الممر الشمالي الغربي- خلفية تاريخية

من المزايا الجغرافية الأخرى للمنطقة القطبية الشمالية الكندية التي حظيت باهتمام كبير هناك الممر الشمالي الغربي؛ وهو مسار بحري يمر عبر أرخبيل منطقة القطب الشمالي لكندا ويصل بين المحيطين الأطلسي والهادي (انظر الشكل 6-3). وقد بدأ البحث عن ممر كهذا في عام 1497 عندما أرسل الملك هنري السابع المستكشف جون كابوت John Cabot للبحث عن مسار من أوروبا إلى المشرق يتيح للسفن تجنب الإبحار حول أفريقيا (2007 NASA). واستمرت البعثات بشكل دوري خلال القرن التاسع عشر من دون تحقيق كثير من النجاح. وأخيرة في عام 1906 أصبح مستكشف نرويجي يدعى رولد أماندسن Roald Amundsen وطاقمه أول المستكشفين الذين يقطعون الممر بأكمله بحرة، رغم أن الرحلة دامت أكثر من ثلاث سنوات (2006 Zorzetto). ويقع الممر الشمالي الغربي تقريبا على بعد 800 کیلو متر شمالي الدائرة القطبية الشمالية و1930 کیلومتر تقريبا من القطب الشمالي الجغرافي (2007 NASA). وستكون منافع وجود ممر مفتوح كبيرة للتجارة الدولية وبخاصة بين أوروبا وآسيا. وسوف يتم اختصار بعض خطوط النقل الحالية بين القارتين بنحو 2500 ميل، في حين يمكن نقل النفط والمعادن من ألاسكا والشال الكندي بسهولة أكبر إلى الأسواق الأوروبية (2008Geology.com). ولكن للأسف، فإنه في معظم الوقت منذ تاريخ اكتشاف الممر لم يكن مسارة مجدية لخطوط الشحن العالمية بسبب ضحالة المياه في بعض مناطقه وانسداده بمساحات واسعة من الجليد معظم أوقات السنة, ولكن، لعل الممر الأسطوري يصبح خيارة قابلا للتطبيق في المستقبل القريب بفضل الاحتباس الحراري وما يرافقه من تقلص للغطاء الجليدي في منطقة القطب الشمالي وذوبان الجليد البحري. وبناء على التغيرات غير المسبوقة التي حصلت عامي 2007 و2008، توقع بعضهم أن تكون منطقة القطب الشمالي في فصل الصيف خالية من الجليد خلال عقد من الزمن (2008 Biello).