المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


سجن معاوية لصعصعة بن صوحان  
  
3304   01:10 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص392-397
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

صعصعة بن صوحان من سادات العرب وفصحائهم النابهين وخطبائهم المفوهين كان من ذوي الفضيلة والدين أسلم على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو صغير ولم يجتمع به لصغر سنه ووفد على عمر وكان يقسم أموال الغنائم وكان مقدارها ألف ألف درهم ففضها على المسلمين وبقيت منها فضلة فاختلفت الصحابة فيها فقام فيهم عمر خطيبا فقال في خطابه : أيها الناس قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس فما تقولون فيها؟ فانبرى إليه صعصعة منكرا عليه تحيره فى هذه المسألة البسيطة قائلا : يا أمير المؤمنين إنما تشاور الناس فيما لم ينزل الله فيه قرآنا وأما ما أنزل الله به القرآن ووضعه مواضعه فضعه فى مواضعه التي وضعه الله تعالى ؛ فاستحسن عمر رأيه وقال له :  صدقت أنت مني وأنا منك  ثم قسم المال بين المسلمين  .

وكان صعصعة من صفوة أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن الملازمين له وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في حقه :  ما كان مع أمير المؤمنين من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه  ؛ ومرض صعصعة فعاده (عليه السلام) فقال له : يا صعصعة لا تتخذ عيادتي لك أبهة على قومك!!

فقال : بلى والله أعدها منّة من الله وفضلا علي.

قال : إنك إن كنت على ما علمتك فأنت خفيف المؤنة حسن المعونة.

فقال : وأنت والله يا أمير المؤمنين بالله عليما وبالمؤمنين رءوفا رحيما ؛ ولحصافة رأيه وسداد منطقه كان الإمام (عليه السلام) يرسله فى مهامه فقد أرسله مرة الى معاوية ومعه كتاب منه فلما انتهى إليه قال معاوية مشيدا بنفسه ومبررا لأعماله : الأرض لله وأنا خليفة الله فما آخذ من مال الله فهو لي وما تركت منه كان جائزا لي .

وثقل على صعصعة هذا الكلام الملتوي فانبرى إليه مجيبا.

تمنيك نفسك ما لا يكو         ن جهلا معاوي لا تأثم

فتألم معاوية وقال منددا به : تعلمت الكلام؟

فقال : العلم بالتعلم ومن لا يعلم يجهل.

قال : ما أحوجك الى أن أذيقك وبال أمرك.

فقال : ليس ذلك بيدك ذلك بيد الذي لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها.

قال : من يحول بيني وبينك؟

ـ الذي يحول بين المرء وقلبه.

ـ اتسع بطنك للكلام كما اتسع بطن البعير للشعير.

ـ اتسع بطن من لا يشبع ودعا عليه من لا يجمع .

ودلت هذه المحاورة على قوة جنان صعصعة وانه ليس بالرعديد ولا الهياب فقد ردّ على معاوية مقالته بالمثل وقابله بالاستخفاف والاستهانة وهو غير خائف من سلطانه ؛ وخطب معاوية بعد ما تم له الأمر فقام إليه صعصعة فعلق على كل جملة من خطابه وفيما يلي خطاب معاوية مع رد صعصعة عليه.

قال معاوية : لو أن أبا سفيان ولد الناس كلهم كانوا أكياسا ..

ـ قد ولد الناس كلهم من هو خير من أبي سفيان آدم فمنهم الأحمق والكيّس!!

ـ إن أرضنا قريبة من المحشر.

ـ إن المحشر لا يبعد على مؤمن ولا يقرب من كافر.

ـ إن أرضنا أرض مقدسة.

ـ إن الأرض لا يقدسها شيء ولا ينجسها إنما تقدسها الأعمال.

ـ عباد الله اتخذوا الله وليّا واتخذوا خلفاءه جنة تحرزوا بها.

ـ كيف؟! وقد عطلت السنة واخفرت الذمة فصارت عشواء مطلخمة في دهياء مدلهمة قد استوعبتها الأحداث وتمكنت منها الانكاث.

فثار معاويه وصاح به : يا صعصعة لإن تقع على ضلعك خير لك من استبراء رأيك وإبداء ضعفك تعرض بالحسن بن علي ولقد هممت أن أبعث إليه فأجابه صعصعة قائلا : أي والله وجدتهم أكرمكم جدودا وأحياكم حدودا وأوفاكم عهدا ولو بعثت إليه لوجدته في الرأي أديبا وفي الأمر صليبا وفى الكرم نجيبا يلذعك بحرارة لسانه ويقرعك بما لا تستطيع إنكاره!!

ولسع قوله معاوية فراح يهدده قائلا : لأجفينك عن الوساد ولأشردن بك في البلاد.

ـ والله إن فى الأرض لسعة وإن فى فراقك لدعة.

ـ والله لأحبسن عطاءك.

ـ إن كان ذلك بيدك فافعل إن العطاء وفضائل النعماء في ملكوت من لا تنفذ خزائنه ولا يبيد عطاؤه ولا يحيف في قضيته.

ـ لقد استقتلت!!

ـ مهلا لم أقل جهلا ولم أستحل قتلا لا تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما كان الله لقاتله مقيما يرهقه أليما ويجرعه حميما ويصليه جحيما ؛ وانصرف صعصعة وترك معاوية يتميز غيظا وكمدا وعمد بعد ذلك الى سجنه مع جماعة من أصحابه وبقوا فى سجنه مدة من الزمن فدخل عليهم قائلا لهم : نشدتكم بالله إلا ما قلتم حقا وصدقا أي الخلفاء رأيتموني؟ .

فانبرى إليه عبد الله بن الكواء قائلا : لو لا انك عزمت علينا ما قلنا لأنك جبار عنيد لا تراقب الله فى قتل الأخيار ولكنا نقول : قد علمنا أنك واسع الدنيا ضيق الآخرة قريب الثرى بعيد المرعى تجعل الظلمات نورا والنور ظلمات!!

فقال معاوية له :  إن الله أكرم هذا الأمر بأهل الشام الذابين عن بيضته التاركين لمحارمه ولم يكونوا كأمثال أهل العراق المنتهكين لمحارم الله والمحلين ما حرم الله والمحرمين ما أحل الله .

فأجابه ابن الكواء :  يا ابن أبي سفيان إن لكل كلام جوابا ونحن نخاف جبروتك فان كنت تطلق السنتنا ذببنا عن أهل العراق بألسنة حداد لا يأخذها فى الله لومة لائم وإلا فإنا صابرون حتى يحكم الله ويضعنا على فرجه .

فقال له معاوية :  لا والله لا يطلق لك لسان .

وسكت عبد الله فتكلم صعصعة : تكلمات يا ابن أبي سفيان فأبلغت ولم تقصر عما أردت وليس الأمر كما ذكرت أنى يكون الخليفة من ملك الناس قهرا ودانهم كبرا واستولى بأسباب الباطل كذبا ومكرا!! أما والله مالك في يوم بدر مضرب ولا مرمى وما كنت فيه إلا كما قال القائل :  لا حلي ولا سيري  ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممن أجلب على رسول الله (صلى الله عليه واله) وإنما أنت طليق ابن طليق أطلقكما رسول الله (صلى الله عليه واله) فانى تصلح الخلافة لطليق؟ وامتلأ قلب معاوية غيظا وكمدا فالتفت إليهم : لو لا أني أرجع الى قول أبي طالب حيث يقول :

قابلت جهلهم حلما ومغفرة          والعفو عن قدرة ضرب من الكرم

فقال : لقتلتكم  ؛ وكان صعصعة من جملة الأشخاص الذين طلب لهم الإمام الحسن (عليه السلام) من معاوية الأمن وعدم التعرض لهم بسوء ومكروه ولكن معاوية لم يف بذلك فقد روعه وأفزعه وأودعه في سجنه كما روع غيره من زعماء الشيعة وصرحت بعض المصادر ان المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة الى الجزيرة أو الى البحرين أو الى جزيرة ابن كافان فمات بها معتقلا منفيا عن وطنه وبلاده وفي رثائه يقول المرزباني :

هلا سألت بني الجارود أي فتى       عند الشفاعة والبان ابن صوحانا

كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا             عق ولم نجز بالإحسان إحسانا

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات