أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
1819
التاريخ: 2023-08-03
1084
التاريخ: 11-9-2016
2431
التاريخ: 2023-08-10
1161
|
لقد تطورت العلاقات الصفوية - العثمانية مع مرور الزمن واتخذت شكلا تصاعديا ووصلت الى القمة في معركة جالديران ومن المعروف انه ساد العلاقة بين الطرفين هدوء نسبي بعد القضاء على دولة الاق قوينلو من قبل اسماعيل الصفوي، ذلك ان السلطان بايزيد الثاني الذي خلف اباه محمد الفاتح كان بطبعه ميالا الى المسالمة، فلم يفكر بإنجاز فتوحات اخرى لا في الجبهة الشرقية ولا في الجبهة الغربية، كما لم يكن على استعداد لمساعدة حاكم الاق قوينلو في حربه ضد الشاه اسماعيل الصفوي عدوهما المشترك، لكنه لكان حذرا على أي حال، فقد طلب من رستم بيك مكري كرد حاكم ديار بكر ان يوافيه بتقرير عن حقيقة نوايا الصفويين بالتوسع باتجاه الغرب، واستعدادات الشاه اسماعيل الصفوي العسكرية ومدى قوته بالمقارنة مع قوة سلطان الاق قوينلو، لكن هذا الطلب جاء متأخرا، فقد هزم الشاه سلطان الاق قوينلو، وهو على وشك اجراء مفاوضات مع المماليك في مصر بهدف التعاون ضد العثمانيين، وارسال حملة عسكرية الى ديار بكر ومرعش. ونتيجة لذلك بدأت العلاقات بين الدولتين الصفوية والعثمانية تسير نحو الأسوأ بعد القضاء على الاق قوينلو، بفعل تنافسهما على اقتسام ممتلكات هؤلاء التي تقع على حدودهما المشتركة، فكان من الطبيعي ان يتصاعد الخلاف السياسي بينهما، على ان هذا التنافس استمر مستترا طيلة عهد السلطان بايزيد الثاني بفعل الاضطرابات في بلاد العثمانيين الناتجة عن ثورات (القزلباش) والتنافس الاسري على العرش، ويبدو ذلك من خلال الرسائل المتبادلة بين العاهلين. وعندما استولى الشاه على العراق وضمه الى املاك الصفويين، ارسل اليه السلطان العثماني رسولا هو محمد جاوش بالابان وحمله الهدايا الكثيرة ورسالة تهنئة غير متوقعة بفتح فارس واحتلال العراق، ويبدو انه كان يهدف الى تدعيم العلاقة الجيدة مع الشاه، من دون ان يدرك مدى ما يشكله من خطر على دولته. وعندما هاجم الشاه اسماعيل مرعش والبستان في حربه ضد علاء الدولة دلقادر (ذو القدر)، واضطر ان يعبر الحدود العثمانية عند قيصرية، امر جنوده بعدم التعرض لأرواح واموال الرعايا العثمانيين، واعتذر للسلطان عن اختراق الاراضي العثمانية، واعلمه بانه لا يفكر مطلقا في تعكير صفو العلاقة بينهما. ولكن في الوقت الذي كان فيه العاهلان يتبادلان الرسائل الودية، كان الامير سليم بن بايزيد الثاني يقاتل اتباع الصفويين في الاراضي العثمانية، ويتعقبهم خارج حدودها، ووصل في احدى حملاته ارزنجان واسر ،ابراهيم شقيق الشاه اسماعيل فارسل هذا رسالة احتجاج الى السلطان العثماني مع التذكير بالصداقة الصفوية - العثمانية، ولكن السلطان بايزيد الثاني لم يحسن استقبال السفير الصفوي، وعامل الشاه اسماعيل السفير العثماني الذي حمل اليه الرد بالمثل فأهانه بشدة، ومنذ تلك اللحظة تبدلت العلاقات الودية بين الدولتين الى مواجهة سافرة. ومما ساعد على هذا التحول عاملان اولهما بروز الامير سليم كخليفة محتمل لوالده من واقع مساندة الإنكشارية له وتفضيلهم اياه على اخويه احمد وقورقود. وثانيهما: نشاطات الشاه اسماعيل الذي يعمل على زيادة نفوذه في الاناضول، وقد نجح في كسب عشائر القزلباش الذين قاموا بأرسال الهدايا والنذور اليه. وقد بقيت التحركات الصفوية السياسية نشيطة في الاوساط التركمانية - الاناضولية التي وجدت من الدعاية الصفوية صدى بين العشائر التركمانية التي كانت متذمرة من التدابير المالية والادارة العثمانية بل وهيأت السبيل لحدوث اضطرابات كبيرة في الاناضول وازدادت العلاقات بين الدولتين سوءا في عام 1511 اثر الثورة التي فجرها شاه قولي بن حسن خليفة في ولاية تكة في الاناضول، أي قبل مجيء سليم الاول للحكم بأشهر، وهو رئيس عشيرة تكلو القزلباشية، الذي نجح في استغلال سخط العشائر التركمانية، ونجح في كسب العديد من المؤيدين له في الاناضول. وقد التف حوله عدد كبير منهم بوصفه ممثلا للشاه اسماعيل. وكان شاه قولي قد ارسال دعاته الى قلب الاناضول مستغلاً، الانقسامات الاسرية في البيت العثماني الحاكم والنزاع الذي نشب بين ابناء بايزيد الثاني. لذا عمل السلطان بايزيد في بادئ الامر الذي ارتاب من نوايا الشاه المعادية بإرسال جيشا الى مناطق الحدود لرصد الموقف، وأقدم في الوقت نفسه على تهجير العديد من السكان من مؤيدي الشاه الى المورة، ثم اغلق الحدود بين الدولتين بهدف عزل الشاه عن قاعدته في الاناضول الشرقي، الا ان هذا الاجراء لم يكن فعالا لان اتباع الشاه استفادوا من السماح للقوافل التجارية بالمرور عبر الاناضول فتغلغلوا في ربوعه. وقد تلقى الثائرون امدادات من القزلباش المنتشرين في مختلف انحاء الدولة العثمانية، فكانت النتيجة ان وقع معظم وسط وجنوب شرقي الاناضول بيد شاه قولي، فقد تمكن الثوار من قتل القائد العثماني الذي كلفه السلطان بإخماد ثورتهم، وعندما اشتدت قوتهم هاجموا منطقة قرمان وانتصروا على حاكمها قرة كوز باشا، واجتاحوا ولاية سيواس مما دفع السلطان العثماني الى ارسال الصدر الاعظم خادم علي باشا على راس جيش كبير قوامه 8000 مقاتل للقضاء على الثورة، فهزم الصفويين وقتل شاه قولي وانهارت بذلك قوته وحركته السياسية وفرت بقايا القزلباش الى الشاه في ايران وقد اكتفى السلطان العثماني الذي كان يعاني آنذاك من تدهور في صحته، ومن تنازع اسري على العرش بين اولاده الثلاثة احمد و قورقود وسليم بان ارسل الى الشاه اسماعيل يؤنبه على تشجيعه لاتباعه في الاراضي العثمانية وتأييده لهم في انتفاضتهم ضد السلطة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|