المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاعلام
عدد المواضيع في هذا القسم 6856 موضوعاً
اساسيات الاعلام
السمعية والمرئية
الصحافة
العلاقات العامة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Measurement of position and momentum
2024-04-20
Probability wave amplitudes
2024-04-20
The uncertainty principle
2024-04-20
First principles of quantum mechanics
2024-04-20
أثر شطب العلامة التجارية على انقضاء حق الملكية
2024-04-20
Watching the electrons
2024-04-20

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تاريخ الصحافة النسوية في العراق حتى عام 1968  
  
1365   05:21 مساءً   التاريخ: 6/12/2022
المؤلف : أ. د. خالد حبيب الراوي
الكتاب أو المصدر : تاريخ الصحافة والاعلام في العراق
الجزء والصفحة : ص 63-74
القسم : الاعلام / الصحافة / تاريخ الصحافة /

تاريخ الصحافة النسوية في العراق حتى عام 1968

مقدمة :

عرف العراق الصحافة النسوية لأول مرة في عام 1923 عندما أصدرت بولينا حسون مجلة (ليلى) التي استمرت حتى عام 1926، وتعرضت خلالها تلك الصحفية الرائدة إلى كثير من المتاعب : سواء على ايدي الصحفيين أم بعض الجمهور، مما اضطرها إلى إيقاف إصدار مجلتها والهجرة إلى خارج العراق. وتبحث هذه الورقة تاريخ وطبيعة صحافة الأفراد النسوية ومن ثم تاريخ وطبيعة الصحافة النسوية للمنظمات والجمعيات في العراق.

صحافة الأفراد :

المقصود بصحافة الأفراد النسوية تلك الصحف والمجلات التي أصدرها أفراد. لقد شهد العراق منذ بداية العشرينات وحتى نهاية الستينات من القرن العشرين صدور عدة صحف ومجلات فردية نسوية، وهي تعطي صورة لأنشطة حاولت أن تسهم في خدمة المرأة العراقية. لكن لم تصدر أية صحيفة ئسوية في العراق بعد توقف مجلة (ليلى) حتى عام 1936، وفي الواقع فقد قامت بعض الصحف والمجلات العامة بتخصيص صفحة أو أكثر ضمن صفحاتها لشؤون المرأة من دون أن تكون تلك الصحف آو المجلات مخصصة بكاملها للمرأة. وأقامت بعض الصحف والمجلات ولسنوات كثيرة لاحقة على نشر صفحات وزوايا فيها للمرأة.

ويبدو أن عام 1936 شهد جملة متغيرات أدت إلى انبعاث الصحافة النسوية من جديد في العراق، ومنها حدوث تحول في تعليم المرأة العراقية في ذلك العام، حيث توجه عديد من العراقيات لتلقي التعليم، وقامت الدولة بفتح أبواب التعليم العالي أمام الفتيات العراقيات. وفي 17 حزيران 1936، صدرت مجلة (المرأة الحديثة) في بغداد ووصفت نفسها بأنها (صحيفة أسبوعية نسائية جامعة) وكان رئيس تحريرها رجل اسمه فاضل قاسم راجي وصاحبة الامتياز حمدية الأعرجي. واشتمل غلاف العدد الأول على صورة للأمير فيصل (الملك لاحقا) تحمله ممرضة.

وفي الصفحة الثانية، وجهت المجلة كلمة الى المرأة العراقية بقلم صاحبة الامتياز جاء فيها: (ها إنني اضع بين يديك صحيفتك الفريدة لتكون لسان حالك، يعبر عن آمالك واغراضك ويرشد بنات جنسك الى الطريق القويم، إلى طريق النهضة الفكرية المباركة، وتحطيم قيود التقاليد البالية، إلى السير بالفتاة العراقية نحو الهدف الأعلى، حيث تخدم نفسها، وتواسي الرجل وتتحمل معه مشاق الحياة وأعباء النهوض بها).

ودعت الفتاة العراقية إلى دعم المجلة والاشتراك بها.  ثم دعت الكتاب في صفحات أخرى للإسهام بالكتابة في جملة موضوعات اختارتها وخصصت لها جوائز وهي :

1- ما هو السر في انتشار العزوبية وما هو علاجها ؟

2- مشكلة الزواج وما هو علاجه ؟

3- أسباب ضعف الرابطة العائلية في العراق.

4- ما يجب على المرأة العراقية عمله لرفع مستواها الثقافي والاجتماعي.

وقد عالجت مجلة (المرأة الحديثة) عديداً من القضايا والأمور المتعلقة بالمرأة على صفحاتها ، وقد صدر من هذه المجلة 8 أعداد فقط.

وفي 29 اب 1936 ، صدر العدد الأول من مجلة (فتاة العراق)، وكانت صاحبة الامتياز السيدة حسيبة راجي، ورئيس التحرير فاضل قاسم راجي، والمحررة الآنسة سكينة ابراهيم. وقدمت المجلة توضيحا لسبب إصدارها بدلا من (المرأة الحديثة)، حيث ذكرت بأن صاحبة امتياز مجلة (المرأة الحديثة) حمدية الأعرجي ستكون موظفة، لذا فإنها اضطرت إلى ترك المجلة (حيث لا يجيز قانون المطبوعات للموظف أن يكون صاحب امتياز صحيفة)، وعليه تم نقل الامتياز باسم السيدة حسيبة راجي. (وذكرت المجلة أنها ابنة شقيقة رئيس التحرير)، كما تم استبدال اسم المجلة من المرأة الحديثة إلى فتاة العراق وهو السبب الذي أدى إلى احتجاب المجلة عن قرائها فترة من الزمن.

وحمل العدد الأول ترقيما هو (1-9) وهو امتداد لترقيم مجلة (المرأة الحديثة) الذي انتهى بالرقم 8 ، وهذا يعكس رغبة أصحاب المجلة باعتبار أن المجلتين واحدة وإن اختلفت تسميتهما. وكتبت سكينة ابراهيم تقول في افتتاحية المجلة : (تحل (فتاة العراق) محل (المرأة الحديثة) مقتفية أثر شقيقتها في ميدان الخدمة العامة والعمل المثمر لرفع مستوى الفتاة العراقية الثقافي والاجتماعي، وتعميم النهضة الفكرية النسوية في هذه الربوع. وإذا كانت (اختها) قد توفقت إلى بذر هذه الروح بين طبقات النساء وسجل لها هذا الفخر في سجل النهضة النسائية المباركة - فالفتاة وهي أمضى عزماً واكثر حيوية - تأخذ على عاتقها إنما، تلك الروح وإثمار حركتها ومن ثم رفع مشعلها عاليا لتشع أنواره إلى جميع أطراف البلاد).

واستمرت هذه المجلة تصدر من دون انتظام مدة ثلاث سنوات ثم توقفت، وصدر منها ما يقارب 50 عدداً. فقد صدر العدد 49 للسنة الثانية في 31 مايس 1938 ، وصدر العدد الأول من السنة الثالثة بعده. وعادت مجلة (فتاة العراق) للصدور في عام 1949، وظهر منها بضعة أعداد ثم توقفت نهائياً في السنة نفسها.

وفي 6 ايار 1937 صدرت جريدة (فتاة العرب) لصاحبتها ومحررتها ومديرتها مريم نرمة، ومديرها المسؤول المحامي صالح مراد. ووضعت الجريدة لنفسها شعاراً هو (جريدة أدبية نسائية اجتماعية غايتها تحرير الفتاة العربية والعرب وتقدم الفتاة العراقية) وذكرت بأنها ستصدر مرتين في الأسبوع مؤقتاً.

وكتبت مريم نرمة افتتاحية العدد الأول وجاء فيها (خدمة لمجتمعنا النسائي أقدم هذه (فتاة العرب) لكل متعلمة ومتهذبة وراقية من بنات الوطن لتبث فيها أفكارها الوقادة ولتعلن للملأ بأننا نهضنا نهضة حقيقية). وذكرت نرمة بأنها بدأت النشر في عام 1921، وهذه المعلومة إن صحت، فتكون بذلك قد سبقت بولينا حسون، لكنها لم تذكر اين بدأت النشر أو أي شيء نشرت.

وكتب مصطفى علي في العدد الأول مقاله طويلة عنوانها : (هل في العراق نهضة نسائية ؟) وانتهى إلى التساؤل : وهل في العراق نهضة للرجل؟ ونشرت الجريدة صورة للشاعر الزهاوي تحت عنوان - نصير المرأة - ، وعلى الصفحة الثامنة نشرت مقالة عن إنكلترا عنوانها : (حق جديد تطالب به المرأة - لماذا لا تخاطب المرأة الرجل؟).

وتميزت جريدة (فتاة العرب) بكثرة الإعلانات فيها عن الملاهي والفنادق، وقد هاجمتها جريدة (الأنباء) على ذلك فردت عليها الجريدة وتحت عنوان : (ليقرأ صاحب جريدة الأنباء) : (وهل يخفى عليك أنه لو لا هذه الإعلانات التي هي عماد الصحافة لما استطاعت الصحافة على مداومة صدورها يوماً واحدا، وليعلم المغرضون بانني مداومة على مبدأي القويم وخطتي المستقيمة رغماً عن مقاومتهم ومضادتهم من تاريخ عزمي على إصدار جريدتي وإلى الآن وإنني أعرفهم واحدا واحدا).

واستمرت نرمة تعاني المتاعب في إصدار صحيفتها حيث كتبت تحت عنوان : إلى إخواني ، الصحفيين - تقول إنها منذ ثلاثة أشهر تعاطت مهنة الصحافة (الشاقة والكاسدة في العراق). وفي عددها الأخير نشرت تحت عنوان - نداء إلى أخواتي وفتياتي المديرات والمتعلمات والمتهذبات والراقيات والطالبات من بنات وطني العزيز - وكانت رسالة طويلة ذكرت فيها معاناتها للحصول على امتياز إصدار الصحيفة حيث استغرقت ستة أشهر ، وكانت تتابع طلبها في وزارة الداخلية للحصول على امتياز جريدة أدبية نسائية ، وكان موظفو الدعاية يقولون لها إن الوزير لم ير طلبها، ثم أخذ أولئك الموظفون يتصلون بمتعهدي بيع وتوزيع الجريدة في الداخل والخارج وبأصحاب الإعلانات الحكومية والأهلية لكي لا يعطوا إعلانات للجريدة مما سبب لها أضراراً جمة وكبدتها خسائر كثيرة.

ثم قامت بتقديم طلب إلى وزارة المعارف لتسمح لها بزيادة توزيع الجريدة في المدارس ، وطلبت من المدرسات أن يجمعن الاشتراكات لديهن وأن يرسلنها لها بالبريد وإلا (اهمل الجريدة واقرأ على نهضتنا النسائية ألف سلام) وكان ذلك وداعها للقراء.

وفي أب 1946 صدرت مجلة (الرحاب)، وكانت (مجلة أسبوعية أدبية جامعة) تصدر في الشهر مرتين موقتا. لصاحبتها ورئيس تحريرها الآنسة أقدس عبد الحميد. ومديرها المسؤول المحامي محمود عبود الخفاف، وحمل غلاف العدد الأول صورة الملك فيصل الثاني والوصي على العرش عبدالاله. وكتبت المجلة تصف خطتها: (.... مجلتنا هذه المولودة التي عسرت ولادتها ، وقبل أن ترى عينها الحياة وضعت في طريقها العراقيل والموانع وأشيع عنها إشاعات سيئة من أناس لا ضمير لهم ولا مبدأ.

أن الغاية من إصدار الرحاب هي مساعدة المرأة العراقية في نهضتها ، والدفاع عنها، وتقوية العائلة العربية على أساس من المحبة والألفة ، وبذر بذور العلم والتطور في مجتمعنا العربي، وإبداء النصح إلى الذين خدعتهم المبادئ الطارئة فانحرفوا عن جادة الحق وكفروا بعاداتنا وأخلاقنا وقوميتنا).

وتحدثت صاحبة المجلة عن ظروفا إصدار المجلة فقالت تحت عنوان ( ما قالوا عني) : (عندما بدأت بأخذ امتياز هذه المجلة الفتية حز في نفوس البعض ممن لأخلاق لهم أن تتمكن فتاة عربية عراقية من الظهور على مسرح الصحافة العراقية الكريمة فتؤدي ما عليها من واجبات نحو وطنها وأمتها. فقالوا إنني جاسوسة (لجانب الكرخ) ثم قالوا جاسوسة (للوزيرية)، ثم قالوا جاسوسة (حكومية)، وأخيرا (اجنبية)، ولكن الله أظهر براءتي (وصخم وجوههم).

وعللت سبب تسميتها لمجلتها بالرحاب لأنها تدل: (على رحابة بلادنا العربية الممتدة من شمال إفريقيا والجزيرة العربية إلى شمال العراق وسميتها الرحاب لرحابة صدورنا ، وهذه كلمة عربية بحتة فليسكت الذين لا يعلمون). ويبدو أن بعضا منهم كان يغمزها لتسميتها مجلتها بالرحاب (نسبة إلى اسم القصر الملكي الرحاب)، فأضافت في عدد لاحق أن الاسم جاء من صيفة رحاب في الجزيرة العربية.

وذكرت صاحبة المجلة أن بعضاً من الأثرياء ممن أرسلت إليهم المجلة للاشتراك بها أعادوها إليها وعلقت : (إنها لا تكلفهم شيئاً مع أنهم يصرفون على الحفلات وعلى الموائد الخضراء مبالغ طائلة). وذكرت في مكان آخر: (إن المجلة لا تكلفه شيئا طيلة سنة كاملة بالنسبة لما يصرفه على غانية في ليلة واحدة)، وهذه الطريقة في التلويح بالتشهير كانت مألوفة لدى بعض ممن عملوا في الصحافة العراقية للضغط على الأثرياء من أجل استحصال الاشتراكات.

وكانت مجلة (الرحاب) كثيرة المداهنة للمسؤولين البارزين في الدولة وللعائلة المالكة، وقد أصدرت عدداً مكرساً بأكمله لعيد ميلاد الوصي عبد الاله، ووصفته صاحبة المجلة بافتتاحية عنوانها - عاش الامير-  بأنه (أمير التقوى)!.

ويبدو أن اتجاهها السياسي السلطوي كان سبباً مباشراً في الهجوم عليها ، بل وكان مدعاة لتعطلها في أكثر من مرة، نتيجة لاستقالة مدرائها المسؤولين وليس من قبل السلطات الحكومية المختصة. وهنا أمر قلما حدث في تاريخ الصحافة العراقية. وكتبت صاحبة المجلة : (لا يكاد يصدر عدد من أعدادها إلا وتفاجأ باستقالة مديرها المسؤول مما يؤخرها عن الصدور ويحجبها عن القراء بعض الوقت. وليعلم هؤلاء الناس بان الرحاب ستواصل كفاحها لأنها مع الحق ووراء الإصلاح ، ولأنهم في ركاب الباطل وفي أعتاب الضلال).

وقد تعاقب على إشغال مكانة المدير المسؤول كل من محمود عبود الخفاف وفوزي عبد الواحد وعبد الرزاق الجميلي وفاضل السامرائي، وكانت تصدر أحياناً من دون اسم للمدير المسؤول. ورغم هذا ، فقد نشرت هذه المجلة في أعدادها مقالات وموضوعات عديدة تخص المرأة العراقية وشؤونها المختلفة.

وفي 15 تشرين الثاني 1948 صدرت مجلة (بنت الرشيد) حيث تولت السيدة درة عبد الوهاب إصدارها وكان مديرها المسؤول هو المحامي رشيد حميد العزاوي، وأعلنت أنها (مجلة أدبية اجتماعية فنية) تصدر مرتين في الشهر. وكان يغلب على المجلة الطابع الفني ، وأكثر موضوعاتها مكرسة للفن والفنانين ، ونشرت في أعدادها بعض المقالات عن المرأة.

وذكرت صاحبة المجلة ، في مقابلة صحفية أجريت لها في وقت لاحق أنها كانت وحدها كادر المجلة ، فقد كانت تصور بنفسها التحقيقات التي تجريها مع الشخصيات النسوية ، وكانت تترجم عن المجلات الإنكليزية والفرنسية ما هو مناسب للنشر. وذكرت صاحبة المجلة أن مجلتها كانت (تحفز العراقيات على مطالب وحقوق لا تتناسب مع التقاليد والعادات). وقل صدر من هذه المجلة أربعة أعداد فقط ثم احتجبت عن الصدور.

وفي 3 أب 1963، صدرت مجلة (المرأة) وكان غلافها يتضمن صورة فتاة في زي كشاف وكتبت المجلة أنها تتطلع إلى الغد العربي المشرق. ووصفت المجلة نفسها بأنها (مجلة أسبوعية جامعة) لصاحبها ورئيس تحريرها خالد عبد الرحمن الناصر. وجاء في افتتاحية العدد الأول (مع انطلاقة شعبنا من أجل بناء المجتمع الاشتراكي الديمقراطي ترفع المرأة صوتها على صفحات هذه المجلة لتساهم في عملية البناء الاجتماعي كما كان شأنها أيام النضال ضد العهود المتفسخة ... ما أحرى المرأة العربية أن تكون اليوم كما كانت أمس إحدى ركائز المد الشعبي والنضال البناء الهادف. ولتكون ركناً تستمد منه النضال الثوري جيلا يتحدى القدر. جيلا ينبع تفكيره من واقع شعبنا لتنقلب عليه. جيلا يخطط لمستقبله ويبني مصيره. جيلا ثوريا صاعداً. تلك هي رسالة المرأة العربية اليوم).

وظهر في المجلة عدد من اللقاءات مع رئيس الوزراء ووزيري المواصلات والعمل، ومجموعة من المقالات والقصائد والقصص ذات العلاقة بالمرأة. وكان العدد يخلو من الجاذبية في إخراجه وألوانه ومواضيعه. وظهر العدد اللاحق من المجلة باسم (الأسبوع) في 11 اب 1968 بدلا عن (المرأة) ومن دون أية اشارة إلى سبب تغيير الاسم، إنما اكتفت بنشر إعلان على الغلاف الداخلي بينت فيه إدارة المجلة بأنها ستعوض مشتركيها بمجلة الأسبوع وبذلك توقفت مجلة (المرأة) بعد صدور عدد واحد منها فقط.

وكانت وزارة الإرشاد (الثقافة والإعلام) قد وافقت على منح خالد عبد الرحمن الناصر امتيازا لإصدار مجلة باسم (المرأة) باللغتين العربية والإنكليزية غير سياسية اجتماعية أسبوعية.  وقد قدم صاحب المجلة طلباً إلى وزارة الإرشاد في 4/8/1963 لتغيير اسم المجلة إلى (الأسبوع) وذكر في طلبه (أن اسمها لا يتماشى مع صفة المجلة). ووافقت الوزارة في 1963/8/5  على تغيير الاسم. ثم أصدرت الوزارة قرارا بإيقاف إصدار مجلة (الأسبوع) لعدم توافر الشروط القانونية في صاحب المجلة.

وفي 9 حزيران 1968 صدرت جريدة (صوت المرأة) لصاحبتها رابحة الجميلي وكانت ذات حجم نصفي (تابلويد) وبـ 16 صفحة مكرسة جميعها للمرأة بأخبارها وتحقيقاتها الصحفية ومقالاتها وثقافتها وفنونها ورياضتها . وكانت تنتشر افتتاحيتها تحت عنوان (رأي المرأة) وصدر العدد السابع منها بتاريخ 30 تموز 1968 . وقد وصفها أحد الكتاب بأنها (تكاد تكون مهملة من القراء والأدباء على حد سواء).

 

خاتمة :

يمكن اجمال الملاحظات الاتية على صحافة الافراد النسوية في العراق :

1- تميزت بقصر عمر إصدارها ، فلم تستمر اي منها اكثر من ثلاث سنوات ، وبشكل متقطع غير منتظم.

2- اعتمدت على التمويل الفردي المحدود الذي لم يسعفها بإمكانية الاستمرار على الصدور فترات طويلة.

3- اختلفت دوافع اصحاب وناشري هذه الصحف والمجلات ما بين الدعوة للنهضة النسوية وما بين الانتفاع المتعدد الغايات من هذا النوع المتخصص من الصحافة.

4- افتقرت جميع صحف ومجلات الافراد إلى الشكل الجذاب والانيق الذي يماثل الصحافة النسوية الصادرة في عديد من دول العالم ، حيث كانت طبع على ورق جرائد وبلونين للغلاف على الأغلب.

5- حاولت ان تستثير الكتاب والكاتبات للمساهمة في اغناء مواضيعها ، لكنها لم تكن قادرة على منافسة موضوعات المجلات النسوية العربية والاجنبية من حيث إثارة اهتمام المرآة بها ، وكان كثير من موضوعاتها عن المرأة وليس للمرأة.

6- ان قلة عدد المتعلمات والقارئات وضعف المستوى الاقتصادي العام اثر بشكل مباشر على توزيع وانتشار هذا النوع من الصحافة.

 

صحافة المنظمات والجمعيات :

تعكس الصحف والمجلات النسوية التي صدرت في العراق طبيعة الحركات النسوية التي صاحبت الدعوة إلى استنهاض وتحرير المرأة. لقد كانت الصحف والمجلات النسوية في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين يصدرها غالباً أفراد ، ولم تدم تلك الصحف طويلاً ، إذ عانت من ضغوطات اقتصادية واجتماعية ادت إلى توقفها بعد فترات قصيرة من ظهورها.

وفي الأربعينات من القرن العشرين ، وتحديداً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ظهرت في العراق جمعيات ومنظمات نسوية ، راح بعضها يصدر صحفاً تعبر عنها وهي كالتالي:

1- فتاة الرافدين : صدرت هذه المجلة عن مؤسسة وهي دائرة العلاقات العامة في القنصلية البريطانية في البصرة. وظهر العدد الأول من (فتاة الرافدين) في كانون الأول 1943 ، وكانت تتولى تحريرها المسز م. مكفرسون، وهي ثاني سيدة بريطانية تتولى رئاسة تحرير صحف في البصرة، إذاً سبقتها المسز لوريمر في الحرب العالمية الأولى إلى رئاسة تحرير صحيفة (البصرة تايمز - الأوقات البصرية).

وكانت (فتاة الرافدين) تذكر بأنها المجلة النسوية الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، وأنها تصدر في البصرة وخصيصاً لنساء العراق (وتصدر في اليوم السابع من كل شهر). وكانت المجلة في الحقيقة مكرسة للدعاية لبريطانيا على الرغم من وجود إسهامات أدبية وثقافية لعراقيين وعرب فيها. وعلى سبيل المثال، فقد نشرت مقالة مصورة عن جيش النساء الزراعي، وهو عن النساء البريطانيات العاملات في الزراعة.

ونشرت مقالة عن دور الحضانة البريطانية في زمن الحرب، كما نشرت صورة لماري تشرشل ابنة رئيس الوزراء البريطاني مرتدية بذلة ملازم ثان في الجيش الإقليمي النسوي البريطاني، ومقالة عن ممرضات الصحراء البريطانيات. وفي عددها السادس نشرت مقالة مصورة عن القوة البحرية النسوية، وذكرت أنه توجد في البصرة 7 جنديات بحرية بريطانيات و 4 ضابطات. وفي العدد اللاحق نشرت موضوعاً عنوانه - الفتاة الإنكليزية مثل أعلى للمرأة - .

وتوقفت مجلة (فتاة الرافدين) عن الصدور في كانون الأول 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقالت المسز مكفرسون في العدد الخير: (إن الهدف من إصدارها (كان) امداد النساء و لفتيات في العراق والأقطار العربية الأخرى في الشرق الأوسط بالأنباء والموضوعات التي تستهوي العنصر النسائي، لاسيما وأنه من المتعذر عليهن الحصول على مجلات من هذا النوع طيلة سنوات الحرب والشهور الثمانية عشر التي تلت استسلام بريطانيا).

وكانت المجلة تطبع بحجم الكتاب (16/1) وعلى ورق صقيل وحافلة بالصور وبداخلها صفحات ملونة للأزياء، الأمر الذي  لم تعرفه الصحافة العراقية في حينها. يعد إصدار هذه المجلة في زمن الحرب، وإبان الاحتلال البريطاني الثاني للعراق ،

مؤشراً واضحا على الأهداف الكامنة خلف إصدارها وهي بث الدعاية لبريطانيا . إن وضع (فتاة الرافدين) ضمن صحافة المنظمات والجمعيات يعود إلى أنها صدرت عن مؤسسة كانت تعنى بجمعية أخوات الحرية في العراق.

2- مجلة تحرير المرأة : وهذه المجلة أصدرتها جمعية الرابطة النسائية في 5 كانون الثاني 1946 وكان مديرها المسؤول المحامي نعيم شهرباني. وجاء في افتتاحية العدد الأول من هذه المجلة الآتي :

(تصدر هذه المجلة جمعية الرابطة النسائية وهي تسعى إلى أن تساهم في تحرير المجتمع العراقي ورفع المستوى الثقافي والعلمي فيه عن طريق العمل لخدمة المرأة .... إن المرأة العراقية يائسة من إصلاح حالتها مستسلمة للقنوط، فمن الواجب أن نحيي في نفسها الثقة ونحيي فيها الوعي الذي يجعلها تشعر أنها جزء له شأن خطير في تطور المجتمع، وأن من يتصدى في طريق مسيرها، إما أن يكون رجعياً يخشى التطور ويدعو للجمود خدمة لمصالح معينة، وإما أنه مدفوع لكي يكون حجر عثرة في سبيل كل تقدم، وإما أنه جاهل غير بصير لا يرى لنفسه حقوقاً فكيف به يشعر بحقوق النساء).

وتميز العدد الأول بمساهمة الكاتبات والشخصيات النسوية المعروفات ومنهن : عفيفة رؤوف ، والدكتورة أمة العزيز الزهاوي ، وروز خدوري والدكتورة سانحة أمين زكي، ونزيهة جودت الديليمي. وجاء في مقالة لعفيفة رؤوف عنوانها - كيف نناضل لأجل الحرية والحقوق - ما يلي : (تساءلت هل يمكن أن تطالب المرأة بحقوقها السياسية والاقتصادية ورفيقها الرجل محروم منها. وهل يمكن أن تناضل المرأة من أجل حريتها إذا كان الرجل مقيداً بقيود الأحكام الموضوعة. إني أرى أن المرأة جزء من وحدة المجتمع، والمجتمع القائم على أسس الحرية والعدل لا يستسيغ عبيدا رجالا كانوا أم نساء، وبذلك يقتضي واجب المرأة أن تساهم بالمطالبة بحرية عامة شاملة يتذوق الجميع لذائذها مهما كان جنس الناس رجالا ام نساء. فالحرية لكل فرد هي الغاية المنشودة. الحرية من البؤس والجوع ، والحرية من الضعف والمرض ، والحرية من الجهل والتعصب. أيختلف مفهوم هذه الحريات بين الرجال والنساء ؟ كيف يمكن أن يختلف.

إن الطريق للعمل واضح وبسيط، فنحن في حاجة إلى تكتل هذه المشاعر والجهود الفردية. فكيف نتكتل ؟ ليس هناك إلا سبيل واحد للتكتل هو تأسيس المنظمات الاجتماعية اي (الجمعيات)، فكل فتاة مثقفة واعية لا تبدي فاعليتها في كتلة نسوية أو كتلة وطنية أو خيرية تكون قد أخلت بواجبها الوطني عن حسن نية أو من حيث لا تشر بالضرر ، أو خوفاً من التقولات وأحاديث الناس أو خشية من المجهول).

ونشرت المجلة خبراً عن المؤتمر النسوي الدولي الذي عقد في باريس، وأعربت المجلة عن أسفها لعدم مشاركة المرأة العراقية بأعمال المؤشر ( وعرض أهدافها الوطنية عليه في هذه الفرصة المناسبة والتعاون مع نخبة ممتازة من المناضلات العالميات لتحقيق أماني الشعوب الضعيفة ؟).

وصدر العدد الثاني في 2 كانون الثاني 1946 وكان عنوان افتتاحيته - ماذا نقصد بتحرير المرأة - بقلم عفيفة رؤوف :

(إذا لم يتحقق للمرأة مجال العمل الحر في ميادين الإنتاج الاقتصادي والفكري، وإذا لم يتهيأ لها مجال الثقافة في ظل نظام ديمقراطي قائم على أساس المساواة، فلن يتسنى لنا محو هذه الوصمة الشائنة من مجتمع فرض على المرأة المسكينة أن تكون بضاعة رخيصة).

ونشرت المجلة مجموعة من المقالات حول تحرير المرأة وشؤونها المختلفة. ويلاحظ على هذه المجلة تركيزها على المواضيع الفكرية الجادة، وأنها ذات اتجاه يساري واضح. وكان عددها الثاني هو عددها الأخير.

3- مجلة الاتحاد النسائي : صدر العدد الأول من هذه المجلة في 1 ايار 1950 وكانت تعبر عن الاتحاد النسائي العراقي الذي أعلن أنه يهدف إلى الأخذ بيد المرأة العراقية ورفع مستوى العائلة العراقية وخدمة المجتمع بوسائل عديدة منها :

1- توثيق الروابط التعاونية بين الجمعيات النسوة المختلفة في العراق.

2- توثيق الروابط الثقافية والاجتماعية والقومية مع الجمعيات النسوية في الأقطار العربية.

3- توثيق العلاقات بين الجمعيات النسوية في العراق والمؤسسات العالمية التي تستهدف رفع مستوى المرأة والمجتمع في العالم.

4- توثيق جهود نساء العراق لرفع مستوى المرأة العراقية صحياً واجتماعيا ومدنياً وشرعياً واقتصادياً.

وكتبت آسيا توفيق وهبي في العدد الأول تقول : (وقد خطا اتحادنا خطوة لاحقة أخيراً في إخراج مجلتنا هذه إلى عالم الوجود لتكون همزة الوصل بين الاتحادات النسوية العالمية من جهة وبيننا وبين الاتحادات النسوية العربية من جهة ثانية ، ولكي تكون في نفس الوقت صلة روحية بين المرأة العراقية والمرأة العربية في مختلف الأقطار).

وكانت المجلة تصف نفسها بأنها - مجلة شهرية اجتماعية عامة - ويحررها نخبة من مثقفي ومثقفات البلد - وكانت صاحبة الامتياز هي السيدة آسيا توفيق وهبي والمدير المسؤول زكي امين. وكانت المجلة تنشر مقالات وموضوعات وقصصا وقصائد بأقلام كتاب معروفين، وتتناول موضوعة تحرير المرأة والنهوض بها في أعدادها المختلفة.

وقد ألغي امتياز المجلة في عام 1954 اثر صدور مرسوم المطبوعات في تلك العام. ثم عادت السيدة آسيا توفيق وهبي وقدمت طلباً لمنحها امتياز إصدار مجلة باسم (الاتحاد النسائي العراقي) وعينت السيدة سهيلة منذر فتاح رئيسة لتحريرها. وتم منحها الامتياز في 1956/3/15. واثر ذلك كتبت السيدة وهبي تذكر بان المجلة عادت إلى الصدور بعد مرور ثلاثة اعوام على توقفها لأسباب قاهرة لم تستطع التغلب عليها ، وأهمها شمولها بمرسوم المطبوعات الصادر عام 1954 التي عطل إصدارها.

ثم قومت مرحلة الإصدار الأولى كما يأتي : (لم نتجه في إصدارها إلى الزركشة الظاهرة وتنميق الحديث وتزويقه، ولقد تجنبنا صناعة الكلام فصدرت في لغة مبسطة سليمة تلقي معانيها العميقة الشاملة على أخواتنا الفضليات وتقمر عليهن أحسن قصصها لإصابة الهدف في خدمة المرأة العراقية متوخية الصدق والصراحة في كل ما حوته ونشرته).

وصدر قرار بإلغاء امتيازها في 1960/5/8 لاحتجابها عن الصدور لأكثر من ستة أشهر.  وكان مجموع ما صدر منها طيلة فترة صدورها يقل عن ستين عدداً. وجرت محاولة لإصدار المجلة باسم آخر هو (المرأة العراقية) من قبل زكية شاكر لتحل محل آسيا توفيق وهبي وسافرة جميل حافظ بدلا عن سهيلة منذر فتاح، لكن السلطات المسؤولة لم توافق على الطلب.

4- مجلة المرأة: صدرت هذه المجلة في مايس 1959 ولكان صاحبها الهيئة المؤسسة لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة ورئيس تحريرها الدكتورة نزيهة الدليمي. وكانت وزارة الإرشاد قد منحتها الامتياز بتاريخ 1959/4/2 بعد تقديم طلب إلى وزير الإرشاد لإجازة مجلة أسبوعية تعبر عن أهداف رابطة الدفاع عن حقوق المرأة، وتكون وسيلة لرفع مستوى المرأة الفكري والثقافي والاجتماعي والصحي، وتعميق الوعي الوطني بين جماهير النساء العراقيات.

وجاء في الطلب : (ستكون المجلة باسم المرأة، ولما كان العرف القانوني يعتبر المقالات الوطنية سياسية، فإن ذلك يضطرنا على أن يكون طلب المجلة الرسمي كمجلة سياسية، هذا مع العلم أن سياسة المجلة ستكون في حدود أهداف الرابطة ولا تمثل وجهة نظر سياسية معينة وتفوض المواضيع اساسية بالقدر الذي يرفع وعي النساء الوطني ضد الاستعمار).

وأحالت وزارة الإرشاد الطلب إلى الحاكم العسكري العام فلم يعترض على إصدار المجلة ، وبذلك تمت الموافقة على منحها الامتياز. وصدر ملحق شهري لمجلة (المرأة) باسم الرابطة أشرفت عليه عفيفة رؤوف، وصدر العدد الأول في 20 أب 1960 .

وفي 18/8/1962  طلبت الرابطة الى وزارة الإرشاد إضافة اللغة الكردية إلى جانب العربية في المجلة ، وبررت ذلك بأن عدداً كبيراً من القارئات الكرديات في الألوية (المحافظات) الكردية هن من قارئات المجلة. وردت عليها الوزارة في 1962/6/16 تخبرها بان تتقيد بحدود الامتياز وذلك بإصدار المجلة باللغة العربية فقط.

ولم تدم هذه المجلة طويلا ؛ إن توقفت في عام 1962، ويمكن القول بأن توزيع هذه المجلة وعدد قرائها كان هو الأكبر بين المجلات النسوية التي صدرت قبل عام 1968 وذلك لارتباطها بحزب.

5- مجلة رسالة المرأة : حصلت منظمة نساء الجمهورية على امتياز إصدار مجلة باسم (رسالة المرأة) في 11/8/1963 ، على أن تصدر في بغداد باللغة العربية. وكان الامتياز ينص على وصفها بأنها سياسية اجتماعية شهرية. ولم تتمكن المنظمة من إصدار أي عدد من هذه المجلة.

 

خاتمة :

إن أهم ما يميز معظم تلك الجمعيات والمنظمات أنها لم تكن جماهيرية، وكانت أنشطتها تقاد من قبل قلة من النسوة، ونطاق تحركاتها محدودة في العاصمة أو في بعض المدن الكبرى مثل : البصرة والموصل ، باستثناء مجلة (المرأة) ، أما جماهير النسوة المنتشرات في أرجاء العراق واللائي يشكلن نصف عدد السكان تقريباً. فلم يكن لهن اتصال بتلك المنظمات والجمعيات، مما يدل على النطاق الضيق الذي كانت تتحرك فيه تلك الجمعيات والمنظمات.

لذا فإن صحافة المنظمات والجمعيات النسوية الثي صدرت في تلك الفترة تعبر عن البنية الضعيفة للمنظمات النسوية نفسها لقلة الدعم المالي والاجتماعي. وإن تأثير تلك الصحف على الجماهير النسوية أو لصالحها لم يكن شيئاً يعتد به. لكن بالمقابل، فإن إصدار صحف نسوية في الظروف الصعبة التي كان يمر بها العراق حينذاك يعد عملا رائداً وكفاحاً من أجل حال ومستقبل أفضل للمرأة العراقية.

 




تتمثل في دراسة الجماهير والتعرف عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة أو الإدارة التي تتعامل معهم، ومن ثم نقل هذه الأفكار والآراء والمبادئ والاتجاهات إلى الإدارة ليصبح ذلك مستنداً لديها في تعديل سياستها وبرامجها بشكل يتناسب مع تلك الآراء والاتجاهات الجماهيرية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العلاقات العامة تقوم على تبادل الآراء وعرض الحقائق وتحليل الاتجاهات للرأي العام.


حرفة تقوم على جمع الأخبار و تحليلها و تحقيق مصداقيتها و تقديمها للجمهور، غالبا ما تكون هذه الأخبار ذات علاقة بما استجد من الأحداث سواء على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية و غيرها.فالصحافة قديمة قدم الأزمنة بل يرجع تاريخها الى زمن الدولة البابلية، حيث كانوا قد استخدموا كاتبا لتسجيل أهم ما استجد من الأحداث اليومية لتتعرف الناس عليها .و في روما قد كانت القوانين و قرارات مجلس الشيوخ لعقود الأحكام القضائية و الأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها .و في عام 1465م بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة، و عندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي و كان ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا و أمريكا و أصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها و قد كانت الثورة الفرنسية حافزا لظهور الصحافة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

يعد التلفزيون واحدا من أهم اختراعات القرن العشرين؛ إذ بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين الاسود والابيض عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر، وتطور هذا الاختراع حتى استطاع الألماني (دي كورن) من اختراع الفوتوتلغرافيا عام 1905,، وجاء بعده الفرنسي ( ادوارد بلين ) الذي طور الاختراع الاول واطلق عليه اسم البيلنوغراف عام 1907, واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية اولاً ثم كهربائية ، حتى توصل كل من الانكليزي( جون بيارد) والامريكي ( س. ف. جنكيس) إلى وسيلة ارسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام 1923.ويرتبط اختراع وظهور التلفزيون باسم العالم البريطاني ( جون بيرد) الذي استطاع عام 1924 من نقل صورة باهتة لصليب صغير عن طريق اجهزته التجريبية إلى شاشة صغيرة معلقة على الحائط.. وبعد ذلك بثلاث سنوات بدا هذا العالم تجاربه على التلفزيون الملون ، كما اجريت عدة تجارب لنقل الصور سلكياً ، نجح من خلالها الباحثون من ارسال صورة تلفزيونية عبر دائرة مغلقة من واشنطن إلى نيويورك عام 1927 ( ).وقد تكللت التجارب التي اجريت خلال الثلاثينات من القرن العشرين بالنجاح ، حتى بدأ مركز اليكساندر بلاس البريطاني بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام 1936.



عبر مؤسسة الإمام الرضا (ع) الخيرية.. ممثل المرجعية العليا يستقبل مجموعة من العوائل المتعففة ويقدم المساعدات اللازمة والضرورية لها
الأمين العام للعتبة الحسينية: العتبات المقدسة هي المظلة الروحية والملاذ الأمن لجميع أطياف الشعب العراقي تحت خيمة المرجعية العليا
بمشاركة (60) مشتركا..أكاديمية الوارث التابعة للعتبة الحسينية تسهم في تأهيل كادر العلاقات العامة في العتبة العسكرية عبر دورة تدريبية متخصصة
بناءً على تقييم شامل لمؤهلاتهم وأدائهم في المقابلة.. برنامج (رواد التبليغ) الذي تنفذه العتبة الحسينية يعلن قبول (30) طالبا ضمن دورته الأولى