أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2015
4463
التاريخ: 3-10-2014
5007
التاريخ: 1-12-2015
4819
التاريخ: 22-5-2022
1360
|
بما أن الإنسان هو غاية الوجود ،ووجوده مرتهن بالابتلاء والاختبار، وهو لن ينجح في اختباره وامتحانه إذا انساق وراء شهواته وترك طاعة ربه ، جاء الإمام علي (عليه السلام) ليعرض لنا حياة الإنسان الغافل الضال، من أول نشأته في الأرحام ، والى آخر حياته حين يصير محمولا على الأعواد ، منقادا ذليلا إلى قبره، حيث سيلقى هناك ما هو أشد وأدهى مما لقي في الحياة الدنيا .
فهذا الإنسان الحقير الضعيف كان نطفة في بطن أمه ، ثم جعله الله جنينا ، ثم أخرجه طفلا ، ووهبه عقلا يحفظ به ، ولسانا يفصح به، وبصرا يرى به ما حوله . ولكنه عوضا عن ان يشكر ربه ويؤمن به ويطيعه ، يتكبر بقوته وقدراته ، ويتعالى على ربه، ويتيه في مسارب شهواته وأهوائه . حتى اذا صار في أعلى سطوته ونفوره ، جاءه نذير الموت ، فأطاح به وبقواه، فصار جثة هامدة، تنساق سهلة سلسة، حتى ترد القبر وأهواله.
قال الإمام (عليه السلام) مصورا ذلك في الخطبة ( ٨١ ) :
" أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، وشنف الأستار؛ نطفة دهاقا ، وعلقة محاقا ، وجنينا وراضعا و وليدا ويافعا. ثم منحه قلبا حافظا ، ولسانا لافظا ، (وبصرا لاحظا ) ؛ ليفهم معتبرا ، ويقصر مزدجرا .. حتى إذا قام اعتداله، واستوى مثاله ؛ نفر مستكبرا ، وخبط سادرا ! ماتحا في غرب هواه ، كادحا معيا لدنياه ؛ في لذات طربه ، وبدوات أربه ؛ لا يحتسب رزية ، ولا يخشع تقية ؛ فمات في فتنته غريرا، وعاش في هفوته يسيرا . لم يفد عوضا (أي لم يستفد ثوابا)، ولم يقض مفترضا . دهمته فجات المنية ، في غبر جماحه ، وسنن مراحه . فظل سادرا ، وبات ساهرا ، في غمرات الآلام ، وطوارق الأوجاع والأسقام ؛ بين أخ شقيق، ووالد شفيق ، وداعية بالويل جزعا ، ولادمة للصدر قلقا ؛ والمرء في سكرة ملهية ، وغمرة كارثة ، وأنه موجعة ، وجذبة مكربة ، وسوقة متعبة.
ثم ادرج في اكفانه مبلسا (أي يائسا)، وجذب منقادا سلسا. ثم ألقي على الاعواد ، رجيع وصب (أي تعب) ، ونضو (أي مهزول) سقم . تحمله حفدة الولدان ، وحشدة الإخوان ، الى دار غربته ، ومنقطع زورته (أي حيث لا يزار) ومفرد وحشته .
حتى اذا انصرف المشيع ، ورجع المتفجع ، أقعد في حفرته نجيا ، لبهتة السؤال ، وعثرة الامتحان . وأعظم ما هنالك بلية ، نزول الحميم ، وتصلية الجحيم ، وفورات السعير، وسورات الزفير . لا فترة مريحة ، ولا دعة مزيحة ، ولا قوة حاجزة ، ولا موتة ناجزة ، ولا سنة مسلية . بين اطوار الموتات ، وعذاب الساعات ، انا بالله عائذون !
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي
|
|
|
|
جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
|
|
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
|
|
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
|
|
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع
|