المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خروج الحسين إلى العراق  
  
3297   05:11 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص410-414
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 3142
التاريخ: 16-3-2016 3546
التاريخ: 16-3-2016 3092
التاريخ: 3-04-2015 3395

أمر ابن زياد بجثة مسلم وهانئ فصلبتا بالكناسة وبعث برأسيهما إلى يزيد بن معاوية وأخبره بأمرهما فأعاد يزيد الجواب إليه يشكره على فعله وسطوته ويقول له قد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة فضع المناظر والمسالح واحبس على الظنة وخذ على التهمة واكتب إلي في كل ما يحدث وكان يزيد بن معاوية قد انفذ عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكة في عسكر عظيم وولاه أمر الموسم وأمره على الحاج كلهم فحج بالناس وأوصاه بقبض الحسين (عليه السلام) سرا وإن لم يتمكن منه يقتله غيلة وأمره أن يناجز الحسين (عليه السلام) القتل إن هو ناجزه فلما كان يوم التروية قدم عمرو بن سعيد إلى مكة في جند كثيف فلما علم الحسين (عليه السلام) بذلك عزم على التوجه إلى العراق وكان قد أحرم بالحج وقد وصله قبل ذلك كتاب مسلم بن عقيل ببيعة أهل الكوفة له فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وقصر من شعره وأحل من إحرام الحج وجعلها عمرة مفردة لأنه لم يتمكن من إتمام الحج مخافة أن يقبض عليه فخرج من مكة يوم الثلاثاء وقيل يوم الأربعاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة فكان الناس يخرجون إلى منى والحسين (عليه السلام) خارج إلى العراق ولم يكن علم بقتل مسلم بن عقيل لأن مسلما قتل في ذلك اليوم الذي خرج فيه الحسين (عليه السلام) إلى العراق .

ولما عزم الحسين (عليه السلام) على الخروج من مكة إلى العراق قام خطيبا في أصحابه فكان مما قال : الحمد لله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا إني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى وجاءه أبو بكر عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي فنهاه عن الخروج إلى العراق فقال له الحسين (عليه السلام) : جزاك الله خيرا يا ابن عم قد اجتهدت رأيك ومهما يقض الله يكن .

وجاءه عبد الله بن عباس فنهاه عن الخروج أيضا فقال استخير الله وانظر ما يكون ثم أتاه مرة ثانية فأعاد عليه النهي وقال إن أبيت إلا الخروج فاخرج إلى اليمن فقال الحسين (عليه السلام) يا ابن عم اني والله لاعلم أنك ناصح مشفق وقد أزمعت أجمعت المسير ثم خرج ابن عباس فمر باب الزبير وانشد :

يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري * هذا حسين خارج فابشري

وجاءه عبد الله بن الزبير فأشار عليه بالعراق ثم خشي أن يتهمه فقال لو أقمت لما خالفنا عليك ، فلما خرج ابن الزبير قال الحسين (عليه السلام) : ان هذا ليس شئ أحب إليه من أن أخرج من الحجاز ثم

جاءه عبد الله بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضلال وحذره من القتل والقتال فقال له يا أبا عبد الرحمن أ ما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل أ ما تعلم أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كان لم يصنعوا شيئا فلم يعجل الله عليهم بل اخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام ، اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي .

وكان الحسين (عليه السلام) يقول وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني والله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في السبت والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرام المرأة وجاءه محمد بن الحنفية في الليلة التي أراد الحسين (عليه السلام) الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له يا أخي ان أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فان رأيت أن تقيم فإنك أعز من بالحرم وأمنعه فقال يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت فقال له ابن الحنفية .

فان خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك امنع الناس به ولا يقدر عليك أحد ، فقال انظر فيما قلت ، فلما كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام) فبلغ ذلك ابن الحنفية فاتاه فاخذ بزمام ناقته وقد ركبها فقال يا أخي أ لم تعدني النظر فيما سألتك قال بلى قال فما حداك على الخروج عاجلا قال أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما فارقتك فقال يا حسين اخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا فقال محمد بن الحنفية إنا لله وإنا إليه راجعون فما معنى حملك هؤلاء النسوة معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال فقال إن الله قد شاء أن يراهن سبايا ؛ فسلم عليه ومضى . وسمع عبد الله بن عمر بخروجه فقدم راحلته وخرج خلفه مسرعا فأدركه في بعض المنازل فقال أين تريد يا ابن رسول الله قال العراق قال مهلا ارجع إلى حرم جدك فابى الحسين (عليه السلام) فلما رأى ابن عمر إباءه قال يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبله منك فكشف الحسين (عليه السلام) عن سرته فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى وقال استودعك الله يا أبا عبد الله فإنك مقتول في وجهك هذا ولما خرج الحسين (عليه السلام) من مكة اعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص أمير الحجاز من قبل يزيد ، عليهم اخوه يحيى بن سعيد ليردوه فابى عليهم وتدافع الفريقان وتضاربوا بالسياط ثم امتنع عليهم الحسين (عليه السلام) وأصحابه امتناعا شديدا ومضى الحسين (عليه السلام) على وجهه فبادروا وقالوا يا حسين أ لا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة فقال لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال خرجنا مع الحسين (عليه السلام) فما نزل منزلا ولا أرتحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله وكتب عمرو بن سعيد وهو والي المدينة بأمر الحسين (عليه السلام) إلى يزيد فلما قرأ الكتاب تمثل بهذا البيت :

فان لا تزر أرض العدو وتأته * يزرك عدو أو يلومنك كاشح

ثم سار (عليه السلام) حتى مر بالتنعيم فلقي هناك عيرا تحمل هدية قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية وعليها الورس والحلل فاخذ الهدية وقال لأصحاب الجمال من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفينا كراه وأحسنا معه صحبته ومن أحب أن يفارقنا أعطيناه كراه ما قطع من الطريق فمضى معه قوم وامتنع آخرون فمن فارقه أعطاه حقه ومن سار معه أعطاه كراه وكساه وإنما أخذها لأنها من مال المسلمين ومرجع أمورهم إليه لا إلى يزيد الذي ليس أهلا للخلافة ثم سار (عليه السلام) حتى أتى الصفاح فلقيه الفرزدق الشاعر وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص أنه لقيه ببستان بني عامر قال الفرزدق حججت بأمي سنة ستين فبينما أنا أسوق بعيرها حتى دخلت الحرم إذ لقيت الحسين (عليه السلام) خارجا من مكة معه أسيافه وأتراسه فقلت لمن هذا القطار فقيل للحسين بن علي فاتيته وسلمت عليه وقلت له أعطاك الله سؤالك وأملك فيما تحب بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال لو لم أعجل لأخذت ثم قال لي من أنت قلت رجل من العرب فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك ثم قال لي اخبرني عن الناس خلفك فقلت الخبير سالت قلوب الناس معك وأسيافهم عليك والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء فقال صدقت لله الامر من قبل ومن بعد وكل يوم هو في شأن إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سيرته فقلت له أجل بلغك الله ما تحب وكفاك ما تحذر وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها وحرك راحلته وقال السلام عليك وألحق عبد الله بن جعفر الحسين (عليه السلام) بابنيه عون ومحمد وكتب على أيديهما كتابا يقسم عليه فيه بالرجوع ويقول إني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك وإن هلكت اليوم طفئ نور الأرض فإنك علم المهتدين وصار عبد الله إلى عمرو بن سعيد أمير المدينة فسأله أن يكتب للحسين (عليه السلام) أمانا ويمنيه البر والصلة فكتب له وانفذه مع أخيه يحيى بن سعيد فلحقه يحيى وعبد الله بن جعفر وجهدا به في الرجوع فقال إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام وأمرني بما أنا ماض له فقالا له فما تلك الرؤيا قال ما حدثت بها أحدا وما أنا محدث بها أحدا حتى القى ربي عز وجل فلما أيس منه عبد الله بن جعفر أمر ابنيه عونا ومحمدا بلزومه والمسير معه والجهاد دونه ورجع هو إلى مكة وسار الحسين (عليه السلام) نحو العراق مسرعا لا يلوي على شئ حتى بلغ وادي العقيق فنزل ذات عرق فلقيه رجل من بني أسد يسمى بشر بن غالب واردا من العراق فسأله عن أهلها فقال خلفت القلوب معك والسيوف مع بني أمية فقال صدق أخو بني أسد إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولما بلغ الحسين (عليه السلام) إلى الحاجر من بطن الرمة كتب كتابا إلى جماعة من أهل الكوفة منهم سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وغيرهم وأرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي وذلك قبل أن يعلم بقتل مسلم يقول فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فاني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا فاني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكان مسلم بن عقيل قد كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة .

فاقبل قيس بكتاب الحسين (عليه السلام) وكان ابن زياد لما بلغه مسير الحسين (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة بعث الحصين بن تميم صاحب شرطته حتى نزل القادسية ونظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان وما بين القادسية إلى القطقطانة وإلى جبل لعلع قال الناس هذا الحسين يريد العراق فلما انتهى قيس إلى القادسية اعترضه الحصين بن تميم ليفتشه فاخرج قيس الكتاب وخرقه فحمله الحصين إلى ابن زياد فلما مثل بين يديه قال له من أنت قال أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه قال فلما ذا خرقت الكتاب قال لئلا تعلم ما فيه قال وممن الكتاب وإلى من قال من الحسين إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم فغضب ابن زياد وقال والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتسب الحسين بن علي وأباه وأخاه وإلا قطعتك أربا أربا فقال قيس أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم واما سب الحسين وأبيه وأخيه فافعل وكان قصده أن يبلغ رسالة الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة فصعد قيس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) وأكثر من الترحم على علي والحسن والحسين ولعن عبيد الله بن زياد وأباه ولعن عتاة بني أمية ثم قال أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا رسوله إليكم وقد خلفته بالحاجر فاجيبوه .

فامر به ابن زياد فرمي من أعلى القصر فتقطع فمات فبلغ الحسين (عليه السلام) قتله فاسترجع واستعبر بالبكاء ولم يملك دمعته ثم قرأ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ثم قال جعل الله له الجنة ثوابا اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك إنك على كل شئ قدير .

ثم أقبل الحسين (عليه السلام) من الحاجر حتى انتهى إلى ماء من مياه العرب فإذا عليه عبد الله بن مطيع العدوي وهو نازل به فلما رأى الحسين (عليه السلام) قام إليه فقال بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ماأقدمك واحتمله فانزله فقال له الحسين (عليه السلام) : كان من موت معاوية ما قد بلغك فكتب إلي أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم فقال له عبد الله أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الاسلام أن تنتهك أنشدك الله في حرمة قريش أنشدك الله في حرمة العرب فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحدا أبدا والله إنها لحرمة الاسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض نفسك لبني أمية وكان عبيد الله بن زياد أمر فاخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة فلا يدعون أحدا يلج ولا أحد يخرج وأقبل الحسين (عليه السلام) لا يشعر بشئ حتى لقي الاعراب فسألهم فقالوا لا والله ما ندري غير أنا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج فسار تلقاء وجهه وكان زهير بن القين البجلي قد حج في تلك السنة وكان عثمانيا فلما رجع من الحج جمعه الطريق مع الحسين (عليه السلام) فحدث جماعة من فزارة وبجيلة قالوا كنا مع زهير بن القين حين أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين (عليه السلام) فلم يكن شئ أبغض إلينا من أن نسير معه إلى مكان واحد أو ننزل معه في منزل واحد فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القين وإذا نزل الحسين تقدم زهير فنزلنا يوما في منزل لم نجد بدا من أن ننزل معه فيه فنزل هو في جانب ونزلنا في جانب آخر فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين (عليه السلام) حتى سلم ثم دخل فقال يا زهير إن أبا عبد الله بعثني إليك لتأتيه فطرح كل إنسان منا ما في يده كان على رؤوسنا الطير كراهة أن يذهب زهير إلى الحسين (عليه السلام) .

قال أبو مخنف فحدثتني دلهم بنت عمرو وهي امرأة زهير قالت : فقلت له الله أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت ، فاتاه زهير على كره فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فامر بفسطاطه وثقله ورحله فحول إلى الحسين (عليه السلام) ثم قال لامرأته أنت طالق الحقي باهلك فاني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير وقد عزمت على صحبة الحسين (عليه السلام) لأفديه بروحي واقيه بنفسي ، ثم أعطاها مالها وسلمها إلى بعض بني عمها ليوصلها إلى أهلها ، فقامت إليه وبكت وودعته وقالت خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين (عليه السلام) وقال لأصحابه من أحب منكم أن يتبعني وإلا فهو آخر العهد مني ، إني سأحدثكم حديثا : إنا غزونا بلنجر وهي بلدة ببلاد الخزر ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ففرحنا فقال لنا سلمان الفارسي : إذا أدركتم قتال شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم مما أصبتم من الغنائم ، فاما أنا فاستودعكم الله ، ولزم الحسين (عليه السلام) حتى قتل معه .

ولما نزل الحسين (عليه السلام) الخزيمية أقام بها يوما وليلة ثم سار حتى نزل الثعلبية فبات بها فلما أصبح إذا برجل من أهل الكوفة يكنى أبا هرة الأزدي قد أتاه فسلم عليه ثم قال يا ابن رسول الله ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدك محمد (صلى الله عليه وآله) فقال الحسين (عليه السلام) ويحك يا أبا هرة إن بني أمية أخذوا مالي فصبرت وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمي فهربت وأيما الله لتقتلني الفئة الباغية وليلبسهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا وليسلطن الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبا إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم وروى عبد الله بن سليم والمذري بن المشعل الأسديان قالا لما قضينا حجنا لم يكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين (عليه السلام) لننظر ما يكون من أمره فاقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتى لحقناه بزرود فلما دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين (عليه السلام) فوقف الحسين كأنه يريده ثم تركه ومضى فقال أحدنا لصاحبه إذهب بنا إلى هذا لنسأله فان عنده خبر الكوفة فمضينا إليه فقلنا ممن الرجل قال أسدي قلنا له ونحن أسديان ، ثم قلنا له أخبرنا عن الناس من ورائك قال لم اخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ورأيتهما يجران بأرجلهما في السوق فاقبلنا حتى لحقنا الحسين (عليه السلام) فسايرناه حتى نزل الثعلبية ممسيا فجئنا فقلنا له رحمك الله إن عندنا خبرا إن شئت حدثناك علانية وإن شئت سرا فنظر إلينا وإلى أصحابه ثم قال ما دون هؤلاء سر فقلنا قد والله استبرأنا لك خبره وكفيناك مسألته وهو امرؤ منا ذو رأي وصدق وعقل وإنه حدثنا أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهانئ ورآهما يجران في السوق بأرجلهما ، فقال انا لله وإنا إليه راجعون رحمة الله عليهما يردد ذلك مرارا فقلنا له ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت من مكانك هذا فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة بل نتخوف بأن يكونوا عليك ، فنظر إلى بني عقيل فقال ما ترون فقد قتل مسلم ؟ فقالوا والله لا نرجع حتى نصيب ثارنا أو نذوق ما ذاق ، فاقبل علينا الحسين (عليه السلام) وقال لا خير في العيش بعد هؤلاء فعلمنا انه قد عزم رأيه على المسير فقلنا له خار الله لك ، فقال رحمكما الله وارتج الموضع بالبكاء لقتل مسلم بن عقيل وسالت الدموع عليه كل مسيل ، فلما كان السحر قال لفتيانه وغلمانه أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا وكان لا يمر بماء إلا أتبعه من عليه ، ثم ارتحلوا فسار حتى انتهى إلي زبالة فاتاه بها خبر عبد الله بن بقطر وهو أخو الحسين (عليه السلام) من الرضاعة .

قال الطبري : وكان سرحه إلى مسلم بن عقيل من الطريق وهو لا يعلم بقتله فأخذته خيل الحصين فسيره من القادسية إلى ابن زياد وقيل بل أرسله الحسين (عليه السلام) مع مسلم فلما رأى مسلم الخذلان بعثه إلى الحسين يخبره بما انتهى إليه الامر فقبض عليه الحصين وأرسله إلى ابن زياد فقال له ابن زياد اصعد فوق القصر والعن الكذاب ابن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك فصعد فاعلم الناس بقدوم الحسين (عليه السلام) ولعن ابن زياد وأباه فألقاه من القصر فتكسرت عظامه وبقي به رمق فاتاه عبد الملك بن عمير اللحمي قاضي الكوفة فذبحه بمديته فعيب عليه فقال أردت أن أريحه .

فلما أبلغ الحسين (عليه السلام) خبره أخرج إلى الناس كتابا فقرأه عليهم  وفيه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإنه قد أتاني خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن بقطر وقد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج ليس عليه ذمام  فتفرق الناس عنه واخذوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة ونفر يسير ممن انضموا إليه ، وكان اجتمع إليه مدة مقامه بمكة نفر من أهل الحجاز ونفر من أهل البصرة وإنما فعل ذلك لعلمه بان أكثر من اتبعوه إنما اتبعوه ظنا أنه يقدم بلدا قد استقامت له طاعة أهله فكره أن يسيروا معه الا وهم يعلمون ما يقدمون عليه وقد علم أنه إذا بين لهم لم يصحبه إلا من يريد مواساته والموت معه وقيل إن خبر مسلم وهانئ أتاه في زبالة أيضا .

ولقيه الفرزدق بعد ما رجع من الحج فسلم عليه وقال يا ابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته فاستعبر الحسين (عليه السلام) باكيا ثم قال رحم الله مسلما فلقد صار إلى روح الله وريحانه وتحياته ورضوانه أما أنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا وأنشأ يقول :

لئن تكن الدنيا تعد نفيسة * فان ثواب الله أعلى وأنبل

وان تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل

وان تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في السعي أجمل

وان تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل

فلما كان وقت السحر أمر الحسين (عليه السلام) أصحابه فاستقوا ماء وأكثروا ثم ثار من زبالة حتى مر ببطن العقبة فنزل عليها فلقيه شيخ من بني عكرمة وهو لوذان فسأله : أين تريد فقال له الحسين (عليه السلام) الكوفة فقال الشيخ أنشدك الله لما انصرفت فوالله ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطؤوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا فاما على هذا الحال التي تذكر فاني لا أرى لك أن تفعل فقال له الحسين (عليه السلام) يا عبد الله : ليس يخفى علي الرأي ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره ، ثم قال (عليه السلام) والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرق الأمة ثم سار حتى نزلوا شراف ، فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء