المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



حديث المؤاخاة  
  
3886   10:32 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص605-608.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أحاديث في ذكر خاصف النعل من الصحاح الستة لرزين البدري من الجزء الثالث في ذكر غزوة الحديبية من سنن أبي داود و صحيح الترمذي بالإسناد الأول قال : لما كان يوم الحديبية خرج إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا قد خرج إليكم من أبنائنا و أرقائنا و إنما خرجوا فرارا من خدمتنا فأرددهم إلينا فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف الذين قد امتحن الله قلوبهم للتقوى قال بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) من أولئك يا رسول الله قال منهم خاصف النعل و كان قد أعطى عليا (عليه السلام) نعله يخصفها.

ومن مسند أحمد بن حنبل عن علي (عليه السلام) أن سهيل بن عمرو أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا محمد إن قومنا لحقوا بك فأرددهم علينا فغضب حتى رئي الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر قال لا قيل فعمر قال لا و لكن خاصف النعل في الحجرة ثم قال علي أما إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لا تكذبوا علي فمن كذب علي متعمدا أولجته النار.

وبالإسناد قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لينتهن أو لأبعثن إليهم رجلا يمضي فيهم أمري فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية قال فقال أبو ذر فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي قال من تراه يعني قلت ما يعنيك و لكن يعني خاصف النعل يعني عليا (عليه السلام) قال علي بن عيسى عفا الله عنه قد سبق ذكري لهذه الأحاديث بألفاظ تقارب هذه وإنما أوردتها هاهنا لأذكر عقيبها ما أورده ابن البطريق عقيب إيرادها.

قال اعلم أن رسول الله (صلى الله عليه واله) إنما قال ذلك تنويها بذكر أمير المؤمنين و نصا عليه بأمور منها أنه ولي الأمة بعده لأنه قال يضرب رقابكم على الدين بعد قوله امتحن الله قلبه للإيمان و جعل ذلك ببعث الله سبحانه و تعالى له لا من قبل نفسه و هذا نص منه (عليه السلام) و من الله سبحانه و تعالى على أمير المؤمنين (عليه السلام) لاستحقاق استيفاء حق الله تعالى له ممن كفر و لا يستحق ذلك بعد النبي إلا الإمام و دليل صحته قوله (صلى الله عليه واله) في خبر من هذه الأخبار رجلا مني أو قال مثل نفسي فدل على أن المراد بذلك التنويه باستحقاق الولاء لكونه مثل نفسه إذ قال مثل نفسي و يزيده بيانا و إيضاحا قول عمر بن الخطاب في حديث آخر و قسمه بالله تعالى أنه ما اشتهى الإمارة إلا يومئذ و المتمني و المشتهي لا يطلب ما هو دون قدره بدليل قوله تعالى {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ } [النساء: 32] فالمتمني يكون بما فضل به البعض على البعض لا لما استووا فيه و يزيده بيانا ما تقدم في الخبر من قول أبي بكر أنا هو يا رسول الله (صلى الله عليك و آلك) قال لا و لو لم يعلما أن ذلك كان علامة من النبي (صلى الله عليه واله) تدل على مستحق الأمر بعده ما تطاولا إلى طلبته ذلك.

فإن قيل إنما تطاولا لذلك لأنه أمر محبوب إلى كل أحد أن يكون قد امتحن الله قلبه للإيمان لا لموضع استحقاق الأمر بعده.

الذي يدل على أنه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله (صلى الله عليه واله) إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فجعل القاتلين سواء لأنه ذكرهما بكاف التشبيه لأن إنكار التأويل كإنكار التنزيل لأن منكر التنزيل جاحد لقبوله و منكر التأويل جاحد لقبول العمل به فهما سواء في الجحود و ليس مرجع قتال الفريقين إلا إلى النبي أو إلى من يقوم مقامه فدل على أن الكتابة إنما كانت لاستحقاق الإمامة كما تقدم.

فأما ما ورد في الخبر بلفظ الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى و هو واحد فلا يخلو إما أن يكون الراوي غيره إما غلطا و إما تعمدا للغلط ليضيع الفائدة أو يكون ورد هكذا فإن كان الأولان فالواقع من كون المعين واحدا يدل على بطلانه و إن كان الثالث فهو كقوله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] فذكره سبحانه في هذه الآية في موضعين بلفظ الذين و هو واحد و كذلك قوله تعالى وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ على الجمع و هو واحد.

وأما قوله (عليه السلام) منهم خاصف النعل فلم يرد أن ثم من هو بهذه الصفة و لكنه أراد أن هذه الصفة موجودة فيه لا في غيره و ذلك مثل قوله تعالى {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ } [التوبة: 61] لم يرد بذلك إلا جميع من قال بهذه المقالة و لم يستثن بعضا من كل. و قوله تعالى وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ و أراد بذلك جميع من كان بهذه الصفة و إبانة من هو مستحق لإطلاقها عليه.

 وقوله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58] لم يرد أنه ترك البعض ممن هو بهذه الصفة و ترك البعض و إنما أراد بيان من هو مستحق لهذه الصفة دون غيره .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.