تبكير تأريخ بدء زحف حشود الزائرين كل عام أصبح السمة التي تميز زيارة الأربعينية، فبين موظف لم يستطع أن يحصل على إجازة خلال أيام الزيارة، بسبب خدمته لأمن الزائرين، أو خدمته في وزارات الصحة والنقل وغيرها مما يشارك في هذه الزيارة، وبين زائر يؤدي دوره من خلال عشرات الآلاف من المواكب الخدمية في خدمة الزائرين الزاحفين إلى كربلاء الإمام الحسين عليه السلام، أو بين مريض يخشى الزحام، بين هؤلاء وغيرهم، نرى أن جموع الزائرين بكرت عن العام الماضي والأخير عما قبله.
فبدأت جموعهم تدخل أفراداً منذ يوم 1صفر 1431هـ، وبعضهم قادم من البصرة، مبكر عن العام الماضي دخلت أولى طلائع الزوار الماشين إلى كربلاء المقدسة من مدن شتى في جنوب ووسط العراق وذلك يوم ، وبدأت أعدادهم بالتزايد يوم 5 صفر1431هـ.
وفي لقاءات أجراها مندوب موقع (الكفيل) مع بعض الزائرين خلال الأيام القادمة في العتبة العباسية المقدسة، أشاروا إلى أن مدنهم بدأت تفرغ تدريجياً، وأن الطرق ازدحمت بجموع الزائرين في وقت مبكر عن العام الماضي، وتكاد أفواجا كبيرة منهم ما زالت تواصل السير وإكمال الطريق إلى كربلاء سيراً عن الأقدام كما هي عادة أغلب القادمين في هذه الزيارة. وشاهد مندوبو موقع (الكفيل) توافد الزائرين إلى المدينة من مداخلها الثلاثة، الشمالي باتجاه بغداد ومحافظات الوسط والشمال، والجنوبيين باتجاه النجف الأشرف وبابل، كما شاهد وسمع من مصادر موثوقة عن نصب آلاف المواكب الخدمية في الطرق المؤدية لكربلاء المقدسة، سواء تلك يسلكها القادمون إليها من محافظات البصرة وذي قار والسماوة في الجنوب، أو تلك يسلكها القادمون من محافظات واسط وبابل وميسان، أو القادمون من محافظات النجف الأشرف والقادسية ومدن محافظة كربلاء المقدسة، أو القادمون من شمال وشمال شرق كربلاء المقدسة في بغداد وديالى وكركوك وأربيل ونينوى وصلاح الدين والسليمانية ودهوك، حيث قدمت للزوار في هذه الطرق الخدمات الشعبية المجانية طيلة أيام الزيارة - كما هو في الزيارات السابقة من كل عام - من طعام وخدمات وسكن خلال أيام الزحف المليوني الماشي إلى كربلاء المقدسة وفيها، وجميع هذه الخدمات بتمويل عراقي شعبي دون تدخل حكومي عراقي أو أجنبي (إسلامي أوغيره)، عدا موكبين نصبها زائرون من البحرين والسعودية. ووفقاً لذلك فإن عدة ملايين من الزائرين قد وصلوا كربلاء المقدسة وأتموا الزيارة وغادروها وربما وصل من زار منهم 6 ملايين زائراً.
من جانب آخر فإن الآلاف من مواطني المملكة العربية السعودية ودولة الكويت من الزوار القادمين للمشاركة في زيارة الأربعينية قد وصلوا إلى حدود الأخيرة مع جمهورية العراق، وذلك في أوائل أيام الاسبوع الحالي، وانطلق عددٌ منهم من مدينة سفوان الحدودية في محافظة البصرة مشياً على الأقدام إلى كربلاء.
وحول هذا الأمر اتصل موقع (الكفيل) هاتفياً بمصدر مطلع في مدينة الناصرية وأكد له أن بعض زوار دول الخليج العربية قد سايروا الزائرين العراقيين القادمين مشياً من البصرة في الطريق وخيموا معهم في مخيمات نصبتها المواكب الخدمية في مدينة الناصرية التي قدمت مع مواكب الطريق الأخرى خدمات الإيواء والإطعام والعلاج الطبي الأولي.
كما أن أعداداً كبيرة من مواطني سلطنة عمان والآلاف من المملكة العربية السعودية وعشرات الآلاف من مواطني مملكة البحرين والمئات من مواطني الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر وصلوا إلى كربلاء المقدسة للمشاركة في مراسيم الزيارة الأربعينية، وذلك في ضوء المعلومات المتعلقة بهذا الشأن والتي حصل عليها موقع (الكفيل).
يذكر أن زيارة أربعينية العام 1430هـ قد وافقت ليوم 16/2/2009م وقد بلغ عدد الزائرين الذين قدموا للزيارة خلال عشرة أيام سبقتها، وتم إحصائهم وفق جهات رسمية وشبه رسمية بحلول عصر ذلك اليوم، بلغوا أكثر من 14 مليونا ً و200 ألف زائر، جاء أكثرهم مشياً، مما يعني بلوغ رقم هذا العام أكثر من هذا الرقم، خاصة وسط بديهية التزايد السنوي، ومؤشرات ذلك مما رصدته مصادر موقع (الكفيل) في المحافظات العراقية والدول العربية والأجنبية، التي بلغت أعداد زائريها العام الماضي أكثر من 150ألف بحسب المصادر الرسمية.
جدير بالذكر أن تلك الأرقام تعد الأكبر على مدى التأريخ في كربلاء، وهي أرقام قياسية تعتبر الأعلى في العالم على مستوى التجمعات البشرية على اختلاف أنواعها الدينية وغيرها، في هذه المدة القصيرة.