م. علاء كاظم عثمان الذرب
في الآونة الأخيرة، بات ملحوظًا تراجع مستوى احترام بعض الطلاب لمعلميهم، حتى وصل الأمر إلى التجاوز اللفظي أو السلوكي عليهم، دون الشعور بالمسؤولية أو الخوف من العواقب. الأخطر من ذلك، أن بعض أولياء الأمور بدلاً من دعم دور المعلم في تربية الأبناء، يتدخلون لمناصرة أبنائهم حتى في حالات الخطأ، مما يضعف مكانة المعلم ويؤثر على العملية التعليمية.
أسباب هذه الظاهرة:
1. ضعف التربية الأسرية: غياب تعليم الأبناء احترام الكبار منذ الصغر يؤثر بشكل مباشر على سلوكهم داخل المدرسة.
2. التأثير السلبي لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي: انتشار محتويات تقلل من قيمة المؤسسات التعليمية وتُظهر عدم احترام المعلمين قد يرسّخ هذه السلوكيات في أذهان الطلاب.
3. غياب القدوة الحسنة: إذا لم يرَ الطفل والديه يحترمان المعلمين والمربين، فمن الصعب أن يكتسب هذا السلوك الإيجابي.
4. ضعف الأنظمة الرادعة: في بعض الحالات، عدم وجود إجراءات تأديبية حازمة قد يزيد من تمادي الطلاب في الإساءة للمعلمين.
5. الإفراط في تدليل الأبناء: بعض الآباء يدافعون عن أبنائهم حتى في حالات الخطأ، مما يغرس لديهم فكرة أنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم.
دور الأسرة في تصحيح المسار:
تعزيز قيم الاحترام: من واجب الأسرة أن تغرس في أبنائها منذ الصغر أهمية احترام الآخرين، وخاصة المعلمين الذين يبذلون جهدًا في تعليمهم.
التعاون مع المدرسة: على أولياء الأمور أن يكونوا شركاء في العملية التعليمية، بدلاً من أن يكونوا طرفًا معارضًا للمعلم.
إظهار التقدير للمعلمين: عندما يرى الطالب أن أسرته تُقدّر دور المعلم، سيكتسب هذا السلوك تلقائيًا.
عدم تبرير الأخطاء: يجب على الوالدين تعليم أبنائهم تحمّل مسؤولية تصرفاتهم، وعدم البحث عن مبررات لأخطائهم.
تشجيع الانضباط داخل المدرسة: دعم سياسات المدرسة فيما يتعلق بالسلوك والانضباط يساهم في تقويم الطلاب ويمنح المعلم سلطة تربوية حقيقية.
رسالة للطلاب:
المعلم ليس مجرد شخص يؤدي وظيفة، بل هو إنسان يسعى لصقل مهاراتك وتوجيهك نحو مستقبل أفضل. احترامه ليس ضعفًا، بل هو انعكاس لتربيتك وأخلاقك. النجاح الحقيقي لا يعتمد فقط على تحصيل الدرجات، بل على الأدب والقيم التي تكتسبها خلال رحلتك التعليمية.أيها الطلاب، تذكروا أن المعلم ليس مجرد موظف، بل هو إنسان أفنى عمره ليمنحكم العلم والمعرفة. احترام المعلم ليس ضعفًا، بل هو انعكاس لتربيتكم وأخلاقكم. وكما تحبون أن تُحترموا، عليكم أن تبدأوا باحترام الآخرين، خاصة من يسعون لتعليمكم وإرشادكم إلى طريق النجاح.
ختامًا:
إذا استمررنا في تهميش دور المعلم وإضعاف سلطته التربوية، فلن نجني إلا جيلاً لا يحترم أحدًا، ولا يقدّر قيمة العلم. دعونا نعيد للمعلم هيبته، فبصلاحه تصلح الأجيال، وبفساد احترامه يفسد المجتمع
فإن الضرر لن يكون مقتصرًا على المدرسة فقط، بل سيمتد ليؤثر على المجتمع بأكمله. فالجيل الذي لا يتعلم احترام معلميه اليوم، قد يصبح غدًا جيلًا لا يحترم أي سلطة أو قيمة تربوية. لنُعيد لمعلمينا مكانتهم، ونُرسّخ قيم الاحترام والتقدير، فبصلاحهم ينشأ جيل متعلم وواعٍ.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN