حرصت العتبة الكاظمية المقدسة على احتضان ورعاية العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية لكثير من المؤسسات الحكومية من أجل إثراء الساحة الثقافية والعلمية التي تسعى من خلالها إلى الإسهام في عملية التغيير والتطوير النوعي لبنية المجتمع العراقي والإسلامي، فضلاً عن تحقيق أهداف النزاهة ومكافحة الفساد في مفاصل المؤسسات الحكومية، وعدم السماح لتلك السلوكيات المنحرفة بأن تسري بين الأوساط الاجتماعية، لذا استضافت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في قاعة سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف صباح الأربعاء ٢٢ربيع الآخر١٤٣٧هـ الموافق 3 شباط 2016م الندوة العلمية التي أقامتها هيئة النزاهة بالتعاون مع العتبة الكاظمية المقدسة بعنوان : " أخلاقيات الأداء الوظيفي ودورها في تعزيز ثقافة النزاهة" بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ . د. جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة والدكتور حسن الياسري رئيس هيئة النزاهة وعدد من مديري الدوائر الحكومية ونخبة من موظفي هيئة النزاهة وخَدَمَة الإمامين الجوادين، استهلت الندوة بتلاوة آيٍ من كتاب الله العزيز شنف بها أسماع الحاضرين القارئ السيد عبد الكريم قاسم، بعدها القى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة كلمة بهذه المناسبة قائلاً: " هناك مسؤولية ملقاة على عاتق العتبة الكاظمية المقدسة تحتم عليها أن تساهم في تطور المجتمع، ولها أدوار متنوعة ومتعددة مع الدوائر الحكومية والجامعات والمؤسسات الإنسانية" وأضاف: "يجب أن تحول هذه الدراسات والبحوث إلى واقع عملي، وأن تأخذ طريقها في معالجة الفساد بشتى أشكاله وأنواعه وتغيير الواقع بالشكل الإيجابي الذي يصب في مصلحة هذا البلد". بعدها ارتقى المنصة رئيس هيئة النزهة وبيّن في كلمته نقاطاً عدة أكدت على تكريس الجهود لوضع الخطط الكفيلة بمعالجة الفساد وإشاعة مفهوم عدم هدر المال العام والذي بات أحد الأسباب الرئيسة في تأخرعملية البناء والتنمية الاقتصادية والتي أدت إلى عجز بعض مفاصل الدولة عن مواجهة التحديات. بعدها بدأت أعمال الجلسة العلمية التي ترأس إدارتها عضو مجلس الإدارة الدكتور ثامر الزبيدي، وقدّم فيها أهداف هذه الندوة البحثية ومضامينها وسبل توظيفها في معالجة وضعنا الراهن، ثم استمع الحضور إلى الباحث الدكتور محمد حسين علي نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة حيث قدّم بحثاً بعنوان " بناء السلوك الأخلاقي الوظيفي" وناقش فيه محورين هما بناء السلوك الأخلاقي الشخصي، والدور المنظمي في السلوك، وأشار إلى ضرورة تبني ثقافة العمل والالتزام بالمعايير القياسية والقوانين، ومراعاة قواعد العمل الصحيحة والواجبة، واجتناب المخالفات المهنية للحيلولة دون حدوث أية تداعيات تكون ضارة لكل من الفرد والمنظمة والمجتمع. بعدها جاء دور الباحث الأستاذ صالح عبود التميمي معاون مدير عام دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية ليقدّم بحثه الموسوم "دوافع السلوك بين علم الاجتماع والتشريع"، مبيناً فيه كيفية اكتساب الثقافة الصحيحة وتجذيرها انطلاقاً من الفكر الإيماني والقيم الإنسانية التي أكدها عليها الأئمة المعصومون "عليهم السلام"، ثم ناقش الدكتور حسين علاوي خليفة رئيس مركز أكد للدراسات الاستراتيجية والشؤون المستقبلية ورقته البحثية بعنوان "الممارسات المثلى للسلوك الوظيفي ودوره في مكافحة الفساد: نظرة سياسية عامة"مؤكدةً أن للأجهزة الرقابية والمنظمات الاجتماعية دوراً كبيراً في رسم سياسة إصلاحية جديدة تتناسب مع المرحلة الراهنة. واختتمت الندوة العلمية بمداخلات وأسئلة السادة الحاضرين أثرتها من حيث الطرح والحوار.