أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-12
931
التاريخ: 2024-03-13
713
التاريخ: 2024-02-21
857
التاريخ: 2024-07-17
409
|
كانت ديانا، ربة القمر، باردة العاطفة ومنطوية على نفسها، كالفلك الذي تحكم عليه. واعتُبرت بنوعٍ خاصٍ حامية العذراوية المتزمتة. وكان يطاردها في بعض الأحيان، قليل من العشاق، ولكنها لم تستسلم إليهم إطلاقًا، وأعدت لبعضهم مصيرًا قاسيًا. غير أنها أحبت ذات مرة، أحبت إنديميون. كان إنديميون هذا راعيًا شابًّا، يرعى قطعان أغنامه على المنحدرات الخضراء لجبل لاتموس. وكان شابًّا رائع الجمال، ونبيل الأخلاق، حتى إن أهل المنطقة التي يعيش فيها نظروا إليه والرهبة تملأ قلوبهم، وقالوا إنه لا بد أن يكون ابن جوبيتر. وفي إحدى أمسيات الصيف، بعد أن رعى أغنامه، رقد تحت شجرة بلوط، واستغرق في نومٍ عميق، بينما كان الكون في ظلامٍ دامس لا يُنيره سوى ضوء النجوم، ولكن بعد فترةٍ وجيزة، بينما كانت ديانا تقود عربتها الفِضية عبر السماء، أنارت الجبل والوادي. وكانت تسوق جيادها الناصعة البياض في بطء. وبينما هي تسوقها، نظرت إلى الأرض تحتها، فإذا ببصرها يقع على إنديميون النائم، وفجأة تغلغل في قلبها حب ذلك الصبي الراعي الوسيم. رنَتْ إليه ديانا، وقد تملكها ارتباك. وكان يسرها أن توقظه فتبثه غرامها، ولكنها لم تجرؤ على أن تفعل ذلك؛ لأنها كثيرًا ما نهرت الآلهة الآخرين على إعجابهم بالبشر. وطالما افتخرت بأنها هي نفسها ذات مناعة ضد مثل ذلك الضعف، وبأنها ربة العذراوية اللامتغيرة، فكيف وقعت هي الآن في الحب؟ وعلى هذا، تسللت من عربتها خلسة، وجلست إلى جانب إنديميون، وقبلته برفق لئلا توقظه. وأضفت على نومه أحلامًا لذيذة، كثيرًا ما يتخلَّلها شبح ربة القمر يخطر أمامه، فيتنهد إنديميون في نومه سعيدًا، وهكذا كانت ديانا تقضي الليلة بعد الليلة. ولكن الآلهة الآخرين بدئوا يلاحظون كثرة غياب ديانا عن السماء، وأن عربتها تسير بسرعة غير منتظمة عبر السماء، ثم شرعوا يتجسَّسون عليها. وسرعان ما انكشف سرها وذاع بين كل مَنْ في أوليمبوس الشاهق، وكان بعضهم، ولا سيما فينوس، يود لو يسخر منها لولا أن جوبيتر قمعهم. وخشي أبو الآلهة والبشر أن يأتي وقت تهمل فيه ديانا، بسبب ذلك الصبي الراعي، تهمل واجبها الأصلي، وهو إضاءة السماء ليلًا. لذلك اعتزم جوبيتر أن يفرض على إنديميون اختيارًا عسيرًا. فاستدعى إليه ذلك الشاب وخيَّره بين أمرين لا ثالث لهما. إما أن يموت بأية طريقة يختارها، أو يغط في نوم أبدي. فاختار إنديميون المصير الأخير، ولا يزال نائمًا في كهف بجبل لاتموس، حتى تستطيع ديانا أن تنظر إليه من نقطةٍ معينةٍ، وهي في طريقها عبر السماء.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|