 
					
					
						الحجامة ودورها في تنقية البدن					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						باقر شريف القرشي
						 المؤلف:  
						باقر شريف القرشي					
					
						 المصدر:  
						حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
						 المصدر:  
						حياة الإمام الرضا (عليه السلام)					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج1،ص221-223.
						 الجزء والصفحة:  
						ج1،ص221-223.					
					
					
						 30-7-2016
						30-7-2016
					
					
						 4310
						4310					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				قال الامام الرضا (عليه السّلام): قد ذكرت لأمير المؤمنين جميع ما يحتاج إليه في سياسة المزاج و أحوال جسمه و علاجه و أنا اذكر ما يحتاج الى تناوله من الأغذية و الأدوية و ما يجب أن يفعله في أوقاته , فاذا اردت الحجامة فليكن في اثنتي عشر ليلة من الهلال الى خمس عشرة فانه اصلح لبدنك فاذا نقص الشهر فلا تحتم إلّا أن تكون مضطرا الى ذلك و هو لأن الدم ينقص في نقصان الهلال و يزيد في زيادته و لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوما و ابن الثلاثين في كل ثلاثين يوما مرة واحدة و كذل من بلغ من العمر اربعين سنة يحتجم في كل اربعين يوما مرة و ما زاد فبحسب ذلك.
و اعلم يا أمير المؤمنين ان الحجامة انما يؤخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم و مصداق ذلك ما ذكرته أنها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصد و حجامة النقرة تنفع من ثقل الرأس و حجامة الأخدعين تخفف عن الرأس و الوجه و العينين و هي نافعة لوجع الاضراس و ربما ناب الفصد عن جميع ذلك و قد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع في الفم و من فساد اللثة و غير ذلك من أوجاع الفم و كذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون من الامتلاء و الحرارة و الذي يوضع على الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصانا بينا و ينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى و المثانة و الأرحام و يدرّ الطمث غير انها تنهك الجسد و قد يعرض منها الغشي الشديد إلّا انها تنفع ذوي البثور و الدماميل.
و الذي يخفف من الم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع المحاجم ثم يدرج المص قليلا و الثواني أزيد في المص من الأوايل و كذلك الثوالث فصاعدا و يتوقف عن الشرط حتى يحمر الموضع جيدا بتكرير المحاجم عليه و يلين المشراط على جلود لينة و يمسح الموضع قبل شرطه بالدهن و كذلك الفصد فانه يقلل الألم و كذلك يلين المشرط و المبضع عند الحجامة و عند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن و يقطر على العروق اذا فصد شيئا من الدهن لكيلا يحتجب فيضر ذلك بالمفصود و ليعمد الفاصد أن يفصد من العروق ما كان في المواضع القليلة اللحم لأن في قلة اللحم من فوق العروق قلة الألم و اكثر العروق الما إذا فصد حبل الذراع و القيفال لاتصالهما بالعضد و صلابة الجلد فأما الباسليق و الأكحل فإنهما في الفصد أقل الما اذا لم يكن فوقهما لحم و الواجب تكميد موضع الفصد بالماء الحار ليظهر الدم و خاصة في الشتاء فانه يلين الجلد و يقلل الألم و يسهل الفصد و يجب في كل ما ذكرناه من اخراج الدم اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة , و يحتجم في يوم صاح صاف لا غيم فيه و لا ريح شديدة و يخرج من الدم بقدر ما يرى من تغيره و لا تدخل يومك ذلك الحمام فانه يورث الداء و صب على رأسك و جسدك الماء الحار و لا تفعل ذلك من ساعتك.
و إياك و الحمام إذا احتجمت فان الحمى الدائمة تكون فيه فاذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرغزي فالقها على محاجمك أو ثوبا لينا من قز أو غيره و خذ قدر حمصة من الترياق الأكبر و اشربه ان كان شتاء و ان كان صيفا فاشرب السكنجبين العنصلي  و امزجه بالشراب المفرح المعتدل و تناوله أو بشراب الفاكهة و ان تعذر ذلك فشراب الأترج فان لم تجد شيئا فتناوله- أي الأترج- بعد علكه ناعما تحت الأسنان و اشرب عليه جرع الماء الفاتر و ان كان ذلك في زمان الشتاء و البرد فاشرب عليه السكنجبين العسلي فانك متى فعلت ذلك أمنت من اللقوة و البرص و البهق و الجذام باذن اللّه تعالى و امتص من الرمان فانه يقوي النفس و يحيي الدم و لا تأكل طعاما مالحا بعد ذلك بثلاث ساعات فانه يخاف أن يعرض من ذلك الجرب و إن شئت فكل من الطياهيج اذا احتجمت و اشرب عليه من الشراب المزكى الذي ذكرته أولا و ادهن بدهن الخيري أو شيء من المسك و ماء الورد و صب منه على هامتك ساعة فراغك من الحجامة.
و أما في الصيف فاذا احتجمت فكل السكباج و الهلام و المصوص و الحامض و صب على هامتك دهن البنفسج بماء الورد و شيئا من الكافور و اشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك و إياك و كثرة الحركة و الغضب و مجامعة النساء ليومك ....
عرض الامام (عليه السّلام) في هذا المقطع للحجامة التي تعود على البدن بأعظم الفوائد و تعيد له نشاطه و تنفي عنه الأسقام و الأمراض فهي أعظم و صفة و اكثرها نجاحا للمصابين بارتفاع الضغط الدموي فالدم الذي يخرج انما يخرج من صغار العروق المبثوثة في اللحم - على حد تعبير الامام - و هو لا يوجب ضعفا في البدن و قد ذكر الامام بعض الأمراض التي تعالج بالحجامة و هي:
أ- احتقان الاسنان و اللثة.
ب- امراض الكلى المزمنة و المثانة و الرحم.
ج- قلة الحيض.
د- البثور و الدمامل.
و قد وصف الامام عملية الحجامة و احاط بجميع جوانبها و ما ينبغي أن يستعمله الانسان بعدها و ما ينبغي له تركه من الأطعمة و الأشربة.
كما عرض الامام الى الفصد و ذكر الأوردة التي تفصد كحبل الذراع و القيفال و ذكر أيضا ما ينبغي استعماله بعد الفصد من شرب بعض المشروبات المنعشة كما منع من بعض الأطعمة التي تسبب بعض المخاطر.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  التراث الرضوي الشريف
					 الاكثر قراءة في  التراث الرضوي الشريف					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة