أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1708
التاريخ: 11-10-2014
1646
التاريخ: 11-10-2014
1693
التاريخ: 20-10-2014
3406
|
نقرأ في قوله تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِىِ الارْضِ كَمَا استَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلُيمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ امْناً يَعْبُدُونَنِى لَايُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} (النور/ 55).
لقد بُشر المؤمنون الصالحون في هذه الآية المباركة وبشكل صريح، أنّهم سيمسكون زمام السلطة والحكومة على الأرض في نهاية المطاف، وسيُنشر الدين الإسلامي، وستتبدل حالات اللا أمن والخوف إلى الاستقرار والأمن، وتُقلع جذور الشرك في جميع أنحاء العالم، ويتمكن عباد اللَّه من مواصلة عبادة اللَّه الواحد الأحد بكل حرية، وتتم الحجّة على الجميع، بحيث لو أنّ أحداً أراد أن يواصل مسير الكفر سيكون فاسقاً ومقصراً، (أرجو أن تتأملوا في القسم الأخير من الآية بدقّة).
وبالرغم من أنّ هذه الامور الهامة كانت تعد وعداً إلهياً تحقق في عصر الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله والأزمنة اللاحقة من بعده بنحو أوسع للمسلمين في العالم، وعاد الإسلام الذي كان يوماً ما تحت قبضة الأعداء يعاني من وطأة الظلم بحيث لم يسمحوا له بأدنى فرصةٍ للظهور والبروز على الساحة، ويعيش المسلمون في حالة دائمة من الخوف والفزع، عاد في نهاية المطاف وانتشر ليس في شبه جزيرة العرب فحسب، بل عمَّ أجزاءً عظيمة واسعة من العالم، وانكفأ الأعداء منهزمين في جميع الجبهات، ولكن بالرغم من هذا كله، فإنّ حكومة الإسلام العالمية التي يجبُ أن تعمّ كافة أرجاء المعمورة وآفاق الأرض، وتقلع جذور الشرك وعبادة الأوثان بشكل نهائي، وتنشر الأمن والآمان والهدوء والحرية والتوحيد الخالص، لم تتحقق بعد، إذن يجب انتظار تحقق هذا الأمر.
سيتحقق هذا الأمر طبقاً لما ورد في الرواية المتواترة ... في عصر قيام المهدي عليه السلام، وبناءً على ما تقدم فإنّ احدى مصاديق هذه الآية تحقق في عصر النبي صلى الله عليه و آله والأعصار المقارنة له، وسيتحقق شكله الأوسع في عصر قيام المهدي عليه السلام، ولا منافاة بين هذين الأمرين، ولابدّ من تحقق هذا الوعد الإلهيّ في كلا المرحلتين.
المراد من الاستخلاف هنا خلافة الأقوام الكافرة الماضية، إذ تزول فيها حكومتهم وتحل محلها حكومة الحق، نظير ما جاء في قوله تعالى : {ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلَائِفَ فِى الارْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}. (يونس/ 14)
وقد ورد شبيه هذا المعنى في الآيتين 69 و 74 من سورة الأعراف.
وبناءً على ذلك، فالذين تصوروا أنّ الآية تعد دليلًا واضحاً على خلافة الخلفاء الأربعة- أمثال الفخر الرازي- باعتبار أنّ أولئك هم الذين استخلفوا الرسول، وأنّ الوعد الإلهيّ قد تحقق في عصرهم، إنّما وقعوا في الخطأ، لأنّ هذه الآية لا يراد بها خلافة الرسول، بل خلافة الأقوام السابقة كما ورد ذلك في الآيات الثلاثة الآنفة الذكر، وكما ورد في قوله تعالى :
{وَاوْرَثنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُستَضعَفُونَ مَشَارِقَ الارْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِى إِسرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} (الأعراف/ 137).
من البديهي أنّ بني اسرائيل ورثوا الفراعنة وسيطروا على جميع أنحاء ذلك البلد الواسع الملي بالبركات (مصر وأطرافها).
على أيّة حال فإنّ الآية تُبشر بقيام حكومة المؤمنين الصالحين في جميع أنحاء العالم، تلك الحكومة التي تحقق مقدار واسع منها في عصر رسول الإسلام صلى الله عليه و آله وبعده، وهي وإن لم تعمُ جميع العالم، إلّا أنّها كانت نموذجاً على تحقق هذا الوعد الإلهي، ولكن لم تتحقق بعد على هيئة حكومة عالمية تعمّ أرجاء المعمورة، والمصداق النهائي لها سوف يتحقق بقيام حكومة الإمام المهدي عليه السلام مع توفر الأرضية والظروف بمشيئة اللَّه تعالى، إذ ستُملأ الدنيا عدلًا وقسطاً طبقاً لما ورد في الروايات الصادرة عن الرسول صلى الله عليه و آله وسائر الأئمّة المعصومين عليهم السلام، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، ونحن بانتظار تحقق هذا الوعد القرآني.
والروايات الواردة في المصادر المختلفة في تفسير هذه الآية تؤكد وتؤيد هذه المسألة أيضاً.
ومنها إنّ المفسّر المعروف «القرطبي» ينقل في تفسير «الجامع لإحكام القرآن» في نهاية هذه الآية عن «سليم بن عامر»، عن «المقداد بن اسود»، يقول : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : «ما على ظهر الأرض بيتُ حجرٍ ولا مدرٍ إلّا أدخَلَهُ اللَّه كَلِمَةَ الإسلام» (1).
وفي تفسير «روح المعاني» نُقل عن «الإمام علي بن الحسين عليه السلام» أنّه قال في تفسير هذه الآية : «هم واللَّه شيَعتُنا أهل البيتِ يُفعَلُ ذلِكَ بهمْ على يَدِ رَجُلٍ منّا وهو مهديُّ هذه الامّة وهو الَّذي قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد لطوَّلَ اللَّه تعالى ذلك اليومَ حتى يِلِيَ رجلٌ من عترتيِ اسمُهُ اسمي يملأُ الأرضَ عدلًا وقسِطاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجَوراً».
ويمكن مشاهدة هذا المعنى باختلاف قليل في الكثير من مصادر أهل البيت عليهم السلام.
وبالرغم من أنّ «الآلوسي» لم يقيمّ هذا الحديث برأي ايجابي في تفسير «روح المعاني»، إلّا أنّه يقول في نهايته :
وردت عدّة روايات عن طرقنا تؤيد هذا المعنى- وإن لم نعوّل عليها- كرواية «عطية» عن النبي صلى الله عليه و آله بعد أن تلا هذه الآية، قال صلى الله عليه و آله : «أهل البيت هاهنا وأشار إلى القبلة» (2).
وينقل القرطبي حديثاً آخر بهذا الشأن أيضاً أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قال : «زُوِيَتْ لي الأرضُ فَرأَيتُ مشارِقَها ومغارِبَهَا وسيبلُغ مِلْكُ امَّتي ما زويَ لي منها» (3).
يتّضح من كل ما أسلفناه، الجواب عن الكثير من مؤآخذات المخالفين لمنطق اتباع أهل البيت عليهم السلام في تفسير هذه الآية.
وتوضيح ذلك : إنّه كما قلنا سابقاً : إنّ تحقق هذا الوعد الإلهي له عدّة مراحل، واحدى هذه المراحل حصلت مع المؤمنين الصالحين في عصر الرسول صلى الله عليه و آله، إذ بعد فتح مكة وسيطرة الإسلام على الجزيرة العربية، شعر المسلمون في ظل الإسلام والرسول صلى الله عليه و آله بأمنٍ نسبي واستولوا على جزء عظيم من المنطقة، وتحقق بذلك ما ورد بشأن نزول هذه الآية.
(وقد ورد سبب نزول هذه الآية في العديد من التفاسير، ومنها أسباب النزول، ومجمع البيان، وفي الظلال، والقرطبي (باختلاف بسيط)، أنّه عندما هاجر رسول الإسلام صلى الله عليه و آله والمسلمون إلى المدينة واستقبلهم الأنصار بأحضانهم، نهض العرب بأجمعهم ضدهم، بحيث إنّهم اضطروا إلى عدم مفارقة اسلحتهم، فينامون الليل بالسلاح، ويستيقظون الصبح مع السلاح، وكان الاستمرار على هذه الحالة يثقل على المسلمين، وأخذ بعضهم يتساءل إلى متى ستستمر هذه الحالة؟ هل سيأتي زمان ننام فيه الليل براحة بال واطمئنان، ولا نخشى احداً سوى اللَّه؟ فنزلت هذه الآية، وبشرت بقرب حلول هذا الوقت).
والمرحلة الاخرى لهذا الوعد، حصلت في زمن الخلفاء إذ سيطر الإسلام على أجزاء واسعة من العالم وأخضعها لسلطته، فعادت على المسلمين بمزيد من الأمن والاستقرار.
إلّا أنّ المرحلة الثالثة والنهائية أي عالمية الإسلام وحاكميته المطلقة على العالم المتزامنة مع الأمن والاستقرار وانتصار جيش التوحيد على معسكر الشرك ولم يتحقق بعد، وسيقتصر تحققهُ على عصر قيام المهدي عليه السلام فقط، وهذه المعاني الثلاثة التي تمثل سلسلة مراحل لحديثٍ واقعي لا توجد بينها أيّة منافاة.
كما يستفاد من هذه الآية أيضاً، أنّ هذا الوعد الإلهيّ يختص بالأفراد الذين يمتلكون الإيمان والعمل الصالح، ويقيناً كلما تحقق هذان الشرطان وفي أي عصر ومصر سوف تتهيّأ للمسلمين احدى مراحل هذه الحاكمية الإلهيّة، وبالمقابل كلما حدثت هزيمة ما، وعاد المسلمون أذلاء ضعفاء في قبضة الأعداء، يجب أن نعلم بأنّ ذينك الأساسين اللذين يمثلان شرطي تحقق الوعد الإلهيّ قد طوتهما صحف النسيان، فالإيمان عاد ضعيفاً، والاعمال آلت ملوثة!
____________________
(1) تفسير القرطبي، ج 7 ص 4692.
(2) تفسير روح البيان، ذيل آية مورد البحث.
(3) تفسير القرطبي، ذيل آية مورد البحث.
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
|
|
|
|
خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
|
|
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
|
|
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
|
|
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا
|