أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2020
1708
التاريخ: 26-6-2020
4378
التاريخ: 21-6-2021
3183
التاريخ: 25-9-2020
5069
|
كذب رواة السلطة على خالد بن سعيد واتهموه بأنه جبان في الحرب !
قال ابن كثير في النهاية:7/39: «وأمره الصديق على بعض الفتوحات كما تقدم . قتل يوم مرج الصُّفَّر في قول، وقيل بل هرب فلم يمكنه الصديق من دخول المدينة تعزيراً له ، فأقام شهراً في بعض ظواهرها حتى أذن له» .
وجعلت رواية في الطبري (2/333) هزيمة خالد بن سعيد المزعومة في مرج الصُّفَّر مع أنه كان قائدها العام وحقق فيها النصر ، فقالت: « اقتحم على الروم طلبَ الحظوة (أي للفخر) وأعرى ظهره ، وبادر الأمراء بقتال الروم ، واستطرد له باهان فأرز هو ومن معه إلى دمشق ، واقتحم خالد في الجيش ومعه ذو الكلاع وعكرمة والوليد حتى ينزل مرج الصفر من بين الواقوصة ودمشق ، فانطوت مسالح باهان عليه ، وأخذوا عليه الطرق ولا يشعر ، وزحف له باهان فوجد ابنه سعيد بن خالد يستمطر في الناس فقتلوه ، وأتى الخبر خالداً فخرج هارباً في جريدة فأفلت من أفلت من أصحابه على ظهور الخيل والإبل ، وقد أجهضوا عن عسكرهم، ولم تنته بخالد بن سعيد الهزيمة عن ذي المروة (قرب تيماء) وأقام عكرمة في الناس ردءً لهم فرد عنهم باهان وجنوده أن يطلبوه».
وفي رواية تاريخ دمشق:2/83: «كان أبو بكر قد وجه خالد بن سعيد بن العاص إلى الشام حيث وجه خالد بن الوليد إلى العراق ، وأوصاه بمثل الذي أوصى به خالداً ، أن خالد بن سعيد سار حتى نزل على الشام ولم يقتحم واستجلب الناس وعزَّ فهابته الروم ، وأحجموا عنه ، فلم يصبر على أمر أبي بكر ، ولكن توردها فاستطردت له الروم حتى أوردوه الصفرين ، ثم تعطفوا عليه بعدما أمن فوافقوا ابنه سعيد بن خالد مستمطراً فوافقوه فقتلوه ومن معه ، وأتى الخبر خالداً (أباه) فخرج هارباً حتى أتى البر فنزل منزلاً ، واجتمعت الروم إلى اليرموك فنزلوا به وقالوا والله لنشغل أبا بكر في نفسه عن تورد بلادنا بخيوله !
وكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بالذي كان به ، فكتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص وكان في بلاد قضاعة بالسير إلى بلاد اليرموك ففعل ، وبعث أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان ، وأمر كل واحد منهما بالغارة وأن لا توغلوا حتى لا يكون وراءكم أحد من عدوكم .
وقدم عليه شرحبيل بن حسنة بفتح من فتوح خالد (ابن الوليد) فسرحه نحو الشام في جند ، وسمى لكل واحد من أمراء الأجناد كورة من كور الشام فتوافوا باليرموك ، فلما رأت الروم توافيهم ندموا على الذي ظهر منهم ، ونسوا الذي كانوا يتواعدون أبا بكر به ، واهتموا وهمتهم أنفسهم وأشجوهم وشجوا بهم ثم نزلوا الواقوصة . وقال أبو بكر: والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، فكتب إليه بهذا الكتاب الذي فوق هذا الحديث وأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة على العراق في نصف الناس، وإذا فتح الله على المسلمين الشام فارجع إلى عملك بالعراق». ورواه الطبري:2/603.
وقالت رواية في الطبري:2/104: «اقتحم على الروم طلب الحظوة وأعرى ظهره وبادر الأمراء بقتال الروم ، فاستطرد له باهان فأرز(هرب) هو ومن معه إلى دمشق واقتحم خالد في الجيش ومعه ذو الكلاع وعكرمة والوليد حتى نزل بالمرج مرج الصفر بين الواقوصة ودمشق ، فانطوت مسالح باهان عليه وأخذوا عليه الطرق ولا يشعر ، وزحف له باهان فوجد ابنه سعيد بن خالد يستمطر في الناس فقتلوهم ، فأتى الخبر خالداً فخرج هارباً في جريدة فأفلت من أفلت من أصحابه على ظهور الخيل والإبل ، وقد أجهضوا عن عسكرهم ولم تنته بخالد بن سعيد الهزيمة عن ذي المروة ، وأقام عكرمة في الناس ردءاً لهم فرد عنهم باهان وجنوده أن يطلبوه ».
وقالت رواية أخرى للطبري:2/587: «عن المغيرة ومحمد عن أبي عثمان قالوا: أمر أبو بكر خالداً بأن ينزل تيماء.. وقد أمره أبو بكر أن لا يبرحها وأن يدعو من حوله للإنضمام إليه ، وأن لا يقبل إلا ممن لم يرتد ولا يقاتل إلا من قاتله حتى يأتيه أمره ، فأقام فاجتمع إليه جموع كثيرة وبلغ الروم عظم ذلك العسكر ، فضربوا على العرب الضاحية البعوث بالشام إليهم ، فكتب خالد بن سعيد إلى أبى بكر بذلك وبنزول من استنفرت الروم ، ونفر إليهم من بهراء وكلب وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان من دون زيزاء بثلاث ، فكتب إليه أبو بكر أن أقدم ولا تحجم واستنصر الله ، فسار إليهم خالد فلما دنا منهم تفرقوا وأعروا منزلهم فنزله ودخل عامة من كان تجمع له في الإسلام ، وكتب خالد إلى أبى بكر بذلك فكتب إليه أبو بكر أقدم ولا تقتحمن ، حتى لا تؤتى من خلفك فسار فيمن كان خرج معه من تيماء وفيمن لحق به من طرف الرمل ، حتى نزلوا فيما بين آبل وزيزاء والقسطل ، فسار إليه بطريق من بطارقة الروم يدعى باهان فهزمه وقتل جنده ، وكتب بذلك إلى أبى بكر واستمده».
وقالت رواية ثالثة للطبري:2/588 و589، عن عروة بن الزبير: «أن عمر بن الخطاب لم يزل يكلم أبا بكر في خالد بن الوليد وفى خالد بن سعيد ، فأبى أن يعطيه في خالد بن الوليد وقال لاأشيم سيفاً سله الله على الكفار. وأطاعه في خالد بن سعيد ، بعد ما فعل فعلته...لما قدم خالد بن سعيد ذا المروة وأتى أبا بكر الخبر ، كتب إلى خالد أقم مكانك فلعمري إنك مقدام محجام ، نجاء من الغمرات لا تخوضها إلى حق ولا تصبر عليه ! ولما كان بعد وأذن له في دخوله المدينة قال خالد: أعذرني ! قال: أخطلٌ وأنت آمر ، وجبانٌ لدى الحرب ! فلما خرج من عنده قال: كان عمر وعلي أعلم بخالد ، ولو أطعتهما فيه اختشيته واتقيته».
أقول: الرواية الأخيرة تبرر إصرار عمر على عزل خالد ، وهي تزعم أن أبا بكر اكتشف صحة رأي عمر . وقد حشرت الرواية إسم علي(عليه السلام) لهذا الغرض .
وكل هذه الروايات تقول إن خالد بن سعيد كان جباناً، ولم يتقيد بأمر أبي بكر ولاعمر فسبب هزيمة المسلمين أمام الروم، وهرب منهم مئات الأميال ، فأنقذ أبو بكر الموقف بالأبطال الشجعان مثل عكرمة وأبي عبيدة ، وخاصة خالد بن الوليد ، وأقسم أبو بكر أن ينسي الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد ، فأرسل اليه فحضر من العراق وأنساهم وساوس الشيطان !
والحمد لله أنه لا حافظة لكذوب، فقد نسي واضعوها أن أبا بكر توفي بعد معركة أجنادين ببضعة أيام، وأن عمر عزل خالد بن الوليد في أول يوم تولى فيه الخلافة، وأن ابن الوليد جاء من العراق ببضع مئات فلم يكن له دور في معارك الشام الأساسية الأربعة: أجنادين، ثم مرج الصُّفَّر، ثم فِحل ، ثم اليرموك . وأن خالد بن سعيد وإخوته وأصحابه هم الذين انسوا الروم وساوس الشيطان وفرضوا إعجابهم على قادة الجيوش ، فسلموه قيادتها في معركة مرج الصفر، فكتب الله على يد النصر المبين!
ففي تاريخ خليفة/120: «قال ابن إسحاق: في هذه السنة وقعة مرج الصُّفَّر يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، والأمير خالد بن سعيد . وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: استشهد يوم مرج الصُّفَّر خالد بن سعيد بن العاص».
وقال الذهبي في تاريخه:3/84: « قال خليفة: كانت لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى والأمير خالد بن سعيد . قال ابن إسحاق: وعلى المشركين يومئذ قلقط ، وقتل من المشركين مقتلة عظيمة ، وانهزموا ».
كما أن رواياتهم في اتهام خالد تناقضت فيما بينها في الأسباب والأحداث وتاريخها ، وخلطت بين عهدي أبي بكر وعمر ، وبين القادة والأحداث .
فقد قال بعضها إن أبا بكر منع خالد بن سعيد من دخول المدينة ، لأنه انهزم أما الروم هزيمة قبيحة ، وقال بعضها لأنه قرأ آيات من القرآن بقراءة مغايرة ، ولا علاقة لمنعه بهزيمته ! قال الطبري:2/623: «عن أبي سعيد قال: لما قام عمر رضي عن خالد بن سعيد والوليد بن عقبة فأذن لهما بدخول المدينة . وكان أبو بكر قد منعهما لقراءتهما التي قرآها وردهما إلى الشام وقال: ليبلغني عنكما عناء إبلاؤكما فانضما إلى أي أمرائنا أحببتما ، فلحقا بالناس فأبليا وأغنيا » .
ولم تذكر الرواية أي آيات وكيف قرآها ، لكنها تدل أن منع خالد المزعوم من دخول المدينة ، كان لسبب عقائدي وليس لهزيمته المزعومة !
وغرض الرواية تريد تبرئة عمر من عداوته لخالد بن سعيد ، خوفاً من بني أمية الذين يحرص على علاقته معهم في مواجهة بني هاشم !
وقال بعض رواياتهم إن خالداً جاء من اليمن لابساً جبة ديباج ، فصاح عمر بمن يليه: مزقوا عليه جبته (الطبري:2/586) .لكن متى كان عمر يجرأ قبل خلافة أبي بكر أن يقول ذلك لابن أبي أحيحة ؟
وقد نقضتها رواية أخرى (الطبقات:4/99) قالت: «إن خالد بن سعيد بن العاص وهو من المهاجرين، قتل رجلاً من المشركين ثم لبس سلبه ديباجاً أو حريراً ، فنظر الناس إليه وهو مع عمر، فقال عمر: ما تنظرون ! من شاء فليعمل مثل عمل خالد ، ثم يتلبس لباس خالد » !
وقالت رواية (الطبري:2/586) إن خالداً قال لعلي(عليه السلام) وعثمان أيام السقيفة: «يا أبا الحسن يا بنى عبد مناف أغلبتم عليها؟ فقال علي(عليه السلام) :أمغالبة ترى أم خلافة؟ قال: لا يغالب على هذا الأمر أولى منكم يا بنى عبد مناف. وقال عمر لخالد:فض الله فاك والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلت!ثم لا يضر إلا نفسه».
وقالت أخرى عن لسان ابنته (الطبقات:4/97) «وكان رأى أبي بكر فيه حسناً، وكان معظماً له، فلما بعث أبو بكر الجنود على الشام عقد له على المسلمين وجاء باللواء إلى بيته، فكلم عمر أبا بكر وقال: تولي خالداً وهو القائل ما قال... فما شعرت إلا بأبي بكر داخل على أبي يعتذر إليه، ويعزم عليه ألا يذكر عمر بحرف، فوالله ما زال أبي يترحم على عمر حتى مات».
ومعنى هذا الكلام على لسان ابنة خالد وهي زوجة الزبير، أن عداوته مع أبي بكر وعمر كانت معروفة، فأرادت ابنته أو من وضع الرواية على لسانها ، أن يغطوا هذه الحقيقة المضرة لهم . وزادوا في تغطية موقف خالد بوضع حديث نبوي على لسانه يمدح ابا بكر وعمر ، فقد زعموا ان خالد قال إن النبي‘ خطب فقال: «أيها الناس: إني راض عن أبي بكر فاعرفوا ذلك له . إني راض عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف ، والمهاجرين الأولين فاعرفوا ذلك لهم . أيها الناس: إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية.
أيها الناس: إحفظوني في أصهاري وأصحابي وأحبابي ، لا يطلبنكم أحد منهم بمظلمة ، فإنها مظلمة لا توهب في القيامة . أيها الناس: إرفعوا ألسنتكم عن الناس، وإذا مات المؤمن فلا تقولوا فيه إلا خيراً ثم نزل ».
(الرياض النضرة للمحب الطبري:1/40، و:3/55، وتاريخ دمشق:30/132، والشفا:2/55)
وقد ضعف الحديث بعض علمائهم كالعقيلي(4/148) ولكنهم لا يهتمون بالتضعيف .
والنتيجة: أن رواياتهم في ذم خالد بن سعيد ، تدور كلها حول تبرئة أبي بكر وعمر أمام بني أمية ، من ظلم زعيمهم وابن زعيمهم خالد بن سعيد ، وإثبات أنهما خدماه وأمَّراه مع أنه أساء اليهما ، لكنه لم يكن أهلاً للقيادة فعزلاه !
لكن هذا الدفاع يؤكد التهمة التي تملك عشرات القرائن ، ولا يدفعها !
ولإخوة خالد أبان وعمرو وابنه سعيد قصص تشبه قصصه مع السلطة! قابل الواقدي في فتوح الشام:1/13: «خرج بهم سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص وكان غلاماً نجيباً ، وذلك أن سعيد بن خالد أتى إلى الصديق فقال: يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) إنك أردت أن تعقد لأبي خالد راية ويكون قائداً من قواد جيشك، فتكلم فيه المتكلمون فعزلته حين رجع من بعثك ، وقد حبس نفسه في سبيل الله عز وجل ، ولم أزل مجيباً دعوتك في بعثك ، فهل لك أن تقدمني على هذا الجيش فوالله لا يراني الله وانياً أبداً ، ولا عاجزاً عن الحرب .
قال: وكان سعيد بن خالد نجيباً أنجب من أبيه وأفرس ، فعقد له أبو بكر راية ودفعها اليه ، وأمره على ألفين من العرب . قال: فلما سمع عمر بن الخطاب كلام سعيد بن خالد وأنه خير من أن يكون أميراً كره لك ذلك ، وأقبل على الصديق وقال: يا خليفة رسول الله عقدت هذه الراية لسعيد بن خالد على من هو خير منه ، ولقد سمعته يقول عندما عقدتها على رغم الأعادي . والله لتعلم أنه ما يريد بالقول غيري ، والله ما تكلمت في أبيه !
قال الواقدي: فثقل ذلك على أبي بكر ، وكره أن لا يعقد له ، وكره أيضاً أن يخالف عمر لمحبته له ونصحه ومنزلته عند النبي‘، ووثب قائماً ودخل على عائشة وأخبرها بخبر عمر بن الخطاب ، وما كان من كلامه فقالت عائشة: قد علمت أن عمر ينصر الدين ويريد النصر لرب العالمين ، وما في قلب عمر بغض للمسلمين . قال: فقبل قول عائشة ، ثم دعا بأزد الدوسي ، وقال له: إمض إلى سعيد بن خالد وقل له: رد علينا رايتك . قال: فردها وقال: والله لأقتلن تحت راية أبي بكر حيث كان ، فإني قد حبست نفسي في سبيل الله...
ثم إن أبا بكر دعا عمرو بن العاص فسلم اليه الراية وقال: قد وليتك على هذا الجيش يعني أهل مكة والطائف وهوازن وبني كلاب ، فانصرف إلى أرض فلسطين وكاتب أبا عبيدة وأنجده إذا أرادك..
قال أبو الدرداء: كنت مع عمرو بن العاص في جيشه ، فسمعت أبا بكر يقول وهو يوصيه... وابعث عيونك يأتونك بأخبار أبي عبيدة ، فإن كان ظافراً بعدوه فكن أنت لقتال من في فلسطين ، وإن كان يريد عسكراً ، فأنفذ اليه جيشاً في أثر جيش ، وقدم سهل بن عمرو ، وعكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام وسعيد بن خالد..» .
أقول: تقدم أن أبا بكر أرسل ابن العاص الى فلسطين بثلاثة آلاف ، وأن أبا عبيدة استدعاه الى أجنادين، ولم يكن له مشاركة قتالية ، فاخترع قصة الأرطبون وكان سعيد بن خالد في ذلك الوقت مع أبيه وأعمامه عمرو وأبان.
ولاحاجة الى الإفاضة في مكذوباتهم عن خالد بن سعيد وابنه سعيد وإخوته، رضي الله عنهم ، فهي من نوع مكذوباتهم عن خالد بن سعيد .
بَخِل رواة السلطة بأخبار جهاد خالد وابنه سعيد وإخوته أبان وعمرو، مع أنهم بموازين السلطة أهم من آل أبي سفيان، وقد خاضوا كل حروب فتح فلسطين والشام، وكانوا قادة فيها ، وكان خالد القائد العام لمعركة مرج الصُّفَّر وهي من أهم معاركها ، وقد تكون الأهم .
ونذكر فيما يلي بعض أخبار بني سعيد بن العاص «أبي أحيحة»:
كان أبان على خيل المشركين في أيام الحديبية، وعندما أرسل النبي (صلى الله عليه وآله) عثمان بن عفان الى مكة ، أجاره أبان فدخل ، وقال له كما في تاريخ دمشق:6/134:
أسبل وأقبل لا تخف أحداً *** بنو سعيد اعزة الحرم
أي أسبل إزارك ولا تشمره فأنت في جوار بني سعيد ، لأن القرشيين كانوا يُسْبِلُون أُزرهم ، ويأمرون من يدخل مكة أن يشمر إزاره الى نصف ساقه .
وقد أسلم أبان بعد الحديبية وجاء الى خيبر، قال أبو هريرة إن أباناً قال للنبي‘: إقسم لنا. «قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله لا تقسم لهم. قال أبان: وأنت بهذا يا وبرٌ تحدر من رأس ضأن » ! (صحيح البخاري:5/82) .
وفي معجم الطبراني الأوسط: 3/307: تحدر من رأس الجبل). وهو مثل لعدم قيمة المتكلم!
وفي معجم السيد الخوئي:8 /28 و:1/141: «خالد بن سعيد بن العاص: من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله).. من الإثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر، وكان أول من تكلم يوم الجمعة.. أبان بن سعيد بن العاص.. من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وإخوته: خالد، وعتبة ، وعمرو.. أبوا عن بيعة أبي بكر، وتابعوا أهل البيت (عليهم السلام)، وبعدما بايع أهل البيت(عليهم السلام) بايعوا » .
وفي الإستيعاب:3/1178: «واستعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمرو بن سعيد على قرى عربية منها تبوك وخيبر وفدك . وقُتل عمرو بن سعيد مع أخيه أبان بن سعيد بأجنادين سنة ثلاث عشرة ، هكذا قال الواقدي وأكثر أهل السير. وقال ابن إسحاق: قتل عمرو بن سعيد بن العاص يوم اليرموك ، ولم يتابع ابن إسحاق على ذلك ، والأكثر على أنه قتل بأجنادين.. وكانت أجنادين ومرج الصفر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة» .
وفي تاريخ دمشق:6/126: «أبان بن سعيد.. له صحبة واستعمله النبي (صلى الله عليه وآله) على بعض سراياه، ثم ولاه البحرين، وقدم الشام مجاهداً فقتل يوم أجنادين ، وقيل يوم اليرموك وقيل مات سنة تسع وعشرين... لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبو بكر أبان بن سعيد بن العاص إلى اليمن فكلمه فيروز في دم داذويه ، فقال: إن قيساً قتل عمي غدراً على عدائه ، وقد كان دخل في الإسلام وشرك في قتل الكذاب ، فأرسل أبان يعلى بن أمية إلى قيس فقال: إذهب فقل له أجب أبان بن سعيد ، وإن تردد فاضربه بسيفك . فقدم عليه يعلى فقال له: أجب الأمير أبان فقال له قيس: أنت ابن عمي ، فأخبرني لمَ أرسل إلي؟ فقال له: إن الديلمي كلمه فيك أنك قتلت عمه رجلاً مسلماً على عدائك ! قال قيس: ما كان مسلماً لا أنا ولا هو ، وكنت طالب ذحل قد قتل أبي وقتل عمي عبيدة وقتل أخي الأسود ، فأقبل مع يعلى فقال أبان لقيس: أقتلت رجلاً قد دخل في الإسلام وشرك في قتل الكذاب؟ قال: قدرت أيها الأمير فاسمع مني ، أما الإسلام فلم يسلم لا هو ولا أنا ، وكنت رجلاً طالب ذحل وأما الإسلام فتقبل مني وأبايعك عليه ، وأما يميني فهذه هي لك بكل حدث يحدثه كل إنسان من مذحج . قال: قد قبلنا منك . فأمر أبان المؤذن أن ينادي بالصلاة وصلى أبان بالناس صلاة خفيفة ، ثم خطب فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وضع كل دم كان في الجاهلية».
ومن الملفت في أخبار أبان أنه تزوج بنت عتبة بن ربيعة ، أخت هند ، وإسمها: أم أبان ، وقالوا إنها كانت في الشام مع أخيها ، وإن أباناً قتل بعد زواجه منها بليلتين ، فكيف يكون قتل في أجنادين؟ «وقتل عنها يوم أجنادين . وقيل إنه لم يكن معها سوى ليلتين حتى قتل عنها». (تاريخ دمشق: 70/197).
ورووا أن عمر بن الخطاب خطب أم أبان بعد مقتل زوجها، فكرهته وقالت: « يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابساً ويخرج عابساً». (تاريخ الطبري:3/270).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مستشار رئيس الوزراء يشيد بحملة العتبة العباسية الإغاثية لدعم الشعب اللبناني
|
|
|