إن لحظات الإثارة القليلة أثناء المظاهرة ليست وحـدهـا كـفـيـلـة بـأن تعطى المشاهدين فـكـرة كاملة عن هذا الحدث؛ فعلى المصور أن يلتقط بالإضافة إليها لقطات أخرى توضح القضية الأساسية وأطراف الصراع، ولقطات توضح زمان ومكان الحدث، وأخيراً لقطات تمهيدية، أي تهيئ لتقديم الحدث.

ومن المعارف الأساسية التي يجب أن تـتـوفـر للمندوب أن يكون على دراية كاملة بأساليب كتابة وتقديم الأخبار لأن ذلك سوف يساعده على اختيار اللقطات التي تظهر ما يـريـد قـوله أو التي تتوافق مع ما يريد الوصول إليه؛ فإلى جانب لقطات الحركة يحتاج إلى لقطات أخرى ليكمل بها تقديم الحدث بالكامل. ففي مثال المظاهرة الذي أشرنا إليه قد يحتاج إلى لقطات توضيح رجال الشرطة وهم يحيطون بالمكان الذي يقصده المتظاهرون، واللافتات التي يحملونها ، ويافطات الشوارع التي تبين مسار المظاهرة وغيرها من المشاهد التي تعبر عن عناصر الحدث المختلفة.

وبالإضافة إلى ذلك كله، فإنه من المفيد التقاط مشاهد عامـة للمظاهرة لاستخدامها في ملء بعض الثغرات القليلة التي قد يسببها عدم وجود مشاهد بعينها تتوافق مع التعليق الصوتي المصاحب للفيلم عند عرضه في شكله النهائي على الشاشة، ولا تعتبر هذه المشاهد بديلاً للمشاهد التي غفل عن التقاطها المندوب والمتعلقة بعنصر أو بآخر من عناصر الحدث، ولكن عدم توافرها قد يحول دون عرض الفيلم الإخباري بالمرة. فوجود شيء أفضل من لا شيء، وإن كان في الإمكان تفادي هذه المـواقـف لـو كـان لـدى المندوب وعى وإلمام تـامـان بـطـرق وأسـالـيـب تـقـديـم الأحداث.