أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
2970
التاريخ: 2-4-2016
2901
التاريخ: 2-4-2016
2541
التاريخ: 2-4-2016
2601
|
تقلد معاوية بن يزيد أزمة الحكم و هو في غضارة العمر و ريعان الشباب إلا أنه كان يملك رصيدا من الورع و التقوى فنظر لآخرته اكثر مما نظر لدنياه فقد رأى جده معاوية و قد نازع بغير حق خليفة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و وصيه و باب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و رأى أباه يزيد و قد اقترف أفظع الجرائم بقتله عترة النبي (صلى الله عليه واله) و إباحته للمدينة المنورة و غير ذلك من الاحداث الجسام فزهده ذلك في السلطان و كرهه كأشد ما تكون الكراهة في الحكم فعزم على خلع نفسه و التخلي عن المسؤولية أمام اللّه و الأمة فجمع المسؤولين و قادة الجيش و سائر الطبقات من أهل الشام و خطب فيهم خطابا بليغا و مؤثرا أعلن فيه عن استقالته من رئاسة الدولة فقد قال فيه بعد حمد الله و الثناء عليه و الصلاة على النبي العظيم أيها الناس ما أنا بالراغب في الائتمار عليكم لعظيم ما أكرهه منكم و إني لأعلم أنكم تكرهوننا أيضا لأنا بلينا بكم و بليتم بنا إلا أن جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من كان أولى به منه و من غيره لقرابته من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و عظم فضله و سابقته أعظم المهاجرين قدرا و أشجعهم قلبا و أكثرهم علما و أولهم إيمانا و أشرفهم منزلة و أقدمهم صحبة ابن عم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و صهره و أخاه زوجه ابنته فاطمة و جعله لها بعلا باختياره لها و جعلها له زوجة باختيارها له أبا سبطيه سيدي شباب أهل الجنة و أفضل هذه الأمة تربية الرسول و ابني فاطمة البتول من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية فركب جدي معه ما تعلمون و ركبتم معه ما لا تجهلون حتى انتظمت لجدي الأمور فلما جاءه القدر المحتوم و اخترمته أيدي المنون بقي مرتهنا بعمله فريدا في قبره و وجد ما قدمت يداه و رأى ما ارتكبه و اعتداه ثم انتقلت الخلافة إلى يزيد أبي فتقلد أمركم لهوى كان أبوه فيه و لقد كان أبي يزيد بسوء فعله و اسرافه على نفسه غير خليق بالخلافة على أمة محمد (صلى الله عليه واله) فركب هواه و استحسن خطاه و أقدم على أقدم من جرأته على اللّه و بغيه على من استحل حرمته من أولاد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقلت مدته و انقطع أثره و ضاجع عمله و صار حليف حفرته و رهين خطيئته و بقيت أوزاره و تبعاته و حصل على ما قدم و ندم حيث لا ينفعه الندم و شغلنا الحزن له عن الحزن عليه فليت شعري ما ذا قال: و ما ذا قيل له؟ هل عوقب بإساءته و جوزي بعمله و ذلك ظني و استعبر باكيا و أطال بكاءه و نحيبه ثم التفت إلى الجمهور قائلا: و صرت أنا ثالث القوم و الساخط علي أكثر من الراضي و ما كنت لأتحمل آثامكم و لا يراني اللّه جلت قدرته متقلدا أوزاركم و القاء تبعاتكم فشأنكم أمركم فخذوه و من رضيتم به عليكم فولوه فلقد خلعت بيعتي من أعناقكم و السلام .
و دلل هذا الخطاب على وعيه الديني المتكامل فقد كشف النقاب عن جده و أبيه و إنهما كانا منحرفين عن الطريق القويم و لا أكاد أعرف خطابا سياسيا تركز على الحق و الواقع و يقظة الضمير و التجرد من الانانية و الزهد في الدنيا مثل هذا الخطاب الذي ينم عن نفس مترعة بالفضائل و المثل الكريمة و اضطرب الأمويون كأشد ما يكون الاضطراب و ماجوا في الفتنة و هرعوا إلى معلم معاوية فاتهمه بأنه الذي علمه محبة آل البيت (عليهم السلام) فدفنوه حيا و سادت الفوضى في جميع انحاء الشام و في ذلك يقول الشاعر:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها و الملك بعد أبي ليلي لمن غلبا
و قد انهدم بذلك ملك آل أبي سفيان على يد معاوية بن يزيد الذي هو أنبل أموي عرفه التاريخ.
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
|
|
|
|
خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
|
|
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
|
|
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
|
|
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا
|