المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خُطبة الزهراء (عليه السلام) بعد منعها فدكا  
  
3965   06:07 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص459-465
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

خَطبة الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) بمحضر المهاجرين والأنصار ثم إن فاطمة (عليها السلام) لما منعت فدكا خطبت خطبة طويلة عظيمة جليلة غاية في الفصاحة والبلاغة والمتانة وقوة الحجة بمحضر من المهاجرين والأنصار .

وفي كشف الغمة انها من محاسن الخطب وبدائعها عليها مسحة من نور النبوة وفيها عبقة من أرج الرسالة وقد اوردها المؤالف والمخالف قال ونقلتها من كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها قرئت عليه في ربيع الآخر سنة 322 رواها عن رجاله من عدة طرق (اه) وأبو بكر الجوهري هذا من علماء أهل السنة.

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج انه عالم محدث كثير الأدب ثقة ورع اثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته وغير مصنفاته ورواها المرتضى في الشافي الذي هو رد على المغني في الإمامة لقاضي القضاة عبد الجبار المعتزلي .

قال المرتضى في الشافي الذي هو رد على المغني في الإمامة لقاضي القضاة عبد الجبار المعتزلي قال المرتضى : فاما قوله إن فاطمة لما سمعت ذلك اي حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث كفت عن الطلب فأصابت أولا وأصابت آخرا فلعمري انها كفت عن الطلب الذي هو المنازعة والمشاحنة لكنها انصرفت مغضبة متظلمة متألمة والامر في غضبها وسخطها أظهر من أن يخفى على منصف فقد روى أكثر الرواة الذين لا يتهمون بتشيع ولا عصبية فيه من كلامها في تلك الحال وبعد انصرافها عن مقام المنازعة والمطالبة ما يدل على ما ذكرناه من سخطها وغضبها ونحن نذكر من ذلك ما يستدل به على صحة قولنا : أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني حدثني محمد بن أحمد الكاتب حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي حدثنا الزيادي حدثنا الشرفي عن القطامي عن محمد بن إسحاق قال حدثنا صالح بن كيسان عن عروة عن عائشة قال المرزباني وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم اليمامي حدثنا ابن عائشة قال : لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبلت فاطمة في لمة من حفدتها إلى أبي بكر وفي الرواية الأولى قالت عائشة لما سمعت فاطمة اجماع أبي بكر على منعها فدكا لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ثم اجتمعت الروايتان من هاهنا إلى آخر ما يأتي وأورد الخطبة ثم قال المرتضى بعد ايرادها : أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني حدثني علي بن هارون اخبرني عبد الله بن أبي طاهر عن أبيه قال ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كلام فاطمة عند منع أبي بكر إياها فدكا وقلت له إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وانه من كلام أبي العيناء لأن الكلام منسوق البلاغة فقال لي رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أولادهم وقد حدثني به أبي عن جدي يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية وقد رواه مشايخ الشيعة وتدارسوه قبل ان يوجد جد أبي العيناء ؛ وقد حدث الحسين بن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله بن الحسن بن الحسن يذكر عن أبيه هذا الكلام . ثم قال أبو الحسن زيد : وكيف ينكرون هذا من كلام فاطمة وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة ويحققونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت ثم ذكر الحديث بطوله على نسقه . ثم قال المرتضى : وقد روي هذا

الكلام على هذا الوجه من طرق مختلفة ووجوه كثيرة فمن أرادها اخذها من مواضعها فقد طولنا بذكر ما ذكرناه لحاجة مست إليه (اه) .

وقال صاحب كتاب بلاغات النساء أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر المولود ببغداد سنة 204هـ والمتوفي سنة 280 هـ في الكتاب المذكور ما لفظه : حدثني جعفر بن محمد رجل من أهل ديار مضر لقيته بالرافقة حدثني أبي أخبرنا موسى بن عيسى أخبرنا عبد الله بن يونس أخبرنا جعفر الأحمر عن زيد بن علي رحمة الله عليه عن عمته زينب بنت الحسين (عليها السلام) قال : لما بلغ فاطمة (عليها السلام) اجماع أبي بكر على منعها فدكا لاثت خمارها وخرجت في حشدة من نسائها ولمة من قومها إلى آخره .

وذكر صاحب بلاغات النساء قبل هذا ما صورته : كلام فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

قال أبو الفضل يعني صاحب الكتاب ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلام فاطمة (عليها السلام) عند منع أبي بكر إياها فدكا وقلت له ان هؤلاء يزعمون إلى آخر ما تقدم في رواية المرتضى عن المرزباني إلى قوله ثم ذكر الحديث ثم قال : قال لما أجمع أبو بكر رحمه الله على منع فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدكا وبلغ فاطمة لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها الخ ثم قال صاحب بلاغات النساء وقد ذكر قوم ان أبا  العيناء ادعى هذا الكلام وقد رواه قوم وصححوه .

وأقول الباعث على دعوى انه لأبي العيناء هو الباعث على دعوى ان نهج البلاغة للشريف الرضي وكلاهما باطل لا يلتفت إليه بعد رواية الثقات له وتصحيحهم إياه ثم لا يخفى انه وقع سقط في النسخة المطبوعة من بلاغات النساء في هذا الموضع فإنه افتتح الكلام بقوله ذكرت لأبي الحسين زيد الخ وصاحب البلاغات لم يدرك زيدا فلا بد أن يكون حصل هنا سقط والذي قال ذكرت لأبي الحسين زيد هو عبد الله بن أبي طاهر كما مر في رواية المرتضى فيكون صاحب البلاغات قد ساق السند إلى عبد الله وسقط من النسخة المطبوعة وسبب الاشتباه وجود كلمة أبي طاهر في كليهما . وممن ذكر هذه الخطبة الطبرسي في الاحتجاج ونحن نوردها بلفظه قال : روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه (عليهم السلام) انه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدكا وبلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا فدخلت عليه وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة فجلست ثم أنت أنه أجهش القوم لها بالبكاء فارتج المجلس ثم أمهلت هنيهة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله أبيها (صلى الله عليه وآله) فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت :

الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما أقدم ، من عموم نعم ابتداها ، وسبوع آلاء أسداها ، وتمام نعم والاها ، جم عن الاحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الادراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق بأجزالها . وثنى بالندب إلى أمثالها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها ، وأنار في التفكير معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته ، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها ، كونها بقدرته ، وذرأها بمشيئته ؛ من غير حاجة منه إلى تكوينها ولا

فائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتا لحكمته . وتنبيها على طاعته ، وإظهارا لقدرته . وتعبدا لبريته . وإعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ووضع العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، وحياشة لهم إلى جنته ، وأشهد أن أبي محمدا (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله ، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله ، وسماه قبل ان اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بمال الأمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بمواقع المقدور ، ابتعثه الله تعالى إماما لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذا لمقادير رحتمه ، فرأى الأمم فرقا في أديانها ، عكفا على

نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله تعالى بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، وانقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الصراط

المستقيم ، ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار ، فمحمد (صلى الله عليه وآله) عن تعب هذه الدار في راحة قد حف بالملائكة الأبرار .

ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه ، وأمينه على وحيه وصفيه ، وخيرته من الخلق ورضيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ؛ ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب امره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم ، وبلغاؤه إلى الأمم ، وزعيم حق له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ، منكشفة سرائره ، متجلية ظواهره ، مغتبط به أشياعه ، قائد إلى الرضوان اتباعه ، مؤد إلى النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، و رخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة ، فجعل الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ، ونماء في الرزق ، والصيام تثبيتا للإخلاص ، والحج تشييدا للدين ، والعدل تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزا للإسلام ، وذلا لأهل  الكفر والنفاق ، والصبر معونة على استيجاب الأجر ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام مسناة في العمر ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس ، والنهي عن شرب

الخمر تنزيها عن الرجس ، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة إيجابا للعفة ، وحرم الله الشرك اخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت (عليها السلام) : أيها الناس اعلموا اني فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله) أقول عودا وبدءا ولا أقول ما أقول غلطا ، ولا أفعل ما أفعل شططا ، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزي إليه فبلغ الرسالة ، صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثيجهم آخذا بكظمهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسر الأصنام ، وينكت الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقدة الكفر والشقاق وفهتم بكلمة الإخلاص ، في نفر من الببض الخماص ، وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الاقدام تشربون الطرق ، وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك تعالى بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي وبعد ان مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله أو نجم قرن للشياطين أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله ، مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، سيدا في أولياء الله مشمرا ناطحا ، مجدا كادحا ، وأنتم في بلهنية من العيش ، وادعون فاكهون آمنون ، تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الاخبار وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال ، فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه وآله) دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت فيكم حسيكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفاقا وأحمشكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير ابلكم وأوردتم غير شربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون وهذا كتاب الله بين أظهركم أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، قد خلفتموه وراء ظهوركم ، أ رغبة عنه تدبرون ، أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا ، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] ثم لم تلبثوا إلا ريثما تسكن نفرتها ، ويساس قيادها ، ثم أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاء نور الدين الجلي ، واهماد سنن النبي الصفي ، تسرون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء ونصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشي ، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي أ فحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أ فلا تعلمون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية اني ابنته أيها وفي رواية ويها أيها المسلمون أ أغلب على ارثي ، يا ابن أبي قحافة أ في كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا ، أ فعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وورث سليمان داود وقال فيما اختص من خبر يحيى بن زكريا (عليه السلام) إذ يقول رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث آل يعقوب وقال وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله وقال يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وقال إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين وزعمتم ان لا حظوة لي ولا ارث من أبي ولا رحم بيننا ، أفخصكم الله بآية اخرج منها أبي (صلى الله عليه وآله) أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان ، أ ولست انا وأبي من أهل ملة واحدة ، أم أنتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون لكل نبا مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم . ثم رنت بطرفها نحو الأنصار فقالت : يا معشر الفتية وأعضاد الملة وحصنة الاسلام ، ما هذه الغميزة في حقي ، والسنة عن ظلامتي ، أ ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي يقول المرء يحفظ في ولده سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول ، وقوة على ما اطلب وأزاول ، أ تقولون مات محمد فخطب جليل ، استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه واظلمت الأرض لغيبته ، واكتأبت خيرة الله لمصيبته ، وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته .

فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى التي لا مثلها نازلة ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم هتافا وصراخا وتلاوة والحانا ولقبله ما حلت بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وسيجزي الله الشاكرين } [آل عمران: 144] أيها بني قيلة أ أهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة ، توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتاتيكم الصرخة فلا تغيثون ، وأنتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير والصلاح ، والنخبة التي انتخبت ، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت ، قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب ، وناطحتم الأمم وكافحتم البهم فلا نبرح وتبرحون ، نأمركم فتاتمرون حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب الأيام وخضعت نعرة الشرك وسكنت فورة الإفك ، وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين ، فانى حرتم بعد البيان وأسررتم بعد الاعلان ونكصتم بعد الاقدام وأشركتم بعد الإيمان بؤسا لقوم نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أ تخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين إلا قد ارى ان قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض ، وركنتم إلى

الدعة ونجوتم من الضيق بالسعة ، فمججتم ما وعيتم ودسعتم الذي تسوغتم فان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد .

الا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس وبثة الصدر ونفثة الغيظ وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاستقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار ، موسومة بغضب الله وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة ، فبعين الله ما تفعلون ، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون .

فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان فقال : يا ابنة رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما فان عزوناه وجدناه أباك دون النساء وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم لا يحبكم إلا كل سعيد ولا يبغضكم إلا كل شقي فأنتم عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله)  الطيبون والخيرة المنتجبون على الخير أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك والله ما عدوت رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا عملت إلا باذنه وإن الرائد لا يكذب أهله فاني أشهد الله وكفى به شهيدا اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول نحن معشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما لنا من طعمة فلولي الامر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار ويجادلون المردة الفجار وذلك باجماع من المسلمين لم انفرد به وحدي ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك لا تزوى عنك ولا تدخر دونك وأنت سيدة أمة أبيك والشجرة الطيبة لبنيك لا يدفع مالك من فضلك ولا يوضع من فرعك واصلك وحكمك نافذ فيما ملكت يداي فهل ترين اني أخالف في ذلك أباك (صلى الله عليه وآله) .

فقالت (عليها السلام) : سبحان الله ما كان أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا ، بل كان يتبع أثره ويقتفي سوره ، أ فتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته ، هذا كتاب الله حكما عدلا وناطقا فصلا ، يقول يرثني ويرث من آل يعقوب ويقول وورث سليمان داود فبين عز وجل فيما وزع من الأقساط وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ، ما أزاح علة المبطلين وأزال التظني والشبهات في الغابرين ، كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ولله المستعان على ما تصفون .

فقال أبو بكر : صدق الله وصدق رسوله وصدقت ابنته أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين لا أبعد صوابك ولا أنكر خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبد ولا مستأثر وهم بذلك شهود .

فالتفتت فاطمة (عليها السلام) إلى الناس وقالت : معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 24] {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [المطففين: 14]أسأتم من أعمالكم فاخذ بسمعكم وابصاركم لبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه اعتضتم لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراء الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون وخسر هنالك المبطلون .

ثم عطفت على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وقالت :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

- إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

قال صاحب بلاغات النساء : فما رأينا يوما كان أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم .

قال السيد المرتضى والشيخ الطوسي في روايتهما وغيرهما ثم انكفأت وأمير المؤمنين (عليه السلام) يتوقع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام) يا ابن أبي

طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي وبلغة وبليغة خل ابني لقد اجهد في خصامي وألفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيل نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني طرفها فلا دافع ولا مانع ولا ناصر ولا شافع خرجت كاظمة وعدت راغمة أضرعت خدك يوم أضعت جدك افترست الذئاب وافترشت التراب ما كففت قائلا ولا أغنيت طائلا ولا خيار لي ليتني مت قبل منيتي ودون ذلتي عذيري الله منك عاديا وفيك حاميا ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب مات العمد ووهت العضد وشكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي اللهم إنك أشد قوة وحولا واحد بأسا وتنكيلا .

فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام) لا ويل لك بل الويل لشانئك نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون وما أعد لك أفضل مما قطع عنك فاحتسبي الله فقالت حسبي الله وأمسكت وهذا اللوم والتأنيب من الزهراء لأمير المؤمنين (عليه السلام) لا ينافي عصمته وعصمتها وعلو مقامهما فما هو إلا مبالغة في انكار المنكر واظهار لما لحقها من شدة الغيظ كما فعل موسى (عليه السلام) لما رجع إلى قومه غضبان أسفا وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه وشريكه في الرسالة يجره إليه . وفي السيرة الحلبية : في كلام سبط ابن الجوزي ان أبا بكر كتب لفاطمة بفدك ودخل عليه عمر فقال ما هذا قال كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها فقال فما ذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ثم اخذ الكتاب فشقه .

وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة قال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستاذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فاتيا عليا فكلماه فادخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد (عليها السلام) فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله والله ان قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي وانك لأحب إلي من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك اني مت ولا أبقى بعده أ فتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أني سمعت أباك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا نورث ما تركناه فهو صدقة فقالت أ رأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعرفانه وتفعلان به قالا نعم فقالت نشدكما الله أ لم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : رضى فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي أحبني ومن أرضى فاطمة  فقد أرضاني ومن اسخط فاطمة فقد أسخطني قالا نعم سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت فاني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله) لأشكونكما إليه فقال أبو بكر انا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه ان تزهق وهي تقول والله لأدعون الله عليك في كل صلاة اصليها ثم خرج باكيا إلى أن قال فلم يبايع علي حتى ماتت فاطمة ولم تمكث بعد أبيها إلا خمسا وسبعين ليلة (اه) وبقيت فدك في يد الخليفة الأول ثم في يد الخليفة الثاني ثم في يد الخليفة الثالث ثم اقطعها الخليفة الثالث مروان بن الحكم فوهبها مروان لولديه عبد الملك وعبد العزيز وقيل إن الذي اقطعها مروان هو معاوية .

وفي كتاب وفاء الوفا ما لفظه : قال الحافظ ابن حجر انما اقطع عثمان فدك لمروان لأنه تأول ان الذي يختص بالنبي (صلى الله عليه وآله) يكون للخليفة بعده فاستغنى عثمان عنها بأمواله فوصل بها بعض قرابته (اه) ولما ولي علي الخلافة لم يأخذها وهو أعلم بوجه الحكمة في عدم اخذها . فلما ولي عمر بن عبد العزيز ردها إلى ولد فاطمة فلما مات وولي يزيد بن عبد الملك اخذها منهم فلم تزل في يد بني مروان إلى أن ولي السفاح فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي ليفرقها في ولد فاطمة فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها منهم فلما ولي ابنه المهدي أعادها عليهم فلما ولي موسى الهادي قبضها منهم وبقيت في يد ملوك بني العباس حتى ولي المأمون فردها عليهم وكتب السجل بها وقرئ على المأمون فقام دعبل وأنشد :

أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا

فلما ولي المتوكل أخذها منهم . ولله در دعبل حيث يقول :

ارى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات