سعياً منها للحفاظ على التراث العريق لمدينة الكاظمية المقدسة، وإبراز الجوانب المشرقة لتأريخها الناصع؛ تواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة دعمها للنشاطات والفعاليات الفكرية والعلمية والثقافية، إذ تجسد ذلك في إقامة العديد من المؤتمرات والندوات، ورعايتها وتعاونها مع مختلف المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، وانطلاقاً من هذا المبدأ أقيمت في رحاب الصحن الكاظمي الشريف الأربعاء 19 تشرين الأول 2016 في قاعة حمزة بن عبد المطلب ندوة علمية تحت شعار: (الكاظمية المقدسة في كتابات الرحالة والمستشرقين) برعاية مركز إحياء التراث العلمي العربي/ جامعة بغداد وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، ومدير المركز إحياء التراث الدكتور عبد الله حميد العتابي، وجمع من الأساتذة والباحثين والأكاديميين المختصين في مجال التراث والتاريخ، استهلت فعاليات الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم، تلاها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ بيّن فيها الدور المهم الذي تضطلع به العتبة الكاظمية المقدسة في مجال نشر العلم والثقافة، وإحياء التراث الزاخر للإمامين الجوادين (عليهما السلام) ومدينة الكاظمية المقدسة، مشيراً إلى النشاط العلمي والفكري الأخير الذي أقيم في العتبة المقدسة والمتمثل بالمؤتمر العلمي الدولي السابع وموضوعه الذي التركز حول مدينة الكاظمية المقدسة وتاريخها وتراثها الثَرّ. وأضاف:(أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تسعى إلى إحياء التراث، كما تسعون، وكان لها خطوات مهمة في هذا المجال تلخصت في إعادة الكتب الخاصة بالمدينة المقدسة والتي طبعت منذ أمد بعيد ونفدت نسخها، فضلاً عن طباعة العديد من الكتب التي لم تطبع سابقاً، وكلها مهتمة بتاريخ هذه المدينة، أن عنوان الندوة هو مؤشر لنا على أن هذه المدينة المقدسة وعبر قرون حظيت باهتمام الباحثين على اختلاف أصنافهم ومشاربهم، ومن المؤكد أن هناك باحثين سلطوا الضوء على كتابات المستشرقين واهتموا بها، ولكن علينا ان نتذكر إننا لا نأخذ بالآراء التي أبداها المستشرقون كما وردت لان البعض منهم قد تكون له أغراض أخرى غير الأغراض الظاهرة، وعلينا أن تعامل بحذر مع هذه النصوص)، أعقب ذلك كلمة لمدير مركز إحياء التراث العلمي العربي الدكتور عبد الله حميد العتابي تطرق فيها إلى دور العتبة الكاظمية المقدسة في دعم مسيرة العلم والفكر والثقافة، وأضاف:(ونحن نقيم هذه الندوة المباركة في هذا المكان المقدس نحاول قدر الإمكان أبراز الدور الحضاري لهذه المدينة المقدسة مسجلين ابرز كتابات الرحالة والمستشرقين بحق مدينة الكاظمية، وبهذه المناسبة أتقدم باسم رئاسة جامعة بغداد بالشكر والتقدير للدكتور جمال عبد الرسول الدباغ لجهوده الرائعة لدعم الجامعات والكليات والمؤسسات العلمية والأكاديمية في العراق..) بعدها بدأت جلسات الندوة البحثية التي تناولت محاور عدة أهمها:( الوضع الإداري لمدينة الكاظمية المقدسة، والمشهد الكاظمي في كتب الرحالة خلال العهد العثماني الأخير، وشخصية الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في آراء المستشرقين، ووصف العتبة الكاظمية المقدسة في كتابات الرحالة..)، كما شهدت فعاليات الندوة قراءة التوصيات الختامية التي طالبت بالاهتمام بمدينة الكاظمية المقدسة وإبراز دورها العلمي والديني والاجتماعي، والاهتمام بالجوانب الحضارية فيها، واختتمت بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في الندوة.