وهي المحدثة بآلة قاطعة (حادة) سواء كانت ذات حد واحد كالسكين أو ذات حدين كالخنجر .

صفاتها : -

أ- حافتها منتظمة .

ب- تتباعد حافتا الجرح ويتوقف مدى التباعد على اتجاه السلاح الحاد بالنسبة للألياف العضلية فيزداد ان كان الاتجاه عموديا ويقل ان كان موازيا لها .

جـ- نزفها غزير ظاهريا كان أو باطنيا في الانسجة او في الاجواف الجسمية .

د- انها خالية من السحجات والكدمات الا اذا اصطدم مقبض السلاح بمنطقة الاصابة أثر انغراز النصل بكامله في الجسم فتشاهد آثار هذا الرض في ظاهر منطقة الجرح .

هـ - تندبها مستقيم ان لم يتعفن فيكون مشوها - تحصل هذه العلامة بعد الشفاء .

تقسم الجروح الحادة الى ما يلي : -

1- قطعية : - تحدث بجر الحافة الحادة للآلة او نهايتها الدقيقة على سطح الجسم كما هو الحال في النحر (الذبح) والتبضيع ، وعليه

فإن الطرف الحاد هو الذي يحدث الجرح ولا يشترك الطرف المقابل له في احداثه ولا يمكن بطبيعة الحال ابداء رأي طبي يتضمن كون الآلة القاطعة ذات حد واحد أو حدين في هذه الحالة وعلى المحقق استنباط هذا الامر تحقيقياً .

تكون هذه الجروح طويلة قليلة العمق في الغالب غزيرة النزف ظاهريا وقد تنتهي بجرح سطحي محصور في الجلد فقط أو بخط سحجي يسمى (ذيل الجرح) ويستفاد من وجوده لتعيين اتجاه الجرح القطعي .

اهميتها : ان لهذه الجروح مدلول خاص احيانا ففي وقائع الانتقام يبتر الجاني قسما او كلا من الانف او صيوان الاذن وان كانت تتعلق بالعرض فيقطع الاعضاء التناسلية وان كانت لغسل العار بقطع اصبع القتيلة او يدها حذاء المفصل الساعدي الرسغي ثم يقدمه لرجال التحقيق في أغلب الحالات .

تشاهد الجروح القطعية في الحالات الدفاعية في راحات اليد وتحصل عند محاولة المجني عليه مسك السلاح الحاد ويمكن بواسطتها معرفة كون السلاح ذي حد واحد أو حدين حيث يشاهد الفاحص جرحا وأثر ضغط الحد الاصم او جرحين متقابلين أحدهما في راحة اليد والآخر في الوجه الراحي للأصابع وتساوي المنطقة السليمة بينهما عرض نصل الآلة الحادة . قد تكون الجروح القطعية مفتعلة - مصطنعة - يحدثها الشخص ويتهم آخر للإيقاع به أو ليؤيد دعواه انه قتل آخر دفاعا عن نفسه كما قد تحدث لغرض التهرب من خدمة مفروضة وتكون مثل هذه الجروح سطحية في الغالب ومتعددة ومتوازية أحيانا ولتمييزها يجب أن تفحص بدقة ثم تفحص الملابس ويفتش فيها عن البقع الدموية وتقارن ما فيها من تمزقات مع مواضع الجروح والتلوث الدموي فقد تمكنا في وقائع عديدة كشف كذب المدعي بعد أن تبين ان التمزيقات في الملابس لا تتطابق مع الجروح من حيث العدد او الطول او المواضع لان الفاعل يحدث الجروح بعد تعرية المنطقة حذرا من احداث جروح خطيرة في جسمه اذا قام بفعلته هذه والمنطقة مكسوة بالملابس ، وفي وقعة خاصة اتضح لنا ان المفتعل للجروح مسح قسما من الدم النازف بالوجه الخارجي من قميصه في منطقة التمزقات التي احدثها فيه وقد ظهرت عليه الخثر الدموية .

الجروح القطعية اذن تساعد كثيرا ، على تفسير ظروف ونوع الجريمة ولا يستفاد منها دوما تعيين نوع الآلة الحادة كأن يقال انها سكين او خنجر لان الجرح يحدث بحرف واحد منها فقط - كما قلنا - .

2- طعنية : - وتحصل بطعن آلة حادة يغرز نصلها كله او جزء منه في الجسم وهي باتجاه عمودي او مائل عليه .

الجرح الطعني كثير الغور في الغالب يسبب على ظاهر الجسم جرحا يأخذ شكل مقطع النصل . فهو حاد الطرفين أثر الطعن بخنجر او حاد احد الطرفين أثر الطعن بسكين أما عمق الجرح فيكون بطول النصل أو أطول قليلا ان حصل الطعن في البطن او أية منطقة رخوة اخرى أو أقل منه ان لم يغمد كليا وقد يسبب الطعن الواحد جروحاً عديدة في الاحشاء الداخلية كما قد ينكسر الجزء المدبب من النصل بعد اصطدامه بعظم ما وباستخراج الجزء المكسور وثبوت كونه - بعد الفحص - الجزء المتمم لنصل الآلة القاطعة يصبح خير دليل على ان السلاح الحاد هو المحدث للجرح بالذات .

اهميتها : - تأخذ الجروح الطعنية شكل النصل وعليه فيمكن بواسطتها اعلام المحقق كون النصل المحدث للجرح ذي حد واحد او ذي حدين وذلك لاشتراك شباتي الآلة القاطعة في احداث الجرح . تكون الجروح الطعنية أحيانا متعددة في وقائع الانتقام وغسل العار ويستدل من مظاهرها ومدى غورها وكثرة عددها على مدى تأثر الفاعل والحالة العصبية التي كان عليها عند ارتكابه الجريمة فهي تعكس روح التأثر والانتقام .