قوائم المقاطعات في المعابد البطلمية (قوائم المعابد)
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج14 ص 418 ــ 420
2025-08-05
440
ننتقل بعد ذلك إلى قوائم المعابد التي نُقشت على الأجزاء السفلية من جدرانها بالهيروغليفية في عهد البطالمة، فمن بين هذه القوائم اثنتان جديرتان بالاهتمام؛ أُولاهما القائمة التي نُقشت في عهد الملك «بطليموس السابع» (أيرجيتيس الثاني) على الجزء الأسفل من الدهليز الكبير لمعبد «إدفو» وهو الدهليز الذي يحيط بكل البناء الذي سماه الأثري «شاسينا» الناووس، فنشاهد منقوشًا عليه فضلًا عن العشرين مقاطعة العادية للوجه البحري وكذلك أسماؤها بعض أسماء مقاطعات إضافية.1
ولكن نشاهد بوجه خاص على الجزء الأسفل من الواجهة الداخلية من جدار الحرم الغربي للمعبد قائمة أحدث من السابقة بعض الشيء؛ أي من عهد «بطليموس التاسع الإسكندر الأول»، وتحتوي على عدد أكبر بكثير من المقاطعات الإضافية لكل من الوجهين القبلي والبحري، وسنقتصر هنا في التحدث عن مقاطعات الوجه البحري على ذكر مقاطعتين جديدتين ذُكرتا في القائمة الأولى، ويُرمز لهما بصورة سمكة ومزلاج على التوالي، وقد خُصص لهما العددان 21، 22 على التوالي، هذا ولدينا قائمة أخرى جاء عليها ذكر مقاطعة ثالثة إضافية وخُصص لها رقم 23.2
وسنوجه العناية هنا بوجه خاص لقائمة «بطليموس التاسع الإسكندر الأول» وهي التي يُطلِق عليها بعض المؤلفين اسم «قائمة الثماني والأربعين مقاطعة».
وكان أول من لاحظ وجود هذه القائمة وأهميتها البالغة هو الأثري «دميخن» ومن بعده «هنري بروكش»،3 وقد تناول هذه القائمة بالفحص والدرس علماء الآثار، غير أن فحصها المثمر لم يبتدئ إلا بعد أن نشر «شاسينا» نقوش معبد «إدفو»،4 والواقع أن هذه القائمة الغربية في بابها وهي التي نُقِشَت على جدران حرم المعبد من الجهة الغربية من معبد إدفو تتبع القائمة التي نُقشت على الجزء الأسفل من جدار الحرم الشرقي وُجِدَت بكل أسف مهشمة جدًّا، وذُكر عليها أسماء الاثنتين والعشرين مقاطعة التي يحتوي عليها عادة الوجه القبلي، وذُكر مع كل مقاطعة عاصمتها على التوالي.5
وبعد ذلك ذُكرت مقاطعات الوجه البحري العشرين، ولكن القائمة لم تقف عند هذا الحد بل نجد بعد المقاطعة العشرين من مقاطعات الدلتا وهي مقاطعة العرب، أنه قد أضيف ثمانية وعشرون شخصًا يحمل كل واحد منهم رمزًا خاصًّا بالمقاطعة فوقه اسم مصحوب بسطر من النقوش على غرار المقاطعات السابقة.6
والآن يتساءل الإنسان ما الذي يمثله الثمانية والعشرون شخصًا الجدد هذه التي أتت بعد مقاطعات الوجه البحري العشرين؟ والواقع أنه عندما ينظر الإنسان إلى هذه الشخصيات بإمعان يفهم بسهولة أن هذه المراكز الثمانية والعشرين الإضافية تنقسم بالضبط قسمين كل منهما أربعة عشر، والقسم الأول خاص بالوجه القبلي والثاني بالوجه البحري، وهنا يتعرف الإنسان مرة أخرى على مبدأ الثنائية عند قدماء المصريين في كل شيء، وذلك محافظة على توزان المساواة بين القطرين؛ أي بين شطري الوادي، وعلى ذلك فإن الملك البطلمي الذي أنشأ هذه المراكز قد أراد أن يعدل بين القطرين اتباعًا لسُنة الثنائية التي كانت متَّبَعة في كل شيء بالنسبة للقطرين الوجه القبلي والوجه البحري.
وعلى ذلك نجد أن الشخصيات الجغرافية التي تبتدئ من رقم 21 حتى رقم 34 من هذه القائمة، وهي التي كان يجب على حسب الوضع الصحيح أن تمثَّل على جدار حرم المعبد شرقًا عقب الاثنتين والعشرين مقاطعة التي يتألف منها الوجه القبلي، تمثل أقاليم خاصة من مقاطعة كذا أو مقاطعة من مقاطعات الوجه القبلي، وهي التي لأسباب مجهولة — قد يمكن أن تكون أسبابًا مالية على الأرجح — قد فُصِلت من إقليم المقاطعة التي كانت تؤلِّف منها جزءًا لتصبح مستقلة إداريًّا بثرواتها، وتكون خاضعة لنفس النظام الذي عليه المقاطعات القديمة التي خرجت منها، وليس لدينا حتى الآن البرهان على أن هذه التغيرات والإنشاءات يمكن أن ترجع بالنسبة للوجه القبلي إلى عهد قبل حكم «بطليموس الإسكندر الأكبر» اللهم إلا إذا قَبِلْنا ما ذكره «بركش» عن حدوث مثل هذا الانفصال منذ عهد الدولة الحديثة.7
غير أنه لا يوجد مثل ذلك الانفصال في الوجه البحري حيث كان يوجد كما ذكرنا من قبل منذ حكم «بطليموس إيريجيتيس الثاني» على الأقل مقاطعتان كُوِّنَتا حديثًا وأضيفتا إلى العشرين مقاطعة العادية التي كانت تتألف منها أرض الدلتا.
...............................................
1- راجع: Chassinat, Le Temple D’Edfu, t. IV, P. 39–4; & t. X PL. XCVI
2- راجع: Chassinat, Le Mammisi D’Edfu. P. 66 & PIXXI..
3- راجع: A. Z. I, P. 2–9. P. 16.
4- راجع: Le Temple d’Edfu t. VI. P. 38–48.
5- راجع: Chassinat, le Temple d’Edfu, t. VI. P. 209–213.
6- راجع: Chassinat, op. […]. P. 42–48, No. LXXII-XCIX.
7- راجع: Brugsch, Die Aegyptologie, P. 441-442.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة