المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ملائكة بدر في القرآن الكريم  
  
4745   01:59 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 340 -345.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان للملائكة دور كبير في معركة بدر، ذلك انها كانت الامداد الالهي للمسلمين المستضعفين قليلي العدّة والعدد. فمع انهم لم يقتلوا احداً من المشركين، الا ان اختلاطهم بالمسلمين طمأن قلوب المقاتلين المؤمنين وبثّ رعباً اضافياً في قلوب المشركين.

وصف لنا القرآن الكريم الملائكة بأنها كائنات كريمة أكرمها الله عزّ وجلّ، وجعلها واسطة بينه تعالى وبين العالم المشهود. ومن صفاتها المذكورة في القرآن المجيد ما يلي:

أ- الطاعة التامة لمولاهم الحق فيما يأمرهم، فليست لهم ذاتية مستقلة في الارادة، ولا يستقلون بعمل ولا يغيّرون امراً امرهم الله تعالى، كما ورد في قوله تعالى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 27].

ب- انهم غالبون دائماً وغير مغلوبين لانهم يعملون بأمر الله وارادته: كما اشار الى ذلك: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]، {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3]، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} [فاطر: 44].

ج- ان لهم مراتب ومقامات مختلفة من العلوّ والآمرية. والى ذلك اشار الذكر الحكيم على لسانهم: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} [الصافات: 164]، {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [سبأ: 23]، {مُطاعٍ ثَمَّ أمينٍ}.

وتلك الصفات الفاضلة في الملائكة تجعلهم من اعظم المناصرين لدين الله. لان ارادتهم مرتبطة بشكل تام بارادة الله عزّ وجلّ. 

1- كان للملائكة دورٌ كبير في نصر المؤمنين في معركة بدر كما يصوّرها قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 123 - 126] فقد بيّن الله تعالى ما فعله بالمؤمنين من النصر يوم بدر بتقوية قلوبهم، وبما أمدّهم به من الملائكة وبإلقاء الرعب في قلوب اعدائهم. في حين كان المسلمون قليلي العدد ضعفاء عن المقاومة.

وفي تلك الآيات اخبارٌ بأن النبي (صلى الله عليه واله) قال لقومه يوم اُحد مذكراً لهم بما حصل يوم بدر: ألن يكفيكم يوم بدر ان جعل ربكم ثلاثة آلاف من الملائكة مدداً لكم. وكانت مهمّة الملائكة تكثير سواد المسلمين حينما اختلطوا بهم، وإلقاء الرعب في قلوب المشركين. فيكون عدد الملائكة جميعاً يوم بدر: خمسة آلاف وكان ذلك تابعٌ للمصلحة. فقد كان ضُعْف المسلمين يوم بدر يقتضي امدادهم بذلك العدد من الملائكة المسوّمين.

وبذلك تحقق النصر على الكافرين: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126] الآية، أي وما المعونة الا من عند الله القادر على الانتقام من الكفار.وبتعبير آخر «فان الحاجة الى الله تعالى لازمة في المعونة وان امدّكم بالملائكة فلا استغناء لكم عن معونته طرفة عين في تقوية قلوبكم وخذلان عدوّكم بضعف قلوبهم».

لقد كان حال المؤمنين يوم بدر: «أذلّة» كما عبّر القرآن الكريم، قبال ما كان عليه المشركون من القوة والشوكة. ولا ضير في التعبير، فقد اضاف الله سبحانه الذلّة النسبية الى العزة، الى قومٍ مدحهم كل المدح حيث قال: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].

ولم يقتصر نزول الملائكة كجنود يوم بدر، بل ان القرآن الكريم يصرّح بنـزول الملائكة يوم الاحزاب ويوم حُنين. فقال في قصة الاحزاب: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] وقال في يوم حُنين: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 25، 26].

واما نزول ثلاثة آلاف يوم بدر فلا ينافي قوله تعالى في سورة الانفال: {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. لمكان قوله: مردفين، أي متبعين لآخرين وهم الألفان الباقيان المكملان للعدد على ما ذكر في هذه الآيات.

وحقيقة الامر ان الملائكة الذي مدّهم الله اليكم ليس لهم من امر النصر شيء بل هم أسباب ظاهرية يجلبون لكم البشرى وطمأنينة القلب، وانما حقيقة النصر من الله سبحانه لا يغني عنه شيء، وهو الله الذي ينتهي اليه كل امر، العزيز الذي لا يُغلَبْ كما قال: (وما جعلَهُ اللهُ إلاّ بُشرى لَكُم ولتطمئِنَقلوبُكم بِهِ وما النصرُّ إلاّ مِن عِندِ اللهِ العَزيزِ الحَكيم)[37].

فكان الهدف من الملائكة اذن، طمأنةُ القلب، وتضعيف قوة العدو بالقتل والاسر من قبل المقاتلين المسلمين انفسهم: (لِيَقَطعَ طَرَفاً منَ الذينَ كَفَروا أو يَكبِتهُم فينقَلِبوا خائِبينَ)[38]. وقطع الطرف كناية عن تدمير عدتهم وتضعيف عددهم بالقتل والاسر، كما وقع يوم بدر.

2- الآيات التالية أشارت الى قصة بدر بشكل مباشر. قال تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ} [الأنفال: 7 - 14].

وفي تلك الآيات الشريفات دلالات منها:

أ - ان الله عزّ وجلّ وعدهم بأن تكون إحدى الطائفتين لهم يستعملون عليها بنصر الله. والطائفتان هما: العير والنفير. فكانت العير قافلة قريش وفيها تجارتهم وأموالهم وكان عليها اربعون رجلاً منهم ابو سفيان بن حرب. وكان النفير جيش قريش وهم زهاء الف رجل.

ب - كانت الغالبية من المسلمين تودّ أن تكون لها غير ذات الشوكة، وهي العير قافلة ابي سفيان حيث كانت أقل عدة وعدداً من النفير. فندب النبي (صلى الله عليه واله) اصحابه للخروج، ولم يظنوا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) سيلقى كيداً ولا حرباً فخرجوا لا يريدون الا ابا سفيان والركب ولا يرونها الا غنيمة لهم. ولكن الله سبحانه كان يريد خلاف ذلك، وهو ان يلاقوا النفير فينتصروا عليهم ويستأصلوا الكافرين ويقطعوا دابرهم.

ج - طلب رسول الله (صلى الله عليه واله) النصرة من الله عزّ وجلّ. فعندما رأى كثرة عدد المشركين وقلة المسلمين استقبل القبلة، وقال: «اللهم انجز لي ما وعدتني. اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الارض». فما زال يهتف ويدعو ربه ماداً يده حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأنزل تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] الآية. وهذا الامداد الملائكي المتتابع يتلائم مع آية 123 في آل عمران: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ} [آل عمران: 123] فتطابق تلك الآيات من السورتين يوضح ان المراد بنـزول الف من الملائكة مردفين نزول الف منهم يستتبعون آخرين، فينطبق الالف المردفون على الثلاثة آلاف المنـزلين.

د - ان الغاية من نزول الآية هو لغرض البشرى وطمأنة نفوس المسلمين وإلقاء الرعب في قلوب المشركين، لا من اجل قتل المشركين كما يشير اليه قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال: 12] فالملائكة لم ينـزلوا ليقتلوا المشركين ولا قتلوا منهم احداً.

فقد قتل علي (عليه السلام) النصف ممن قُتل، وقتل النصف الآخر سائر المسلمين. وانما كانت مهمة الملائكة تكثير سواد المسلمين حينما اختلطوا بالقوم، وتثبيت قلوب المؤمنين، وإلقاء الرعب في قلوب المشركين.

هـ - ان حقيقة النصر منحصرة بالله سبحانه وتعالى، وليس بكثرة العدد والقوة. والكثرة والقوة المادية اسباب ظاهرية، بينما تكمن الاسباب الحقيقية بيد الله تعالى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات
معهد القرآن الكريم النسوي: حققنا أكثر من (3000) ختمة قرآنية خلال شهر رمضان