قـال الحافظ ابو عبد الرحمان النسائي ـ صاحب السنن ـ : الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسـول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) اربعة :ابن ابي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام ، يعرف بالمصلوب (1) .

اما ابن ابي يحيى ، فهو : ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى ، واسمه سمعان الاسلمي المدني روى عن الزهري ويحيى بن سعيد الانصاري ، وروى عنه الثوري والامام الشافعي رمي بالقدر والتشيع والكذب قال ابن عدي : لم اجد لإبراهيم حديثا منكرا الا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه ابـن جريج والثوري والكبار له كتاب صنفه في المسانيد اسماه ((الموطأ)) اضعاف موطأ مالك ، واحاديثه كثيرة ، رواه عنه الشافعي بمصر ، وكان يكنى عنه وفي مسند الشافعي عنه احاديث ، و كان يـقول عنه : لان يخر ابراهيم من بعد ، احب الى من ان يكذب ، وكان ثقة في الحديث وقال ابو احمد ابـن عـدي : سـالت احمد بن محمد بن سعيد ـ يعني ابن عقدة ـ فقلت له : تعلم احدا احسن القول في ابراهيم غير الشافعي ؟ فقال : نعم ، حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، قال : سمعت حمدان بن الاصبهاني ، قلت : اتدين بحديث ابراهيم بن ابي يحيى ؟ قال : نعم ثم قال لي احمد بن محمد بن سعيد : نظرت في حديث ابراهيم كثيرا وليس بمنكر الحديث قال ابن عدي : وهذا الذي قاله ، كما قال وقد نظرت انا ايـضـا فـي حـديثه الكثير فلم اجد فيه منكرا الا عن شيوخ يحتملون ، وانما روي المنكر من قبل الراوي عنه او من قبل شيخه قال : وهو من جملة من يكتب حديثه .

نـعـم يـقال : ان الرجل كان يقع في بعض السلف ، ومن ثم اتهم ورمي بالاعتزال تارة ، وبالرفض والتشيع اخرى (2) .

فـي حـيـن ان الرجل مستقيم لا بأس به ، ولا مغمز فيه سوى جانب اخلاصه لأهل البيت وصحبته لـلائمـة مـن ذريـة الـرسـول (صلى الله عليه واله وسلم ) ، وقد عده الشيخ ابو جعفر الطوسي من رجال الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام ) قال : ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى ابو اسحاق مولى اسلم ، مدنى روى عن ابي جعفر وابي عبداللّه (عليهما السلام ) ، وكان خاصا بحديثنا ، والعامة تضعفه لذلك .ذكـر يعقوب بن سفيان في تاريخه في اسباب تضعيفه عن بعض الناس ، انه سمعه ينال من الاولين وذكـر بـعض ثقات العامة ان كتب الواقدي سائرها ـ اي جميعها ـ انما هي كتب ابراهيم بن محمد بن ابـي يـحـيى ، نقلها الواقدي وادعاها ، ولم نعرف منها شيئا منسوبا الى ابراهيم وله كتاب مبوب في الحلال والحرام عن جعفر بن محمد(عليه السلام ) ، وللشيخ اليه طريق (3) .

والـواقـدي هـو : مـحـمـد بن عمر بن واقد الاسلمي ، مولاهم الواقدي المديني القاضي ، صاحب التصانيف والمغازي ، العلامة الامام ابو عبد اللّه ، احد اوعية العلم على ضعفه سمع من صغار التابعين ، فـمـن بعدهم بالحجاز والشام وغير ذلك وقد اتفقوا على تضعيفه غير جماعة ، فوثقوه كإبراهيم الحربي ، قال : الواقدي امين الناس على اهل الاسلام ، كان اعلم الناس بأمر الاسلام وقال ابراهيم بن جـابـر الـفـقـيـه : سـمعت ابا بكر الصاغاني ـ وذكر الواقدي ـ فقال : واللّه لولا انه عندي ثقة ما حدثت عنه ، قد حدث عنه ابوبكر بن ابي شيبة ، وابو عبيد ، وغيرهما ولإبراهيم الحربي شهادة اخرى قال : سمعت مصعب بن عبداللّه يقول : الواقدي ثقة مأمون وسئل معن بن عيسى عن الواقدي ، فـقـال : انـا اسـال عن الواقدي ؟ حـديـثـه هاهنا فمستو ، واما حديث اهل المدينة ، فهم اعلم به وعن يزيد بن هارون :الواقدي ثقة الحربي قال : سمعت ابا عبد اللّه يقول : الواقدي ثقة .

وتـجـاه ذلـك مـن ضعفوه : قال يحيى بن معين : اغرب الواقدي على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) عشرين الف حـديـث وقـال يـونس بن عبد الاعلى : قال لي الشافعي : كتب الواقدي كذب وعن ابن معين : ليس الواقدي بشي وقال مرة : لا يكتب حديثه وعن احمد بن حنبل : الواقدي كذاب .

قـال الـذهـبي : وقد تقرر ان الواقدي ضعيف ، يحتاج اليه في الغزوات والتاريخ ، اما في الفرائض فـلا يـنـبـغي ان يذكر فهذه الكتب الستة ومسند احمد ، نراهم يترخصون في اخراج احاديث اناس ضـعـفـا ، بل ومتروكين ، ومع هذا لا يخرجون للواقدي شيئا قال : مع ان وزنه عندي مع ضعفه انه يكتب حديثه ويروى ، لأني لا اتهمه بالوضع ، وقول من اهدر فيه مجازفة من بعض الوجوه (4) .

قلت : وهذا المنهج الذي انتهجه الذهبي هو الارجح في النظر ، لان الرجل رجل التاريخ والسير والـمـغازي ، وليس من رجال الفقه والحديث والتفسير والعمدة انه لم يكن ممن يضع وان خلط الغث بـالسمين والخرز بالدر الثمين ، شان سائر ارباب التاريخ والسير كابن جرير وابن الاثير وابي الفداء وغيرهم من اعلام التاريخ ولد سنة (130هـ) ، ومات سنة (217هـ) ببغداد ، وهو قاض بعسكر المهدي من قبل المأمون .

و مقاتل بن سليمان بن بشير الخراساني المروزي اصله من بلخ وانتقل الى البصرة ، ودخل بغداد وحـدث بـهـا وكـان مشهورا بتفسير كتاب اللّه ، وله تفسير معروف اخذ العلم عن مجاهد وعطا والضحاك وغيرهم من كبار التابعين وكان من العلماء الاجلاء قال الامام الشافعي : الناس كلهم عيال على مـقـاتل بن سليمان في التفسير وكان تفسيره هذا موضع اعجاب العلماء من اول يومه ، وقد اتهمه من لأخلاق له حسدا عليه قال ابراهيم الحربي وقد سئل ما بال الناس يطعنون عليه ؟ فقال :حسدا منهم له وله حديث عن الامام ابي عبداللّه الصادق (عليه السلام ) يرفعه الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يدل على رفيع منزلته لدى ائمة اهل البيت (عليهم السلام ) وقد عده الشيخ ابو جعفر الطوسي من اصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام ) وقد اتينا على ترجمته ـ وان الرجل صالح لا مغمز فيه ـ عند الكلام عن الطرق الى ابن عباس (5) توف ي سنة (150هـ).

و امـا مـحـمد بن سعيد المصلوب ، فهو من اهل دمشق ، اتهم بالزندقة فصلبه ابو جعفر وهو الذي وضع الحديث المروي من طريقه ، عن حميد عن انس مرفوعا : ((انا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ، الا ان يـشـاء اللّه )) فقد وضع وافترى هذا الاستثناء ، تأييدا لمذهبه في الزندقة (6) ثم اخذ يدعي الـنـبوة (7) وكان يضع الحديث ويضع الاسانيد قال : لا باس اذا كان الكلام حسنا ان تضع له اسنادا وعن احمد بن حنبل قال : عمداً ، كان يضع الحديث (8).

و قـال ابن الجوزي : والكذابون والوضاعون خلق كثير ، قد جمعت اسماهم في كتاب ((الضعفاء والمتروكين )) وكان من كبار الكذابين : وهب بن وهب القاضي ، ومحمد بن السائب الكلبي ، ومحمد بـن سـعـيد الشامي ، المصلوب ، وابو داود النخعي ، واسحاق بن نجيح الملطي ، وغياث بن ابراهيم النخعي ، والمغيرة بن سعيد الكوفي ، واحمد بن عبد اللّه الجويباري ، ومأمون بن احمد الهروي ، ومحمد بن عكاشة الكرماني ، ومحمد بن القاسم الكانكاني .

وروى بـاسـناده عن ابي عبد اللّه محمد بن العباس الضبي ، قال : سمعت سهل بن السري يقول : قد وضـع احمد بن عبداللّه الجويباري ، ومحمد بن عكاشة الكرماني ، ومحمد بن تميم الفارابي ، على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) اكثر من عشرة آلاف حديث (9) .

ولـلعلامة الاميني فهرس باسما الكذابين ممن كان يكذب على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) صريحا من غير ان يتورع اورده في كتابه القيم ((الغدير)) بعنوان ((سلسلة الكذابين والوضاعين )) (10) ذكر فيها الاهم ممن كان يضع الحديث ، ونحن نقتطف منها نماذج :

1- ابـراهـيم بن الفضل الاصبهاني ابو منصور توفي سنة (530هـ) احد الحفاظ كذاب كان يقف في سوق اصـفـهـان ويروي من حفظه بسنده ، وكان يضع في الحال قال معمر : رايته في السوق وقد روى مناكير بأسانيد الصحاح ، وكنت أتأمله مفرطا اظن ان الشيطان تبدى على صورته .

2- ابراهيم بن هدبة البصري ، كذاب خبيث حدث بالأباطيل ووضع على انس كان رقاصا بالبصرة يدعى الى العرائس فيرقص لهم ، وكان يشرب المسكر بقى الى سنة (200هـ).

3- احـمـد بـن الـحسن بن ابان البصري من كبار شيوخ الطبراني ، كان كذابا دجالا يضع الحديث على الثقات .

4- احمد بن داود ، ابن اخت عبد الرزاق ، من اكذب الناس ، عامة احاديثه مناكير.

5- احمد بن عبد اللّه الشيباني ابو علي الجويباري ، كذاب ، يضع الحديث ، دجال قال البيهقي : اني اعرفه حـق الـمـعرفة بوضع الاحاديث على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) فقد وضع عليه اكثر من الف حديث وسمعت الـحاكم يقول : هذا كذاب خبيث ، وضع كثيرا في فضائل الاعمال ، لاتحل رواية حديثه بوجه وقال ابن حبان : دجال من الدجاجلة ، روى عن الائمة ألوف احاديث ، ما حدثوا بشيء منها.

6- احـمـد بـن عبد اللّه بن محمد ابو الحسن البكري ، كذاب دجال واضع القصص التي لم تكن قط ، فما اجهله واقل حياه قاله الذهبي في ((ميزان الاعتدال )).

7- أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمان الفارياناتي . كان وضاعاً مشهوراً .

8- احـمد بن محمد بن محمد ابو الفتح الغزالي الطوسي الواعظ المفوه المتوفى سنة (520هـ) ، اخو ابي حـامـد ، كـان يضع ، و الغالب على كلامه التخليط والاحاديث الموضوعة ، وكان يتعصب لإبليس ويعذره .

9- احمد بن محمد بن الصلت ، وضاع ، لم يكن في الكذابين اقل حيا منه .

10- احمد بن محمد بن غالب الباهلي ابو عبد اللّه المتوفى سنة (275هـ) ، غلام الخليل ، من كبار الزهاد ببغداد ، كذاب وضّاع ، و كان دجالاً.

11- اسحاق بن بشر البخاري ابو حذيفة المتوفى سنة (206هـ) ، قد اجمعوا على انه كذاب يضع الحديث .

12- اسحاق بن ناصح ، من أكذب الناس ، يحدّث عن النبي عن ابن سيرين ، برأي ابي حنيفة .

13- اسحاق بن نجيح الملطي الازدي ، دجال ، اكذب الناس ، عدو اللّه ، رجل سوء ، خبيث ، كان يضع الحديث .

14- اسحاق بن وهب الطهرمسّي ، كذاب متروك ، كان يضع صراحا.

15- اسـماعيل بن علي بن المثنى الواعظ الاسترابادي المتوفى (448هـ) ، كذاب ابن كذاب ، كان يقص ويكذب ، يركب المتون الموضوعة على الاسانيد الصحيحة .

16- بشير بن نمير البصري المتوفى (238هـ) ، كان ركنا من اركان الكذب ، كذاب يضع الحديث .

17- الـحـسـن بـن علي الأهوازي ابو علي المتوفى سنة (446هـ) ، كذاب في الحديث والقراءة ، كان من اكذب الناس ، صنف كتاباً اتى بالموضوعات والفضائح .

18- الـحـسـن بـن علي ابو علي النخعي المعروف بأبي الاشنان قال ابن عدي : رأيته ببغداد يكذب كذبا فاحشا ويحدث عن قوم لم يرهم ، وكان يلزق احاديث قوم تفردوا به ، على قوم ليس عندهم .

19- الـحـسـن بن علي بن زكريا ابو سعيد العدوي البصري ، شيخ قليل الحياء كذاب أفاك ، يضع الحديث عـلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) ويسرق الحديث ، ويلزقه على قوم آخرين ، ويحدث عن قوم لا يعرفون ، وعامة احاديثه الا القليل موضوعات ، يتيقن انه هو الذي وضعه كذاب على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) يقول عليه ما لم يقله قال ابن حبان : لعله قد حدث عن الثقات بالأشياء الموضوعة ، ما يزيد على الف حديث .

20- الـحـسن بن عمارة بن المضرب ابو محمد الكوفي المتوفى سنة (153هـ) ، فقيه كبير كذاب ساقط مـتـروك ، وكـان يضع الحديث قال شعبة : من اراد ان ينظر الى اكذب الناس فلينظر الى الحسن بن عمارة .

21- الحسين بن حميد بن ربيع الكوفي الخزاز المتوفى (282هـ) ، كذاب ابن كذاب ابن كذاب .

22- الحسين بن محمد البزري المتوفى سنة (423هـ) ، كذاب ، احد المشايخ الاربعة الكذابين ببغداد.

23- حماد بن عمر النصيبي قال يحيى بن معين : انه من المعروفين بالكذب ووضع الحديث .

24- داود بن المحبر ابو سليمان البصري نزيل بغداد ، والمتوفى بها (206هـ) ، كذاب وضاع على الثقات ، صاحب مناكير ، متروك الحديث .

25- ربـيـع بـن مـحـمود المارديني المتوفى (652هـ) ، دجال مفتر ادعى الصحبة والتعمير توفي سنة (599هـ).

26- زكـريـا بـن يحيى المصري ابو يحيى الوكار المتوفى (254هـ) ، كذاب من الكذابين الكبار ، وكان فقيها صاحب حلقة ومن الصلحاء والعباد والفقهاء.

27- سـلـيمان بن داود البصري ابو ايوب المعروف بالشاذ كوني المتوفى (234هـ) ، احد الحفاظ ، كذاب خبيث ، كان يضع الحديث في الوقت ، وكان يتعاطى المسكر ويتماجن .

28- سليمان بن عمرو ابو داود النخعي كان اكذب الناس على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) معروف بوضع الحديث ، وكان رجلا صالحا في الظاهر ، الا انه كان يضع الحديث وضعا قال الخطيب : كان ببغداد رجال يكذبون ويـضـعون ، منهم ابو داود النخعي وقال الحاكم : لست اشك في وضعه الحديث على تقشفه وكثرة عبادته .

29- صالح بن بشير ابو بشر المري البصري ، قاص كذاب ، متروك الحديث .

30- عامر بن صالح حفيد الزبير بن العوام ، كذاب خبيث ، عدو للّه .

31- عـبد اللّه بن الحارث الصنعاني ، شيخ دجال يضع الحديث وضعا ، حدث عن عبد الرزاق بنسخة كلها موضوعة .

32- عبد اللّه بن عبد الرحمان الكلبي الأسامي ، من اكذب خلق اللّه ، روى بالأباطيل .

33- عبد اللّه بن علا ن بن رزين الخزاعي الواسطي ، كان كذابا ، كثير الكذب والتزوير.

34- عبد المنعم بن ادريس اليماني المتوفى (228هـ) ، قصاص كذاب خبيث ، يضع الحديث .

35- كثير بن عبد اللّه بن عمرو المزني المدني ، ركن من اركان الكذب .

36- مـحـمد بن شجاع ابو عبد اللّه الثلجي الحنفي المتوفى (266هـ) ، فقيه العراق في وقته ، كان كذابا ، يضع الحديث في التشبيه احتال في ابطال الحديث عن رسول اللّه ، ورده نصرة لابي حنيفة ورايه .

37- مـحمد بن محمد بن عبد الرحمان ابو الفتح الخشاب ، كان يضرب به المثل في الكذب والتخيلات ووضعها ، وكان منهمكا على الشرب قال فيه ابراهيم بن عثمان العربي :

اوصاه ان ينحت الاخشاب والده ـــــ فلم يطقه واضحى ينحت الكذباء .

38- نـوح بـن مريم ابو عصمة المروزي المتوفى (173هـ) ، شيخ كذاب ، كان يضع الحديث وضع حديث فضائل القرآن الطويل .

39- هناد بن ابراهيم النسفي ، كذاب وضاع ، راوية للموضوعات والبلايا توفي سنة (465هـ).

40- وهب بن وهب القاضي ابو البختري القرشي المدني ، اكذب الناس توفي سنة (200هـ) ، كذاب خبيث ، دجـال عدو اللّه ، كان يضع الحديث وضعا وكان عامة الليل يضع الحديث قال فيه سويد بن عمرو بن الزبير :

انا وجدنا ابن وهب حدثنا ـــــ عن النبي اضاع الدين والورعاء.

يروي احاديث من افك مجمعة ـــــ اف لوهب وما روى وما جمعا.

الى آخر ابيات .

قـال ابـن عدي : ابو البختري من الكذابين الوضاعين ، وكان يجمع في كل حديث يرويه اسانيد من جسارته على الكذب ، و وضعه على الثقات .

41- يحيى بن هاشم الغساني السمسار ابو زكريا ، كذاب ، دجال هذه الامة كان يضع الحديث ويسرقه .

42- ابو المغيرة شيخ ، من اكذب الناس وأخبثهم .

فـهؤلاء اربعون شيخا من كبار المحدثين الوضاعين ، المعروفين بالكذب والاختلاق ، اخترناهم من سـبعمائة شيخ كذاب ، اوردهم العلامة الاميني في ((الغدير)) ولعلك تستغرب هذا العدد الهائل من الكذابين على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) حيث عدم المبالاة في الفرية في الدين ولكن لا غرابة فيمن سولت له نـفـسه وانساه الشيطان ذكر ربه فهؤلاء ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه {إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139] صدق اللّه العلي العظيم .

وبـعـد ، فهذا غيض من فيض ، احتمله سيل الكذابين ممن اجترأوا على اللّه واجترحوا السيئات ، فـشـوهـوا وجه الحديث عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)و لقد صدق حيث قوله في خطبته في حجة الوداع : ((قـد كثرت على الكذابة وستكثر فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فاذا اتاكم الحديث فـاعـرضـوه على كتاب اللّه وسنتي ، فما وافق كتاب اللّه وسنتي فخذوه ، وما خالف كتاب اللّه وسنتي فلا تأخذوا به )) (11) .

فقد زالت الثقة بكتب الحديث من اهل الحشو ، مع هذا الخضم من الموضوعات المدسوسة في الحديث والتفسير.

________________________

1- ملحق كتابه في الضعفاء والمتروكين للنسائي ، ص 123 . غير أن أغلب من ذكرهم براء من هذه النسبة على ما سنذكر .

2- راجـع : سـيـر اعـلام الـنـبلاء ، ج8 ، ص 450 ، رقم119 وتهذيب التهذيب ، ج1 ، ص 158، رقم 284.

3 - راجع : الفهرست للشيخ ابي جعفر الطوسي ، ص 16 ، رقم 24.

4- سـيـر اعـلام الـنبلاء ، ج9 ، ص 454 ـ 469 ، رقم 172 وتاريخ بغداد ، ج3 ، ص 3 ـ 21 وغيرهما من أمهات كتب التراجم .

5- راجع : تاريخ بغداد ، ج13 ، ص 160 ـ 169؛ وفيات الأعيان ، ج5 ، ص255 ، رقم 733 وغيرهما من أمهات التراجم .

6- تفسير القرطبي ، ج1 ، ص 78.

7- هامش ملحق الضعفاء والمتروكين ، ص 124.

8- ميزان الاعتدال للذهبي ، ج3 ، ص 561 ، رقم 7592.

9- الموضوعات ، ج1 ، ص 47 ـ 48.

10- راجع : الغدير ، ج5 ، ص 209 ـ 275.

11- بحار الانوار ، ج2 ، ص 225.