المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ميثم بن يحيى التمار  
  
3799   02:40 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص298-302.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

من خواص اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) و من صفوتهم، و كان من حواريه، و قد علّمه (عليه السلام) من العلم حسب استعداده و قابليته و أخبره بالاسرار الخفيّة و الأخبار الغيبية، و كان ميثم يخبر بتلك الاخبار في بعض الاحيان.

ويكفي في فضله قوله لابن عباس الذي كان تلميذ أمير المؤمنين (عليه السلام) و قد تعلّم منه تفسير القرآن، و كان في الفقه و التفسير ذا مقام رفيع.

وقال محمد بن الحنفية في حقّه انّه ربّاني هذه الأمة، و كان ابن عم النبي (صلى الله عليه واله)و أمير المؤمنين (عليه السلام): اسألني ما بدا لك من تفسير القرآن فانّي قد قرأت تنزيله على أمير المؤمنين (عليه السلام) فعلّمني تأويله، و ابن عباس لم يستنكف من هذا الامر بل قام و جاء بقلم و دواة كي يكتب ما يقوله ميثم.

وكان رحمه اللّه من الزهاد، و ممن يبست عليهم جلودهم من العبادة و الزهد.

وروي عن أبي خالد التّمّار قال: كنت مع ميثم التمّار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح و هو في سفينة من سفن الرمان، قال : فخرج فنظر الى الريح، فقال: شدّوا برأس سفينتكم انّ هذه ريح عاصف‏  مات معاوية الساعة.

قال: فلمّا كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبد اللّه ما الخبر؟.

قال: الناس على أحسن الحال، توفي أمير المؤمنين (معاوية) و بايع الناس يزيد، قلت: أي يوم توفي؟ قال: يوم الجمعة .

وروى الشيخ الشهيد محمد بن مكي عن ميثم قال ما مضمونه: أخرجني أمير المؤمنين (عليه السلام) معه في بعض الليالي من الكوفة فذهبنا الى مسجد الجعفي، فاستقبل القبلة و صلّى أربع ركعات فلمّا سلّم و سبّح بسط يديه و قال: «الهي كيف أدعوك و قد عصيتك و كيف لا أدعوك و قد عرفتك و حبّك في قلبي مكين، مددت إليك يدا بالذنوب مملوّة و عينا بالرجاء ممدودة، الهي أنت مالك العطايا و انا أسير الخطايا ... الخ».

ثم سجد (عليه السلام) ووضع جبهته على التراب و قال مائة مرّة «العفو، العفو ...» ثم قام و خرج من المسجد فلحقته حتى وصلنا الى الصحراء فخطّ لي خطّا و أمرني أن لا أخرج منه و كان ليلا مظلما جدّا، فقلت في نفسي : تركت مولاك في هذه الصحراء القفرة مع كثرة اعدائه فما عذرك لدى اللّه و رسوله، فو اللّه لأذهب في أثره و أحرسه و ان كنت مخالفا لأمره.

فخرجت أطلب مولاي فوجدته مدخلا رأسه و نصف بدنه الشريف في جوف بئر و يتكلّم معه و يحدّثه، فلما أحس بي قال: من أنت؟ قلت: ميثم، قال: أ لم آمرك أن لا تتجاوز الخط؟

قلت: يا مولاي خشيت عليك من الاعداء فلم أملك نفسي فخرجت في أثرك.

 

قال: هل سمعت ما كنت أقوله؟ قلت: لا يا مولاي، فقال: يا ميثم و في الصدر لبانات اذا ضاق لها صدري نكتّ الارض بالكف و أبديت لها سرّي فمهما تنبت الارض فذاك النبت من بذري.
يقول العلامة المجلسي في جلاء العيون انّ الشيخ الكشي و الشيخ المفيد و غيرهما رووا: انّ ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين (عليه السلام) منها فأعتقه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: سالم، فقال: أخبرني رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم، قال: صدق اللّه و رسوله و صدقت يا أمير المؤمنين و اللّه انّه لأسمي، قال: فارجع الى اسمك الذي سماك به رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ودع سالما.

 

فرجع الى ميثم و اكتنى بأبي سالم، فقال له عليّ (عليه السلام) ذات يوم: انّك تؤخذ بعدي فتصلب‏ و تطعن بحربة، فاذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك و فمك دما، فيخضب لحيتك، فانتظر ذاك الخضاب، و تصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة، و امض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها فأراه ايّاها .

وفي رواية أخرى انّ أمير المؤمنين قال له: كيف أنت يا ميثم اذا دعاك دعي بني اميّة الى البراءة منّي؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا و اللّه لا أبرأ منك، قال: اذن و اللّه يقتلك و يصلبك، قلت: أصبر فذاك في اللّه قليل، فقال: يا ميثم اذا تكون معي في درجتي‏ .

فكان ميثم يأتيها (أي النخلة) فيصلّي عندها و يقول: بوركت من نخلة لك خلقت و لي غذّيت، ... وكان يلقي عمرو بن حريث فيقول له: انّي مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أ تريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ و هو لا يعلم ما يريد.

وحجّ في السنة التي خرج الحسين (عليه السلام) من المدينة الى مكة ثم الى كربلاء، فدخل على أمّ سلمة (رضي اللّه عنها) فقالت: من أنت؟ قال: انا ميثم، قالت: و اللّه لربما سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يذكرك و يوصي بك عليا في جوف الليل.

فسألها عن الحسين (عليه السلام) فقالت: هو في حائط له، قال: أخبريه انّي قد أحببت السلام عليه، و نحن ملتقون عند ربّ العالمين ان شاء اللّه، فدعت بطيب و طيبت لحيته، فقال لها: أما و اللّه لئن دهنتيها لتخضبنّ فيكم بالدماء، فقالت أم سلمة : كثيرا ما رأيت الحسين (عليه السلام) يذكرك، فقال ميثم: انا كذلك أذكره كثيرا و انّي مستعجل و قد قدّر لي و له أمرا لا بد من الوصول إليه، فلمّا خرج رأى ابن عباس جالسا فقال له: يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن فانّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين (عليه السلام) و علّمني تأويله.

فطلب ابن عباس دواة و قرطاس فأقبل يكتب، فقال له ميثم: يا ابن عباس كيف بك اذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة و أقربهم بالمطهرة؟ فقال له: و تكهن أيضا؟

وخرق الكتاب، فقال له ميثم: مه احفظ بما سمعت منّي فان يك ما أقول لك حقا أمسكته و ان يك باطلا خرقته.

فلمّا فرغ من الحج توجّه الى الكوفة و كان يقول لعريف الكوفة قبل خروجه الى مكة: يا فلان كأنّي بك و قد دعاك دعيّ بني أميّة ابن دعيّها فيطلبني منك ايّاما، فاذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتى يقتلني على باب عمرو بن حريث، فلمّا قدم عبيد اللّه بن زياد الكوفة أرسل الى العريف و سأله عن احوال ميثم، قال له: قد ذهب الى الحج، فقال له: و اللّه لئن لم تأتني به قتلتك، فأجلّه أجلا و خرج العريف الى القادسية ينتظر قدومه‏ .

فلمّا قدم أخذه الى ابن زياد فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند عليّ (عليه السلام) قال: و يحكم هذا الأعجمي؟ قيل له: نعم، قال له عبيد اللّه: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد لكلّ ظالم و أنت أحد الظلمة، فقال له ابن زياد: أ تجرأ أن تتكلم هكذا؟ تبرّأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرّأ من عليّ بن أبي طالب، فقال له: فان أنا لم أفعل؟ قال: اذا و اللّه لأقتلك، قال: لقد أخبرني مولاي انّك ستقتلني مع تسعة أخر على باب عمرو بن حريث.

قال ابن زياد، لنخالفنّه كي يظهر كذبه، قال ميثم: كيف تخالفه فو اللّه ما أخبر الّا عن النبي (صلى الله عليه واله)عن جبرئيل عن اللّه تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟ و لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه و أين هو من الكوفة و انا اوّل خلق اللّه ألجم في الاسلام.

فحبسه و حبس المختار معه، فقال له ميثم: انّك تفلت و تخرج ثائرا بدم الحسين (عليه السلام) فتقتل هذا الذي يقتلنا، فلمّا دعا عبيد اللّه بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلّاه و أمر بميثم أن يصلب، فلمّا رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان و اللّه يقول انّي مجاورك، فأمر جاريته بكنس تحت خشبته و رشّه و تجميره.

فجعل ميثم يحدّث بفضائل أهل البيت (عليه السلام) و مثالب بني أميّة و ما سيصيبهم من القتل‏

والانقراض، فقيل لابن زياد، قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فألجموه كي لا يتكلّم فجاءه في اليوم الثالث لعين بيده حربتين و هو يقول: أما و اللّه لقد كنت ما علمتك الّا قوّاما صوّاما، ثم طعنه في خاصرته فأجافه ثم انبعث منخراه دما في آخر النهار، فخضب لحيته بالدماء و ذهب طائر روحه الى رياض الجنان و قد استشهد قبل قدوم الامام الحسين (عليه السلام) الى العراق.

وروي أيضا انّه لمّا توفي ميثم جاء سبعة من التمارين في ليلة إليه والحرّاس يحرسونه لكن اللّه تعالى حجب أعينهم فأخذوه ودفنوه جنب نهر وأرسلوا الماء عليه، ففحص الجند عنه فلم يجدوه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات