شاكر عرفا كمن هو كافره

 (وروى) انه جاء شاعر إلى عبد الله بن جعفر فأنشده:

رأيت أبا جعفر في المنام * كساني من الخز دراعة

 شكوت إلى صاحبي أمرها * فقال سيؤتى بها الساعة

 سيكسوها الماجد الجعفري * ومن كفه الدهر نفاعة

 ومن قال للجود لا تعدني * فقال لك السمع والطاعة

فقال عبد الله لغلامه ادفع له دراعتي الخز همم قال له كيف لو يرى جبتي المنسوجة بالذهب التي اشتريتها بثلاث مائة دينار فقال له الشاعر بابي أنت وأمي ودعني أغفي إغفاءة أخرى فلعلي أراها في المنام فضحك عبد الله منه وقال له ادفع جبتي الوشي. قال يحيى بن الحسن وكان عبد الله بن الحسن يقول كان أهل المدينة يدانون بعضهم من بعض إلى أن يأتي عطاء عبد الله بن جعفر.

وافتقد عبد الله بن جعفر صديقا له من مجلسه ثم جائه فقال له أين كانت غيبتك قال خرجت إلى عرض من اعراض المدينة مع صديق لي فقال إن اسم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إذا صحبته زانك وإن جفوته صانك وإن احتجت إليه مالك وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها وان كثرت عليه لم يرفضك وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه ابتداك.

ومن كلامه ان باهل المعروف من الحاجة إليه أكثر مما بأهل الرغبة منهم فيه وذلك أن حمده وأجره وذكره وذخره وثنائه لهم فما صنعت من صنيعة أو أتيت من معروف فإنما تصنعه إلى نفسك فلا تطلبن من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك.

ويروى هذا الكلام لأبيه جعفر.

وقيل له انك تبذل الكثير إذا سألت وتضايق في القليل إذا توجرت فقال انى أبذل مالي وأصف بعقلي.

ويقال أن أول من صنع الغالية عبد الله بن جعفر.

نقل الزمخشري: أنه أهدى لمعاوية قارورة من الغاية فسأله كم أنفق عليها فذكر مالا فقال هذه غالية فسميت بذلك ويحكى انه ضاقت يده في آخر عمره فدعى يوم جمعة وقال اللهم ان كنت صرفت عنى ما كنت تجرى على يدي من الإحسان إلى خلقك فاقبضني إليك فما عاش الا جمعة أخرى.

وقال المسعودي: سمع عبد الله بن جعفر يوم جمعة يقول اللهم انك عودتني عادة وعودتها عبادك فان قطعتها عنى فلا تبقني فمات في تلك الجمعة في أيام عبد الملك وصلى عليه أبان بن عثمان بمكة في سنة سيل الجحاف حين بلغ الركن وذهب بكثير من الحاج وقال كثير من المؤرخين توفى بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وله  من العمر تسعون سنة وقيل توفى سنة أربع وثمانين وعمره ثمانون سنة.

قال ابن عبد البر: والأول أولى وقيل توفى سنة أربع وسبعين وله اثنان وسبعون سنة وقال أبو الحسن العمرى مات عبد الله في زمان عثمان بن عفان ودفن بالبقيع وهذا غريب وقيل مات بالأبواء سنة تسعين وصلى عليه سليمان ابن عبد الملك بن مروان وله تسعون سنة.

وقال أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني: قال يحيى توفى عبد الله وهو ابن سبعين سنة في سنة ثمانين وهو عام الجحاف سيل كان بمكة أجحف بالحاج فذهب بالإبل عليها الحمول وكان الوالي يومئذ على مكة أبان بن عثمان في خلافة عبد الملك.

(وروى) عن الجعدي قال لما هلك عبد الله بن جعفر شهده أهل المدينة كلهم وإنما كان عبد الله بن جعفر مأوى المساكين وملجأ الضعفاء فما ينظر إلى ذي حاجة إلا رأيته مستعبرا قد أظهر الهلع والجزع فلما فرغوا من دفنه قام عمرو ابن عثمان فوقف على شفير القبر فقال رحمك الله يا بن جعفر ان كنت لرحمك واصلا ولأهل الشر مبغضا ولأهل الريبة قاليا ولقد كنت فيما بيني وبينك كما قال أعشى طرود:

دعيت الذي قد كان بيني وبينكم * من الود حتى غيبتك المقابر

 فرحمك الله يوم ولدت ويوم كنت رجلا ويوم مت ويوم تبعث حيا والله لان كانت هاشم أصيبت بك لقد غم قريشا هلكك فما أظن أن يرى بعدك مثلك فقال عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق لا إله إلا الله الذي يرث الأرض ومن عليها واليه ترجعون ما كان أحلى العيش بك يا بن جعفر وما أسمج ما أصبح بعدك والله لو كانت عيني دامعة لأحد لدمعت عليك كان والله حديثك غير مشوب وودك غير ممزوج بكدر وكان له من الولد عشرون ذكرا وقيل أربعة وعشرون.

ومن شعر عبد الله بن جعفر ما أنشده له هارون الرشيد.

حكى يعقوب بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس قال دخلت يوما على الرشيد وهو متغيظ متربد فندمت على دخولي عليه وكنت أفهم غضبه في وجهه فسلمت فلم يرد فقلت داهية دهتكم ثم أومى إلى فجلست فالتفت إلى وقال لله در عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فلقد نطق بالحكمة .




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)




قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات