1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية الطبيعية : الجغرافية الحيوية : جغرافية النبات :

تدمير الغطاء النباتي

المؤلف:  علي سالم أحميدان

المصدر:  الجغرافية الحيوية والتربة

الجزء والصفحة:  ص 275ـ280

2024-08-14

264

يعتبر تدمير الغابات الطبيعية أكثر صور التدخل البشري خطورة في الغلاف الحيوي. فمنذ نحو 10 آلاف سنة خلت، كانت المساحة الإجمالية لأراضي الغابات في العالم نحو 15 مليار فدان استطاع الإنسان تدمير ما مجموعه 4 مليارات فدان عن طريق القطع والحرق. ولا نبالغ إذا قلنا إن حياتنا الإنسانية وحياة الحيوان مستحيلة أن تكون لولا وجود الغطاء النباتي. لقد أدى ظهور النباتات على سطح الأرض، قبل حقب طويلة من الدهر إلى تمهيدها لحياة أي حيوان فالنباتات تحول طاقة الشمس وثاني أكسيد الكربون والماء إلى مركبات فيها طاقة كيماوية مختزنة، ثم تلي ذلك تحولات أخرى تبني فيها النباتات نسيجها الخشبي. فالإنسان يعتمد في غذائه على النبات والحيوان يعتمد في غذائه على النبات أيضا. وهي حلقة متصلة في سلسلة الغذاء. إن اختفاء فصيلة من النبات لاختفاء ثلاثين نوعا من فصائل الحيوان حين تتفاقم الآثار والنتائج عبر السلاسل الغذائية .

ومن أسف أن الإنسان كان ينظر للغابات في بداية الأمر على أنها مجرد عقبة طبيعية أمام الاستيطان والعمران والمواصلات وتوفير مواد الطعام. ولهذا، قام خلال تلك الفترة باجتثاثها وحرقها، واستغلالها في البناء والوقود، واستغلال أراضيها في الزراعة. وهكذا تم إزالة مساحات كبيرة من هذه الغابات الطبيعية، دون أي اكتراث وبصورة متعمدة. ولا تزال هذه الإزالة مع الأسف، مستمرة ليومنا هذا في حوض الأمازون وكندا والولايات المتحدة وروسيا. وقد بلغ اجتثاث الغابات الذروة منذ نهاية القرن 19 وخلال القرن 20 الماضي. وقدرت المساحة التي أزيلت منها الغابات من عام 1882 إلى 1952 بنحو 1.9 مليار هكتار أي بما نسبته 36.8% من مجمل المساحة الكلية للغابات. ففي الولايات المتحدة الأمريكية، أزيل نحو 105 ملايين هكتار من مجمل المساحة الكلية للغابات، والتي كانت تقدر بنحو 365 مليون هكتار. أما في البرازيل فقد أزيل نحو 50% من الغطاء الطبيعي الكلي للغابات فيها.

وقدرت المساحة التي أزيلت منها الغابات في نيجيريا بنحو 250 ألف هكتار سنوياً؛ لتحويلها لأراض زراعية. وفي جزيرة مدغشقر، قدر ما أزيل منها من غابات بنحو 53 مليون هكتار من الـ 58 مليون هكتار. وهي مجمل مساحة الغابات التي تتعرض للتدهور، وبالتالي المجراف التربة السريع. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية، فقد أزيل القسم الأكبر من غطاء الغابات الطبيعية، بينما يتعرض الجزء الباقي للتدهور المستمر، بسبب عمليات القطع الكبيرة، والرعي الكثيف، كما هو الحال في سوريا، والتي لا يزيد بها الغطاء النباتي عن 2% من مجمل مساحتها ويؤدي زوال الغابات الطبيعية أو تدهورها، إلى تغييرات خطيرة سواء بالنسبة للإنسان أو الجميع عناصر البيئة الطبيعية. فزوال الغابات يحرم البيئة من ذلك المصنع الضخم الذي يقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية، عن طريق امتصاصها لغازثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، وتثبيت لنحو 40 مليون طن من الكربون، تستهلكها جميع الحيوانات، عن طريق سلسلة الغذاء الموجودة ضمن الغابات. أي يتم تحويل المادة غير الحية إلى مادة حية . وهي عملية لا تستطيع أية صناعة أخرى القيام بها كما أن قطع الغابات يحرم البيئة طاقتها التي تنتج نحو 45% من الإنتاج الكلي للمادة العضوية على الأرض كلها. وثلاثة أرباع الإنتاج العضوي للأراضي غير المعمورة بالمياه. كما يحرم البيئة من إنتاج طن واحد إلى ثلاثة أطنان من الأكسجين في الكيلو متر المربع الواحد والمغطى بأشجار الغابة سنوياً. كما يؤثر إزالة أشجار الغابة الطبيعية على المناخ داخل الغابات، إذ يتصف مناخ الغابات بأنه أكثر إعتدالاً في درجة الحرارة وأكثر رطوبة من المناطق الخالية من الغابات. كذلك يحرم التربة من الوقاية من أشعة الشمس وتماسك حبيباتها، ويقلل من قدرتها على مقاومة الرياح والسيول الجارفة ويضطرب بالتالي تسرب المياه داخل نسيج التربة؛ لتغذية الخزانات المائية الجوفية لعدم وجود هذا الغطاء الحيوي. كما أنه يحرم البيئة من الدور الذي تقوم به أشجار الغابة؛ كمصفاة طبيعية للغبار والغازات المنبعثة من المصانع والآلات والحرائق والبراكين وإذا ما أخذنا غابة الأمازون وحدها كمثال، فإننا نجد أن علماء البيئة يعتقدون أن تحطيمها وزوالها، سوف تكون له نتائج جد خطيرة على البيئة وخاصة على المناخ، لا في البرازيل وحدها، وإنما في العالم بأسره، نظراً لما لها من أثر كبير على درجات الحرارة والرطوبة، ولقدرتها على الاحتفاظ بمياه الأمطار ودورها في تحديد نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجو. بالإضافة إلى الخسارة التي تنجم عن إزالة هذه الغابة التي استغرقت ملايين السنين حتى وصلت إلى أوجها النباتي الحالي من التطور.

هذا بالإضافة إلى التأثير على الكائنات الحية العديدة، التي وصل التفاعل بين هذه الغابة وبينها لدرجة الكمال، والتي تعتبر تراثا حيويا هاما يجب الحفاظ عليها وصيانتها.

أما الحشائش الطبيعية، فقد تعرضت معظم أراضيها في العالم لتدمير كبير، يشبه ما تعرضت له الغابات الطبيعية. فقد تقلصت مساحتها في العديد من جهات العالم. وأدى تدخل الإنسان في أراضي الحشائش الحارة إلى زحف التصحر، باتجاه الجنوب في نصف الكرة الشمالي بمعدل ثلاثة أقدام سنويا، على طول جبهة يبلغ عرضها نحو 3500 كيلومتر، وإلى تناقص مساحة أراضي الحشائش المدارية بصورة ثابتة ومستمرة، وذلك كما يتضح بجلاء في المناطق الصحراوية الحارة.

كما أدى تدخل الإنسان في أراضي الحشائش المعتدلة وتحويلها لمخازن للقمح الكبرى في العالم قبل مائة سنة من الآن تقريبا، وتعرضها للتعرية الشديدة وتناقص خصوبتها. كما أدى الرعي الجائر في أراضي هذه الحشائش الطبيعية والزراعية غير الواعية لهذه الأراضي، إلى قلب التوازن الطبيعي للتربة وتدهورها إلى حالة قريبة من الظروف الصحراوية في معظم الأحيان.

وتعتبر بادية الشام مثالاً جيداً على ما أصاب الحشائش الطبيعيـة مـن تدهور بسبب الحيوانات والإدارة غير الواعية لها من جانب الإنسان وقد انقلبت هذه البادية من منطقة مغطاة بالنباتات الطبيعية المتوازنة مع البيئة، وقادرة على تجديد نفسها باستمرار، إلى منطقة متدهورة في نباتاتها وتربتها ومياهها  لقد أخذت الدول المشرفة على أراضي بادية الشام، كسوريا والعراق والسعودية والأردن، على إعادة ترميم وتأهيل ما خربه الإنسان في هذه الأراضي من حفر الآبار الارتوازية، وزراعة الشجيرات الرعوية، وبناء السدود الإسمنتية والبرك الأسمنتية والسدود الركامية، لتوفير المياه اللازمة لتنمية وتطوير المراعي حسب الطرق العلمية الحديثة المتبعة بهذا الصدد.

وهكذا نجد التدخل البشري الجائر على النباتات الطبيعية، قد أدى لانقراض العديد . الأصناف النباتية، ومن الصعوبة بمكان حصر الأنواع من النباتية، التي تباد سنويا، أو معرفة ما اختفى منها خلال القرون الماضية. ولكن قياسا على ما سجلته الدراسات في بريطانيا، أنه قد أبيد منها نحو 75 نوعا على أقل تقدير خلال الثلاثمائة سنة الماضية، وارتفع معدل الخسارة باستمرار، فإنه يمكن القول بأن المئات، إن لم يكن الألوف من الأصناف النباتية في العالم قـد اختفت خلال نفس المدة الزمنية المذكورة .

وتشير الإحصاءات على أن هناك أكثر من مئة ألف صنف نباتي على الأرض، معرضة للإنقراض. ويؤدي اختفاء هذه الأعداد الكبيرة من النباتات الطبيعية إلى تخفيف اجراءات الأجهزة البيئية، وجعلها أكثر عرضة لفقد توازنها واستقرارها. وحتى لا نصل إلى النقطة الحرجة، فعلى المجتمع البشري إعادة غرس ما إجته من أشجار كل عام كضريبة يدفعها الجـوره على الغابة وحشائش المراعي ، بحيث يعود التوازن البيئي لغلافنا الحيوي ،الذي سخره الرحمن لينعم به كل بني الانسان فوق سطح هذا الكوكب الجميل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(208) - Stone, E. C. Preserving Vegetation in

 (209) Eisner, T.; The Big Thicket Natural Park

(210) - Hepper, F. N.; OP. Cit

Editorial" Science, 179: 525

(211) د. مصطفى عبد العزيز: مرجع سابق. علي حميدان، علم البيئة، مرجع السابق.

(212)Parks and Wildern Science, 150, PP. 12611267, 1965

(213) المرجع نفسه

(214) د. حسن أبو العينين: مرجع سابق.

(215) Aubert, G.; Aridzone Soils, The Problems of the Aridzone Proceedings of the Paris Symposium, UNESCO, 1962.

 (216) Bunting, B, T., OP. Cit