المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6613 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اغتمام بعض المسلمين يوم احد
2024-10-22
إعطاء الحقوق من اصدق الايمان
2024-10-22
اطلق لفظة الاب على العم
2024-10-22
تسمين ورعاية ماشية اللحم
2024-10-22
اصطفاء مريم
2024-10-22
اذى اليهود ووعد الله نصر المسلمين
2024-10-22

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الشعائر اليومية في عهد رعمسيس الثالث.  
  
111   01:30 صباحاً   التاريخ: 2024-10-21
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج7 ص 562 ــ 570.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

وقد ترك لنا «سيتي الأول» على جدران المحاريب الست التي أقامها في معبد العرابة للآلهة «أوزير» و«حور» و«إيزيس» و«آمون» و«حرمخيس» و«بتاح» مناظر تمثل الشعائر التي كانت تُقام يوميًّا للإله «آمون». وقد وصل إلينا غير هذه المناظر عن هذه الشعائر اليومية ثلاث برديات دُوِّنت عليها الأحفال التي كانت تُقام يوميًّا للآلهة، وكلها محفوظة «بمتحف برلين «(1) ويرجع عهدها على ما يظهر إلى الأسرة الثانية والعشرين، وهذه المصادر وغيرها تدل محتوياتها على أنه كانت في مصر وحدة عظيمة منظمة لإقامة الشعائر الإلهية اليومية للإله.

 

شكل 1: صورة هزلية تمثل حربًا بين الفئران والقطط (أي بين مصر وسوريا) في عهد «رعمسيس الثالث «.

 

والواقع أن ما جاء في مناظر معبد «سيتي» وما دُوِّن على الأوراق البردية السالفة الذكر يصف لنا جزءًا من الشعائر التي تُقام للإله يوميًّا، وهذا الجزء خاص بإلباس الإله، أو بعبارة أخرى تمثاله وتزيينه وتضميخه ثم إعادته إلى محرابه. ولدينا شعيرة أخرى كانت تُقام للإله تُعد مكملة للسابقة، وهي خاصة بتقديم الطعام له بعد نهاية الجزء الأول. وقد نشر لنا الأستاذ «جاردنر» جزءًا عظيمًا من هذه الشعائر بعنوان شعائر الفرعون «أمنحتب الأول المؤله» (راجع Gardiner, Hieratic Papyri in the British Museum Third series Vol, I, pp. 78–106 and Vol II, pls. 50–61) وقد أضاف إلى هذا المصدر الأستاذ «نلسون» مصادر جديدة أجرى نُقشت على جدران بعض المعابد، أهمها مناظر «الكرنك» التي تركها لنا «سيتي الأول» على ا لجدار الشرقي لقاعة العمد. ومناظر من عهد «رعمسيس الثالث» في معبد «مدينة هابو» على الجدار الشمالي للردهة الأولى (راجع Journal of Near Eastern Studies July 1949 No. 3 P. 201 ff).

وسنتحدث هنا أولًا عن شعائر العبادة الإلهية اليومية، ثم نورد بعد ذلك ملخصًا مختصرًا لرؤوس الموضوعات الخاصة بإطعام الإله.

من المعلوم أن الملك كان في الأصل صاحب الحق الأول في إقامة الشعائر للإله بوصفه الكاهن الأول، غير أنه كان بطبيعة الحال ينيب عنه كاهنًا كبيرًا أو أحد عظماء رجال الدين لأداء تلك الشعيرة وغيرها. وقد كانت الشعائر تُقام لتمثال الإله الذي كان يُوضع عادة في محراب صغير يُصنع في معظم الأحيان من الخشب المموه بالذهب والمزخرف بالألوان والمطعم بالأحجار الثمينة. ولما كان التمثال من الخشب فقد كان سهل الحمل على الكهنة في أيام الاحتفال التي كان يُحمل فيها الإله في المواكب. وكان محراب الإله أو بعبارة أخرى قدس الأقداس في المعبد مغلقًا بباب ذي مصراعين مقفل مزلاجه بإحكام ومختوم. والفريضة التي سنفحصها الآن على حسب ما جاء في ورقة «برلين» قد قسمها المصريون أنفسهم ستة وستين فصلًا، ونختصرها هنا بعض الشيء في فصول قليلة.

ويبتدئ الاحتفال بالعنوان التالي:

بداية فقرات الأحفال الخاصة التي تُقام يوميًّا في معبد الإله «آمون رع» ملك الآلهة بوساطة الكاهن العظيم المطهر الذي يكون في خدمته في يومه.

وتتلخص الشعيرة فيما يأتي:

(أ) (أولًا) الأحفال الافتتاحية

كان على الكاهن قبل أن يقترب من قدس الأقداس أن يطهر نفسه ويرتدي ملابس الكهانة الخاصة بهذا الحفل. ويُلاحَظ أن البردية لا تتحدث عن المراسيم التجهيزية التي تحدث عادة في بيت الصباح، غير أنه لدينا متون أخرى من بينها لوحة «بيعنخي» تشير إلى ذلك. ومن جهة أخرى نشاهد أن المناظر التي على جدران المعابد تمثل غالبًا شعيرة التطهير التي كان يقوم بإنجازها الإلهان «حور» و«ست»، وغالبًا ما نرى بدلًا من «ست» الإله «تحوت»؛ فنرى الإلهين يرفعان فوق رأس الملك إناءين خاصين بهذه الشعيرة ويصبان منهما الماء المطهر على رأسه. ويُفهم من الكلمات التي يوجهانها للملك أنه قد تسلم التقديس الملكي الذي بوساطته يكون له الحق وحده في الاحتفال بالخدمة الإلهية. وبعد أن يتخلص الكاهن بهذه الكيفية من كل أقذائه الجسمية يُبخر بالمبخرة ويتقدم مطهرًا بعبيق البخور الأماكن التي يمر فيها وهو متجه نحو الإله.

(ب) فتح المحراب

تشمل هذه الشعيرة سلسلتين متوازيتين من الأحفال. وعلى الرغم من أن المتون لا تقدم لنا أية تفاصيل عن كنه هذا الموضوع فإنه في استطاعتنا أن نقترح مع الأستاذ موريه (Le rituel du Culte divin Journalier en Egypte p. 30-1) أن هذا التوازي يقابل تقسيم مصر التقليدي مملكتين. وعلى ذلك يكون لدينا على التوالي الشعائر التي تُقام للوجه القبلي والشعائر التي تُقام للوجه البحري. وعلى أية حال فإنه على أثر إنجاز الكاهن الطهور الشعيري يقترب من المحراب ويكسر الخاتم المصنوع من الطين ويشد المزلاج، والصيغ الدينية التي يرتلها خلال هذه الأحفال مستعارة مباشرة من أسطورة «حور»: إن ما يحمله إلى الإله هو «عين حور»، وكذلك فإن المزلاج نفسه موحد بإصبع الإله «ست»؛ لأنه يقوم بمثابة عقبة في سبيل إنجاز الخدمة الإلهية، وإن المزلاج هو الذي يفصل الكاهن من الإله المغلق عليه في محرابه، وعلى ذلك فإن شد المزلاج وفتحه يعني إحراز نصر على العدو الأبدي للإلهين «أوزير» و«حور».

(ﺟ) التعبد للإله

وعلى إثر شد المزلاج يفتح الكاهن «أبواب السماء ويكشف وجه الإله»، ثم يركع أمام التمثال مرتلًا الدعوات الصالحات التي تشبه بعض الشيء صيغ الاعتراف بالبراءة (راجع مصر القديمة الجزء الخامس). ومن جهة أخرى تشير هذه الدعوات الصالحات إلى التمثيلية العظمى التي على وشك الإنجاز لإعادة الحياة للإله ثانية، وبعد ذلك ينهض الكاهن ويرتل أناشيد التعبد وينشر العطور على التمثال، ويجعل عبيق البخور يرتفع أمامه ويغمره.

وعند هذه النقطة يستأنف الشعيرة بعنوان: «فصل دخول المعبد» وهو الأحفال الأولى الخاصة بالعبادة مع تلاوة أسطورة «عين حور» بصورة بارزة، وهذه الأسطورة على حسب أقدم رواية — وقد دخل عليها فيما بعد بعض التحريف والفساد بوساطة أسطورة «أوزير» — مشتقة بلا شك من أصل نجمي جملة. وقد كان لها فيما بعد مقابل شمسي: فقد حُكي أن السيد العالمي كان عند بداية الخليقة قد حُرم عينه لسبب لا نعرفه، وكُلف الإلهان «شو» و«تفنوت» بالبحث عنها وإحضارها له، ولكن طال غياب الإلهين حتى إن «رع» قد اضطر أن يضع بدل تلك العين الجاحدة أخرى. وعندما أُحضرت العين في نهاية الأمر بوساطة الإلهين «شو» و«تفنوت» استشاطت غضبًا لما رأت أن مكانها قد احتل. ولكن «رع» رغبة في إرضائها وتهدئة خاطرها حولها إلى «صل» ووضعه على جبينه رمزًا لقوته. هذا فضلًا عن أنه كلفه بحراسته من الأعداء، فيبعث النار والدمار في وجه كل من يقترب منه، وهو الصل الذي نراه في تاج الملك على جبهته.

(د) تقبيل الإله

وعندما يصل الكاهن إلى مدخل المحراب، يتلو كلمات مهدئة تطمئن خاطر الإله، ويجب أن يعرف الإله تمام المعرفة أن الكاهن الذي يقترب منه ليس عدوًّا له، بل حاميه. ثم يذكر الكاهن أنه قد دخل السماء، أي المحراب، ليُشاهد «آمون» وليقترب منه في ساعة بؤسه، وفي هذا القول إشارة إلى خسوف الشمس الذي كان من جرَّائه الهجمات الشديدة المستمرة التي كان يقوم بها «ست» إله الشر، ولكن عين «حور» يؤتى بها إلى الإله لترد له الحياة. وهذه هي اللحظة الفاصلة في إقامة هذه الشعيرة، والنقطة النهائية في تمثيل هذه الدراما.

(ﻫ) فتح المحراب للمرة الثانية

لم يذكر لنا المتن شيئًا عن كيفية انسحاب الكاهن بعد ختام الجزء الأول من تأدية خدمة الإله. والأحفال التي تصحب فتح المحراب للمرة الثانية لا تختلف عن سابقتها في شيء إلا في نقطة واحدة، وذلك أن الكاهن بدلًا من إحضار عين «حور» للإله، يقدم له تمثالًا صغيرًا يمثل الإلهة «ماعت» إلهة العدل والحق والصدق. ونعلم من المتن الطويل الذي يفصل القول في هذه القربات الموحدة هنا بالإلهة «ماعت» — لا في كنهها المعنوي وهو العدالة — بل في معناها المادي وهو القربان الذي يجعل الإله يسترد حياته الجسمية فيقول المتن:

إن عينك اليمنى هي «ماعت»، وعينك اليسرى هي «ماعت»، وجسمك هو «ماعت»، وأعضاءك هي «ماعت»، وملابسك التي تستر أعضاءك هي «ماعت»، وإنك تتغذى من «ماعت» وتشرب «ماعت»، وخبزك هو «ماعت»، وجعتك هي «ماعت»، والبخور الذي تشمه هو «ماعت»، ونفس أنفك هو «ماعت». (Moret op. cit. p. 141).

ومن ثم نعلم أن «ماعت» كانت تلعب نفس الدور الذي كانت تلعبه عين «حور»، لدرجة أنه — بغض النظر عن المظاهر الخارجية — لا توجد فروق رسمية بين الأحفال الشعائرية التي تتوج عمليتي فتح المحراب المتتابعتين.

(و) ملابس الإله

وبعد أن تدب الحياة ثانية في أعضاء الإله ويصبح حيًّا كان من الواجب أن يبتدئ بإلباسه ملابسه، وكان يقتضي ذلك إخراج التمثال من محرابه وإحضار الصندوق الذي يحتوي على أدوات زينته المقدسة، وبعد ذلك يأخذ الكاهن في تطهير التمثال مرتين بالماء وأخرى بالبخور، ثم يضع على جسمه أربع قطع من النسيج: واحدة بيضاء لتمثل الإلهة «نخبت» وهي الإلهة الحامية للوجه القبلي، وقطعة حمراء وأخرى خضراء لتمثل الإلهة «وازيت» الإلهة الحامية للدلتا، وأخيرًا قطعة نسيج قرمزية اللون عادة وتمثل إلهة النسيج «تايت» (راجع Excavations at Giza Vol. vl, Part II, P. 216)، وعند فراغ الكاهن من لباس الإله يأخذ في تزيينه وتزجيجه وتعطيره بكل أنواع العطور والزيوت المختلفة ذات الأريج الجميل، وبعد ذلك يُوضع التمثال ثانية في محرابه، غير أن المتن الذي في متناولنا لا ينص على ذلك صراحة.

(ز) الأحفال النهائية

وأخيرًا كان ينشر الكاهن الرمل أمام التمثال، وقد قرَّب الأستاذ «موريه» بين هذه الشعيرة وشعيرة إرساء حجر الأساس في الاحتفال بإقامة المعابد العريقة في القدم (راجع Ibid p. 202 No. I). وبعد ذلك كان يُطهر الإله بالنطرون، وهذا الطهور كان الغرض منه فتح فم التمثال وعينه (راجع مصر القديمة الجزء الرابع)، وعلى أثر ذلك تعمل عملية التطهير الأخيرة بالماء والبخور وبذلك ينتهي الاحتفال بهذه الشعيرة. وبعد ذلك يغلق الكاهن باب المحراب ويُحكم بالمزلاج ثم ينسحب، وفي خلال هذا الانسحاب يمحو بمكنسة سحرية أثر قدميه من على الأرض، وكذلك يطرد الشيطان الرجيم وبخاصة إله الشر الذي قتله من المحراب (راجع J E. A Vol. 35 6. 82–86) وفي هذه الحالة كان يقوم الكاهن بدور الإله «تحوت» إله السحر. ويذهب الأستاذ «نلسون» إلى أن الكاهن عندما كان يطرد إله الشر كان يمثله نفسه وهو خارج من المحراب في حالة سرية خفية.

(ﺣ) أهمية هذه الشعائر

لم نحاول في معظم الأحيان ترجمة المتون التي تصحب هذه الشعائر، والواقع أنها من الأهمية بمكان، لأنها تظهر لنا أثر ديانة «أوزير» في الشعائر المقدَّسة؛ فالإشارات فيها لعين «حور» كثيرة جدًّا، وقد رأينا من جهة أخرى مشابهات عدة بين الخدمة الإلهية والخدمة الجنازية، التي تعمل للأفراد الذين كانوا يعتنقون المذهب الأوزيري وشعائره، ومن ذلك يمكننا أن نستخلص بحق أن عبادة «أوزير» تُعد من أقدم العبادات التي أسست في مصر، وأنها هي العبادة التي أثرت بقوة على خيال الشعب المصري، غير أنه من الصعب جدًّا إمكان معالجة مثل هذا الموضوع (Blackman J. E. A. Vol V, p. 148–165). ومع ذلك فإنه كان يوجد في مصر مذهب ديني آخر يضارع في قدمه مذهب «أوزير» وشعائره، وأعني بذلك المذهب الشمسي أو عبادة «رع». ولا يمكننا أن ننكر أن عبادة «رع» كانت تلعب دورًا هامًّا في الأحفال الخاصة بالخدمة الإلهية، غير أن هذا الدور كان ضئيلًا، ومع ذلك يظهر بوجه خاص في الدور الذي تلعبه «ماعت» في القربان. ومن المعلوم أن «ماعت» هي بنت الإله «رع»، وبذلك تدخل ضمن المذهب الشمسي من غير جدال، ونلحظ أنها كانت تذكر في إقامة الشعائر موازية لعين «حور» أو موحدة بها كما ذكرنا من قبل. ويجب إذن أن تمثل التيار الشمسي، كما تمثل عين «حور» التيار الأوزيري. وهذان الرمزان «ماعت» و«عين حور» يلعبان دورًا آخر؛ إذ يحلان محل القربان المادي، وإذا فسرنا المتون الخاصة بذلك حرفيًّا يدهش الإنسان من عدم وجود مثل هذه القربان جملة، والواقع أن الشعيرة لا تقدم لنا بوضوح القائمة المفصلة عن الهبات الطيبة التي عملت للإله، غير أنه ليس هناك أي شك في أن هذه الهبات قد وُجدت فعلًا، وانتشار صيغة القربان العظيم هو البرهان الوحيد الذي في متناولنا، هذا بالإضافة إلى الصور التي لا تُحصى المصورة على جدران المعابد، ويُشاهد فيها الفرعون يذبح الضحايا أمام الإله. ويتساءل الإنسان الآن لماذا حلت الرموز محل هذه القربات؟

ولا شك في أن سبب ذلك يرجع إلى الرغبة في أن يكون هناك وجه شبه محفوظ إلى حد بعيد بين إقامة الشعائر والأساطير الإلهية، فالشعائر كانت تُقام على حسب ما جاء في الأساطير ومن وحيها. فنعلم مثلًا أن «حور» عندما وجد ثانية العين التي انتزعها منه الإله «ست» في أثناء الشجار الذي قام بينهما، أهداها بوصفها رمزًا صالحًا بنويًّا لوالده «أوزير»، وبها استرد الأخير حياته، فعين «حور» أصبحت من ذلك العهد رمزًا للقربان، وبخاصة في الأحوال الدينية الجنازية؛ إذ نجد أنه يُنسب إليها إحياء المتوفى ثانية، ويدل الدور الذي تلعبه العين في العبادات الإلهية على أن الإله الممثل في المحراب في صورة تمثال كان ميتًا، وبعبارة أخرى كان يُعد «أوزير» آخر، وهكذا نجد على حسب الأسطورة أن «إزيس» قد وجدت ثانية جسم «أوزير» مقطعًا أربع عشرة قطعة على يد «ست»، وكان أول ما عنيت به هو جمع أعضاء زوجها، ويقول المتن على حسب ما جاء في هذه الشعيرة:

إن عين «حور» قد رتبت عظام آمون وجمعت أعضاءه.

وفي متون أخرى نجد إشارة إلى إنجاز هذا العمل الصالح نحو الإله الذي ضحى بجسمه. وقد قال «موريه» في هذا الصدد ما يأتي:

إن الشعائر التي يُفرض فيها تضحية الإله «أوزير» قد تُركت جانبًا في بداية العهود التاريخية، وعلى ذلك حل محل تضحية الإله التضحية له، غير أن المضحى به كان مقدسًا أيضًا. وما كان يضحي كان بطبيعة الحال هو عدو الإله الذي تسبب في قتله وهو الإله «أوزير»، أو بتعبير آخر كانت الضحية حيوانًا يتقمصه الإله «ست». راجع (Moret Ibid p. 224).

أما قربان «ماعت» فقد ذكرنا من قبل أنه شعيرة مماثلة لقربان عين «حور». ومن المحتمل أن بين لفظة «ماعت» ومعناها «يقدم» ولفظة «ماعت» ومعناها «العدالة» تورية في الاسم فقط مع اختلاف معناهما، وعلى ذلك تكون كلمة «ماعت» بمعنى «يهدي أو يقدم» قد استُعملت هنا في صيغة اسم المفعول «المهدى». وعلى ذلك لا ندهش من الإشارة الرمزية التي يقوم بها الكاهن، وهي التي تتوج الاحتفال الذي يقوم به عند فتح المحراب في المرة الثانية.

وفي استطاعتنا أن نفرض أن الفعل «ماع» بمعنى «يقدم» مشتق من الفعل «ماع» الذي يعني «عدل أو صدق أو حقق». والقربان ليس في الواقع على هذا الفرض إلا الوسيلة التي بها يرجع الإنسان ثانية إلى الحياة أي إلى الحقيقة (راجع Moret Ibid p. 148–50).

غير أنه ليس في مقدورنا أن نؤكد دقة مثل هذه النظرية التي يترتب عليها — إذا كانت صحيحة — أن قربان «ماعت» أقل انتسابًا إلى المذهب الشمسي منه إلى العقيدة الأوزيرية، أي إن المذهب الأوزيري يميل إلى المادية على حين أن المذهب الشمسي يميل إلى الروحية.

وطعام الإله يمثل في الشعيرة بالرمزين اللذين تكلمنا عنهما، وقد كانا يُقدمان له فعلًا يوميًّا، ويوضعان على أطباق تُحضر بطريقة فنية إذا حكمنا على ذلك بما نشاهده من مناظر على جدران المعابد. ويُلاحَظ أن الكاهن كان يرفع على هذه القربان مقمعة كأنه يريد أن يضحي بها أمام الإله، وهذه الشعيرة ترجع إلى عهد كانت فيه القرابين وبخاصة الحيوانات تُضحى حقيقة أمام الإله.

ونعلم من جهة أخرى أن القرابين التي تُقدم للإله، وهي التي يستفيد منها بعض المقربين من الملك، كان محبوسًا عليها دخل غذائي للمعبد، وبخاصة لأولئك الذين فازوا بإقامة أحد تماثيلهم الجنازية في محراب الإله.

.............................................

1- راجع: Moret, Le ritual du culte divin Journalier en Egypte; Hieratisch Papyrus aus den Koniglichen museen zu Berlin, Band I, Rituel fur den Kultus des Amun und fur den Kultus der Mut.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).