الاستدامة والابداع Sustainability and Innovation 
تنظر العديد من الشركات الى مفهوم الاستدامة على أنه تعبير عن المسؤولية الاجتماعية التي تضطلع بها تلك الشركات. ولكن الحقيقة التي ادركتها هذه الشركات لاحقاً بان الاستدامة تعني في حقيقتها استراتيجية الاعمال المتقدمة نحو تحقيق الابداع من اجل امتلاك ميزة تنافسية. ولا شك بأن التحديات التي تواجها الشركات في بيئة الأعمال ستكون بمثابة البداية المنطقية نحو الابداع لكي تتمكن من تجاوز القيود المفروضة عليها من قبل البيئة العامة والبيئة التنافسية المحيطة بها. حيث تكون التوجهات الحكومية ومن خلال القوانين والانظمة التي تحدد عمل الشركات في بيئتها المحلية أو الخارجية، يمكن أن تكون بذات الوقت القوة الدافعة في اغلب الاحيان لتحقيق الاستدامة التي تشترطها تلك القوانين والانظمة لكي تعمل هذه الشركات وبالتالي فانها ستكون بمثابة تحدي لمنظمات الاعمال وزبائنها عندما تفرض عليها شروط  ومعايير يتوجب انجازها على مستوى الاعمال والمنتجات التي تقدمها. وهذا ما يتأشر على سبيل المثال وليس الحصر في تحقيق مستوى اقل في استهلاك الوقود ، تخفيض الاشعاعات المتولدة من عمليات الانتاج، تطوير مستوى الامان في العمل.... الخ.
ولكن هذه التحديات يمكن أن تكون سبباً في دفع الشركات للتفكير بشكل مجدد لرفع مستوى معايير التشغيل، وكما هو على سبيل المثال فيما تراه البعض من الشركات بان القوانين التنظيمية الموضوعة من قبل الحكومة هي بمثابة اجراءات وقيود لعملها. ولكن عندما تحين الحقيقة ولكي تستمر الشركة في عملها، فان هذه الاجراءات التنظيمية ستكون بمثابة تحدي لها يتوجب تجاوزها عبر استراتيجية الابداع التي تنتهجها الشركة لكي تبقى وتستمر . وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يأتي من خلال الرغبة فقط، بل يقترن بوجود الارادة التنظيمية في الشركة والمتمثلة بالتخطيط والاعتماد على استراتيجية واضحة تقودها لتحقيق ذلك، وهذا ما يتمثل بامتلاك الشركة لميزة تنافسية للتعبير عن ذلك الابداع المتحقق من قبلها. 
باتجاه آخر فان الشركات عندما تركز على تحقيق الاستدامة فأن ذلك من شأنه ان يدفع الشركة الى اعتماد تكنلوجيا متقدمة وجديدة، وهذا من شأنه ان يكون قوة دافعة نحو الارتقاء بمستوى عمليات الانتاج وتحسين مستوى المخرجات المتحققة . وبالوقت الحاضر فأن التكنلوجيا الجديدة تعني في حقيقتها تخضيرالاعمال والتوجه نحو ایجاد منتجات صديقة للبيئة بذات الوقت وهذا ما يمثل جزءاً مهماً من عملية واستراتيجية الابداع. وكمثل على ذلك فأن شركة Dupont في الولايات المتحدة الامريكية طورت تقنيات جديدة لانتاج مادة السليلوز Cellulose المستخدمة في البيوت الزجاجية للمنتجات الزراعية، والتي من شأنها أن تخفض نسبة الانبعاثات الغازية من البيوت الزجاجية بمقدار 60%، والتي تعد من أخطر المسببات في احداث الاحتباس الحراري الذي تواجهه الكرة الارضية. كما أن هذه التكنولجيا الجديدة التي عبرت عن حالة الابداع تسمح باستخدام الماء المعاد تدويره والسيطرة بشكل أفضل على عمليات التلوث التي تحدث للمنتجات الزراعية في البيوت الزجاجية. وبالمحصلة النهائية اصبحت الاستدامة سبب جوهري في تحقيق الميزة التنافسية للشركات وبما يجعلها قادرة ان تكون أكثر تأثيرا في بيئة الاعمال.