وهذا أمر تفرضه طبيعة الإنتاج الإذاعي أولا وأخيراً، حيث يخضع للمفاجآت والظروف المتغيرة في كثير من جوانبه. فقد يحدث أن يرفض أحد الممثلين الاستمرار في العمل لسبب أو لآخر، وقد يتعذر الحصول على موافقة السلطات لتصوير برنامج أو لقطات معينة في مكان معين. كما قد يتعذر التصوير في مكان ما لسبب فني خارج عن الإرادة، وكذلك قد يعتذر أحد الضيوف فجأة عن الحضور لتسجيل البرنامج، وهذه كلها وغيرها من مفاجآت العمل تتطلب من الكاتب أن يكون مرناً وأن تكون لديه القدرة التي تمكنه من مواجهة مثل هذه المفاجآت وحل مثل هذه المشكلات. ولذا يقال بأن الكتاب الذين حققوا تفوقاً وبروزا في هذا المجال لم يبرهنوا على أنهم موهوبون فقط بل على أنهم قادرون كذلك على تحمل التوترات الهائلة الناجمة عن طبيعة العمل الإذاعي، وتحت ضغط مواعيد تحدد تحديداً دقيقاً سواء فيما يتعلق بالتسجيل داخل الاستوديوهات أو التصوير والنقل الخارجي، أو البث المباشر من الاستوديو... إلخ. ومن هنا فإن الكتابة الجيدة وإن كانت شيئاً ضرورياً ومطلباً أساسياً، فإن ذلك لابد وأن يتم أيضاً في إطار المواعيد والأوقات المحددة والتي تتوافق مع طبيعة العمل الإذاعي وظروفه والتي قد تضطر الكاتب لمواجهة حالات معينة تقتضي اختصار النص أو إعادة كتابته أو إضافة معلومات جديدة إليه.