أقرأ أيضاً
التاريخ: 5 / تشرين الاول / 2014 م
![]()
التاريخ: 9 / تشرين الثاني / 2014 م
![]()
التاريخ: 26 / أيلول / 2014 م
![]()
التاريخ: 9 / حزيران / 2015 م
![]() |
قال تعالى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [الطلاق : 2 ، 3].
المقصود من التوكل على الله هو أن يسعى الإنسان لأن يجعل عاقبة عمله وكدحه على الله ويوكلها إليه ، ويدعوه لتسهيل أمره ، فإنه لطيف بعباده رحيم بهم وعلى كل شيء قدير .
والشخص الذي يعيش حقيقة " التوكل على الله " لا يجد اليأس إليه منفذا ، ولا يدب في عزمه الضعف ، ولا يشعر بالنقص والصغر أمام المشاكل مهما كبرت ، ويبقى يقاوم ويواجه الأحداث بقوة وإيمان راسخين . ويعطيه هذا الإيمان والتوكل قدرة نفسية عظيمة يستطيع معها تجاوز الصعاب . ومن جانب آخر تنهمر عليه الإمدادات الغيبية والمساعدات التي وعده الله .
ففي حديث عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سألت من جبرائيل : ما التوكل ؟ قال " العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ، ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ، ولم يرج ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل "(1)
فالتوكل بهذا المضمون العميق يمنح الإنسان شخصية جديدة ويكون له تأثير على جميع أعماله . لذا نقرأ في حديث عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه سأل الله عز وجل في ليلة المعراج : إلهي أي الأعمال أفضل ؟ قال تعالى : " ليس شيء عندي أفضل من التوكل علي والرضا بما قسمت " (2)
ومن الطبيعي أن التوكل بهذا المعنى سيكون توأما مع الجهاد والسعي وليس مع الكسل والفرار من المسؤوليات .
وقد أوردنا بحثا آخر في هذا المجال في ذيل الآية 12 سورة إبراهيم .
________________________
1. بحار الانوار ، ج69 ، ص373 ، ح19.
2. سفينة البحار ، ج2 ، ص683 ، مادة (التوكل) .