المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16309 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
تحتمس الرابع يقيم مسلةَ جدِّه في مكانها.
2024-04-19
منشآت تحتمس الثالث الدينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


من مناهج تفسير القرآن بالقرآن : منهج الميزان في تفسير القرآن  
  
9215   02:01 صباحاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 345-370.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج تفسير القرآن بالقرآن /

حياة المؤلف :
اسمه ونسبه
: هو محمد حسين بن محمد بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي عليه السلام وابن فاطمة (1) بنت الإمام الحسين بن علي عليه السلام .

ألقابه : الحسني ، الحسيني ، الطباطبائي .

مولده : آخر سنة 1321 هجرية قمرية (29 ذي الحجة من السنة) .

أسرته : كان أكثر رجال نسبه من الأشراف ومن رجال العلم ، وأول من ارتحل منهم الى إيران (تبريز) : السيد عبد الغفار ، ثم أبنه سراج الدين عبد الوهاب ، في أواخر القرن العاشر من الهجرة ، تقلد فيه سمة شيخ الإسلام .

ومن مشاهير رجالهم جده الأقرب :   السيد محمد حسين ، الشهير بشيخ آقا ، من أجلاء تلامذة صاحب كتاب ( الجواهر) ، و الشيخ موسى كاشف الغطاء ، والشيخ جعفر الإسترآبادي ، وهو صاحب التأليف الكثيرة في الفقه والأصول والرجال وغيرها .

البيئة التي عاش فيها : تولد في تبريز سنة 1321 آخر السنة ، وعاش هناك الى سنة 1344 قمرية ، ثم ارتحل الى النجف الاشرف للاستمرار ، ومكث هناك الى سنة 1354 ، ثم رجع الى تبريز وعاش فيه الى سنة 1365 هـ ثم ارتحل الى بلدة قم .

مؤلفاته : من مؤلفاته بالعربية : تفسير الميزان في عشرين مجلداً ، وبداية الحكمة في الفلسفة ، ونهاية الحكمة في الفلسفة ، ومقالات في البرهان ، والمغالطة ، والتحليل ، والتركيب ، والاعتباريات ، والنبوات ، والمنامات ، والذات ، والأسماء ، والصفات ، والأفعال ، والوسائط ،والإنسان قبل الدنيا ، والإنسان في الدنيا ، والإنسان بعد الدنيا وهو المعاد ،والولاية ، كلها مخطوطة غير مطبوعة إلا التفسير والبداية والنهاية .

ومن مؤلفاته بالفارسية : كتاب أصول المستشرق ، و(الوحي أو الشعور المرموز) ، ورسالة في علم الإمام ، ورسالة نظم الحكم ، وحاشية كفاية الاصول ،ورسالة في الإعجاز ،وحاشية الأسفار ، كلها مطبوعة .

شيوخه : شيخه في الفقه والأصول : الميرزا  محمد حسين النائيني رضي الله عنه ، والشيخ محمد حسين الكمباني الاصفهاني رضي الله عنه ، وشيخه في الفلسفة السيد المحقق البارع السيد حسين بادكوبي رحمه الله ، وشيخه في علم الحساب السيد البارع أبو القاسم الخونساري رحمه الله (2).

واستاذه ومربيه في العرفان والرياضات الفكرية والعلمية ، هو آية الحق واليقين ، السيد علي القاضي الطباطبائي ، الذي ربى كثيراً من العلماء العارفين بالله ، فصار كل واحد منهم علماً للإسلام والمسلمين ، وأسوة للطلاب والمهتدين .

العلامة وتفسير الميزان عند الآخرين

أ ـ عند تلامذته من الإمامية

يقول الأستاذ الشهيد المطهري : " في الواقع هذا الرجل – العلامة الطباطبائي – من العظماء الذين خدموا الإسلام ، وإن للعلامة عدة نظريات فلسفية ، هذه النظريات ربما عرف قيمتها أهل العلم بعد خمسين أو ستين سنة ، وإن تعظيم العلامة ، تجليل للعلم والمجتمع ، ليس فقط في العالم الإسلامي ، بل في أوروبا وأمريكا ، وهناك مستشرقون لهم معرفة بالمعارف الإسلامية ، عدوا الطباطبائي من المفكرين الكبار، وإن العلامة رأى صوراً غيبية لا يراها الأشخاص الآخرون العاديون " (3).

والأستاذ جوادي الآملي تكلم على العلامة وتفسيره ، بما نذكره باختصار : تفسير (الميزان) متقدم على الآخرين في منهج تفسير القرآن بالقرآن ، وإن كان تفسير  الميزان من الناحية التاريخية يعد من ابناء هذا المنهج ، وعليه علامة البنوة ، وهو ابن للمفسرين في هذا المجال ، لكن فيه معنى شاهد بأبوته (4).

الميزان وما أدراك ما الميزان {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ } [الحديد : 21] (5).

ويقول الأستاذ حسن زاده الآملي : الأستاذ العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه ، كان له حظ وافر ، بل من نعمة المراقبة والأدب مع الله حقيقة ، هو الوجود الذي كان جميع شؤون حياته وكل آثاره المكتوبة ، من أقصرها حتى التفسير القويم والعظيم (الميزان) ، وكذلك جميع أحواله وأطواره ، ومحافل تدريسه وبحثه ، ومجالس تأديبه وتعليمه ، مملوءاً بالخير والبركة والعقل والفكر والحماسة والعشق ، نعم العلماء الربانيون هكذا ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، إن الله تعالى يرفع درجاته ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المعلمين وأتبرك في شأن هكذا عالم رباني وارتحاله ، بكلام الله تعالى : {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء : 69] (6).

ويقول تلميذه الآخر الاستاذ محمد تقي مصباح : في عالم التشيع لا نظير للعلامة من حيث جمعه بين العلم والتقوى ، وقد كان مظهراً للقوة والوقار والطمأنينة والتوكل وعزة النفس والإخلاص والتواضع والعطف وغيره من المكارم الأخلاقية ، وقد كان يسيطر على مجلسه هيبة وجلال تجعل الحضور يصمت ويتأمل ويصغي له (7).

ويقول الاستاذ معرفة : هو تفسير جامع حافل بمباحث نظرية تحليلية ذات صبغة فلسفيه في الأغلب ، جمع فيه المؤلف الى جانب الأنماط التفسيرية السائدة أموراً مما أثارته النهضة الحديثة في التفسير ، فقد تصدى لما يثيره أعداء الاسلام من شبهات ، وما يضللون به من تشويه للمفاهيم الإسلامية ، بروح اجتماعية واعية على أساس من القرآن ، وفهم عميق لنصوصه الحكيمة ، ولهذا التفسير القيم مزايا جمة نشير الى أهمها :

1- جمع بين نمطي التفسير : الموضوعي والترتيبي .

2- عناية التامة بجانب الوحدة الموضوعية السائدة في القرآن .

3- نظرية الوحدة الكلية الحاكمة على القرآن كله .

4- الاستعانة بمنهج القرآن بالقرآن (8).

ب ـ تفسير الميزان عند أهل السنة

هناك باحثون ممتازون يميلون الى فهم ما يجري لدى الشيعة ، ومنهم الدكتور فهد الرومي ، وقد توجه الى هذا التفسير ، وإن كانت بعض ملاحظاته ليست في محلها ، ولكن المهم هو العناية ولو مع ذكر النقد والنقاش ، فهو يقول : لا شك أن هذا الكتاب يعتبر من أهم مؤلفات الإمامية الاثني عشرية في التفسير في القرن الرابع عشر، بل أهمها على الإطلاق ؛ نظراً للشمولية التي سلكها مؤلفه فيه ، فلم يقتصر فيه على لون من ألوان التفسير للقرآن فحسب ، بل هو كما وصفه مؤلفه على غلاف كل جزء " كتاب علمي ، فني ، فلسفي ، ادبي ، تاريخي ، روائي ، اجتماعي  ، حديث ، يفسر القرآن بالقرآن " (9).
وقال الرومي ايضا : قراءة قصيرة في هذا التفسير ، تدرك منها أول ما تدرك ، أن هذا الكتاب لم يؤلف للعامة ، وإنما للعلماء ؛ نظراً لما فيه من ابحاث دقيقة عميقة ، ويقال فيه ما قيل في تفسير الكشاف : إنه من أحسن التفاسير ، لولا ما فيه من الاعتزال ، أما هذا التفسير فهو من احسن التفاسير في العصر الحديث ، لولا ما فيه من التشيع المتطرف ! (10).

ويقول عادل نويهض في معجم المفسرين : (الطباطبائي) مفسر ، فيلسوف ، زاهد ، من أكابر علماء الشيعة الإمامية ، ولد في تبريز ، وفيها أكمل تعليمه الابتدائي ، وفي الثانية والعشرين من عمره انتقل الى النجف في العراق ، حيث واصل دراسته ، وكان أكثر اهتمامه منصباً على الحكمة والأصول والتفسير والفقه ، ولم يغادر النجف حتى نار درجة الاجتهاد ، عاد بعدها الى ايران وتصدر للتدريس في مدينة (قم) ، فاجتمع حوله المئات من طلبة العلوم الدينية من كل أنحاء ايران ليتعلموا على يديه العلم والتربية والفكر ، من آثاره (الميزان في تفسير القرآن) في عشرين مجلداً ، قيل : استغرق منه عشرين سنة متتالية متتابعة (11).

التعريف العام بالتفسير

تفسير (الميزان في تفسير القرآن) من أهم تفاسير الشيعة واجمعها بعد تفسير (مجمع البيان) ، يعتبر أحد التفاسير الإسلامية في العصر الحاضر ، يشتمل على الإشارة الى جميع العلوم الإسلامية ، فمن يريد أن يفهم موقف القرآن تجاه العلوم الحديثة والقديمة يمكنه ان يستفيد من تفسيره ، فيقف على موقفه تجاه جميع المسائل الدينية .

فالطباطبائي من دون ان يخرج عن القواعد الاساسية الاسلامية ، يجيب عن الاسئلة الكثيرة في إطار تفسير القرآن بالقرآن ،مع سعة نظرة وانتفاعه بكل كلام جميل ، من الشيعة والسنة ، فنراه يستفيد كثيراً من الروايات المروية عن أهل السنة ، وكذلك مراجعته لكتبهم مثل : جامع البيان ، الكشاف ، مفاتيح الغيب ، انوار التنزيل ، روح المعاني ، وتفسير المنار وغيرها ، الأمر الذي جعل تفسيره من التفاسير المفيدة في مجال القريب والوحدة .

 

ولون هذا التفسير هو : اللون الأدبي الاجتماعي الذي يعالج المشاكل العصرية من العلمية والعملية .... وإن كان رائد هذه المدرسة وزعيمها هو الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده ، فهو نبذ طريقة التقليد السلفي ، وأعطى العقل حريته في النقد والتمحيص ، وسار على منهجه الأجلاء من علماء المدرستين ، ولكن الذي فاق الجميع هو العلامة الفيلسوف السيد محمد حسين الطباطبائي ، الذي حاز قصب السبق في هذا المضمار (12).

هذا التفسير ، يشتمل على عشرين مجلداً ، وطبع مراراً في إيران وبيروت . وترجم الى اللغة الفارسية ايضاً (13).

أسلوب تفسير الميزان

لتفسير الميزان أسلوب خاص ، ونستطيع أن نميزه عن أساليب التفاسير الأخرى بالأمور التالية :  

1- ينبه العلامة الطباطبائي في بداية تفسيره للسورة على مكي الآيات ومدنيها ، وقد يتعرض لمناقشة ما ورد من أقوال في هذا الشأن ، وكثيراً ما يرد بعض الأقوال في هذا المجال ، لمعارضتها سياق الآيات الموجودة في السورة والآيات .

2- في بداية كل سورة دأب المفسر يتركز على أن يضع بين يدي القارئ مفادها الأساسي الذي عالجته السورة ، والأغراض التي تعرضت لها آياتها .

3- يوزع آيات السورة على مقاطع قرآنية ، ويذكر عدداً معيناً من الآيات المرتبطة بها ، إما لأنها يجمعها سياق واحد ، أو لأنها تعالج غرضاً من أغراض السورة ، وقد يكون المقطع آية واحدة ، كما قد يكون عشر آيات أو أكثر من صفحة واحدة من صفحات القرآن .

4- يشرح في الآية معاني المفردات ويبينها لغوياً ، بالقدر يعين على بيان المعنى وكشف المقصود ، معتمداً في ذلك على كتب اللغة والتفسير (14).

5- الجمع بين الأسلوب الموضوعي والترتيبي ، فالناظر في تفسير الميزان ، حينما يدقق فيه ، يفهم أن العلامة قبل أن يبدأ بالتفسير ، رأى جميع الآيات القرآنية ، وعين الموضوعات المتناسبة مع الآيات ، وجعل الآية أو الآيات التي تتناسب مع موضوع أكثر من تناسب الآيات الأخرى محوراً لذلك الموضوع ، فجمع الآيات المتناسبة الأخرى ، وبدأ بتفسيرها جميعاً ، كما نرى في التفاسير الموضوعية ، فبهذا الأسلوب ، صار تفسير الميزان جامعاً بين التفسير الموضوعي والتفسير الترتيبي ، فمثلاً ترك البحث عن الحروف المقطعة الى ابتداء سورة الشورى ؛ نظراً لكثرة تلك الحروف في مفتتح تلك السورة .

6- تفكيك البحث الروائي ، إذ إن تفسير القرآن بالقرآن ، هو المنهج الأساسي للطباطبائي ، لذا نرى المؤلف حين تفسير الآيات يعتمد على القرآن خاصة ، وقليلاً ما نجده يخرج عن هذا الأسلوب ، ولكنه في البحث الروائي يراعي الأمور التالية :

أ – إتيان روايات المدرستين والانتفاع بكليهما أو النقد لهما .

ب – إذا خالف حديث كتاب الله ، يتركه ويكذبه ، عملاً بروايات تدل على طرح كل ما خالف كتاب الله ، يترك كثيراً من الروايات التفسيرية ؛ لمخالفتها للعقل أو السنة أو عدم تطابقها مع الآيات تاريخياً .

ج – إذا وجدت روايات تفسيرية صحيحة غير مخالفة لكتاب الله ، نرى العلامة يستفيد من تلك الروايات ضمن بيان الآيات ، وإن لم يشر الى تلك الروايات حين التفسير .

د – تحليل الروايات ، فهو محدث كبير وعميق ، فتارة يرد حديثاً وتارة يصححه ، ويجيب عن الإشكال ، كما قد يجمع بين الأحاديث المتعارضة ظاهراً ، وقد يشرح تلك الروايات شرحاً مبنياً لغوامضها .

هـ - خلافاً للذين قالوا : إن القرآن محتاج الى الروايات ، يقول العلامة : القضية تكون على عكس ذلك ، فإن القرآن نور وبيان ، ولا يحتاج الى غيره في الإفادة والاستفادة ، وإنما الروايات محتاجة الى القرآن في حجيتها ومحتواها .

و – كثير من الروايات في أسباب النزول ساقطة عن الاعتبار في رأي العلامة ، فأكثرها لا توافق القرآن ، وليست قطعية الصدور ، فإذا وجدت رواية تشتمل على أحد الشرطين يعتمد عليها والا فلا .

 

ز – هناك روايات كثيرة تطبق الآيات على الأئمة ، ولكن أكثرها ليست من باب التفسير المصطلح ، بل إما من باب الجري والتطبيق ، او من باب البطن الذي يمكن الاطلاع عليه بالتدبر والدقة ، أو من باب تأويل الآية ، نعم هناك روايات تدل على انحصار المصداق في الإمام عليه السلام مثل آية إكمال الدين ، وآية التطهير . وما شابههما .

ح – الخبر الواحد ليس حجة في غير الفقه ، أعني : الأحكام العملية ، في رأي العلامة ، فلا اعتبار للخبر الواحد في باب الاعتقاد وما يحتاج الى الاطمئنان واليقين (15).

وعلى كل حال ، فالطباطبائي لا يرى لكثير من الروايات اعتباراً ، وهو حين التفسير لا يتعرض للروايات ، ولكن مع هذا الرأي ، يلاحظ : أنه حين التفسير يعتمد على كثير من الروايات التي توافق القرآن ، وتتناسب مع السياق ، وإن لم يذكرها حينما يفسر الآيات (16).

المصادر التفسيرية في تفسير الميزان
يعد تفسير الميزان من التفاسير التي سلكت منهج تفسير القرآن بالقرآن ،وهذا لا يعني : أن المؤلف لم يستفد من المصادر الأخرى في تفسير آيات الله العليا ، وفي ما يلي نأتي بالمصادر التي استفيد منها في الميزان :

1- القرآن الكريم

القرآن الكريم هو أول مصدر من المصادر واهمها وأفضلها عند الطباطبائي لتفسير القرآن المجيد ، وإنه يرى : ان الرجوع الى المصادر الأخرى ينشأ من نفس القرآن ، فالقرآن هو الذي أمرنا بالتمسك بالسنة الشريفة ، أو العقل السليم ، أو العلم القطعي ، او القواعد الفلسفية المتيقنة .

واستفاد العلامة الطباطبائي ، من القرآن لجواز تفسير القرآن بكل الطرق التي يقبلها العقل ويتحملها اللفظ ، ولكن قاعدة السياق والانتفاع به لتفسير القرآن لها موقع مهم ومجال واسع في (الميزان) ، لأجل هذا فقط ، نشرح هنا الأهداف التي استفادها من السياق في تفسير الميزان .

إن من الضوابط المهمة في حسن فهم القرآن وصحة تفسيره : مراعاة سياق الآية في موقعها من السورة ، وسياق الجملة في موقعها من الآية ، فيجب أن تربط الآية بالسياق الذي وردت فيه ، ولا تقطع عما قبلها وما بعدها ، ثم تجر جراً لقيد معنى او تؤيد حكماً ، يقصد قاصد (17).

قال الزركشي : فإنها (دلالة السياق) ترشد الى تبيين المجمل ، والقطع بعدم احتمال غير المراد ، وتخصيص العام ، وتقييد المطلق ، وتنوع الدلالة ، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم ، فمن أهمله غلط في نظره و غالط في مناظراته ، وانظر الى قوله تعالى : {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان : 49] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير (18).

والاعتماد على السياق في فهم الظواهر من الآيات ، هو المعيار الأساسي عند الطباطبائي في تفسير القرآن ، وفي ما يلي نأتي بنماذج تفسيرية لمعرفة مدى انتفاع العلامة بالسياق :

أ – الرجوع الى السياق المعرفة معنى الآيات

بعد قوله تعالى : { قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس : 16] ، يقول الطباطبائي : وهذه الآية تضمن رد الشق الأول من سؤالهم ، وهو قولهم : (ائت بقرآن غير هذا ) ، ومعناه على ما يساعد عليه السياق : أن الأمر فيه الى مشية الله ، لا مشيتي ، فإنما أنا رسول ، ولو شاء الله أن ينزل قرآناً غير هذا ولم ينشئ هذا القرآن ، ما تلوته عليكم ولا أدراكم به ، فإني مكثت فيكم عمراً من قبل نزول القرآن ، وعشت بينكم وعاشرتكم وعاشرتموني وخالطتكم وخالطتموني فوجدتموني لا خبر عندي من وحي القرآن (19).

ب – الرجوع الى السياق لفهم معنى الألفاظ

ذيل الآية الشريفة : {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ ....} [يونس : 37] ، يقول الطباطبائي : وقوله : (تفصيل الكتاب) عطف على (تصديق) ، والمراد بالكتاب بدلالة السياق : جنس الكتاب السماوي ، النازل من عند الله سبحانه على أنبيائه (20).

ج – الرجوع الى السياق لترجيح رأي على رأي آخر

بعد ذكر الآية : {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ...} [الفرقان : 45] ، يقول العلامة : تنظير كما تقدمت الإشارة اليه لشمول الجهل والضلال للناس ، ورفعه تعالى ذلك بالرسالة والدعوة الحقة كما يشاء ، ولازم ذلك : أن يكون المراد بمد الظل : ما يعرض الظل الحادث بعد الزوال من التمدد شيئاً فشيئاً من المغرب الى المشرق حسب اقتراب الشمس من الأفق ، ( الى أن قال : ) وما تقدم من تفسير مد الظل بتمديد الفيء بعد زوال الشمس ، وإن كان معنى لم يذكره المفسرون ، لكن السياق – على ما أشرنا إليه – لا يلائم غيره مما ذكره المفسرون ، كقول بعضهم : إن المراد بالظل الممدود ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس (21).

د ـ الرجوع الى السياق لقبول الروايات التفسيرية أو ردها

بعد ذكر الآية {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ } [الأعراف : 43] ، يقول العلامة : في الدر المنثور : أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن ابي طالب ، قال : فينا والله أهل بدر نزلت هذه الآية : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } ، أقول : وقوع الجملة في سياق هذه الآيات وهي مكية ، يأبى نزولها يوم بدر أو في أهل بدر ، وقد وقعت الجملة ايضاً في قوله تعالى : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر : 47] ، وهي ايضا في سياق آيات أهل الجنة وهي مكية (22).

هـ - الرجوع الى السياق لتعيين المكية والمدنية من الآيات

يقول العلامة : وللعلم بمكية السور ومدنيتها ، ثم ترتيب نزولها ، أثر مهم في الأبحاث المتعلقة بالدعوة النبوية وسيرها الروحي والسياسي والمدني في زمنه صلى الله عليه واله وسلم وتحليل سيرته الشريفة ، والروايات – كما ترى – لا تصلح أن تنهض حجة معتمداً عليها في إثبات شيء من ذلك ، على أن فيما بينها من التعارض ما يسقطها عن الاعتبار .

فالطريق المتعين لهذا الغرض ، هو : التدبر في سياق الآيات والاستمداد مما يتحصل من القرآن والأمارات الداخلية والخارجية ، وعلى ذلك نجري في هذا الكتاب والله المستعان (23).

2- السنة

يقول العلامة بعد قوله تعالى : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} [النساء : 23] : وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه الفريقان : أنه قال : إن الله حرم من الرضاعة ما حرم من النسب ، ولازمه أن تنتشر الحرمة بالرضاع فيما يجاري محرمات النسب من الأصناف ، وهي : الأم والبنت والأخت والعمة والخالة وبنت الأخ وبنت الأخت سبعة أصناف (24).

3- العقل

بعد آية : {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ...} [المائدة : 3] وبعد إيراد الإشكالات المتعددة على الاحتمالات الكثيرة في مفهوم الآية ومصداق ذلك اليوم ، يقول الطباطبائي : ومن جميع ما تقدم يظهر أن تمام يأس الكفار إنما كان يتحقق عند الإعتبار الصحيح بأن بنصب الله لهذا الدين من يقوم مقام النبي صلى الله عليه واله وسلم في حفظه وتدبير أمره وإرشاد الأمة القائمة به ، فيتعقب ذلك يأس الذين كفروا من دين المسلمين لما شاهدوا خروج الدين عن مرحلة القيام بالحامل الشخصي ، الى مرحلة القيام بالحمل النوعي (25) . فقوله : عند الاعتبار الصحيح ، إشارة الى العقل السليم .

4- العلم الحديث

إن العلوم التجربية ، التي تتوفر فيها شرائط القبول ، يمكن ان يستفاد منها في التفسير ، فنكون مصدراً من مصادره ، والعلامة الطباطبائي ليس من المنكرين ولا من المفرطين في الانتفاع بآراء العلماء في هذه العلوم لتفسير القرآن المجيد .

يقول العلامة الطباطبائي : يدعو القرآن المجيد في آيات كثيرة – لم ننقلها بسبب كثرتها – الى التفكير في الآيات السماوية والنجوم المضيئة ، والاختلافات العجيبة التي تظهر في أوضاعها ، والنظام المتقن الحاكم عليها ، ويرغب في التفكير في خلق الأرض والبحار والجبال ، والصحاري ، وما في باطن الأرض ، واختلاف الليل والنهار ، وتبدل الفصول ، ويدعو الى التفكر في خلق النبات العجيب والنظام المسيطر على حياته ، وفي خلق الحيوانات المختلفة ، والآثار والأحوال التي تظهر منها في محيط الارض ، والى التفكر في خلق الإنسان ... (26).

ويقول ايضا : وقوله : {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} [الحجر : 22] إشارة الى المطر النازل من السحاب ، وقد تسلم الأبحاث العلمية الحديثة : أن الماء الموجود في الكرة الأرضية من الأمطار النازلة عليها من السماء على خلاف ما كان يعتقده القدماء : انه كرة ناقصة محيطة بكرة الأرض إحاطة ناقصة ، وهو عنصر من العناصر الأربعة ، وهذه الآية التي يثبت شطرها الأول : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر : 22] مسألة الزوجية واللقاح في النبات ، وشطرها الثاني : {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} أن المياه الموجودة المدخرة في الأرض تنتهي الى الأمطار ،وقوله تعالى السابق : {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} [الحجر : 19] الظاهر في أن للوزن دخلاً خاصاً في الإنبات والإنماء ، من نقود العلم التي سبق إليها القرآن الكريم الأبحاث العلمية ، وهي تتلو المعجزة او هي هي (27) ، وفي ما يلي نأتي بمثال من تفسيره .

يقول العلامة بعد ذكر الآية : {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ} [يس : 38] : وأما جريها وهو وحركتها ، فظاهر النظر الحسي يثبت لها حركة دورية حول الأرض ، لكن الأبحاث العلمية تقضي بالعكس ، وتكشف عن أن لها مع سياراتها حركة انتقالها نحو النسر الواقع (28).

5- القواعد الفلسفية

كان الطباطبائي فيلسوفاً شهيراً ، وله كتب ومقالات كثيرة في الأبحاث الفلسفية العميقة ، ولكن لا نراه خرج عن الاعتدال في جري الفلسفة على القرآن ، بل فرق الأبحاث الفلسفية عن بيان الآيات ، وأنكر ايضاً على من خلط التفسير بالفلسفة ، فهو قد مشى مشياً معتدلاً في هذا المجال ، وفي ما يلي نموذج لأخذ ببعض الآراء الفلسفية الحميدة لتفسير الآيات الكريمة :

بعد ذكر الآية { وإذا مسه الشر كان يئوساً } في بحث فلسفي يقول : ذكروا أن الشرور داخله في القضاء الالهي بالعرض ، وقد أوردوا في بيانه ما يلي : نقل عن أفلاطون أن الشر عدم ، وقد بين ذلك بالأمثلة ، فإن في القتل بالسيف مثلاً شراً ، وليس هو في قدرة الضارب على مباشرة الضرب ، ولا في شجاعته ، ولا في قوة عضلات يده ، فإن ذلك كله كمال له ، ليس من الشر في شيء ، وليس في حدة السيف ودقة ذبابة وكونه قطاعاً ، فإن ذلك من كماله وحسنه ، وليس في انفعال رقبة المقتول بالآلة القطاعة ، فإن من كماله أن يكون كذلك ، فلا يبقى الأمثلة ، فالشر عدمي (29).

فهذا البيان ينشأ من القاعدة الفلسفية المعروفة ، وهي : أن الشر عدمي .

تطبيق لمنهج تفسير القرآن بالقرآن

يمكن أن نطبق منهج تفسير القرآن بالقرآن في رأي العلامة الطباطبائي على ما يلي : إن الله تعالى يقول : {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر : 62] يعني : أن كل شيء مخلوق لله ، مثل : الجماد والنبات والحيوان والإنسان ، وحتى أعماله الاختيارية ، وفي الآية الأخرى يصف نفسه ، فيقول : {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة : 7] فلو انضمت هذه الآية الى الآية الأولى ، نحصل على قاعدة جميلة وهي : أن كل شيء مخلوق حسن وجميل ، فإذا كان هناك شر أو سيئة ، فليس مخلوقاً لله تعالى .

ومن آيات أخرى نعرف أن مصدر كل خير وكمال هو الله تعالى ؛ إذ يقول : {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء : 139] و {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه : 8] فكل ما يوجد في العالم من الحسن والجمال منسوب الى الله تعالى ، فحينما يعرف الإنسان هذه الحقائق الثلاث ينجذب الى الله ، لأجل ذلك يقول تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة : 165] فإذا وصل العبد الى هذه المرحلة من الحب الشديد لله دخل في ولايته ، كما يقول تعالى : {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران : 68] و {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [البقرة : 257] ، فإذا خرج الإنسان من الظلمات الى النور ، يجد روحاً آخر ، ويدخل في حياة جديدة ، كما قال تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام : 122] .

وفي آيات أخرى يشير الى كيفية حصول هذا النور والحياة السعيدة ، فيقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} [الحديد : 28].

وفي آية أخرى وضح لنا الاتباع ، فقال : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف : 157] .

هذه الآية الشريفة تنطبق على ما تهدي اليه الفطرة الإنسانية السعيدة ، وترشدنا الى البرامج الإسلامية والقوانين الشرعية القرآنية ، فإذن الحياة السعيدة هي الحياة الفطرية السليمة ، التي ترشدنا إليها القوانين الإسلامية .

ففي ضوء ما مر من الكلام ، و مقارنة الآيات ، نستطيع أن نذكر مراحل الكمال كما يلي : العلم بأن كل شيء مخلوق لله ← العلم بأن كل شيء مخلوق حسن ← العلم بأن كل حسن وكمال من الله ← الانجذاب الى الله تعالى ← اتباع القوانين الإسلامية ← الدخول في ولاية الله ← الدخول في النور الالهي والحياة الفطرية السعيدة (30) .

ألوان تفسير القرآن بالقرآن في الميزان

استخدام العلامة الطباطبائي منهج تفسير القرآن بالقرآن بكل لون وأسباب ممكن ، فلم يستفيد من لون دون آخر ، فكل ما يمكن تسميته بتفسير القرآن بالقرآن ، نجده في الميزان ، ولكن هنا نشير الى أهمها وأشهرها في ما يلي :

1- التفسير التوضيحي

كثيراً ما نرى إجمالاً ابتدائياً في بعض الآيات القرآنية ، ولكن الآيات الأخرى ترفع ذلك الإجمال وتوضحه توضيحاً كافياً، وهذه بعض أقسام هذا النوع من التفسير والتبيين :

أ ـ توضيح المفردات

يقول العلامة : والرحمن ، فعلان ، صيغة مبالغة تدل على الكثرة ، والرحيم ، فعيل ، صفة مشبهة تدل على الثبات والبقاء ، ولذلك ناسب الرحمن أن يدل على الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمن والكافر ، وهو الرحمة العامة ، وبهذا المعنى يستعمل كثيراً في القرآن ، قال تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] وقال {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} [مريم : 75] (31).

فالآية الأولى ، تشير الى الرحمة العامة ؛ إذ ترشد الإنسان الى سلطنته تعالى على العرش ومصدريته لكل الأمور، والآية الثانية تشير الى رحمته لأهل الضلالة وهي : إمهاله لهم ، وهذه الرحمة تندرج تحت الرحمة العامة ؛ إذ الرحمة الخاصة تختص بالمؤمنين .

ب ـ توضيح الجملة

بعد قوله تعالى : {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا } [البقرة : 104] يقول العلامة الطباطبائي : فيه نهي شديد عن قول (راعنا) ، وهذه كلمة ذكرتها آية أخرى وبينت معناها في الجملة ، وهي قوله تعالى : {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء : 46] ، ومنه يعلم أن اليهود كانت تريد بقولها للنبي صلى الله عليه واله وسلم : راعنا ، نحواً من معنى قوله : أسمع غير مسمع ، ولذلك ورد النهي عن خطاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بذلك ، وحينئذ ينطبق على ما نقل : أن المسلمين كانوا يخابطون النبي صلى الله عليه واله وسلم بذلك إذا ألقى إليهم كلاماً ن يقولون : راعنا يا رسول الله – يردون بذلك : أمهلنا وانظرنا حتى نفهم ما تقول – وكانت اللفظة تفيد في لغة اليهود معنى الشتم ، فاغتنم اليهود ذلك ، فكانوا يخابطون النبي صلى الله عليه واله وسلم بذلك (32).

2- التفسير التأكيدي

بعض الآيات واضحة المعاني والدلالات ، ولكن المفسرين عادة يكتبون لها النظائر والأمثال ؛ لتتضح المعاني أكثر .

يقول العلامة : فقوله : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء : 53] أمر بالأمر وبالمأمور به : قول الكلمة التي هي أحسن ، فهو نظير قوله : {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل : 125] .

3- التفسير التكميلي

من فائدة تفسير القرآن بالقرآن ، تكميل مفاهيم الآيات ، وجمع ما أراده الله من العباد ، فمنها :

يقول العلامة في ذيل الآية {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء : 42] ، ومن هنا يظهر : أن قول بعضهم : إن الحجة في الآية بمعنى الحجة التي في قوله تعالى : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء : 22] في غير محلة ؛ وذلك أن الحجتين مختلفتان في مقدماتهما ، فالحجة التي في الآية التي نحن فيها تدل على نفي الشرك من جهة ابتغاء الآلهة السبيل الى ذي العرش ، وطلبهم الغلبة عليه بانتزاع الملك منه ، والتي في آية الانبياء تدل على أن اختلاف الآلهة في ذواتهم يؤدي الى اختلافهم في التدبير ، وذلك يؤدي الى فساد النظام (33) . فكل آية من هاتين الآيتين تكمل الآية الأخرى، إذ الاخرى ، إذ كل واحدة منهما تدل على التوحيد بأسلوب خاص .

4- التفسير المصداقي

يقول الطباطبائي : وإذا تدبرت قوله تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور : 55] ، ثم طبقت فقرات الآية على فقرات قوله : { اليوم يئس الذين كفروا من دينكم } الخ ، وجدت آية سورة المائدة من مصاديق إنجاز الوعد الذي تشتمل عليه آية سورة النور (34).

فعلى ما أشار اليه الطباطبائي ، يوم اليأس ، وهو يوم غدير خم ، يعد مصداقاً لإنجاز وعد الله بأنه يستخلف الصالحين في الأرض .

5- التفسير التخصيصي

بعد نفي تسمية أهل الكتاب بالمشركين ، يقول العلامة : وأما قوله تعالى : {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [البقرة : 135] ، فليس المراد بالمشركين في الآية اليهود والنصارى ليكون تعريضاً بهم ، بل الظاهر أنهم غيرهم ؛ بقرينة قوله تعالى : {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران : 67] (35) .

فالآية الثانية لما جعلت المشركين قسيماً لليهود والنصارى ، فالمراد بالمشركين غيرهم ، فهذا المفهوم المستفاد من هذه الآية الشريفة يفسر المشركين في الآية الأولى ، ويخصصهم بغير اليهود والنصارى .

6- التفسير التقييدي

بعد قوله تعالى : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ } [النساء : 93] ، يقول العلامة : وقد أغلظ الله سبحانه في وعيد قاتل المؤمن متعمداً بالنار الخالدة ، غير أنك عرفت في الكلام على قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء : 48] ، تصلحان لتقييد هذه الآية ، فهذه الآية توعد بالنار الخالدة ، لكنها ليست بصريحة في الحتم ، فيمكن العفو بتوبة أو شفاعة (36).

فالآية الأولى ، تدل بظاهرها على دخول كل قاتل لمؤمن جهنم ، ولكن وعده بالمغفرة لجميع الذنوب ، يدل على العفو في ظل التوبة .

7- التفسير النسخي

بعد آية {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة : 240] ، يقول العلامة : وتعريف الحول باللام لا يخلو من دلالة على كون الآية نازلة قبل تشريع عدة الوفاة ، أعني : الأربعة أشهر وعشرة أيام ، فإن عرب الجاهلية كانت نساؤهم يقعدن بعد موت أزواجهن حولاً كاملاً (الى أن قال ) ومما ذكرنا يظهر : أن الآية منسوخة بآية عدة الوفاة وآية الميراث بالربع والثمن (37).

الآية الأولى ، توجب على الرجل أن يوصي لزوجته ؛ لتستفيد من ماله الى الحول ، ولكن آية عدة الوفاة تنسخ هذا الحكم ، وتدل على لزوم قعود الزوجة وعدم زواجها لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام ، إذ تقول : يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً .

8- التفسير التاريخي

قد نجد في تفسير الميزان بمجموعة من الآيات المتعلقة بواقعة تاريخية بمناسبة ذكر آية متعلقة بتلك الواقعة .

يقول العلامة الطباطبائي تحت عنوان : ما هي قصة عيسى عليه السلام وأمه في القرآن ؟ وقد كانت (مريم عليها السلام) صديقة وكانت معصومة بعصمة الله ، طاهرة ، مصطفاة ، محدثة ، حدثها الملائكة : بأن الله اصطفاها وطهرها ، وكانت من القانتين ، ومن آيات الله للعالمين (سورة آل عمران الآية 35- 44 ، سورة مريم الآية 66 ، سورة الأنبياء الآية 91 ، سورة التحريم الآية 12).

ثم إن الله تعالى أرسل إليها الروح وهي محتجبة ، فتمثل لها بشراً سوياً ، وذكر لها أنه رسول من ربها ؛ ليهب لها بإذن الله ولداً من غير أب ، وبشرها بما سيظهر من ولدها من المعجزات الباهرة ، وأخبرها أن الله سيؤيده بروح القدس ، ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، ورسولاً الى بني إسرائيل بالآيات بالبينات ، وأنبأها بشأنه وقصته ، ثم نفخ الروح فيها ، فحلمت به حمل المرأة بولدها (الآيات من آل عمران : 35- 44) (38).

فالعلامة ذكر تاريخ عيسى عليه السلام وأمة في القرآن ، ولكن لم يخرج عن منهج تفسير القرآن بالقرآن ، إذ كل ما ذكره ، مستفاد من الآيات الشريفة .

9- التفسير الحلي لرفع التعارض بين الآيات

بعد ذكر آية البقرة : {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ...} [البقرة : 221] ، وآية المائدة : {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ...} [المائدة : 5] يقول العلامة : إن هذه الآية ، أعني : آية البقرة بظاهرها لا تشمل أهل الكتاب ، وآية المائدة لا تشمل إلا الكتابية ، فلا نسبة بين الآيتين بالتنافي (39).

الوجه الذي يرجحه الطباطبائي هو : أن لفظ المشركين لا يطلق على أهل الكتاب في القرآن ، ولكن لفظ الكافرين استعمل لهم ، فإذن الآية الأولى تدل على حرمة نكاح غير أهل الكتاب من الأديان الأخرى ، والآية الثانية في سورة المائدة تدل على جواز نكاح الكتابية ، فلا يوجد التنافي والتناقض ، فلا نسخ في البين .

10- التفسير الحلي لرفع السؤال عن الآية

الآية : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [البقرة : 62] تثير سؤالاً : هل التكثر الديني مشروع لدى القرآن ؟ وإذا لم يقبل من الإنسان إلا الإسلام ، فكيف تفسر هذه الآية ؟ فيقول العلامة من دون أن يشير الى هذا السؤال ... وهذا مما تكررت فيه آيات القرآن : أن السعادة والكرامة تدور مدار العبودية ، فلا اسم من هذه الأسماء ينفع لمتسميه شيئاً ، ولا وصف من أوصاف الكمال يبقى لصاحبه وينجيه ، إلا مع لزوم العبودية ، الأنبياء ومن دونهم فيه سواء ، فقد قال تعالى في أنبيائه – بعدما وصفهم بكل وصف جميل - : {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام : 88] وقال في اصحاب نبيه ومن آمن معه ، مع ذكر عظم شأنهم وعلو قدرهم : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح : 29] فأتى بكلمة منهم (40).

كلام العلامة يدل على أن الآية لا تتحدث عن التكثر الديني ، بل المقصود هو : الإشارة الى أن المعيار عند الله هو العبودية والعمل الصالح ، فالتسمية باليهود أو النصارى أو ما شابه ذلك ، ليس معياراً للسعادة والكمال .

11- التفسير الحلي لرفع التشابه بالمحكمات

بعد آية : {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي } [الأعراف : 143] يتحدث العلامة عن تفسير آيات تثبت الرؤية ، فيقول ما ملخصه : بين معلوماتنا ما لا نتوقف في إطلاق الرؤية يتحدث العلامة عن تفسير آيات تثبت الرؤية ، فيقول ما ملخصه : بين معلوماتنا ما لا نتوقف في إطلاق الرؤية عليه واستعمالها فيه ، نقول : أرى أنا ، وأراني أريد كذا وأكره كذا وأحب كذا ، وتسمية هذا القسم من العلم الذي يجد فيه الإنسان نفس المعلوم بواقعية الخارجية رؤية مطردة وهي علم الإنسان بذاته وقواه الباطنة وأوصافه وذاته وأحواله الداخلية ، والله سبحانه فيما أثبت من الرؤية يذكر معها خصوصيات ، ويضم إليها ضمائم يدلنا على أن المراد بالرؤية ، هذا القسم .

كما في قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} [فصلت : 53، 54] ، وقد أثبت الله سبحانه في موارد من كلامه قسماً آخر من الرؤية ، وراء رؤية الجارية ، كقوله تعالى : {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر : 5 - 7] .

وقوله : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام : 75] (41).

الآية الأولى بظاهرها تدل على إمكان الرؤية الظاهرية المادية ، ولكن الآيات الأخرى تشرح لنا المراد من الرؤية ، وأنها رؤية باطنية قلبية .
________________________   
1- أي ان ابراهيم الغمر هو ابن فاطمة بنت الحسين عليها السلام من السحن المثنى .
2- راجع : روش علامة در تفسير ، للأوسي : 52 -55.
3- رمز موفقيت علامة طباطبائي : 92 .
4- اقتباس من أشعار ابن الفارض المصري .
5- تفسير تسنيم 1 : 72.
6- يا دنامه علامة طباطبائي : 108 ، مقاله الولاية التكوينية .
7- يا دنامه مفسر كبير ، استاد علامه طباطبائي ، مقالة محمد تقي مصباح : كلام حول شخصية الأستاذ : 36 .
8- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 470 و 471.
9- اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر 1 : 239 و 240 .
10 – المصدر السابق .
11- معجم المفسرين ، قسم المستدرك ، لعادل نويهض 2 : 777 ، حرف الطاء.
12- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 453 و 454.
13- راجع : المفسرون حياتهم ومنهجهم ، للأستاذ الأيازي : 705 .
14- راجع : علوم القرآن عند المفسرين 3 : 581 ، 582.
15- راجع : القرآن في الإسلام للطباطبائي : 18 و 105 .

16- راجع : علامه طباطبائي وحديث (العلامة الطباطبائي والحديث) ، لشادي نفيسي : 531 – 536.
17- راجع : كيف نتعامل مع القرآن ، للأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي : 274.
18- البرهان في علوم القرآن ، للزركشي 2 : 200.
19- الميزان 10 : 28 .
20- الميزان 10 : 64 .
21- الميزان 15 : 225 و 226 ، ذيل الآية 45 من سورة الفرقان .
22- الميزان 8 : 139 .
23- الميزان 13 : 235.
24- الميزان في تفسير القرآن 4 : 264.
25- الميزان في تفسير القرآن 5 : 176 .
26- القرآن في الإسلام ، للطباطبائي : 119 ، 120 .
27- الميزان 12 : 146 ، ذيل الآية 22 من سورة الحجر .
28- الميزان 17 : 89.
29- الميزان 13 : 187 ، ذيل الآية 83 من سورة الإسراء .
30- راجع : القرآن والإسلام ، للطباطبائي : 86 – 92 .
31- الميزان 1 : 18 .
32- الميزان 1 : 251 ، ذيل الآية 104 من سورة البقرة .
33- الميزان 13 : 107 ، ذيل الآية 42 من سورة الإسراء .
34- الميزان 5 : 194 ، ذيل الآية 3 من سورة المائدة .
35- الميزان 2 : 212 ، ذيل الآية 221 من سورة البقرة .
36- الميزان 5 : 39 و 40 ، ذيل الآية 93 من سورة النساء .
37- الميزان 2 : 258 و 259 ، ذيل الآية 240 من سورة البقرة .
38- الميزان 3 : 307 ، ذيل الآية 80 من سورة آل عمران .
39- الميزان 2 : 213 ، ذيل الآية 221 من سورة البقرة .
40- الميزان 1 : 194 ، ذيل الآية 62 من سورة البقرة .
41- راجع : الميزان 9 : 250 – 252 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء