المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الملتحقون بالحسين (عليه السلام)  
  
3833   01:04 صباحاً   التاريخ: 7-5-2019
المؤلف : إعداد: معهد سيد الشهداء (عليه السلام) للمنبر الحسيني .
الكتاب أو المصدر : معجم كربلاء
الجزء والصفحة : ص147-163.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

مثّلت كربلاء ساحة التغيير والانقلاب إذ نرى في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره بعض الشخصيّات الوجوه التي تغيّر حالها وتبدّلت وجهتها فانقلبوا من الذلّة إلى العزّة وشكّل هؤلاء عنوان: "الملتحقون" في ثورة عاشوراء.

إنّ مسير التحوّل لبعض الكوفيّين إلى معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء استمرّ حتّى ظهر اليوم العاشر من المحرّم، فالبعض منهم التحق به بعد أن ردّ ابن سعد طلب الإمام الحسين (عليه السلام) وبعد تصميم الكوفيّين على الحرب والقتال، والتحق به آخرون في ظلمة ليل عاشوراء.

والتحقت جماعة كبيرة بالإمام أبي عبد الله (عليه السلام) بعد التحاق الحرّ بن يزيد بمعسكر الحسين.

وعلى حدّ قول ابن طاووس فإنّ اثنين وثلاثين رجلاً من جيش ابن سعد التحقوا بالإمام الحسين (عليه السلام).

ويؤكّد الأندلسيّ ذلك بقوله: إنّ ثلاثين رجلاً من جيش ابن سعد التحقوا بالإمام (عليه السلام) في يوم عاشوراء.

إلّا أنّ ما يمكن الاستناد إليه هو أنّ أوج التغيير والتحوّل قد تمّ في ليلة العاشر من المحرّم حيث إنّ الرجل والرجلين من جيش ابن سعد كانوا يتسلّلون في ظلمة الليل من معسكره إلى معسكر الإمام الحسين عليه السلام، واستمرّ هذا الأمر حتّى يوم عاشوراء، وكما يقول السماويّ: فإنّ عددهم وصل إلى ثلاثين رجلاً.

وقد أشير في المتون التاريخيّة إلى هذه الأسماء الملتحقة بطريق الخلاص والنجاة:

أبو الحتوف بن الحرث الأنصاريّ العجلانيّ‏

وكان قبل ذلك خارجيّاً، وبهذه الخلفيّة خرج مع أخيه سعد بصحبة عمر بن سعد وقدما معه إلى كربلاء، وفي عصر عاشوراء وبعد استشهاد أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) وعندما نادى بأعلى صوته "ألا ناصرٌ فينصرنا" وسمعته النساء والأطفال من أهل البيت فتصارخن وبكين، سمع أبو الحتوف نداء الإمام (عليه السلام) وبكاء النساء من أهل البيت (عليه السلام) وعياله فانقلب حاله والتحق مع أخيه سعد بالإمام عليه السلام، ومالا بسيفيهما على أعدائه حتّى قتلا جماعة، ثمّ استشهدا.

بكر بن حيّ التميميّ‏

كان بكر ممّن خرج مع ابن سعد لقتال الإمام (عليه السلام) في كربلاء، وفي يوم عاشوراء وبعد أن اشتعل فتيل الحرب والقتال التحق بالإمام الحسين عليه السلام، واستشهد في الحملة الأولى للأعداء.

جوين بن مالك التميميّ‏

خرج مع جيش ابن سعد إلى كربلاء، ولمّا صمّم العدوّ على قتال الحسين (عليه السلام) التحق ليلاً بالإمام عليه السلام، واستشهد في يوم عاشوراء، وعدّ من جملة شهداء الحملة الأولى، ورد السلام عليه في زيارتي الناحية والرجبيّة.

الحارث بن امرئ القيس الكنديّ‏

كان الحارث من الرجال الشجعان، وممّن له مكانة في جيش ابن سعد، وفي يوم عاشوراء لمّا ردّوا على الحسين (عليه السلام) كلامه وصمّموا على قتله مال معه وقاتل حتّى استشهد.

الحرّ بن يزيد الرياحيّ‏

من الشخصيّات البارزة في الكوفة وأحد رؤسائها، أرسله ابن سعد أميراً على ألف فارس لاعتراض الإمام الحسين فلقيه في منطقة (ذو حسم).

وأمر الإمام الحسين (عليه السلام) بإرواء الحرّ وجيشه وخيولهم، وبعد إقامة صلاة الظهر والعصر تكلّم الحسين (عليه السلام) مع الحرّ حول دعوة أهل الكوفة وسبب مجيئه، فقال الحرّ: بأنّه لا علم له بدعوتهم، وأخبر الإمام (عليه السلام) بتصميمه على ملازمته وتسليمه لابن زياد، ومنعه من السير إلى المدينة، وطال الكلام بينهما إلى أن قرّر بأن يتّخذ الحسين مسيراً غير الكوفة والمدينة، وأرسل الحرّ بن يزيد رسالة إلى ابن زياد منتظراً منه الجواب.

وفي منزل (عذيب الهجانات) أراد أربعة رجالٍ من أهل الكوفة الالتحاق بالإمام (عليه السلام) فصمّم الحرّ على اعتقالهم لكن الإمام الحسين (عليه السلام) نهض للدفاع عنهم وقال للحرّ: "لأمنعنّهم ممّا أمنع به نفسي، إنّما هؤلاء أنصاريّ وأعواني وقد كنت أعطيتني ألّا تعرض لي بشي‏ء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد"، فتراجع الحرّ وكفّ عنهم.

وعندما خرج الإمام (عليه السلام) من قصر بني مقاتل ووصل إلى نينوى وصل رسول ابن زياد إلى الحرّ وسلّمه رسالته التي يطلب فيها من الحرّ أن يجعجع بالحسين (عليه السلام) ويمنعه المسير حتّى ينتظر أمره فيما بعد، فنفّذ الحرّ ذلك إلى أن جاء ابن سعد مع جيش الكوفة إلى كربلاء.

وفي يوم عاشوراء لمّا عزم الكوفيّون على الحرب والقتال سأل الحرّ ابن سعد: أمقاتلٌ أنت هذا الرجل؟! فأبلغه ابن سعد بعزمه على ذلك.

وفي تلك الأثناء صمّم الحرّ على الالتحاق بالإمام الحسين (عليه السلام) وأقبل حتّى وقف من الناس موقفاً ومعه رجل من قومه يقال له: قرّة بن قيس فقال: "يا قرّة هل سقيت فرسك اليوم؟" فقال له: لا، قال له: "فما تريد أن تسقيه"؟ قال قرّة: فظننت والله أنّه يريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال ويكره أن أراه حيث يصنع ذلك، فقلت له: لم أسقه وأنا منطلق فأسقيه.

ولمّا شكّ المهاجر بن أوس بما يفعله الحرّ قال له: ما تريد يا ابن يزيد، أتريد أن تحمل؟... ثمّ قال له: إنّ أمرك لمريب!! والله ما رأيت منك في موقف قطّ مثل هذا، ولو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة؟ ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟

فقال له الحرّ: "إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وحُرقّت".

ثمّ إنّ الحرّ ضرب فرسه فلحق بالحسين عليه السلام، ولمّا اقترب من خيمة الإمام (عليه السلام) - وكإشارة منه على ترك الحرب والقتال- خلع درعه وأظهر أنّه قد جاء طالباً الأمان، واقترب إلى الحدّ الذي عرفه الجميع، فسلّم على الإمام وقال له: "جعلني الله فداك يا ابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان، والله الذي لا إله إلّا هو ما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضته عليهم أبداً، ولا يبلغون منك هذه المنزلة... وإنّي تائب إلى الله ممّا صنعت، فترى لي من ذلك توبة؟" فقال له الحسين عليه السلام: "نعم يتوب الله عليك ويغفر لك" 

ثمّ قال له: "أنزل عن فرسك".

فقال الحرّ: "أنا لك فارساً خيرٌ منّي راجلاً أقاتلهم على فرسي ساعة".

ويقول ابن أعثم: لمّا وقف الحرّ بين يدي الحسين عليه السلام، قال له:"يا ابن بنت رسول الله، كنت أوّل من خرج عليك أفتأذن لي أن أكون أوّل مقتولٍ بين يديك لعلّي أبلغ بذلك درجة الشهداء فألحق بجدّك صلى الله عليه وآله وسلم ؟".

فقال له الإمام عليه السلام: "فاصنع يرحمك الله ما بدا لك". ومن ثمّ تقدّم الحرّ نحو الميدان وخاطب أهل الكوفة فحمل عليه الأعداء يرمونه بالنبال الكثيرة.

ويدّعي المؤرّخون بأنّ أوّل من تقدّم إلى قتال القوم الحرّ بن يزيد الرياحيّ وهو يرتجز الشعر فقاتلهم ما بين كرٍّ وفرٍّ حتّى عقر فرسه فوقع وبقي الحرّ راجلاً، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه يقاتل قتال الأبطال حتّى هجم عليه جماعة فصرعوه وجرح جراحات بليغة فجي‏ء به نحو الحسين (عليه السلام) ووضعوه بين يديه وفيه رمق، فأخذ الحسين (عليه السلام) يمسح بيديه المباركتين وجهه ويقول له: "أنت الحرّ كما سمّتك أمّك حرّاً، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة".

وبعد أن سمع الحرّ هذه البشارة من الإمام (عليه السلام) فاضت روحه رضوان الله عليه.

 

الحُلاس بن عمرو الأزديّ الراسبيّ‏

من أهل الكوفة وكان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) أثناء خلافته، وكان الحلاس على شرطته بالكوفة (شرطة الخميس)، خرج مع عمر بن سعد إلى كربلاء، ولمّا ردّ ابن سعد شروط الإمام (عليه السلام) جاء الحلاس مع أخيه النعمان ليلاً والتحق بالإمام الحسين عليه السلام، وفي يوم العاشر استشهد في الحملة الأولى.

زهير بن سليم الأزديّ‏

لمّا اطلع زهير على عزم ابن سعد بقتل الإمام أبي عبد الله عليه السلام، التحق بالإمام (عليه السلام) في ليلة العاشر، وفي يوم عاشوراء استشهد في الحملة الأولى، ورد السلام عليه في زيارة الناحية.

زهير بن القين البجليّ‏

كان رجلاً شجاعاً وشريفاً في قومه وله منزلة عظيمة بينهم، وكان مقيماً عندهم في الكوفة، وفي سنة ستّين للهجرة ذهب مع عياله إلى الحجّ وفي أثناء رجوعه اختار طريقاً أراد به تجنّب مسير ركب الحسين (عليه السلام) إلى أن نزل في طريقه إلى الكوفة منزلاً وافق فيه الإمام عليه السلام، فلم يكن لزهير بدٌّ من نصب خيمته في جانب المنزل، وأرسل الحسين (عليه السلام) رسولاً إلى زهير يدعوه فيه لملاقاته فلم يبد ارتياحه لذلك، إلّا أنّ دلهم زوجته رغّبته في ذلك، فأقبل زهير إلى خيمة الإمام (عليه السلام) ورجع مستبشراً قد أسفر وجهه، وسرّح زوجته إلى موطنها والتحق هو بالإمام الحسين عليه السلام.

وعندما عارض الحرّ بن يزيد الإمام الحسين (عليه السلام) في الطريق، تكلّم الإمام (عليه السلام) في أصحابه مبيّناً لهم عاقبة الأمر من سفرهم، وبعد أن أنهى كلامه تكلّم زهير في جمع سائر الأصحاب فقال: "قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك، والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين إلّا أنّ فراقها في نصرك ومواساتك، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها".

وبعد أن أنهى كلامه دعا له الحسين عليه السلام.

ومع وصول رسول ابن زياد إلى الحرّ يأمره فيها بتشديد الخناق على الإمام (عليه السلام) والتضييق عليه، طلب زهير بن القين من الحسين (عليه السلام) قتال الحرّ ومن معه قائلاً: "يا ابن رسول الله إنّ قتال هؤلاء أهون علينا مِن قتال مَن بعدهم".

إلّا أنّ الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) لم يرتض طلبه وقال له: "ما كنت لأبدأهم بقتال حتّى يبتدروني بالقتال وحينها ننهض لدفعهم".

وفي عصر اليوم التاسع من المحرّم ولمّا تهيّأ العدوّ للحرب والقتال تقدّم زهير وحبيب للكلام معهم ونصيحتهم، وبعد أن تكلّم حبيب مع عزرة بن قيس التفت زهير إلى عزرة محذّراً له من إعانة أهل الضلال على قتل النفوس الزكيّة، فتعجّب عزرة من مواقف زهير في الدفاع عن الإمام الحسين (عليه السلام) فسأله قائلاً: "يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت". فقال له زهير: "أفلا تستدلّ بموقفي هذا على أنّي منهم، أما والله ما كتبت إليه كتاباً قطّ، ولا أرسلت إليه رسولاً قطّ، ولا وعدته نصرتي قطّ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله".

وفي ليلة العاشر من محرّم لمّا أحلّهم الإمام من بيعته وطلب من أصحابه ترك أرض كربلاء تكلّم زهير بعد أن تكلّم بنو هاشم وبعض الأصحاب فقال: "والله لوددّت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل كذا ألف قتلة، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك".

وفي زيارة الناحية وردت الإشارة إلى كلام زهير القائل للحسين لمّا أذن له بالانصراف: "لا والله لا يكون ذلك أبداً، أترك ابن رسول الله أسيراً في يد الأعداء وأنجو؟! لا أراني الله ذلك اليوم".

وقام الإمام الحسين (عليه السلام) في اليوم العاشر بتنظيم صفوف أصحابه فجعل زهير بن القين على الميمنة، وقام زهير بخطوة حسنة حيث أقدم على نصيحة الكوفيّين، وممّا قاله لهم بعد ذلك: "إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد، فإنّكم لا تدركون منهما إلّا السوء".

ثمّ تابع كلامه بإفشاء رذائل الأمويّين ويزيد وابن زياد إلّا أنّ العدوّ صمّم على قتل الإمام عليه السلام، ورماه الشمر بسهم لكنّ زهير استمر بإرشاد القوم والكلام معهم إلى أن جاء رسول الإمام الحسين (عليه السلام) إليه، وقال له: إنّ أبا عبد الله يقول لك: "أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والابلاغ".

وعندما هجم الشمر وأصحابه على مخيّم الحسين (عليه السلام) وأراد إحراق الخيام، حمل زهير بن القين في عشرة من أصحابه وشدّ على الشمر وأصحابه فكشفهم عن الخيام.

ثمّ حمل زهير والحرّ على الأعداء وقاتلا قتالاً شديداً حتّى استشهد الحرّ، ثمّ صلّى الحسين (عليه السلام) صلاة الخوف ولمّا فرغ منها رجع زهير مجدّداً إلى القتال فجعل يقاتل قتالاً لم ير مثله ولم يسمع 

بشبهه وأخذ يحمل على القوم وهو يرتجز قائلاً:

أَنَا زُهَيْرٌ وَأَنَا ابْنُ القَيْنِ               أَذُودُكُمْ بِالسَّيْفِ عَنْ حُسَيْنِ‏

ثمّ إنّ زهير استشهد على يدي كثير بن عبد الله الشعبيّ والمهاجر بن أوس التميميّ.

ولمّا صرع وقف الحسين (عليه السلام) عند رأسه فدعا له ولعن قاتليه.

سعد بن الحرث الأنصاريّ العجلانيّ‏

كان سعد كأخيه "أبو الحتوف" من الخوارج، وقد جاء سعد برفقة عمر بن سعد إلى كربلاء، وفي يوم عاشوراء وفي آخر لحظات عمر الإمام الحسين (عليه السلام) وعندما سمع استغاثته ونداءه وتظلّمه 

وبكاء النساء والأطفال من أهل البيت (عليه السلام) تغيّر حاله كما حصل لأخيه، ومال فالتحق بالإمام (عليه السلام) وقاتل الأعداء في ركاب سيّد الشهداء فقتل جماعة منهم ثمّ استشهد.

ضرغامة بن مالك‏

كان من شيعة الكوفة وممّن بايع مسلماً، خرج ضرغامة مع ابن سعد عندما تحرّك نحو كربلاء لكنّه عاد ومال فيها نحو الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد معه في يوم عاشوراء بعد صلاة الظهر، ورد السلام عليه في زيارة الناحية.

عبد الرحمن بن مسعود بن الحجّاج‏

كان كأبيه مسعود من الشيعة المعروفين وشجعان الكوفة، جاء عبد الرحمن برفقة أبيه مع جيش ابن سعد إلى كربلاء إلّا أنّه التحق بالإمام (عليه السلام) قبل بدء القتال واستشهد في الحملة الأولى.

عبد الله بن بشر الخثعميّ‏

كان من الرجال المشهورين والشجعان، حضر مع ابن سعد إلى كربلاء إلّا أنّه التحق قبل بدء القتال بالإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد في الحملة الأولى.

عمرو بن ضبعة الضبعيّ‏

كان فارساً مقداماً، خرج مع ابن سعد إلى كربلاء، ومن ثمّ التحق هناك بالإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد في يوم عاشوراء في الحملة الأولى، ورد السلام عليه في زيارتي الناحية والرجبيّة.

القاسم بن حبيب بن أبي بشير الأزديّ‏

كان القاسم من فرسان الشيعة الكوفيّين، خرج مع ابن سعد فلمّا صار في كربلاء مال إلى الإمام الحسين (عليه السلام) قبل بدء القتال واستشهد في الحملة الأولى، ورد اسمه في زيارتي الناحية والرجبيّة.

 

مسعود بن الحجّاج التميميّ‏

كان مسعود وابنه عبد الرحمن من شيعة الكوفة الشجعان حضرا مع ابن سعد إلى كربلاء وقبل بدء القتال التحقا بأصحاب الإمام الحسين عليه السلام، استشهد مسعود في الحملة الأولى، ورد اسمه في زيارتي الناحية والرجبيّة.

الموقع بن ثمامة الصيداويّ  ← الجرحى

النعمان بن عمرو الأزديّ الراسبيّ‏

كان النعمان من أهل الكوفة، وكان فيما مضى من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأحد أعضاء قوّاته الخاصّة (شرطة الخميس)، جاء برفقة ابن سعد إلى كربلاء، ولمّا رُدّت شروط الإمام (عليه السلام) من قبل ابن سعد التحق النعمان وأخوه الحلاس ليلاً بالإمام الحسين عليه السلام، واستشهد في يوم عاشوراء في الحملة الأولى.

يزيد بن زياد أبو الشعثاء الكنديّ‏

كان يزيد رجلاً شريفاً شجاعاً فاتكاً ومشهوراً بأبي الشعثاء وأحد الذين التحقوا بالإمام الحسين عليه السلام، وبالنسبة إلى زمان التحاقه ادعى بعضهم بأنّه كان قبل وصول الحرّ وجيشه. وذكر بعضهم الآخر بأنّه كان من جملة أصحاب الحرّ. قال ابن أعثم: إنّ أبا الشعثاء كان رجلاً من أصحاب الحرّ عاتب رسول ابن زياد، حيث إنّ أبا الشعثاء لمّا رأى رسول ابن زياد عند الحرّ عرفه وتكلّم معه بقساوة، وقال له: "لقد عصيت ربّك وأطعت إمامك وأهلكت نفسك واكتسبت عاراً فبئس الإمام إمامك، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ} [القصص: ] فجعله مصداقاً لهذه الآية.

والظاهر أنّ أبا الشعثاء كان برفقة جيش الحرّ ومن ثمّ في جيش ابن سعد، وعندما رُدّت اقتراحات الإمام الحسين (عليه السلام) انفصل عن جيش ابن سعد.

وفي يوم عاشوراء برز أبو الشعثاء إلى الميدان وكان يقاتل من على ظهر فرسه فلمّا عقر الفرس، جاء نحو الإمام (عليه السلام) فجثا على ركبتيه وكان رامياً ماهراً، فرمى مئة سهمٍ نحو العدوّ وكان الإمام يشجّعه على فعله قائلاً له: "أللهم سدّد رميته واجعل ثوابه الجنّة".

وعندما فرغت سهامه قام أبو الشعثاء من مكانه وقال: "ما سقط منها إلّا خمسة أسهم" ومن ثمّ حمل على الأعداء بسيفه وهو يرتجز قائلاً:

أَنَا يَزِيدٌ وَأَبِي مُهَاصِرُ               كَأَنَّنِي لَيْثٌ بِخَيْلٍ خَادِرُ

يَا رَبِّ إِنِّي لِلْحُسَيْنِ نَاصِرُ           وَلِابْنِ سَعْدٍ تَارِكٌ وَهَاجِرُ

واستمرّ في القتال حتّى استشهد رضوان الله عليه، ورد اسمه في زيارة الناحية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات